أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زاهد عزت حرش - سامية حلبي .. رحالة الهموم الفلسطينية















المزيد.....

سامية حلبي .. رحالة الهموم الفلسطينية


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 541 - 2003 / 7 / 12 - 08:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


 

 انسانة في الخامسة والستين من العمر .. تجتمع فيها حيوية السنين والاصرار والعقيدة الثابتة بعدالة قضية شعبها الفلسطيني . هذا الوجع الذي توالد ترحالها الاول فيه قصراً , كمعظم ابناء هذا الشعب, يوم نزوحها وهي بعد في مقتبل العمر, على ايدي جلاوزة أخر القرون واخر معاقل الاستعمار الكولونيالي المدجج بدوافع البذخ الامبريالي فكراً وممارسة .!! الا انها وبعد مضي هذا العمر الطويل .. اعتنقت حقها في الدفاع عن فلسطين , ارضاً وشعباً وحضارة وفناً , وخاصة في بحر الفنون التشكيلية الفلسطينية , فاخذت توثق تاريخ هذه الحركة وتقيم الصلة والتواصل بين ابناء فلسطين, وابناء العالم من الطبقات الشعبية الباحثة عن غد ومستقبل افضل للكل البشر .

 ليس مهماً متى بدأت رحلة التعارف والصداقة بيننا, فكأني بها على مودة منذ الف عام , وهي كذلك, ما ان تأتي الى ارض فلسطين الممزقة ما بين هنا وهناك, الا ويكون لنا نصيب في اللقاء, فما بين حزيران الماضي وحزيران القافل ابوابه قبل ايام, تثلث اللقاء بيننا . ففي حزيران 2002 جاءت سامية حلبي الرسامة الفلسطينية المغتربة في نيويوك, منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي .. جاءت على راس مجموعة من بسطاء الناس , ابناء الاحياء المتواضعة في ضواحي نيويوك, منهم شعراء وفنانين تشكيليين وموسيقيين ومسرحيين واناس عاديين , ليتعرفوا عن كثب على مأساة الشعب الفلسطيني وليدركوا بالحس والاحساس ما تقترفة الة الحرب الصهيونية بدعم من رئيسة العالم الحر .. كان نصيب اللقاء بيننا ان جاءت وبرفقتها شاعرة امريكية اصيلة, من اولاءك الذين عانوا من شغف التفرقة العنصرية وما يزالون, من ابناء السود هناك الموازين للسود هنا .. لوناً واضهاداً وتمزقاً, والمثابرين بقاءاً ونضالاً بوجة غلاة القمع والاستبداد .!!

 هكذا اعتادت سامية ان تحمل في ترحالها ما بين وطن اجبرت ان تعيش فيه, ووطن اجبرت ان تنزح عنه, قصة التحدي عقدة وعقيدة! فاثرت ان تطرق كل الابواب التي يمكن ان توسع دائرة الوعي الانساني بمصداقية وشرعية المطلب الفلسطيني, بالحياة والحرية والاستقلال .. وفي سياق كل محاولة من محاولاتها احتل موضوع الفن التشكيلي الفلسطيني حيز اساسي لا يناقسه في اهميته سو مدى ارتباطه بقضية هذا الشعب وانتصاره .

 روت لي سامية في ذاك اللقاء عن اهمية تعريف الانسان الامريكي العادي بحال الشعب الفلسطيني, وعن قرب! كي نتمكن من خلاله في تغيير الصورة التي تبثها اجهزة الامبريالية الامريكية والحركة الصهيونية, من افتراءات واكاذيب واجهاض محاولاتها لربض القضية الفلسطينية بالارهاب.!! وكان ما تقوم به امريكا واسرائيل ليس ارهاباً ؟!
 
 جاء اللقاء الثاني بيننا ايام تشرين الماضي , جاءت محملة بهموم جديدة من هموم توثيق البقاء الفلسطيني, على عاتقها وكاهلها حملت مجموعة من رواد متحف artcar القائم في هيوسطن من ولاية تكساس. هذا المتحف المتسم بطابع انساني متميز , انتمائاً وتمويلاً , فانتمائه يساري صاف, يعتمد ايديولوجيا الاشتراكية العلمية وابعادها الفلسفية المستقاة من التجربة التاريخية وماديتها الجدلية المنبثقة من الماركسية على مر تاريخها الفكري .. وتمويله يعتمد على ما يقدمة ابناء المنطقة من اليساريين العمال والمثقفين من دعم مادي دون اي مساعدة من اية مؤسسات حكومية امريكية او شركات احتكارية .

 ترأس المجموعة جيمس هاراثيرس رئيس المتحف وكانز المعرض الذي جاءوا من اجل جمع لوحاته , وهو معرض حمل عنوان "صنع في فلسطين " اقيم في المتحف المذكور ما بين اذار وتشرين ثاني لعام 2003 .. وقف جمع الاعمال على مدى تفاعلها مع ادوات الفن المعاصر البعيد عن رؤية ما بعد الحداثة . اضافة لجيمس جاء ايضاً ثلاثة شبان واحد يعمل كمساعد اول لجيمس في المتحف , اخذ يدون كل ما يجري في اللقاءات المتكررة مع الفنانين والاماكن وارتباط ذلك بالقضية الفلسطينية ومأساة التهجير والتشتت . اما جاكسون كرايبيد فكان العامل الاول في اذاعة محلية تبث الانتاجات الثقافية الشعبية بمنطقة هيوسطن . وتلتقي مع الجماهير هناك من خلال تحديد وجهة النظر الانسانية الفاعلة من اجل تحرر الانسان وحريته في العقيدة والحياة .. اما الاخير فكان تيكس كيرشين عامل مساعد اضافي لرئيس المتحف .

 في ذاك اللقاء ايضاً لمع دور سامية كانسانة تحمل هموم فلسطين على كاهلها , بدأت تعمل بجهد للاستفادة بأكبر قدر من اللقاءات مع الفنانين الفلسطينيين هنا , وقد عملت الى جانبها واضعاً كل امكانياتي وقدراتي واتصالاتي في خدمة هذا المشروع الرائد .. فأحضرت اعمال من الناصرة لكل من سسيل كاحلي وجهينة حبيبي قندلفت ,اضافة الى زيارة الزميلة جمانة عبود والاطلاع على اعمالها . كما دعوت داود حايك وخليل ريان ومروان ابو الهيجا للقاء في اليوم التالي , حضر من حضر وتعذر من تعذر .. الا ان مجموعة من الاعمال تجمت في بيتي لتلتقي معهم .. من ثم اسطحبت الوفد بجولة امتدت ما بين بلدة الجيش في الشمال وكفر قاسم في الجنوب .. ذهبنا الى مرفت عيسى والتقى الوفد وبمساعدة سامية طوال الوقت , حيث كانت همزة الوصل الاكثر صدقاً واكثر تحيزاً للقضية الفلسطينية, بشكل خاص والفن التشكيلي بوجه عام , وعرفت كيف تصبع الاحداث والرؤية بما تحمله في ذاتها من معرفة ووعي عارم بالّهم الفلسطيني وابعاده التاريخية والانسانية .. وفي اليوم التالي امتد اللقاء ما بين مرسم الاستاذ عبد عابدي على مشارف طلعة الجبل في حيفا وبيت الفنان اشرف فواخرة .. ليستمر الى ما بعد ذلك في لقاء مطول مع قصة المجزرة في احدى صورها الحية .. كما رواها الاستاذ الفنان عبد التمام طه , حين استضافنا في بيته وتحدث مطولاً امام الة التسجيل بالصوت والصورة . وقد حمل الوفد عدداً من اللوحات المصورة التي انتجها الفنان عبد التمام والمتعلقة بصورة متميزة بمجزرة كفر قاسم .

 غادر الوفد الى القدس وكان الوقت يقترب من منتصف الليل , وسامية بكل ما تحمل من عزم وقدرة, بقيت مؤمنة في حمل عبق ثرى هذا الوطن الباقي بقاء التاريخ والانسان , وما له علاقة بمشرع المعرض المنوي اقامته في متحف artcar في هيوسطن , ذلك ليس بداية المطاف , فقد ابتدأت الجولة من ربوع الشام ولقاء شيخ الفنانين الفلسطينيين الراحل مصطفى الحلاج وعدد آخر من الفلسطينيين هناك , وبعدها الى الاردن وزيارة الاستاذ الكبير الفنان اسماعيل شموط والفنانة القديرة تمام الاكحل ومجموعة من فناني فلسطين هناك .. وتعبر جسر العودة قادمة الى فلسطين  لتلتقي والكثير من ابناء شعبنا ما بين غزة ورام الله ونابلس والقدس .. هكذا لتكون اخر محطاتها ارض الجليل .. ويقرر جيمس ان ما ينفعه لاجل المعرض في هيوسطن هي مجموعة من اعمال الزميلة مرفت عيسى والزميل اشرف فواخرة . وهكذا اتمم بمساعدة سامية تزويدهم بالمعلومات لاجل شحن الاعمال عن طريق فريق فلسطيني يعمل مع شركة دولية للنقل والسفر .

 ومع اقفال حزيران الاخير ابوابه جاءت سامية حلبي مرة اخرى .. جاءت لوحدها محملة باخر ثمار جهدها وعطائها الوطني , وهو كتاب حمل عنوان " فن المقاومة الفلسطيني " liberation art of palestine دراسة قامت بوضعها الفنانة سامية حلبي, حيث عملت عليها بجهد متواصل من سنة 1999 .. ضم الكتاب وجهة النظر الثورية في تطور حركة الفنون التشكيلية, وتأثر الحركة التشكيلية الفلسطينية بالثورة والمقاومة الفلسطينية, وتأثير الثورة والمقاومة على الحركة التشكيلية  وتزويدها برموز وادوات تشكيلية تخص الفن الفلسطيني ومسيرته المميزة .

 جاءت سامية وكان اللقاء حميمياً , واتصلت ببعض الزملاء , فما حضر منهم سوى خليل ريان ومروان ابو الهيجا .. الا انه كان هناك لدى سامية مفاجأة ككل المرات السابقة .. فدعت د. مصلح كناعنة لنعقد جلسة ثلاثية حول مشروع له بعد ثقافي وحضاري, ومدلول علمي له صلة وثيقة بمستقبل شعبنا الفلسطيني .. الا ان الوقت لم يحن بعد للافصاح عن حيثياته .! كان اللقاء ودوداً رغم انه اول تعارف بيننا والدكتور مصلح كناعنه .. فمتى التقت الاهداف العليا لضمير انساني حي التقت المشاعر والاحاسيس ايضاً .

 جاءت سامية حلبي محملة بكثير من الامال والتمني لغدٍ افضل, واعمال مشتركة في المستقبل القريب, وغادرت محملة بعبق الارض والاماني لما في هذا الوطن من حلم للحرية والاستقلال وزوال الاحتلال .. ترحالها الدائم هذا صلة تتجدد مع الايام كتواصل الحياة بالحياة , وعهد على المضي الى الغد الآتي من اجل قضيتنا الانسانية والوطنية .. والواننا التشكيلية في كل ابعادها ومسامات تنفسها المحلي والعالمي .. دون السقوط في متاهات تقارب الحضارات وتفاعل الثقاقات, ما بين القاتل والضحية .. ما بين السيد والعبد !! فالعقيدة ثابتة والتواصل مستمر, الى ان تبزغ شمس الشعوب وتحرر البشرية, كل البشرية وعلى رأسها شعبنا الفلسطيني . 

 

 



#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما العمل .؟ !! ضد امريكا .. لكن ليس مع صدام .!!
- عزف منفرد على شباك احزاني
- جدارنا الاخير
- حبيبتي .. في رحلة البكاء والصهيل


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زاهد عزت حرش - سامية حلبي .. رحالة الهموم الفلسطينية