أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - الرسالة














المزيد.....

الرسالة


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 559 - 2003 / 8 / 10 - 03:30
المحور: الادب والفن
    


"الرسالة"

 زارني كَهلة القمر وهو بدر تمام, صديقي الشاعر مفلح طبعوني .. وبعد الذي لا بد منه, سألني عن جديد ما كتبت, واصر ان يلقي نظرة عليه .. كان رحيل شاعرنا واستاذنا الكبير شكيب جهشان ما زال يهدهد رجع صداه.! فاطلعته على "الرسالة" .. واصر ان اعدل عنونها لتتلائم وواقع هذا الرحيل, كنت مذ ذاك قد اضفت فقرة واحدة في نهايتها, وعدلت بيتين في الفقرة الاولى منها .. وهكذا تحولت من "رسالة الى الاستاذ شكيب جهشان" الى مناجاة حملت عنوان جديد "شاهد على ضريح الزمان والكلمات" .. فحملها صديقنا ذو "القصائد المعتقة" طي جناحيه وطار بها الى "الاتحاد", لتضيء من على صفحاتها حبات دمع لذكرى انسان طيب وعزيز علينا .. وكان ذلك في الـ 20.02.03 .

 كنت قد التقيت اول مرة بالشاعر شكيب جهشان مساء افتتاح معرض الزميلة سسيل كاحلي, ذاك الذي اقامته في فندق سانت كبرئيل سنة 1996 .. حيث جلسوا حول طاولة صغيرة, صديق قديم منذ ايام العمل في مجال الهندسة المدنية وهو الاخ مشيل ابو نوفل , واحد اعز اصدقائي رئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي, واستاذنا طيب الذكر والسيدة عقيلته.. انضممت اليهم الى ان جاءت سسيل لالتقيها حيث تعذر وصولي الى قاعة العرض في الطابق الاول .!

 بعدها توالت اللقاءات ما بين مشروع ثقافي وآخر .. ومع انضمامي الى المجلس العام لمسرح الميدان , ومع غنائية "اذكر" حمل التعارف بيننا عمق انساني وصداقة بدأت تكبر مع الايام .. وكان مساء .. واقمنا اسرة جمعية "سوا" في شفاعمرو "موسم حصاد" في صيف 2002, شمل مجموعة من الاعمال المسرحية التي انتجها "الميدان" .. وبالطبع كانت واحدة منها غنائية "اذكر" ..   فهل كان من الممكن ان اتأخر عن لقاء معها يأتي الى ساحة بيتي هنا .؟!

 قبل بدء العرض بوقت يسمح للناس بان يتبادلوا طيب الكلام فيما بينهم , جاء الاستاذ شكيب جهشان ومعه ام اياد , كان يحمل تحت ابطه عدداً من نسخ ديوانه الاخير " يطلون اوسمة من شذاً " .. وكما معروف عن طيبته , قدم لي نسخة من كتابه مع كلمات اهداء وتوقيع بخط يده .. جلسنا على قرب , وتحدثنا فيما سمح لنا الوقت به من حديث .. وعند نهاية العرض , تمنيت عليه ان يقبل دعوتي له ولمن معه لنشرب كأس نبيذ احتفاء بغنائيته وبكتابه الجديد .. فاعتذر بلطف قائلاً : يا ريت .. كنت اتمنى .. لكنني ما عدت اقدر على ذلك .!! وافترقنا .!!

 من خلال وترياته المشبعة بالمشاعر والاحاسيس الطيبة , اكتشفت عظمة هذا الانسان الشاعر وعمق صدقه وامانته .. لذاته ولتاريخه ولشعبه .!! فكتبت "رسالتي" اليه , التي جاءت وقع صدى مزاميره والمشبعة بعبق ارضه وعقيدته وثقافته .!! ورحت انتظر الايام التي ستجمعني به .. وكان مساء .!! اقام فيه مسرح الميدان في مقره النصراوي حفل توزيع جوائز مسابقة النصوص المسرحية لسنة 2002 .. ولم ياتي ابى اياد .. الا انني التقيت هناك وصديقي وليد الفاهوم , فاسريت له بموضوع الرسالة , فحملها اليه .!!

 وما هي الا بضع ايام .. واذ بالهاتف ينقل لي صوت الاستاذ شكيب جهشان, ليقول لي كلاماً ارق مما احتمل, واعذب مما حملت رسالتي اليه , ويضيف انه لم يتوقع مني رسالة بالكلمات .. لان هذه اللغة يعرفها ! الا انه توقع ان تكون رسالتي اليه رسالة الوان .. فوعدته بلوحة تكون خاصة به .!! الا انه لم ينتظر ! ورحل في سفره الاخير دون لقاء او وداع او كلمة .!!

 لم اشارك في جنازته .. ولم اشارك في ذكرى مرور الاربعين على وفاته .. ولم التقي احداً من اسرته .. كنت اعزي نفسي بنفسي .!! واعتذر لهم جميعاً ! الا انني في هذه الايام, وبعد ان اختمرت رؤية مشروع رسم جديد, يحمل عنوان " شبابيك الذاكرة " ويقوم بالاساس على تنفيذ لوحات على شبابيك خشبية, من مخلفات البيوت المرممة او المهجورة .. جاءت اول لوحة فيها لذكرى طيب الذكر .. الاستاذ الكبير شكيب جهشان .!!

 ها هي هديتي اليك .. الا انني " يا سيدي لا اعرف العنوان .. لا اعرف العنوان " ؟! 




#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطفى الحلاج .. احتراق في قاعة الانتظار
- اخر الطلقات
- سامية حلبي .. رحالة الهموم الفلسطينية
- ما العمل .؟ !! ضد امريكا .. لكن ليس مع صدام .!!
- عزف منفرد على شباك احزاني
- جدارنا الاخير
- حبيبتي .. في رحلة البكاء والصهيل


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - الرسالة