أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثانية 1-1















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثانية 1-1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1853 - 2007 / 3 / 13 - 13:01
المحور: القضية الكردية
    


الخاتمة الثانية

لقد كنت مضطراً إلى جعل مرافعتي تعتمد على تحليل الحضارة، فالتشكلات الفوقية للمجتمعات، والتحولات الجارية في أساسها تشكل جوهر هذا التحليل، والقيام بتوضيح جوهر الدياليكتيك الذي تعتمد عليه التطورات، يعطي تعريف الظاهرة الاجتماعية المقصودة، ويبقى الالتزام بأن الفرز الطبقي والتحول إلى دولة يكمن في أساس الحضارة التاريخية، التاريخ بذاته يحيا على شكل سلسلة حلقات مستمرة حتى يومنا هذا، من خلال التطورات التي ترتبط ببعضها بعلاقات عضوية متكاملة، والمفهوم الحركي والعضوي للتاريخ يمكن أن يقيّم على أنه تعبير عن المرحلة الديالكتيكية المعتمدة على الفرز الطبقي والنتيجة الطبيعية لهذا المفهوم، ونرى الحقائق الباقية من الأمس ليست بعيدة كثيراً عن الحقائق التي ستتكون غداً في الجوهر كما يبدو نظرياً.
إن نهجي التاريخي يشمل أمرين يحظيان بأهمية المفتاح، أولهما: الفرز الطبقي المعتمد على فائض الإنتاج، وأن النظام السياسي في أساسه يعتمد على ثقافة معابد الكهنة السومريين، والحضارة بأحد معانيها هي انفتاح ثقافة المعابد هذه وانتشارها، حيث هناك علاقة وثقية جداً بين المثيولوجيا التي تعتمد عليها هذه المعابد وفائض الإنتاج، وبقول آخر إن الإنتاج المثيولوجي للكهنة، وفائض الإنتاج هما التطوران الأساسيان اللذان طبعاً التاريخ بطابعهما، فالكهنة السومريون أسسوا أول زمرة حاكمة أصيلة، وهذا ما يجمع عليه كل المؤرخون، ولهذا فإن تحليل ثقافة المعابد السومرية يحظى بالأولوية على تحليل "ماركس لرأس المال"، بل إن تحليل رأس المال لوحده يتضمن نواقص كثيرة ولا يكفي، أما فائض القيمة فهو أحد الفروع التاريخية لفائض الإنتاج، وظهر فيما بعد بوقت طويل، أما الفرز الطبقي الذي تكون حول ذلك على شكل "برجوازية ـ و بروليتاريا" فهو يحظى بموقع محدود ضمن التكامل التاريخي، وهو لوحده بعيد عن تعريف الفكر والدولة والأخلاق والفنون، بل حتى يتم تناول الصراع الطبقي ضمن منطق النظام الاستغلالي المهيمن، وبالنتيجة لا يتجاوز أن يفتح الطريق أمام نظام جديد لفائض القيمة كما رأينا في مثال الاشتراكية المشيدة، وبأي شكل لا يتم فتح الطريق أمام التوجه نحو النظام الاجتماعي الذي يتم تخيّله والذي يسمى "باليوتوبيا الشيوعية"، لا شك أن هناك تأثير مصيري للطريق الذي يجري إتباعه أو الأسلوب الذي يتم الالتزام به، فالهدف بذاته مع عظمة الجهود المبذولة والبطولات ليس كافياً، وحتى يصبح التخلص من هذا المأزق ممكناً، يجب تحليل ثقافة المعابد السومرية التي تقدم مساهمة في تجاوز الوضع، وعلى الأقل يجب وضع التفسير الصحيح لمجمل التطور التاريخي، مما يوفر الإمكانية لتعريف التحول الاجتماعي التكاملي.
يجب النظر إلى تحليلي للحضارة على أنها خطوة من قبيل التجربة على هذا الطريق دون أن أكون مستعداً لها ومع عدم توفر الظروف الصحية اللازمة، كما يمكن تقييم ذلك على أنه مخطط تجريبي، ولكنني واثق من أن المصطلح الذي تم وضعه والأسلوب الذي تم الالتزام به قد وصل إلى الحقيقة، ويحظى بقيمة علمية وبناءً عليه يتضمن تفوقاً مهما، فإذا نظرنا إلى التاريخ ضمن هذا الإطار سنرى أن كل ما حصل كان نتيجة لتمأسس فائض الإنتاج وفائض القيمة على شكل مثيولوجيا حول محور المعابد، وتوسع هذا الأمر وتعمق وانتشر كما يبدو واضحاً، فمثلاً لننظر الى الاستغلال الجنسي الذي يمكن النظر إليه كأمر تافه، وربما يكون الميدان الذي يشهد أقل العلاقات، وبتقييم ذلك نستطيع التعرف على مدى صحة هذا الموقف التاريخي بشكل أفضل، ويمكن اعتبار مؤسستي "بلاي بوي وهو ليوود" الأمريكيتين لا تتجاوزان أن تكونا جزءاً سفلياً من ثقافة المعابد السومرية، وتمثلان شكلاً بليداً محلياً من مؤسسة الكاهن والكاهنة، وهكذا فإن المصانع والقصور ومؤسسات الدولة والحقوق والمعتقدات والمساجد والكنائس والكنيس وكل فروع الفنون والفنانين ما هي إلا ظواهر نشأت وظهرت من رحم أم ثقافة المعابد، وكلها لن تتخلف عن ترك مكانها للأشكال الأكثر تطوراً والولادة من جديد إذا حان الوقت والظروف المناسبة لذلك، وبهذا الشكل نرى أن يومنا يختبئ في التاريخ وأن التاريخ يختبئ في يومنا الراهن بشكل واضح وصريح، ولا يصح مطلقاً أن نرى أنفسنا فوق التاريخ أو خارجه، وان التاريخ لا يقبع في المتاحف أو في الأطلال، بل هو أمر مستمر في يومنا هذا، وهو ما يجب أن نقبله على أرض الواقع.
الحقيقة التي تظهر أمامنا هنا، هي أن كل مرحلة تاريخية ذات معنى أو كل مؤسسة أو كل فكر أو معتقد يحاول أن يجعل من نفسه أساساً ويُظهر نفسه على أنه هو الأصيل والاستمرارية بين اليوم الراهن والتاريخ، وهو أمر ناجم عن قوة الدعاية الرسمية المهيمنة، فهؤلاء مرغمون على القول بأنهم الجديد والأوائل حتى يبقوا حاكمين ومهيمنين، ولكن هنا يجب التفريق بين أمرين، فمن الأهمية معرفة التجديد الناجم عن التحول الحقيقي، والدوغمائية البليدة التي تتضمن الكذب والخداع وتعتمد على القوة الدعائية، والتخلي عن واقعها البليد المتبرج، وعندما لا نعطي الفرصة للانخداع بالمظاهر التي تتجمل بالماكياج والديماغوجية في تاريخ الحضارة، فإن ما يتبقى هو حقيقة التاريخ النقية الصافية التي تحدد اليوم الراهن الصحيح، وإنني واثق من أنني طرحت الصحيح على هذا المسار الحضاري في تحليلاتي، وبناءً عليه فإن المؤامرة الدولية الأشمل في القرن العشرين ستجد حقيقتها في هذه الحضارة.
إن الحضارة ذاتها تعتمد على القمع والإرغام الفيزيائي الذي مارسه الكهنة السومريون على الإنسانية وعلى المجتمع النيوليتي الذي لم يتعرف على الدولة والفرز الطبقي بعد، على هذا الأساس تم خداعهم بالمعتقد والفكر الميثولوجي، ليتحول ذلك إلى نظام قائم فيما بعد، والحقوق يبدو كاقرب مؤسسة إلى العدالة ضمن كل التطورات الحضارية، والحقوق الذي نتحدث عنه هنا هو الحقوق الذي تكوّن حول فائض الإنتاج، والحقوق القائم في الحضارة الأوروبية يعتمد في شكله الأخير على التطورات المهمة التي تحققت على صعيد الحقوق الديمقراطية وفي مجال حقوق الإنسان، حيث يتيح النظام الحقوقي الأوروبي فرصاً للشعوب والأفراد للمطالبة ببعض الحقوق، ولو بشكل محدود اعتماداً على ديمقراطية أوروبا وحقوق الإنسان.
البعد المهم الثاني في نهجي التاريخي: يتعلق بموقع الشرائح الاجتماعية التي يتحقق منها فائض الإنتاج، فالطبقات الفوقية في المجتمع الطبقي وعلى مدى التاريخ حققت تفوقاً في المؤسسات الاجتماعية العلوية والسفلية بشكل مضاد لهذه الشرائح ، فحتى لو سعت هذه الشرائح للدفاع عن نفسها كمجموعات أثنية، فقد تعرضت لفقدان موقعها نظراً للفرز الطبقي الذي تطور في أحشائها باستمرار، فالضغط المستمر والتخلف الملحوظ في الظروف الفكرية والمادية مهد المجال تاريخياً أمام بقاء هذه الشعوب تحيا بعد وضع المجتمع النيوليتي. بينما الحضارة استمدت القوة دائماً من مجتمع المدينة ضد المجتمع القروي الموجود في الريف، ومقابل الواقع الشعبي في الريف كان المجتمع الطبقي يحقق النمو والتطور دائماً في ظروف المدينة، والفرز الطبقي القائم في الواقع الاجتماعي للشعوب لم يحقق نمواً كبيراً سوى لدى أقلية صغيرة، والسبب الأهم في ذلك هو المقاومات التي حصلت ضد الاستغلال والضغوط، فالبشرية لم تقبل بالمؤسسات العبودية من تلقاء نفسها في أي وقت من الأوقات، بل واجهت الأنظمة الاجتماعية الطبقية التي حاولت فرض نفسها عن طريق القوة والجهود الإيديولوجية الكبيرة بالتمرد الدائم والبحث عن الحرية باستمرار، وكلما وجدت الفرصة المناسبة قامت بتطوير فكرها التحرري ومؤسساتها ولم تتردد في الإعلان عنها.
إن الاشتراكية العلمية التي اعتمدت على تحليل الحضارة الرأسمالية، استطاعت أن تلعب دور المرشد الإيديولوجي للنضال الذي تخوضه شرائح المجتمع التي تتعرض للسحق والاستغلال لأول مرة، ولكن عدم قدرتها على تجاوز تأثيرات المجتمع الطبقي الذي ترعرعت في أحضانه، أصبح السبب الأساسي في فشل الاشتراكية المشيدة، وهذه الحقيقة يمكن أن تتعرض للتجاوز على أساس فرض ظروف المساواة والحرية البدائية التي تحياها المجتمعات النيوليتية كمخرج على الحركات الاجتماعية التي تبحث عن المساواة والحرية، فواقع الشعوب التي توقفت في مكانها وظلت تحيا ظروف المجتمع النيوليتي، قد تم إرغامها على العيش في مصير مشترك متشابه في كل المراحل الحضارية، وتداخل القمع والضغط القومي والثقافي والأثني والطبقي، لتبقى المرأة في أدنى المستويات دائماً، وبذلك عاشت تاريخاً خاصاً بها حتى يومنا الراهن، فبعضها استطاع حماية وجوده الثقافي تحت سلسلة الاستغلال والقمع المستمر بشكل قليل، والبعض الآخر بشكل أكثر، وبعضها بشكل مستمر والآخرون لفترة قصيرة، وقامت بتصعيد مقاوماتها واستطاعت تكوين الجزء غير الرسمي من التاريخ، وحتى لو كان ذلك التاريخ ممسوخاً غير معتبر، فقد استطاع حماية وجوده في كافة التشكيلات الفكرية العلمية والفلسفية والدينية والمثيولوجية، وقام بخوض النضال ضد الأفكار الرسمية المهيمنة في مراحلها على شكل مذاهب شبه سرية أو زمر مختلفة لتكون قوة للإرادة وتنير سبل البحث عن الحرية، وتخدم تلك التوجهات.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الاو ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الاو ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- تسعون بالمائة من المجتمع التركي حلفائنا الطبيعيين - حوار اوج ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثانية 1-1