أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الاولى 2-1















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الاولى 2-1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1849 - 2007 / 3 / 9 - 11:12
المحور: القضية الكردية
    


إنني أثمّن إيجابياً الحضارة الديمقراطية المعاصرة على أنها تطور تحليلي على صعيد تطور الحضارة الأوروبية، ولا أقيّمها ضمن إطار النظام الرأسمالي بالكامل، بل أثمّنها عالياً على أنها إرث مشترك للتاريخ البشري، ولهذا فإنني مقتنع بأن الحضارة الديمقراطية تتضمن جهد الكادحين على مدى آلاف السنين، وهي قادرة على التجاوب مع ذلك، وخاصة على صعيد حقوق الإنسان بأجيالها الثلاثة التي يجب عدم تناولها بشكل بسيط، حيث يمكن الاعتماد على هذه الحقوق في كل بلد لتبني المواقف البناءة نحو القضايا القائمة على أرض الواقع والتوصل إلى حلول وفاقية مناسبة لها حسب قناعتي، وكذلك "المجتمع المدني"الذي ينظر إليه "كساحة ثالثة "هو مصطلح لا يمكن استصغار شأنه أو إهماله، حيث لا يستطيع المجتمع الرسمي للدولة ولا المجتمع الإقطاعي أو البرجوازي تقديم حلول للقضايا، بل على العكس هذان المجتمعان يزيدان القضايا القائمة تعقيداً، بل ويشكلان منبع المشاكل حسبما تأكد حتى الآن، وبناءاً عليه ومع الاحتفاظ بحق الدفاع المشروع فإن مؤسسات المجتمع المدني السلمية يمكن أن تكون وسيلة تلعب دوراً مصيرياً في حل القضايا اليومية القائمة.
رغم أن بعض أوساط اليسار التقليدي تقيّم هذه المؤسسات على أنها "وسائل جديدة" للإمبريالية، ولكنني أرى ذلك تهمة باطلة ولا مسؤولة، بل أرى أن موقفهم هذا يعبر عن الوقوع في مكائد الإمبريالية.
مع ذلك نظرت إلى مصطلح الدفاع المشروع من زاوية أوسع، فبعد أن أوضحت أن وضع "اللاحرب واللاسلام" المفروض سيؤدي لمزيد من الفساد وفرض الاهتراء، وإذا لم تقم القوى المسؤولة والدول والحكومات بإلقاء الخطوات اللازمة، فإن الشعب الكردي قد اتخذ استعداده من حيث النوعية والكمية للقيام بالمهام التي تشكل رداً مناسباً لكل أشكال الاعتداء، بعبوره إلى نظام الدفاع المشروع لأجل حماية وجوده، وهذا هو الخيار الوحيد الشريف الذي يمكن للشعب الكردي أن يلجأ إليه، وحتى لا نعطي المجال لمآسي معاصرة جديدة، على جميع الأطراف أن تستوعب وتفهم هذه الحقيقة وتقوم بمسؤولياتها، وإنني أرى هذا الموضوع مصيرياً حسب تقييمي، كما أكدتُ على أن تجاوب الشرق الأوسط مع الحضارة الأوروبية يمر عبر تطوير أنظمته الديمقراطية الخاصة به، ونهضة الشرق الأوسط الجديدة المعتمدة على الأسس الحضارية تمر عبر التحول الديمقراطي الذي سيقوم به، بل إن ذلك هو السبيل الوحيد لأجل حل كل القضايا القائمة، فالقومية العقيمة ومأساة فلسطين وإسرائيل التي هي ثمرة لهذه القومية في القرن الأخير باتت تفرض التخلص من هذه العلة، وترغم على العودة إلى القيم الديمقراطية، وإعطاءها الأولوية اللازمة، فالقضايا خرجت من كونها قضايا سياسية، ووصلت إلى أبعاد أزمة أخلاقية تماماً، فإذا اعتمد الشرق الأوسط على إرثه التاريخي ووجوده الثقافي ولجأ إلى الخيار الديمقراطي، يستطيع أن يتقدم بطرحه المضاد أمام طرح أوروبا لحضارتها على العالم من جانب واحد، وبذلك يمكن التوصل إلى تركيب عالمي جديد ويوتوبيا عالمية جديدة أفضل معنى ومضموناً، وعبرت عن آمالي وإيماني القوي بأن الشرق الأوسط يمكن أن يقدم هذه المساهمة التاريخية.
الرأي العام السائد هو أن الحضارة الأوروبية تعيش آخر مرحلة من مراحلها، وأرادت أوروبا إيقاف هذا الانهيار الحضاري بالفاشية، وعندما لم تفلح في ذلك لم يبق أمامها فرصة سوى العبور إلى الحضارة الديمقراطية المفتوحة على التحول السلمي، ورغم أن الذي تعرض للانهيار هو نظام الاشتراكية المشيدة، فإن الرأسمالية الأوروبية أيضاً اضطرت إلى إجراء تحولات كبيرة تمكنها من الخروج عن الرأسمالية، وتم الوصول إلى نهاية عشق "تريستان وإيسولت"، كما باتت المسيرة الجريئة الخلاقة لـ "بارز يفال" في الغابات المجهولة قريبة من نفس النهاية بسبب التعب والتقدم في العمر، وان العشق الذي تعيشه ربة العشق "عشتار" هو عشقها الأخير بدون شك، ويجب عليها أن تترك مكانها لعشق جديد كما يبدو واضحاً، ولا مجال للنقاش حول أن مسيرة "بارز يفال" تمثل البطولة الأخيرة للبطل "كَلكَامش"، ولكن لا بد أن يظهر سائرون جدد أكفاء في بلاد "كلكامش"، حيث هناك حاجة الى من يليق بهذه المسيرة، وهذا أمر مؤكد.
لقد تحولت القضية الكردية إلى مفتاح بالنسبة لتركيا وامتحان لها للعبور إلى الحضارة المعاصرة، فإما أن تحل هذه القضية لتعبُر إليها، وإما أن تتخلى عن تطلعاتها هذه، فهي لن تستطيع التخلي عن توجهات مؤسسها أتاتورك بشأن الحضارة بسهولة، فحتى لو لاقت بعض الصعوبات، فعليها أن تقوم بحل القضية الكردية ضمن إطار العلاقات مع الاتحاد الأوروبي كاحتمال كبير، وحتى لا تخلق تركيا مزيداً من الإحراج لأوروبا يجب عليها أن لا تقوم بتأجيل حل القضية داخلياً، حيث أن هذا التوجه مهم لأجل إزالة الأسباب التي أدت بها إلى الأزمة، ولأجل الارتقاء بتاريخها الديمقراطي فإن هذا التوجه يشكل فرصة سانحة لها يجب الاستفادة منها، حيث أن التكامل القوي للأوطان والوحدة الراسخة للدول تمر عبر هذا الطريق، والدول الراسخة القوية في العالم تؤكد هذه الحقيقة.
إن المجلس الأوروبي الذي يمثل القوة التنفيذية لقرارات محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، وبموجب معاهدة حقوق الإنسان الأوروبية التي هي الوثيقة الحقوقية الأساسية لأوروبا، يجب عليه أن يقدم دعمه ومساندته النوعية، وتعبر مواقفه عن مسؤولية أكبر نحو تطوير تركيا على مسار الحقوق الديمقراطي، بالاستفادة من قضيتي هذه. فحل هذه القضية القائمة في أهم مناطق العالم تاريخياً، والتي تحولت إلى بؤرة مصابة بالكزاز دون إلحاق مزيد من الخسائر وفقدان القوة للأطراف، ودون التسبب في مزيد من الإحراج هو أمر يجلب المنفعة لكل الأطراف المعنية، مثلما لا يلحق من حلها أي ضرر بأحد، فإنه سيجعلها تستعيد ما خسرته بل وتعود بالأطراف إلى إنسانيتها من جديد بعد أن تم نسيانها منذ زمن بعيد، فهل هناك مكسب وإنجاز أفضل من ذلك..؟.
أخيراً تطرقت في مرافعتي إلى سيرتي الفردية وهويتي وحاولت شرحها وتحليلها، وهذا يستهدف الرد على الانتقادات الكثيرة إيجابياً أو سلبياً التي وردت بسبب مرافعتي، حيث توّجب الرد عليها، فقد تم تأليف كثير من الكتب بحقي وصدرت مقالات وكتابات كثيرة، ولازلتُ موضوعاً لنقاشات كثيفة، فقد كان يصعب الرد عليها حتى عندما كنت في الخارج، كما وجدت مزيداً من الصعوبة عندما أصبحت في السجن، وكان لابد لي أن أستخدم حقي هذا، وبهذه الوسيلة فإن الرد بشكل موجز وبالخطوط العريضة يمكن أن يصبح أرضية بعد إعطاء رؤوس الأقلام، وهذا سيكون مفيداً حسب قناعتي، وقد تبنيت موقفاً خلاقاً، والحقيقة إن كل شخص سيرى موقعه من خلال هذه المرآة، وكان هدفي الآخر هو وضع مرآة كبيرة أمام الذين يصرون على النظر بعيون عوراء لأقول لهم: "إن موقعك هذا في هذه المرآة، وهذا هو شكلك"، وكذلك بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في الرفاقية والصداقة ليكونوا على علم بالمخلوق الذي يواجهونه، وقد حاولت إظهار ذلك من الصميم وبكل قوتي، وجعلت من ذلك مهمة لا تقبل الإهمال، وكذلك أردت أن أبيّن لأولئك الذين يكنّون العداء لي بدون معنى. من أنا، وماذا فعلت، وماذا أستطيع أن أفعل، والأمور التي يمكن أن أكون سبباً لها بشكل واضح وبمنتهى الصراحة، وأعتقد أن الجميع سواء كانوا أشخاصاً أو مؤسسات سيتبنون موقفاً صادقاً نحوي وسيتوّصلون إلى نتائج خيّرة.
لاشك إن مرافعتي تتناول وتعكس كثيراً من المواضيع باسلوب مختلف، ويتم تناول الإنسانية، وشعب وتنظيم، على شكل: ما هو..؟ وماذا يريد أن يكون..؟ بكل وضوح وبمنتهى المسؤولية، حيث يتم إضفاء المعنى على كثير من الأطراف والمعنيين، وتلقي على عاتقهم أدواراً، وليس بإمكاني التهرب من هذا الموقف، وأردت قول ما لم يقله آلاف الشهداء المجهولين في التاريخ، والسبب الذي دفعهم إلى لفظ أنفاسهم الأخيرة، ولم يستطيعوا قول ما يريدونه، وأردت أن اكون صدى صرخات واقع شعب تعرض لأشد أنواع الخيانة على مدى التاريخ، وتم قطع لسانه وترك عاجزاً لا يدري من أين وكيف تلحق به الضربات، مع أنه من أقدم شعوب التاريخ، كما حاولت الدفاع عنه والتعريف بحزب يملك آلاف الشهداء الأبطال ويتعرض للخيانة الداخلية والخارجية، لأشرح ماهية PKK الحقيقية، وكيف يجب أن يكون بمنتهى المسؤولية.
إنني أدرك تماماً المؤامرة التي تعرضتُ لها، ومرافعتي هذه تشكل جواباً ناجعاً لأول مرة لأولئك المتآمرين الذين يحاولون التفوق بالمؤامرات، ولا يفعلون ذلك ضدي فقط بل ضد الإنسانية بكاملها، فأنا لا أتنازل إلى الانتقام والأخذ بالثأر، ولا أرى ذلك الأسلوب يليق بي، فمن خصائص الإنسانية هو السعي إلى كسب صداقة الإنسان، إذا كانت فيه خصائص جوهرية إنسانية ولو بنسبة واحد من الألف، وهذه الصفة جزء لا يتجزأ من تكويني، ولكن إذا وجدت الفرصة، ورأيت ذلك ضرورياً فإنني سأثبت كيف يتم الانتقام من هؤلاء المتآمرين، وكم كنت أرغب في ان اثبت لهم كيف تكون الحرب والبطولة في الممارسة لتجعلهم يستعيدون رشدهم حتى لا يرتكبوا هذه المواقف الملعونة نحو الإنسانية كلها مرة أخرى.

ستنتصر الإنسانية والحرية،
وسيخسر كل المتآمرون والهمجيون والكاذبون.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الاو ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- تسعون بالمائة من المجتمع التركي حلفائنا الطبيعيين - حوار اوج ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الاولى 2-1