أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم العايف - المستشارون العراقيون















المزيد.....

المستشارون العراقيون


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 1844 - 2007 / 3 / 4 - 12:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعتمد عمل المسؤولين في صياغة القرارات السياسة-الاجتماعية- التي تؤثر في تقدم بلدانهم ومصائر شعوبهم على خبراء ومختصين وواضعي إستراتيجيات مؤهلين محيطين بالمسؤول وبإدارته تطلق عليهم صفة الـ(مستشارون) ويتم اختيارهم من ذوي الباع المعروف في الشأن السياسي-الأجتماعي العام ، وتعتمد في ذلك كفاءاتهم ومستوياتهم وعطاءاتهم التي لايشك بها ومنها العلمية -الأكاديمية ، لتقديم المشورة في الشؤون التي ينطوي عليها عمل الدولة وخططها وبرامجها متى ما طُلب منهم ذلك ولن تخرج الآراء والأفكار والخطط منهم وتصل إلى حيز التنفيذ إلا بعد تمحيص وفحص و مراجعة وتعديل ودراسة وتحليل ولا يكون المسؤول السياسي الأول بصفته صاحب القرار المصيري النهائي ملزما بتلك المقترحات والاجتهادات والآراء والأفكار وذلك لا يعني أن المستشارين لا قيمة لهم ولا قيمة لما يطرحون عليه فهو بحكم مسؤوليته المعني الأول بذلك وفي الغالب أيضا يختفي المستشارون- باختيارهم- في الظل قانعين بذلك كما قال مرة احد أهم المستشارين للرئيس الأميركي "آيزنهاور" عندما سئل عن عمله ومهماته أجاب:" أنا أملي.. وغيري يكتب".وأضاف: "أنا أؤشر.. وغيري يضغط الأزرار" ويقصد في الأخيرة أزرار الأسلحة النووية ايام الحرب الباردة..أما ألان وفي "عراقنا الجديد" بالتحديد فتطالعنا عشرات الفضائيات بتصريحات ومقابلات-في الغالب مساءً- مع "مستشارين" لرئيس الدولة أو لرئيس الوزراء وهم يتحدثون في الأمور العراقية الراهنة الحاسمة معبرين بصفتهم "الأستشارية" عن هوى خاص وتوجهات للجهات التي ينتمون إليها والطائفية التي يصرون على تأكيدها كلما سنحت لهم فرصة الحديث في تلك" الفضائية " أو ذلك "المنبر الإعلامي" ولا يعبرون في ذلك حسب ما اعتقد عن أراء مَنْ أولاهم المستشارية ووضع ثقته فيهم واعتمدهم لذلك، واغلبهم من توجه واحد يتحدثون بصيغتهم الاستشارية دون أن يوضحوا هل أن هذه هي آراؤهم الشخصية بعيدا عن منصبهم الاستشاري أم لا..؟ وهذا يُحمل المسؤول الأول آراء وأقوال مستشاريه وثقته الذين قادتهم لمناصبهم المحاصصة المقيتة واشياء اخرى وهو في أفضل الأحوال يغض النظرعن تلك الآراء التي لا تحظى بالقبول الشعبي الاجتماعي العام وتبدو منحازة وبوضوح في اخطر مرحلة يمر بها وطننا وشعبنا..ولنفحص بعض العينات التي استطعت ان أصادفها خلال مشاهداتي القليلة جدا لبعض الفضائيات:
*قال مرة احد مستشاري رئيس الوزراء تزامنا مع إعدام الدكتاتور المقبور صدام حسين ما يلي:" اعدم الدكتاتور في ذات الغرفة التي ساق فيها العشرات من شباب الحركة الإسلامية إلى الإعدام"..أن إبراء ذمة صدام حسين من مصير مئات الآلاف من الشهداء العراقيين واقتصار ذلك على شهداء الحركة الإسلامية منهم، قطعا لا يمكن أن يقال في ذات اليوم من مستشار رئيس الوزراء الذي لم يوقع قرارإعدام الطاغية لهذا السبب فقط كما أفترض على وفق عراقيتي وتوجهي ،مع كل الإجلال والتقدير لشهداء العراق جميعا ومنهم شهداء الحركات الاسلامية الذين كباقي شهداء الوطن العراقي المذبوح سابقا وراهنا..اولئك المغدورين الذين رووا بدمائهم الأرض العراقية في الزمن الصدامي المقبور وما قبله وما بعده و شهداء العراق يمكن ان يبلغ عددهم بعدد حصى الوطن العراقي، و لا يمكن اقتصار عقاب الدكتاتور المقبور بهذا الشكل لان إعدامه في اساسه قضية وطنية عراقية تهم العراقيين..فلم تسلم منه ومن جوره وجرائمه بقعة في ارض العراق ومياهه ناهيك عن دول الجوار ولا ابالغ اذا اضفت العالم..ولا اعتقد ان رئيس الوزراء الذي يعلن انه يتصرف بصفته رئيس وزراء كل العراقيين يشارك مستشاره الرأي هذا الذي عبر ويعبر عن قصور في النظر للمسألة هذه بالذات..وهو ما عمل عليه الإعلام العربي الرسمي وبعض الدول العربية والحركات العربية المستفيدة من نظام الوغد المقبور و التي هيجت قطعانها بفعل الخطابات السلفية التكفيرية الموجهة نحو العراقيين ونجحت جدا في تحويل إعدام الطاغية الوغد لقضيةُ ثأرية تنحصر بطائفة عراقية فقط دون بقية مكونات المجتمع العراقي.
* في الساعة الخامسة من فجر إعدام المقبور صدام حسين الذي لم يتأكد رسميا حينها كنت استمع لإذاعة الـ( (bbc )العربية التي حاولت ألتأكد مما ينقل عن أخبار بغداد عبر الوكالات المختلفة متصلة هاتفيا بمستشارة رئيس الوزراء السيدة(.......)والسؤال حول دقة الخبر أعلنت الـ"مستشارة" بأن الإعدام تم فجر اليوم بحضور مجموعة من ذوي الحق الشخصي وآخرين.. وحول تنفيذ حكم الإعدام بالمجرميّن (برزان وبندر) أكدت الـ"مستشارة" للأذاعة البريطانية" أن الأعدام نفذ بثلاثتهم" وأنها تعلن ذلك رسميا..!! وسريعا ما نقلت وكالات الأنباء العالمية عنها ذلك عبر الإذاعة البريطانية!! وتبين أن( اعدام برزان وبندر) لم يحصل..ولم تعتذر الـ "مستشارة" للإذاعة وللمستمعين ولذاتها"الاستشارية" ولو كان إعلانها "الرسمي" ذلك في بلد آخر لأستقالت الـ" مستشارة" حفظا لماء الوجه وعزة بمنصب حقيقي غير شكلي لا يرجى منه سوى الصفة المقترنة بـ"الاجر الشهري المليوني" اواقيلت من قبل من اولاها صفة الـ"مستشارية" في افضل الأحوال. وذات الـ "مستشارة" تحدثت على فضائية (الحرة-عراق) عن خطة ( فرض القانون) وعندما وصل الحديث عن الميليشيات وعن ميليشيا معينة معروفة أكدت ان "اسلحتهم خفيفة وغير مشمولين بنزعها"..والكل يعرف ان رئيس الوزراء ذكر شمول الجميع بنزع الأسلحة وقال "لاسلاح الا بيد الدولة". ونحن نعلم والعالم يعلم ان تلك (الأسلحة) ليسـت خفيفة إطلاقا..فأين هوىالـ"مستشارة"..!؟ وقد صرحت الـ"المستشارة" ذاتها أيضا لفضائية ما في قضية تخص احد أعضاء البرلمان العراقي المطلوب نزع حصانته وتسليمه لدولة أجنبية بـ((قضية وصفت بالأرهابية)) جرت على ارض دولة عربية مجاورة للعراق و تعود لأعوام الحرب العراقية-الإيرانية قالت الـ"المستشارة" بأن ذلك غير وارد لأن " التهمة" سقطت (قانونياً) بالتقادم وأوضح بعد ذلك احد أساتذة القانون العراقي في الفضائية ذاتها مؤكداً بأن القانون الجنائي العراقي لا يأخذ بمسألة التقادم . واضاف كان يمكن في هذه الحالة لمحامي صدام- وما أكثرهم- تقديم دفوعاتهم عنه بذلك..للعلم فأن الـ"المستشارة" متخصصة أكاديميا بالقانون ومن جامعة (....)
*بعد الإجراءات السورية الأخيرة تجاه اللاجئين العراقيين الهاربين من "زمن الجحيم العراقي"الحالي تحدث الدكتور(.......) الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية لـ"فضائية ما" مهددا بأننا سنتعامل بالمثل لا بل قال "سنرد الصاع صاعين" وجاء ذلك عقب زيارة الرئيس الطلباني لدمشق وما صدر من تصريحات سورية خلال الزيارة حول تقديم المساعدة للعراق وشعبه خاصة في الجانب الأمني ومكافحة الإرهاب الذي يفتك بالعراقيين، وقد اعتبرت الأوساط العراقية المسؤولة ان ذلك نقلة نوعية في التوجه السوري تجاه العراق وحكومته وشعبه وخياراته الوطنية وكانت زيارة الرئيس الطلباني والوفد المرافق له علامة دالة على إعادة البوصلة العراقية لمحيطها العربي الذي تسعى قوى إقليمية ودولية متنفذة في الشأن العراقي سلخه منها ولا تستطيع أي قوة مهما تنفذت من ذلك، لروابط العراق ثقافيا مع العالم العربي وعلاقاته معه و التي يجب ان تبنى على اسس جديدة تأخذ في حساباتها العراق ومكوناته الديموغرافية التي في حقيقة الامر تسهم في اغناء العالم العربي ذاته وهي يمكن ان تكون (أطروحة) الشعب العراقي لشعوب المنطقة العربية بعيدا عن الصيغ آلآيدلوجية القوموية والأسلاموية الزائفة وتوجها تها وتعاملاتها الطائفية تجاه العراقيين لاقصاء جزأ كبيرا من الشعب العراقي من وطنيته بشوفانية إنقلابية سلطوية التكوينات الأثنية للطوائف والأديان التي تتكون منها الشعوب العربية ذاتها والتي لايمكن ان يتم التعامل معها على اللسان العربي((المبين))فقط خاصة الشعب العراقي محاولين احداث خلالا فادحا في نسيجه الوطني الذي ظل مستمرا متعمقا في آسس وثوابت التوجه "القوماني العربي" الذي اعتمده حزب البعث ومن تحالف معه من "القومانين" ويحاول بعض الحكام العرب حاليا اقصاء العراقيين من وطنيتهم العراقية وروابطها التاريخية بالشعوب العربية وقد آن آلآوان لتصحيح الخلل التأريخي تجاه الشعب العراق المتعدد النسيج الأجتماعي ووأد الغلو وانتعاش الفكر الطائفي الرائج تجاهه لمصلحة الشعوب العربية ذاتها و سيعود ذلك بالنفع عليها وقضاياها المصيرية ومستقبلها بعيدا عن تصورات الوصفات الأمريكية التي حملها تقرير بيكر- هاملتون ومحاولات قوى أقليمة وعراقية داخلية استماتتها لدفع العراق والعراقيين للأ نسلخ عن مجالهم الحيوي العربي مستثمرين موتهم اليومي المجاني الفاجع وحياتهم الصعبة الشاقة الراهنة..وكان على ذلك (الناطق الرسمي بأسم الحكومة العراقية) إدراك ذلك ولا يصب الزيت في مطبخ الشعب العراقي المشتعل بما يكفي من الحرائق وأن ينسجم مع زيارة الرئيس الطلباني وتوجهات القوى الوطنية العراقية في هذا الشأن..جنبكم الله سماع ما يقوله الـ"مستشارون العراقيون الجدد" فأين منهم ومن قال-: "شاور ذوي العلم والعقل. تشاركهم علمهم وعقولهم..وما خاب من استشار".



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد الخطة الامنية الجديدة..؟؟
- الصمت والاهمال..*1-2
- الصمت والاهمال2-2
- الصمت والاهمال*1-2
- توثيقية المكان والاستذكار
- المعضلة العراقية نتائج..توقعات
- جليل القيسي ايتسع..(زورق واحد)..؟
- رواية (عندما خرجت من الحلم) ..اراء واصداء
- المخرج السينمائي كاظم الصبر..: ماعرفته السينما العراقية من ا ...
- مقهى هاتف الملغى..سنوات لاتنسى
- الشاعرة العراقية ليلى لعيبي في..: ليل ومحطات وسفر
- عالم -غائب طعمة فرمان- الروائي
- كيف حدث ذلك..؟
- في رحيل المسرحي الرائد..عزيز الكعبي
- المشهد الثقافي في البصرة
- أضواء 14 تموز 1958
- هكذا اذن... !!
- حق التفكير وحد التكفير*
- في عيد الصحفيين العراقيين
- ذلك البياض.. ذلك المكان


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم العايف - المستشارون العراقيون