أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم العايف - المشهد الثقافي في البصرة















المزيد.....

المشهد الثقافي في البصرة


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 1621 - 2006 / 7 / 24 - 12:17
المحور: المجتمع المدني
    


اتحاد الادباء يحتفي بـ"الدكتور طه حامد الشبيب"ومنجزه الروائي
محمد خضير:"روايات الشبيب تغترب فيها الاشياء والمسميات".*
ناظم السعود: واجهت الرباعية "حدود العلاقة بين السلطة والناس..اوالحاكم والرعية "*.
الشبيب:"الكتابة لدي تعني الأجابة عن سؤال وجودي عبر الحفر في قنوات تحمل جوابا لن يصل".*
احتفى اتحاد الادباء والكتاب في البصرة بالدكتور "طه حامد الشبيب" ومنجزه الروائي و تحدث الاستاذ "مجيد جاسم العلي" رئيس الاتحاد حول مغزى الاحتفاء هذا على رغم الظروف المحيطة بالبصرة والعراق. مقدما له باقة ورد بأسم الادباء والكتاب في البصرة. والقى الشاعر كاظم الحجاج مداخلة الناقد " ناظم السعود" المعنونة بـ"الريادة المنسية" والتي بعثها لهذه المناسبة متناولا فيها "الاثر الروائي الساحق" منذ العام 1995 الذي خلفته رباعية الشبيب الروائية /انه الجراد/ الابجدية الاولى/المأتم/ الضفيرة/ في "البيت الروائي العراقي وربما العربي" وتناول "السعود" بعض خصائص روايات الشبيب حيث كما ذكر يبرز المبنى الروائي المتجانس على مستوى الخطاب الروائي والعوالم الانسانية وتمظهر ذلك على مستوى الشخوص الروائية وحركتها والبناءات التي تبدو مستقلة كل بذاتها من خلال آليات/ السرد /تصور العالم/ ووضوح الانقطاع عن نمطية السرود المعروفة وواجهت الرباعية السؤال الازلي المتمحور حول: "حدود العلاقة بين السلطة والناس؟ او الحاكم والرعية؟" و الاجابة على ذلك كما يحدد الناقد: تتطلب مهارات /لغوية/اسلوبية / بغية تأسيس خطاب مفارق لم تعهده السردية العراقية خلال عمرها القصير ، في نقل الرواية العراقية من قبو الحكاية الى فضاء الخطاب الروائي وتمظهراته .وتطرق الناقد "السعود" في ورقته الى "القول المغرض" الذي تعمد النيل من الروائي ونتاجاته والصمت النقدي المريب المرافق له و الذي واجهه الشبيب بأستماتة وجد من اجل اكمال مشروعه. ثم حيا السعود ادباء البصرة على هذه المبادرة في تكريم د. الشبيب والاحتفاء به في "البصرة روائيا متميزا" وقدم الاستاذ القاص محمد خضير الذي ادار الجلسة مداخلة وقراءة للشبيب روائيا بعنوان:"ما جدوى الكلمات" تحدث فيها حول البصرة التي " عُرفتْ باستقبال الكائنات الأدبية الراقية، أو توديعها عند بوابات البحر أو الصحراء أو السهول البصرية الخضر وهذه الأسماء المعروفة في الواقع الثقافي العراقي اتت عبر بوابة، جامعة البصرة، ثم غادرت من أكثر من باب إلى اقرب الأماكن وأبعدها عبر المطارات والمحطات والمفازات ومنها الروائيً الهندي (فيلاس سارانغ) الأستاذ في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، الذي نشر بعد عودتهِ إلى بومبي عام 1979 رواية كتبها عن البصرة عنوانها (في مملكة انكي) باللغة المحلية نالتْْ شهرةً كبيرة بعد ترجمتها الى اللغة الانجليزية . و أسماءً عديدةً قادمةً وذاهبة، في حركة مدٍّ وجزرٍ ثقافيةٍ مناظرة لحركة المدّ والجزر الطبيعية المعروفة في انهار البصرة. ولعلَّ مدنَ العراق الكبرى الواقعةَ على ضفاف نهر دجلة ، ومنها العاصمة بغداد ، شهدتْ مثل هذا النزوح والهجرة ، إلا أنَّ دجلة العظيم لا يحمل اليوم سوى جثث القتلى الطافية على مياهه . أما مياه شط العرب فتحلم بأسماء زائرةٍ محمولة على وعود السلام والدعة والبساطة والنخل الذي يتذكر الاستراحات القصيرة لنازك الملائكة وشجاع العاني وخليل العطية وناصر حلاوي ورشيد ياسين وعبد الرحمن طهمازي و ستتذكر تلك الأسماء حلولها في جواخين التمر وسوابيط الاصياف ، إذ أن دورة الأدب والطبيعة على ارض المياه والتمور، قد لقحتْ مخيلات الوافدين اليها بغبار الطلع وفوحه الجذاب. واكد القاص محمد خضير ان : "بيننا آلآن اسم جامعي آخر نستروحه في هواء الأدب كما نستروح غبار الطلع . واعترف هنا بانَّ قراءتي لروايات الشبيب غير كاملة ، انتقائية وعابرة وكنت متوجساً من دخول عالمه الروائي ثم قرأت (طين حري) ولم أكملها. وكانت قراءتي لرواية (حبال الغسيل) قد أصابتني بالإحباط وبعد أن أبديت له ملاحظاتي ، خلال وجوده في البصرة عن روايته الاخيرة، نصحني بقراءة روايته (مواء). وقال:"
أجهزت على رواية (مواء) ، لا لكي أجرب مدخلاً مختلفاً لعالم الشبيب الروائي ، او لأؤدي واجباً مؤجلاً لأجله، وإنما لكي أعالجَ عيوب قراءتي الفقيرة وانحرافاتها المزمنة ، بسبب الجرعات المنشطة التي ضختها الروايات الأجنبية في عروق قراءتي . لم يثبطني معنى ضائع ، او بؤرة باردة ،او تفصيل تافه، من تقشير صفحات الرواية كما تقشر شرائح بَصَلة، او ورقات رأس ملفوف ، بل لم اكترث للإنهاك الذي تركه على قراءتي تسلق جدارٍ من العبارات المتصخّرة ، او الحفر تحته من اجل الخروج إلى الجانب الآخر من الرواية، فالهدف الروائي للشبيب يكمن وراء هذه الكمائن من المثبطات والعثرات وعندما نفذت إلى الجانب الآخر من الجدار استطعت ان أتنفس الهواء النقي المشبع برائحة الحقيقة المحجوزة عند النهاية".وقد اوضح القاص محمد خضير ان قراءته لرواية(مواء)، تختلف في أهدافها ونتائجها عن قراءة ناقد متفرغ لروائي، أو قارئ اعتيادي لروائي. وهي قراءة الروائي لروائي ، تماهياً مع حق الطرفين في امتلاك النص. ثم حدد قراءته لروايات طه حامد الشبيب بأنها ستكون:" من نقطة النهاية التي وَصَلْتُها في (مواء)، وسأتحدث عن ثيمة الرواية (الأساسية) باختصار مطلق". وذكر انه سينطلق من الجملة البسيطة الواردة على لسان الرواي المتكلم: ((هكذا ببساطة بدأ كل شيء)) . حيث تتحدث "مواء" عن علاقة الرجل الراوي بقطة بيضاء، دخلت (بئر السلم) في شقته، ووضعت جراءها بين قطع الخشب والحديد المهملة. ثم تنتهي المزاملة الطويلة القريبة للقطة وجرائها إلى تحول الرجل الجنسي، ومحاكاتها في أفعالها وموائها، وفقدان ذكورته باخصاء نفسه بنفسه. ويعلن الراوي عن رضاه بالانتقال من المرتبة الذكورية الى مرتبة الأمومة ، كي يواسي القطة الأم على فقدانها جراءها بعد ان التهمهم أبوهم الهر، وبذلك يحقق الرجل الراوي حالة تواصل بين الكائن العاقل والكائن غير العاقل، فتصبح لغة (المواء) بديلاً عن لغة (الكلام) وتمتزج الهويتان الطبيعيتان في هوية محايدة لها سيماء محايدة تغلّل الروحين العاشقين . ثم نصل في قراءتنا إلى استبطان الرمز الرئيس للرواية ، رمز التحّول الجنسي، فنعثر في اخصاء الراوي نفسه على عمل من أعمال التهكم المرير من مرحلة اتسمت بالاستعداد للحرب، وتفشي الفكر الذكوري، والزيف الاجتماعي، والتهام الآباء الهررة لأبنائهم الصغار (كتبت الرواية في 25 تموز 2001 وصدرت عام 2002). وذكر الاستاذ خضير:" روايات الشبيب كلها كتبتْ في هذا النطاق السديميّ غير المرئي الذي تغترب فيه الأشياء والمسميات عن واقعها الأصلي الذي قدمت منه، وتتحول طبائعها وهوياتها فتتخذ أشكال العالم السحري السابحة في بياض سديمي غير مسمى و المقارنة الظاهرية بين الجملة الافتتاحية لرواية (مواء) : (هكذا ببساطة بدأ كل شيء) وجملة رواية كافكا (المسخ) الافتتاحية : (استيقظ غريغوري سامسا فوجد نفسه قد تحول إلى حشرة) لن تغرينا بحرف قراءتنا نحو إيجاد تطابق محتمل بين الروايتين" وذهب القاص محمد خضير الى: أن (تحول) رواية الشبيب هو تحول افتراضي يكرر نفسه بين مقطع ومقطع من الرواية، ويسير مع بناء (الروندوRondo) الموسيقي القائم على تكرار (الموتيفات) الشعورية لإحساس البطل المتحول وهذا يعني إننا نتابع (حادثاً) روائياً خالصاً لـ (حادثة) حياتية مختلفة. وهذا ما يميز جنس رواية الشبيب التي تخوض في العالم الخيالي(الفاتنازي).وختم قراءته مقترحا:" علينا ان نصمت،وان نقول مع المؤلف في رواية (مواء) : "ما جدوى الكلمات.. الكلمات تعبث ببهاء الدمع" الكلمات تعبث ببهاء الرواية". لأننا حين نملك المقدرة على أن:"نغير جلودنا، ونتخلى عن كلماتنا ، نصبح أكثر اقتراباً من الحالة الوجودية لوحدة الكائنات ، وأكثر خفة للارتفاع على حماقات البشر. وهذا ما هدفت إليه أعمال طه حامد الشبيب". بعد ذلك شكر الروائي الشبيب ادباء البصرة وكرمهم الذي احاطوه به وانه بعد اشهر من انتفاضة آذار 1991 التي فجرت (الدملة) لديه في رسالة وشهادة فنية مما دعاه لكتابة رواية سنويا حيث ا رتبط "العسف لديه بالتجريب الذي مارسه في رواياته" ووصفه بـ"السحر الواقعي" وليس "الواقعي السحري" المعروف وانه عند تحديد اطار الرواية لديه فأن التفاصيل تختلف حيث الموضوعة تجترح التقنية مؤكدا ان التجربة الروائية لديه اقرب ما تكون الى الفلسفة وان الكتابة لديه تعني الأجابة عن سؤال وجودي عبر الحفر في قنوات تحمل جوابا لن يصل متعمدا كتابة نصف دائرة تاركا النصف الآخر للقارئ وذكر ان العمل الروائي لديه "تحد ذهني " يرتبط بوجود"حكاية" مع نقل الحكاية تلك الى الحداثة ولانه "يثق بأمكانية تحول حكاياتنا الى الجانب الحداثوي" الذي يغمر عالمنا الراهن. وقد استثنى روايته الاخيرة التي كتبها كتحد لاولئك الذين شككوا في موقف العراقيين الوطني ، عندما تركوا النظام الفاشي يلاقي مصيره . مشيحين بوجوههم عنه ليس نقصا في الروح الوطنية ، بل قصدا و ثأرا من فاشية متأصلة في السلوك اليومي طيلة اكثر من ثلاثة عقود ، لنظام ارتدى القناع الزائف للوطنية والقومية تارة والتدين تارة اخرى وعمد الى قنونة المهانة و الوحشية والعسف دافعا بالملايين من البشر نحو محارق الحروب اللامجدية العبثية الخاسرة ومحولا العراق الى ارض تطفو على مقابر جماعية وقدمه نحو مهاوي المجهول والالتباسات المحيطة بالمشهد العراقي الراهن. وذكر انه عمل على ذلك في روايته الاخيرة :" مستثمرا تاريخية الحدث وتجلياته في السلوك الجمعي لأبطال الرواية المترافق وفنية السرد الروائي ". ثم ختم متسائلا:" هل هناك هم اكثر من ذلك كاف لكتابة رواية؟؟".



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء 14 تموز 1958
- هكذا اذن... !!
- حق التفكير وحد التكفير*
- في عيد الصحفيين العراقيين
- ذلك البياض.. ذلك المكان
- الناقد المسرحي (حميد مجيد مال الله)فضاءات العرض المسرحي..تست ...
- القصيدة..مهربة..مستنسخة *
- فنارات..مجلة اتحاد الادباء والكتاب العراقيين في البصرة.. عرض ...
- في الاول من ايار..بناة الحياة والمستقبل
- في فضاء المربد الثالث..*
- فتوى (الشيخ الحنفي) في وشم الجبهة
- قليل من الوهم.. شيء من الواقع *
- في اربعينية الرفيق جبار فرج(ابوسعيد)
- ملتقى البريكان الأبداعي الثالث في البصرة
- قراءة في كراس:..التوظيف السياسي للفكر الديني
- قتلٌ واضحٌ .. علني *
- *الورثة والأسلاف
- حوارمع القاص (مجيد جاسم العلي) رئيس اتحاد الادباء والكتاب ال ...
- ..السؤال .. مجلة تعنى بثقافة المجتمع المدني ..ملف خاص بالقاص ...
- مابعد الانتخابات العراقية ونتائجها


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم العايف - المشهد الثقافي في البصرة