أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - جليل القيسي ايتسع..(زورق واحد)..؟














المزيد.....

جليل القيسي ايتسع..(زورق واحد)..؟


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 1697 - 2006 / 10 / 8 - 11:09
المحور: الادب والفن
    


خلال الستينيات الفائتة استطاع القاص الراحل جليل القيسي ان يبلور نثره القصصي في ثيمات لا ينازعه عليها احد في المشهد القصصي العراقي والذي كان يضج بأسماء كثيرة ذوى بعضها، شيئاً فشيئاً، بعد ضجيج إعلامي متواصل ودوي لم يبق منه حتى الصدى . و بوأت مجموعته الأولى (صهيل المارة حول العالم) اسمه في الكيان السردي العراقي عبر غرائبية ثيماته ذات النزوع الكافكوي ، محتفظة بمحليتها دون ان تبتذل الواقع الذي تسعى لأن تتجاوز قشرته نحو النواة التي فيها كل أسرار العذابات والتشرد والقهر والالم الإنساني ، ولم تنشغل بالعابر والمؤقت مع احتفاظ دائم بالقدرة، دون كلل، على مواصلة التجريب حتى بات ذلك سمة من سمات فنه القصصي ، وقدراته الابداعية التي ثبتت اسمه كأحد اهم المستكشفين لعوالم جديدة في تخوم السردية العراقية- العربية عبر امكاناته النثرية المتميزة في نحت الكلمة وتخليص الجملة من زوائدها . وهو بقدراته التخيلية استطاع ان يخضع الواقع المحدد والتباس تناقضاته الاجتماعية لقدراته الفنية السردية من اجل كشف تلك التناقضات. نقل جليل القيسي ، مع قلة من كتاب الستينيات ، السرد القصصي العراقي الى ايقاع سردي متميز عندما إدخل عناصر بنائية لم تكن مألوفة في أساليب القص العراقي السابق ودمج الأسطورة والأحداث والشخصيات والمدن التأريخية المعروفة في التراث الرافديني مازجا بينها وما هو مَعيشٌ في الواقع ، مستخدماً في ذلك ((القيمة التعبيرية مقابل القيمة التجريدية)). وقد كشفت عوالمه القصصية مفاهيم ورؤى خاصة به ، منها التلازم بين الفردية والبطولة، ومواجهة عبث الوجود عبر الرفض المتواصل لحالات الاستكانة والذل والاندحار وتجاوز حقيقة مأساوية حياة الكائن الانساني وهو يواجه الحقيقة الموضوعية الكبرى المتجسدة بـ (الموت) وبذلك فانه وفر لشخوص نصوصه رؤى متوترة وسمت اعماله القصصية والمسرحية. وبتوجهه للكتابة إلى المسرح فانه حمل معه الى هذا العالم الخصب انضباطية الحوار وعذوبة الجمل واكتفائها بالتلميح دون ان تغرق في فضفضة حوارات اللغة المسرحية لدواعي الإطالة والتمدد حتى ضياع المعنى.
تعامل جليل القيسي في قصصه القصيرة جداً بقدرة غير تقليدية في كشف البؤرة وخلق ((الذروة - الصدمة)) في جمل قصيرة وثيمات ملغزة ، مولدا عالماً طريا وشحنات من الإدهاش بلغة فيها تكثيف واقتصاد وتقتير ، دون الإخلال بالفكرة التي تبدو كالماسة المشعة، بسطور قليلة انسجاماً مع فاعلية التقنية الفنية في (قصص قصيرة جداً).ولقد اقر بمكانته المتميزة في المشهد السردي العراقي اغلب الباحثين والنقاد العراقيين . وظل في إبداعاته القصصية والمسرحية مهموماً بالإنسان ومأساوية وجوده اليومي وتواتر إحساسه بالقهر و اللاعدالة ، مترفعاً بقدراته الفنية الثرية عن الأنظمة والسلطات المتعاقبة التي عملت على قهر الانسان العراقي، وبقي متمسكاً بحريته الإبداعية الأصيلة التي تضع الكائن الإنساني وتوقه للحرية و للعدالة والجمال والحق في أفق ثيماته الفنية المتميزة. وتعزز ذلك من خلال ثقافته الرفيعة المتجددة وغناه الروحي المتنوع ومعرفته العميقة لكنه العملية الإبداعية وأسرارها الفنية وموهبته التي حولت قصصه القصيرة الى جزء حيوي في نسيج السرد القصصي العراقي الحديث.
ــــــــــــــــ
القيت في الحفل التأبيني الذي اقامه اتحاد الادباء والكتاب في البصرة للقاص جليل القيسي



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية (عندما خرجت من الحلم) ..اراء واصداء
- المخرج السينمائي كاظم الصبر..: ماعرفته السينما العراقية من ا ...
- مقهى هاتف الملغى..سنوات لاتنسى
- الشاعرة العراقية ليلى لعيبي في..: ليل ومحطات وسفر
- عالم -غائب طعمة فرمان- الروائي
- كيف حدث ذلك..؟
- في رحيل المسرحي الرائد..عزيز الكعبي
- المشهد الثقافي في البصرة
- أضواء 14 تموز 1958
- هكذا اذن... !!
- حق التفكير وحد التكفير*
- في عيد الصحفيين العراقيين
- ذلك البياض.. ذلك المكان
- الناقد المسرحي (حميد مجيد مال الله)فضاءات العرض المسرحي..تست ...
- القصيدة..مهربة..مستنسخة *
- فنارات..مجلة اتحاد الادباء والكتاب العراقيين في البصرة.. عرض ...
- في الاول من ايار..بناة الحياة والمستقبل
- في فضاء المربد الثالث..*
- فتوى (الشيخ الحنفي) في وشم الجبهة
- قليل من الوهم.. شيء من الواقع *


المزيد.....




- مصر.. الداعية مبروك عطية يكشف سبب غضبه من الفنان عادل إمام ( ...
- مصر.. مشاجرة في شقة فنان شهير تنتهي بقفز شخص من الشرفة
- اللغة العربية في بوركينا فاسو.. إرث التاريخ وتحديات الحاضر
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يحسم الجدل حول حصوله على الجنسية الس ...
- فنان مصري شهير يكشف حقيقة علاقته بتطبيق -مراهنات- (فيديو)
- فنان فلسطيني يجسد تاريخ وتراث القضية الفلسطينية في لوحاته (ص ...
- فنان فلسطيني روسي يجسد تاريخ وتراث القضية الفلسطينية في لوحا ...
- هيبقى فيلم جباااار..حقيقة تحويل لعبة جاتا لفيلم سينمائي في ا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - جليل القيسي ايتسع..(زورق واحد)..؟