غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 8574 - 2026 / 1 / 1 - 00:51
المحور:
القضية الفلسطينية
لأن عامي 2024 و 2025 كانا الاكثر بشاعة في كل تاريخ غزة ، فهما العامين الحاملين لكل أشكال القتل والدمار والارهاب والموت ودموع الآلام الناجمه عن ممارسات العدو الصهيوني النازي ، علاوة على آلام وامراض البرد والصقيع الناجمة عن الامطار وتمزق وغرق الخيام ، بحيث بات واقعنا في غزة يوصف بأنه واقع يضم آلاف الثكالى والارامل والأيتام في مجتمع غاب فيه الفرح ، فالضحكات ناقصه، لان هناك عائلات ناقصة ، ناس هاجروا.. ناس تبخّروا.. ناس تحت الأنقاض.. وناس فوق الأنقاض في الخيام يواجهون بلحمهم الحيّ بؤس الخيمة ومأساة المَقتَله الصهيونية البشعة.
لذلك غزة لا تحتفل بالعام الجديد 2026 لأنها تستذكر شهداء ومفقودي شعبنا وأسراه وجرحاه الذين قدموا بتضحياتهم الغالية أروع الأمثلة في الصمود والنضال بكل الوسائل ضد جرائم المحتل الصهيوني ومن أجل الحرية والتحرر والاستقلال والعودة....
وبالتالي لا معنى للاحتفال بالعام 2026 في غزة دون وقف المعاناة التي يتعرض لها شعبنا بسبب جرائم العدو الصهيوني، ولن يكون أي معنى للعام الجديد قبل وحدة الصف الفلسطيني ضمن وحدة وطنية تعددية تدفن الانقسام او الانقلاب وتأخذ العبر والدروس من تضحيات شعبنا وصموده في مجابهة الهمجية الصهيونية النازية ، كما ولن يكون عيد قبل انتزاع حقوقنا وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا..
أدعو في هذه المناسبة ، كل الرفاق والاصدقاء عربا وامازيغ واكراد ونوبيين في كل أرجاء الوطن العربي اضاءة شموع العهد والوفاء للشهداء بأن تظل رايات النضال الوطني التحرري والديمقراطي خفاقة حتى تحقيق الاهداف التي استشهدوا من اجلها ، مع ادراكي الواعي من أن هذه الأهداف أو الآمال لن تتحقق بدون نهوض القوى السياسية الديمقراطية التقدمية في بلداننا، بحيث تتمكن من الارتقاء بالنشاط السياسي والاجتماعي في مجتمعاتنا لتكريس مفاهيم وآليات الديمقراطية والتحرر والعداله الاجتماعية على طريق إقامة الدولة الديمقراطية الحديثة التي يتساوى فيها الجميع : المتدين وغير المتدين وفق أسس وقواعد المواطنة بعيداً عن كل أشكال ومظاهر التعصب والطائفية والانغلاق الديني.. إذ ان مبادئ المواطنة والمساواة السياسية والمجتمعية في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص من منظور وطني وقومي تقدمي ، هي السبيل الوحيد صوب امتلاكنا لمراكمة عوامل القوة لهزيمة العدو الصهيوني الامبريالي ، فهذه المبادئ هي النقيض للمنطق الطائفي الرجعي الذي يسعى إلى تفكيك وتدمير الهوية الوطنية والقومية الجامعة لحساب منطق تراجعي يسعى إلى تقسيم المواطنين في المجتمع الواحد إلى مسيحي ومسلم وسني وشيعي وعلماني وغير متدين ... إلخ وكل عام وانتم بالف خير.
كل عام وانتم على موعد مع الفرح .. كل عام وانتم على موعد مع النصر .. المجد والخلود لشهداء أمتنا العربية.
#غازي_الصوراني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟