أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - غازي الصوراني - مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني















المزيد.....



مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 8540 - 2025 / 11 / 28 - 02:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني :
- خلفية اجتماعية تاريخية:
تحت هذا العنوان يقول المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين :كانت البرجوازية الصناعية الوطنية في أواخر قرن 19، كفئة من طبقة ناشئة، ضعيفة التطور، وقد دفعها ضعفها إلى إنشاء الجمعيات السرية السياسية التي لم تعتمد على الجماهير بقدر ما اعتمدت على الفئات العليا من المتنفذين بالإضافة إلى دعم الإنجليز والفرنسيين.
* كانت الزراعة تحتل المكان الأول في اقتصاد فلسطين، ففي أول إحصاء – أكتوبر 1922- كان حوالي 430.000 ألف يعملون في الزراعة من مجموع 757182 هم كل السكان، ويتمثل التخلف في كون الأغلبية العظمى من ملاك الأرض شبه الإقطاعيين، أما الفلاحون فكانوا يستغلون نسبة صغيرة من الأراضي وهي الأرض المشاع، وحينما يعملون في الإقطاعيات فإنهم يقدموا 1/5 المحصول إلى الإقطاعي وكانت هذه النسبة تصل إلى 2/3 المحصول.
ويضيف المؤرخ ياسين : حسب إحصاء تم في عشرينات القرن الحالي فإن:
144 مالك كبير يملكون 3.130.000 دونم بمعدل 22.000 ألف دونم للعائلة الواحدة، وفي قضاء بئر السبع وغزة كان أكثر من 2000.000 دونم في أيدي 28 مالك وكان من بين هؤلاء 21 مالكاً يملك كل منهم 100.000 وسبعة ملاك يملك كل منهم من 30.000 – 100.000 دونم.
وحسبنا أن نذكر - كما يقول المؤرخ ياسين - "أن 250مالك كانوا يملكون 4.143.000 دونم أي ما يوازي كل ما يملكه، الفلاحون، هذا في حين كان 29% من الفلاحين لا يمتلكون أرضاً.
في القدس والخليل كان 26 مالكاً يملكون 240.000 دونم، وفي منطقة يافا 45 مالكاً يملكون 162.000 دونم وفي نابلس – طولكرم خمسة ملاكين يملكون 121.000، وفي منطقة جنين ستة ملاك 114.000دونم وفي حيفا 15 مالك يملكون 141.000 دونم، وفي منطقة الناصرة 8 ملاكين لهم 123.000 دونم وفي منطقة عكا / صور خمسة ملاكين 157.000دونم وفي منطقة طبريا 6 ملاكين يملكون 73.000دونم وتملك مملكة أصحاب البنوك البيروتية المعروفة باسم "سرشق" في عدة مناطق في فلسطين وخاصة في وادي حزرائيل 230.000 دونم أما عائلة الحسيني فتملك أكثر من 50.000 دونم، وعائلة عبد الهادي تملك في منطقة جنيني 60.000دونم."
* كانت الملكية الكبيرة للأرض جنباً إلى جنب مع الاستثمارات الفلاحية الصغيرة، أما الاستثمارات الكبيرة فكانت معدومة، وبواسطة جباية الضرائب الجسيمة وابتزاز الأموال كان الملاكون يضعون أيديهم لا على محصول زائد فحسب، بل وغالباً على محصول ضروري أيضاً ويستهلكونه ويستخدمونه بصورة غير منتجة، كان الاقتصاد راكد ولم يضمن في أحسن الحالات إلا دورة الإنتاج البسيطة، إلا أن دورة الإنتاج البسيطة هذه كانت لا تحدث احتياطات لمواجهة الطوارئ الاجتماعية أو الطبيعية، وأدت الحروب المتكررة والفتن الإقطاعية، والجفاف على حرب الفلاحين وتدهور الزراعة إلى أقصى حد.
إن خراب الفلاحين واندثار القرى ونزوح سكانها عنها كانت ظاهرة متفشية في كافة أنحاء الإمبراطورية العثمانية، وكان نصيب الفلاح هو المجاعة والعمل الشاق والسخرة وكثرة الضرائب وانعدام الحقوق.
* الإنتاج الصناعي: في هذا الجانب يقول المؤرخ عبد القادر ياسين "تميز الانتاج الصتاعي بالضعف الشديد، كانت نسبة العاملين بالحرف والصناعات في جميع أنحاء سوريا (بما فيها فلسطين والأردن) عشية الحرب الأولى حوالي 10% من السكان، خص فلسطين نسبة ضئيلة منها.
أقيمت المشاريع الصناعية الأولى في فلسطين في تسعينات الفرن الماضي حيث أنشئت فابريقه لصناعة الحرير في الجليل وأخرى لتحضير الزبيب والتوابل وثالثة لصناعة الزجاج في الطنطورة، ثم بعض الصناعات الغذائية الصغيرة (صابون، طحن حبوب) وفي غزة والمجدل كان يعمل عدد محدود من الناس في النسيج، وفي القدس كان بعض الحرفيين الذين يعملون في دباغة الجلود وانتشرت في نابلس ويافا وحيفا والقدس بشكل محدود صناعة وتجهيز زيت الزيتون والسمسم، المهم أنه عند نهاية الحرب الأولى كانت كل الصناعة الفلسطينية تتكون من عدة مشروعات صغيرة تعمل بواسطة أعداد متوسطة من العمال تتراوح بين 6-10عمال لكل مشروع، وبسبب ضعف الصناعة فقد تميزت الطبقة العاملة بصغر الحجم، ويؤكد "لوتسكي" أن الصناعات الحرفية الطائفية المبنية على العمل اليدوي كانت هي السائدة، وكان الحرفيون منظمون في طوائف، على رأس كل منها رئيس – هو الشيخ ويليه المعلم ثم الصانع ثم التلميذ، أما الصناعات التي اشتهر الحرفيون العرب بها "الأقمشة، السجاد، الأسلحة والمصنوعات النحاسية" وكان العديد منها يصدر إلى أوروبا حتى القرن الثامن عشر، وبعد الانقلاب الصناعي فقد بدأت بضائع الإنتاج المحلي تزاح حتى من السوق المحلي."
النشاط الاستعماري – الصهيوني منذ اواخر القرن التاسع عشر :
دعمت بريطانيا خطط الاستيطان اليهودي ففي أعوام 1839 – 1841 (بعد خروج القوات المصرية من سوريا 1840) إبان الأزمة الشرقية نفض الإنجليز الغبار عن مشاريع نابليون الخاصة بإنشاء دولة يهودية، كذلك قدم قناصل بريطانيا في القدس في أربعينات القرن الماضي، حملة مشاريع لإنشاء دولة يهودية في فلسطين تحت الحماية البريطانية تقوم بحماية أمن مواصلات الإمبراطورية البريطانية، كذلك شملت بريطانيا وأمريكا الطائفة اليهودية في فلسطين برعايتها.
تطور عدد اليهود في فلسطين: خلال القرنين 15،16 - كما يقول عبد القادر ياسين- "تراوح عدد اليهود في القدس بين 250-1500نسمة في حين بلغ عدد المسلمين سنة 1481 عشرة آلاف نسمة، أما خارج القدس فكانت هناك جماعات منهم في صفد وطبريا، وفي ثمانينات القرن الماضي بلغ عدد اليهود في عموم فلسطين 20.000 نسمة وفي عام 1897 حوالي 50.000 نسمة، ومع إقامة أولى المستعمرات اليهودية قفز عددهم إلى 85.000 نسمة، إلى ما قبل الحرب عام 1914.
وفي عام 1882 كان في فلسطين ست مستوطنات يعمل فيها 400فلاح، على 25.000دونم، وقد كان في فلسطين قبل عام 1900 تسع عشرة مستعمرة صهيونية، وعند اندلاع الحرب الأولى كان في فلسطين 59 مستعمرة يهودية يسكنها 12.000 يهودي بالإضافة إلى 70.000 ألف آخرين في المدن الفلسطينية، وقد وصل حوالي 60.000 من كل هؤلاء منذ الهجرة الأولى عام 1882 وحتى نشوب الحرب الأولى."
مقاومة الصهيونية والهجرة:
ناضلت الجماهير العربية ضد الهجرة وبيع الأرض، وأخذ التسامح في الاختفاء تدريجياً - كما يستطرد عبد القادر ياسين - "وفي عام 1886 هاجم الفلاحون العرب المطرودون من الخضيرة وبتاح تكفا (ملبس) قراهم المغتصبة، وقد تكرر الهجوم على المستوطنات عام 1892، 1908، ونجح العرب في استصدار تشريعات من الباب العالي بإلغاء صفقات بيع الأراضي لليهود في فلسطين وشهد عام 1900 خمسة احتجاجات ضد شراء اليهود للأراضي الزراعية.
وكان اليهود يبالغون في ممارسة القهر ضد العرب،و قد صرح "آحاد ها عام" في مقال له عام 1891 إلى أن اليهود "يعاملون العرب المعادة والقسوة، يجردونهم من حقوقهم ويسيئون إليهم بلا سبب ولا يوجد بيننا من يقاوم هذا الميل المزري الخطير ، وبعد الهجرة الثانية 1904-1914 اشتدت مقاومة السكان العرب للحركة الصهيونية خاصة بعد أن طبقت هذه الحركة مبدأ "احتلال العمل" وهو شعار العمل العبري في شكله الجنيني."
فجر الحركة الوطنية:
المرحلة الأولى من 1918-1929 ، وارتسمت بالضعف والسلبية، المرحلة الثانية من 1930-1939، الثالثة من 1940-1948.
انفرد كبار الملاك بقيادة المرحلة الأولى 18-29 حيث دأبت على حرف الجماهير العربية في فلسطين عن عدوها الرئيسي الاستعمار البريطاني نحو العداء الطائفي لليهود، كدين، ولم تحاول توفير الوضوح الفكري للجماهير خصوصاً تحديد معسكر الأعداء ومعسكر الثورة، ومهام النضال تكتيكياً واستراتيجياً – تحديداً صائباً، وذلك بسبب التركيبة الطبقية.
المؤتمر العربي الفلسطيني الأول:
ضم المؤتمر مندوبين عن الجمعيات الإسلامية المسيحية (التي شكلت بعد الاحتلال وما بإيعاز منه) بلغ عددهم 27 مندوب، وذلك في القدس في الفترة من 27 يناير - 10 فبراير/1919.
وتشير الاستخبارات البريطانية في تقاريرها السرية إلى أن 11 من المندوبين، موالين لبريطانيا، اثنين موالين لفرنسا، واثنين بلا ارتباطات سياسية، 12 كانوا من أنصار الوحدة العربية.
قرارات المؤتمر: التمسك بالوحدة السورية، الاستقلال، مقاومة تصريح بلفور.
هذا وقد فشل المؤتمر في انتخاب لجنة تنفيذية تقود الحركة الوطنية وتمثلها لحين انعقاد المؤتمر الثاني.
في 27 فبراير 1920، جرت مظاهرة شارك فيها 40.000 مواطن عبرت عن احتجاجها على سلخ فلسطين عن سوريا، وضد وعد بلفور.
في الثاني من نوفمبر 1918 تقدم كل من أمين عبد الهادي ونجيب نصار وعبد الله مخلص ورشيد نصار بطلب إلى الحاكم العسكري لمدينة حيفا الميجور فوت للسماح لهم بتأليف "الحزب العربي الموالي لبريطانيا" وكان هذا الحزب أول ممثل لصالح الطبقة الكمبردورية.
- الحزب الشيوعي:
تأسس في أواخر 1919، حيث أوفد الكومنترن ، بعض مندوبيه إلى فلسطين الذين قاموا بتأسيس حزب صغير من الاشتراكيين، ضم بعض المهاجرين الجدد وبعد القاطنين في فلسطين، وقد عمل هذا الحزب على نشر الدعوة البلشفية (حسب ما ورد في التقرير السنوي للمندوب السامي البريطاني في فلسطين في يوليو 1920)، وقد عرف الحزب باسم الموبس اختصاراً لاسمه بالعبرية "مفلاجات بوعاليم سوسيالستيم" وترجمته حزب العمال الاشتراكي، وقد تولى قيادته عند إنشائه كل من "تشالدي" و"مايرسون" و"لوموسونيف"(10) .
منذ البداية واجه الحزب الكثير من الصعاب نتيجة عدم ملاءمة الوضع في البلاد، اقتصادياً وفكرياً، فالأمية والقدرية متفشية في المجتمع الفلسطيني شبه الإقطاعي، كما أن انحصار نشاط الحزب في الأوساط اليهودية نفر منه جماهير الفلسطينيين، وأعطى للرجعية الفلسطينية سلاحاً تحارب به الحزب.
المؤتمر السوري الأول:
عقد في يونيو1919 في دمشق وضم مندوبين عن مدن سوريا ولبنان وفلسطين وشرق الأردن، وقرر رفض اتفاقية سايكس بيكو، ووعد بلفور وتقسيم سوريا، والوطن القومي اليهودي.
الأحـداث:
في ظل الاحتلال: ناء الفلاح الفلسطيني تحت أعباء ضخمة حيث تشددت الحكومة في جمع الضرائب المتراكمة على الفلاحين، ورفضت إنشاء بنك زراعي لإقراض الفلاحين، قدمت القروض للمستوطنين اليهود، أهملت القرى العربية واعتنت بالمستوطنات اليهودية الصهيونية، أقامت محطات السكك الحديدية بعيداً عن القرى العربية بهدف تخفيض أثمان الأراضي العربية، كما وقع الفلاح فريسة المرابين وقد بلغ متوسط الدخل السنوي للفلاح 26 ج وكان عليه دفع 25% ضرائب سنوية، هذا بالإضافة إلى التشكيلات الحكومية والامتيازات الممنوحة للجالية الصهيونية، وأخيراً تأييد الحكومة للتدريبات العسكرية التي تقوم بها علناً "قوات الدفاع عن النفس" المعروفة باسم الهاغناه.
* ولعل في هذا ما يفسر سخط الفلاح، والعامل، والحرفي، والمثقف والرأسمالي العربي (حيث تسبب الاحتلال في إضعاف وخنق الصناعة الوطنية).
بدأت الحوادث في 4 أبريل 1920 في القدس باشتباكات بين اليهود وقوات الاحتلال من جهة والمسلمين والمسيحيين من جهة أخرى، واستمرت أسبوعاً وانتهت بقتل أربعة من العرب وخمسة من اليهود وجرح 349 منهم 211 يهودي، وبعدها أصدرت الحكومة أحكاماً بالسجن ضد 23 عربياً من بينهم أمين الحسيني، عارف العارف الذين فروا إلى الأردن ثم دمشق، وفي 25 مارس 1921 قامت مظاهرة في مدينة حيفا تصدت لها الشرطة وسقط فيها شهيدان، وخمس جرحى من الشرطة، ثم هاجم العرب مستعمرات رحابوت والخضيرة وبتاح تكفا، كما هاجم الصهاينة بلدة قلقيلية ونهبوها.
وقد تميزت هذه الصدامات عن سابقتها بالاتساع والشمول، هذا وقد تجاهل الإنجليز الهجوم الصهيوني في حين تصدوا للهجمات العربية وفرضوا الغرامات على سكان القرى العربية التي هاجمت المستعمرات وكان نتيجة الصدامات مقتل 48 عربياً و47 يهودياً وجرح 73 عربي وضعفهم من اليهود.
وبالرغم من المظهر الطائفي للحركة إلا أن جوهرها كان طبقياً فعمليات السطو على محلات الأثرياء اليهود كانت تقوم بها "الطبقات الأكثر فقراً" على حد تعبير تقرير هايكرافت، أما كبار الملاك والوجهاء(11) فقد بذلوا جهدهم بناء على طلب السلطات البريطانية لتهدئة الجماهير وأبلوا في ذلك بلاء حسناً كما يشهد بذلك التقرير الأولي للجنة التحقيق(12)، كما اتهمت الجمعية الإسلامية المسيحيين في القدس العناصر الشيوعية بإشعال نار "الفتنة".
سبع سنوات عجاف:
ظلت حركة الجماهير الفلسطينية حبيسة اسنة طوال المدة من 1922-1929(13)، وكان وراء هذا الركود جملة أسباب:
- ضعف وتردد قيادة الحركة الوطنية، وعجز العناصر البرجوازية عن امتلاك ناصية الأمور في قيادة الحركة الوطنية نتيجة ضعفها الاقتصادي.
- تحذير سلطات الانتداب للحركة الوطنية وقيادتها.
- خوض الحركة الوطنية النضال ضد الاحتلال والصهيونية بعد سلخها عن سوريا.
- مواجهة الحركة الوطنية لاستعمار عريق صاعد أكثر خبرة وشراسة من العثمانيين.
الصهيونية كعدو ثاني للحركة الوطنية:
كل هذه العوامل الموضوعية سببت لقيادة الحركة الوطنية صدمة عنيفة أفقدتها توازنها خاصة وأنها بتركيبها الطبقي شبه الإقطاعي وضحالتها الثورية وعدم نقائها الوطني كانت غير مؤهلة لمواجهة التحديات الجديدة، والتصدي لها.
لم يكن الحزب الشيوعي مؤهلاً لقيادة الجماهير العربية، لانعزاله عنها، وقد أكد أحد قادة الحزب على صعوبة العمل التنظيمي وسط جماهير العمال العرب، إلا أنه في عام 1922 تخلص الحزب من الأعضاء اليساريين الصهيونيين، وحمل منذ ذلك التاريخ اسم "الحزب الشيوعي الفلسطيني" وقرر مؤتمر الحزب الخامس في العام التالي أن المهمة الرئيسية للحزب هي: النضال ضد الصهيونية بأشكالها المختلفة وفضح خدعتها وتحذير الشباب اليهودي من الهجرة إلى فلسطين.
وتصاعد الحقد الصهيوني ضد الحزب حتى أن "الهستدروت" طرد الأعضاء الشيوعيين من صفوفه سنة 1923، واستمر الحزب يدعو للثورة ضد الاستعمار البريطاني والأغنياء وأمراء العرب وملوكهم صنائع الاستعمار، ولوحدة عمال فلسطين عرباً ويهوداً واستخدام العنف لتحقيق أهداف الحزب، ولحرية الكلام والاجتماع، وفي مؤتمر الحزب في يوليو 1924 تسلمت قيادة جديدة زمام الحزب ورفعت شعار "تعريب الحزب" وفي أوائل 1929 دعت اللجنة المركزية أعضاء الحزب لاستيعاب وتمثل قرارات مؤتمر الكومنترن السادس الذي انتهى إلى أن دور البرجوازية الثوري قد انتهى وذلك بعد أن غدر الكومنتانغ بالشيوعيين في الصين، وهذا التقييم الجديد أدى إلى اعتبار اللجنة التنفيذية للمؤتمر الفلسطيني (قيادة الحركة الوطنية) خائنة، مما دفع الحزب لحمل راية الصراع الطبقي ورفعه إلى مرتبة التناقض الرئيسي، مما زاد في عزلة الحزب.
عقد المؤتمر الفلسطيني السادس في يافا / يونيو 1923 وظلت الحركة الوطنية عاجزة عن عقد مؤتمرها السابع خمس سنوات، وأخيراً عقد المؤتمر السابع في يونيو1928 إبان أقصى انحدار للحركة الوطنية، وأهم العوامل التي عجلت بانعقاد المؤتمر السابع:- 1) منح حكومة الانتداب حق استغلال البحر الميت لشركة صهيونية (والمعروف أن موسى الحسيني رئيس المؤتمر كان أحد المتقدمين لأخذ هذا الامتياز)، 2) ترويج حكومة الانتداب لإشاعة مفادها أنها تنوي تأليف مجلس تشريعي مما جعل الوجهاء يتسابقون إلى الدعوة للمؤتمر.
ورغم تمحور مناقشات المؤتمر السابع حول كيفية المشاركة في الحكم إلا أن اتجاهاً برز داخل المؤتمر - كما يؤكد عبد القادر ياسين - "استنكر هذا التلهف على المشاركة في الحكم وطالب برفض الانتداب والسعي للاستقلال التام، فيكون الحكم النيابي ضمن الاستقلال، وأكد هذا الاتجاه أحد مندوبي غزة بقوله "إن اكتفاء المؤتمر بطلب الحكم النيابي، تعتبره الحكومة ويعتبره الناس جميعاً تصفية للقضية العربية الفلسطينية وتراجعاً دميماً في ميدان الحياة القومية والسياسية". (المندوب هو حمدي الحسيني)،إلا أن المؤتمر انبثقت عنه لجنة تنفيذية "ممثلة للفئات جميعها، مجلسيه، معارضه، مخلصه، منافقه، سماسرة، وباعة أراضي وجواسيس".
هبة البراق:
لقد سهلت التشريعات التي سنتها حكومة الانتداب، من تدفق المهاجرين اليهود حتى فاق عدد من دخل منهم البلاد – رسمياً – حتى بداية عام 1929 ما يزيد عن مائة ألف مهاجر، عدا آلاف من المتسللين غير الشرعيين, وقد اقترنت هذه الهجرة بنزع أراضي الفلاحين العرب وحرمانهم حتى من العمل فيها كأجراء تطبيقاً لشعار "العمل العبري" أو "احتلال العمل".
وقد منحت حكومة الانتداب الشركات الصهيونية 82ألف دونم من الأراضي الأميرية عدا 75 ألف دونم قدمتها لشركة البوتاس الصهيونية، و18 ألف دونم لروتنبرغ كما نقلت السلطات امتياز تجفيف سهول الحوله إلى الشركات الصهيونية وتبلغ مساحة هذه السهول ثلث الأراضي الخصبة في فلسطين.
وحتى بداية عام 1928 بلغ ما لدى اليهود في فلسطين من أراضي 1.00.2.000 دونم أي 6% من الأراضي الزراعية في فلسطين، مع ملاحظة أنها أكثر الأراضي خصوبة – كذلك ارتفع عدد المستوطنات عام 1927 إلى 96 مستوطنة.
كان وراء اتساع الملكية للحركة الصهيونية، كبار الملاك العرب، فقد اشترت الشركات الصهيونية حوالي 90% مما في حوزتها من الأراضي (حوالي 900ألف دونم) من غير الفلاحين، وإن كان الفلاحون هم الذين تحملوا النتائج حيث أصبح 30% منهم بلا أرض. وقد باع آل سرسق – الغرباء عن البلاد – فيما بين 1921 – 1925، 211 ألف دونم تقوم عليها 22 قرية يسكنها 1746 عائلة، ذات 8730 نسمة تشردوا في البلاد.
أما العمال فقد تفاقمت أزمتهم، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت البلاد منذ عام 1927، وبعد تدفق الهجرة وما حملته معها من شقاء لهم.
كذلك تزايدت نقمة البرجوازية الفلسطينية على الانتداب والصهيونية، خاصة بعد اشتداد منافسة الصناعات اليهودية لها، وكذلك الامتيازات السياسية والاقتصادية الممنوحة للشركات اليهودية وخاصة امتياز البحر الميت سنة 1929.
كما كان للمثقفين الفلسطينيين – المعبرين عن مصالح البرجوازية – مبررات لسخطهم وتذمرهم، كل هذا جعل الصدام بين الفلسطينيين من جانب والاحتلال والانتداب من جانب آخر، حتمياً، خاصة بعد تخطيط الصهيونية له بالسير في هذا الاتجاه (بالمهاجرين، وانتزاع الأراضي، وإنشاء وتسليح عصابات الهاجناة الإرهابية).
الحوادث:
في بداية آب بدأت في القدس تظاهرات الفاشيست اليهود من أتباع جابوتنسكي مطلقين شعارات وأناشيد استفزازية، كذلك نظم المجلس الإسلامي الأعلى مظاهرة عربية مضادة، وفي 14 آب تظاهر ستة آلاف يهودي، وفي اليوم التالي عاد اليهود للاحتفال بعيد الغفران بحشد أكبر واستفزاز أعلى واخترقت المظاهرات القدس في اتجاه حائط المبكى هاتفة "الحائط حائطنا"، وتصادف أن كان اليوم التالي يوم جمعة وعيد المولد النبوي في الوقت نفسه، وفي المسجد طالب المشايخ الجماهير بالتحلي بالصمت والصبر، إلا أن الجماهير غادرت المسجد في مظاهرة هاجمت الحائط وانتزعت الستائر والمقاعد التي نشرها اليهود حوله فاصطدم المتظاهرون باليهود.
وفي 23 آب احتشد المصلون في المسجد الأقصى وكرر المشايخ الدعوة إلى الصبر والصمت، إلا أن بعض الحاضرين نددوا بالمشايخ واتهموهم بالخيانة، وخرج المتظاهرون من المسجد واصطدموا باليهود، واعتدى بعض الصهيونيين المسلحين على قرية لفتا مستغلين غياب رجالها في المسجد، وسرعان ما سرى القتال إلى القرى المجاورة ومنها إلى بقية أرجاء فلسطين.
أصدر المفتي وبعض الوجهاء يوم 14 آب بياناً لقوا فيه "إشاعة" توزيع الحكومة السلاح على اليهود، وفي اليوم نفسه هاجم بعض العرب الحي اليهودي بالخليل وقتلوا 64 يهودياً، وعقد في نابلس مؤتمراً ضم الكثيرين من طولكرم وجنين ندد فيه الخطباء بالحكومة وطالبوا باستعادة الأراضي التي انتزعها اليهود، وأخرج كبار الملاك ممن باعوا الأراضي من ذلك الاجتماع! ثم توجه المجتمعون إلى مركز الشرطة واستولوا على السلاح، ورفعوا علم فلسطين بعد أن فقدوا 9 شهداء، وقمعت حركة العرب بشراسة بالغة وسيق المئات منهم إلى السجون وأصدرت الحكومة 20 حكماً بالإعدام، نفذ ثلاثة منها وبالسجن المؤبد على 23 ومدد متفاوتة على 979 عربياً.
لقد كانت هبة البراق _ في جوهرها _ وطنية ديمقراطية هدفها الأرض والحرية بالرغم من أن اسباب دينية هي التي أشعلتها، فكانت الشعارات الأساسية التي رفعتها الجماهير الفلسطينية: 1) إلغاء الانتداب ووعد بلفور، 2) الاستقلال الذاتي، 3) وقف بيع الأراضي، 4) وقف الهجرة.
وإذا كانت الهبة لم تتطور إلى ثورة فبسبب قصر عمرها -كما يستنتج عبد القادر ياسين - ولفشل الهبة أسباب موضوعية وذاتية "أهمها:-
1- حرمان الحركة الوطنية من القيادة الثورية.
2- ضعف الثورة نتيجة تفتتها، كتعبير عن طابعها الفلاحي.
3- إهمال تنظيم الجماهير وتسليحها.
4- الضباب الفكري الذي لف الحركة الوطنية (الافتقار إلى برنامج واضح) (وهذا ما نفتقر إليه اليوم بعد مرور 36عام!؟)
5- غياب التنظيم الثوري، بالرغم من وجود الحزب الشيوعي الفلسطيني إلا أنه كان أسير خط انعزالي في السياسة والتنظيم مما جعله يتخلى عن دوره في قيادة الهبة معتبراً إياها مجرد مذابح لليهود، ولقد استنكر "الكومنترن" هذا الموقف وجرت مناقشات طويلة حول الهبة انتهت إلى اعتبارها ثورة زراعية.
إن القيمة التاريخية للهبة إنما تكمن في كونها أقنعت الجماهير أن الصهيونية تعتمد على خراب الإمبريالية البريطانية كما أقنعتها بتخاذل وتفريط قيادة الحركة الوطنية، وبعقم أساليب النضال السلبية في مواجهة الاستعمار والصهيونية، وبأن الحرية تنتزع ولا تمنح.
الحركة الوطنية تستكمل ملامحها:
تميزت الفترة التي تلت الهبة، وانتهت بنهاية عام 1939 بالمسار الصحيح للنضال الوطني الفلسطيني، نضال ضد العدو الرئيسي: الاستعمار البريطاني. (نختلف مع هذا التحليل لأن نضال شعبنا توجه في الأساس إلى كل من الاستعمار والصهيونية في آن واحد).
تطور طبقي: أتى النهوض الثوري الذي شمل البلاد (30-1939) تعبيراً عن نمو الطبقات الجديدة: البرجوازية بفئاتها، والعمال.
وفي إطار تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية، وتصاعد المد الثوري في العالم، وفي الريف تم الاستقطاب الطبقي، مع نشوء البرجوازية الزراعية العربية التي كانت قد مدت نشاطها إلى التجارة وشركات النقل وغيرها من مجالات اقتصاد الخدمات، فقد كان أفراد هذه الطبقة يبيعون أراضيهم بعد استصلاحها ليتحولوا إلى أصحاب ورش ومحلات.
كل هذا انعكس في المجال السياسي وأدى إلى إحداث تمايز تمثل في تبني كبار الملاك للاتجاه الديني، وتبني العناصر البرجوازية للاتحاد القومي الليبرالي.
"البرجوازية" الفلسطينية:
أدى فتح الأسواق الفلسطينية بواسطة الاستعمار إلى إحداث تغييرات جوهرية في التكوين الاجتماعي، فاضمحلت العلاقات الاقطاعية، وتحولت الزراعة إلى زراعة كثيفة (حمضيات) أي زراعة رأسمالية تعتمد على الرأسمال والأسواق والأيدي العاملة والقروض والأساليب الميكانيكة، وأدى هذا إلى تطوير المجتمع رأسمالياً ولكن بخطى جنائزية، وبالرغم من ضعفها فقد شكلت البرجوازية "الوطنية" الفلسطينية قوة دخلت الميدان السياسي، وتزايد دورها القيادي، وأحدثت تأثيراً يفوق حجمها ونفوذها الاقتصادي.
وإذا كان من المألوف اتسام برجوازية المستعمرات بالمحافظة نتيجة: انحدارها من طبقة الملاك الشديدة المحافظة، -طبيعتها الطفيلية بسبب نشأتها في أحضان الاستعمار. – انعدام تراثها الفكري والحضاري.
فإن البرجوازية العربية الفلسطينية قد تميزت في مرحلة النهوض الثوري، بثورية نادرة، لكونها ناشئة، وتجارية متلهفة على امتلاك سوقها ولأن الاستعمار كان يخص البرجوازية* الصهيونية بتوكيلات شركاته مما جعل ارتباط هذه البرجوازية بالسوق الاستعمارية غاية في الضعف وانعكس هذا على مواقفها السياسية.* وقد عبر المثقفون في المجال السياسي عن مطامح البرجوازية ومصالحها. (لابد من التوقف عند هذه النتيجة الخاصة بثورية البرجوازية الوطنية الفلسطينية، لان هذه الشريحة هي امتداد لشريحة كبار الملاك ومولودة من رحمها وبالتالي لا ينطبق عليها تعريف البرجوازية الوطنية ولم تتميز بثورية نادرة وظل سقفها السياسي محكوماً برؤية لم تختلف في جوهرها عن رؤية كبار الملاك).
أفسحت وفاة موسى الحسيني (26/3/1934) المجال لتأليف الأحزاب، فبوفاته ثم دفن اللجنة التنفيذية.
الأحزاب الفلسطينية :
1) حزب الاستقلال العربي:
تأسس في القدس 8/1932 – مؤسسوه: عوني عبد الهادي، رشيد الحاج إبراهيم، معين الماضي، محمد دروزة، صبحي الخضرا، د.سليم سلامة، فهمي العبوش، أكرم زعيتر، عجاج نويهض، ثم انضم إليهم حمدي الحسيني وصبري الأيوبي، ودعا الحزب إلى "إنشاء حركة وطنية خالصة على يد حزب سياسي استقلالي يكافح الاستعمار وما جره من نكبات" وكانت شعاراته "وقف بيع الأراضي، وقف الهجرة، استقلال فلسطين، والوحدة العربية". أوقف الحزب نشاطه بعد عام ونصف بسبب ضعفه التنظيمي واعتماده على الأمير فيصل، ولم يعتمد على الجماهير.
2) حزب الدفاع الوطني:
تأسس في القدس 2/12/1934، برئاسة راغب النشاشيبي، وهيئة مركزية من يعقوب فراج، الحاج نمر النابلسي، عمر البيطار، مغنم مغنم، حسن صدقي الدجاني، عبد الرحمن التاجي، عاصم السعيد، سليمان طوقان، الشيخ مصطفى الخيري، عادل الشوا، عيسى داود العيس، وكان هذا الحزب هو التعبير السياسي للثورة المضادة والتي كانت كتلتها الأساسية من الكومبرادور وجناح من كبار الملاك.
3) الحزب العربي الفلسطيني:
تأسس في القدس 24/4/1935، برئاسة جمال الحسيني، أما مكتب الحزب فتكون من جمال الحسيني، الفرد روك، وفريد عنبتاوي، إبراهيم درويش، الشيخ محمد الجعبري، يوسف ضيا الدجاني.
كان المفتي هو الأب الروحي لهذا الحزب، مما جعل أكثرية الجماهير الفلسطينية تلتف حوله. (بشكل عفوي).
عبر الحزب عن الاتجاه الإصلاحي في الحركة الوطنية، المعبر عن الكتلة الكبيرة من كبار الملاك: وإن كان قد زعم بأنه يعمل "لاستقلال البلاد ضمن الوحدة العربية، ورفع الانتداب، ودفع الخط الصهيوني".
4) حزب الإصلاح:
تأسس في القدس 18/6/1935، وكانت تقوده سكرتارية ثلاثية من أبرزها الدكتور حسين فخري الخالدي، ومحمود أبو خضرة، في حين تألفت لجنته التنفيذية _بالإضافة إلى الثلاثة_ من اسحق البديري وفهمي الحسيني والدكتور سعد الله قسيس وحسن خليفة والحاج نمر حماد والمحامي جورج صلاح، وإبراهيم حق التاجي الفاروقي، وعيسى البندك، وحامد عمر والدكتور يعقوب برتقش، وقد تضمن برنامج الحزب: استقلال فلسطين ضمن الوحدة العربية، والسعي عند الحكومة بعقد معاهدة بين العرب والإنجليز على غرار المعاهدة العرقية والإنجليزية، ومقاومة الوطن القومي اليهودي، ووقف الهجرة وبيع الأراضي، ومطالبة الحكومة بتأسيس الحكم الذاتي.
5) حزب الكتلة الوطنية:
تأسس في نابلس 4/10/1935، برئاسة عبد اللطيف صلاح، وقد ضم مكتب الحزب: عبد الله مخلص وعبد الله مترى، وحمدي النابلسي، وشفيق عسل، واعتبر الحزب هدفاً له "السعي إلى استقلال فلسطين التام والمحافظة على عروبتها ضمن الوحدة العربية.
6) الحزب الشيوعي الفلسطيني:
تأسس في أواخر 1919 من بعض الشيوعيين اليهود ، وتوسع الحزب تنظيمياً في أواسط المستوطنين اليهود أكثر منه في أوساط السكان العرب، ربما كان مرد ذلك إلى الوعي الطبقي العالي بين العمال اليهود!؟ (وكذلك دور الاشتراكيين الصهاينة داخل الحزب الذين حرصوا على تنظيم العمال اليهود).
تمكن الحزب بعد هبة 1929 من تصحيح خطه السياسي، وكان قد عقد مؤتمره السادس بعد الهبة حيث انتقد نفسه لتقصيره إزاءها ورأى أن واجبه كان يحتم عليه "تشجيع الثورة وتوسيعها وقيادتها"، ومن يومها أخذ الحزب في مد نشاطه إلى الريف، وكذلك تطهير صفوفه من العناصر المشبوهة بميولها الصهيونية، وفتحت أبواب الحزب على مصاريعها للعرب، وأصبح السكرتير العام للحزب منذ عام 1933 فصاعداً، عربياً*، وأصبح على كل مرشح لعضوية الحزب – يهودياً أم عربياً – أن يعلن بأن هبة 1929 كانت تعبيراً عن ثورية الجماهير العربية".
يعتبر المؤتمر السابع في ديسمبر 1930 أهم مؤتمرات الحزب لما صدر عنه من تحليلات وتحديدات صائبة كان لها بالغ الأهمية في توضيح طبيعة القضية الوطنية، ومهام القوى التقدمية حيالها، والموقف من الوحدة العربية، والنضال في الريف، والكفاح ضد الصهيونية، وحدد الحزب الهدف الرئيسي للنضال بأنه "تحرير البلاد القومي والاجتماعي، من الإمبريالية البريطانية والصهيونية ومن طبقة الأفندية".
الفلاحـون: تزايد تسرب الأرض من أيدي الفلاحين, وأصبح لدى الجماعات الصهيونية عام 1930 نحو 1.250.000 دونم من الأراضي، حوالي ثلث الأرض المزروعة، وتضاعف عدد الفلاحين المطرودين من الأرض، وفي أي اتجاه استدار فيه الفلاح كان يصطدم بواقع السيطرة الصهيونية، فأخصب الأراضي انتزعها الصهيونيون، في حين كانت حكومة الانتداب تحاصر الفلاح بالقيود التي تفرضها على مزروعاته وتسويقها.
كان في فلسطين عام 1931، نحو نصف مليون فلاح عربي، وكان التمايز الطبقي في الريف بالغ الحدة، كان 30% من الفلاحين العرب بلا أرض (نحو20.000أسرة) فيما كان يملك 50% من الفلاحين أرضاً صغيرة لا تقيم أودهم، وكان 250 اقطاعياً يحوزون نحو 4 مليون دونم ويعمل نحو 150.000 عامل زراعي في تلك الأراضي.
وفي عام 1930 ارتفعت أسعار الأراضي 13 مرة عما كانت عليه قبل الحرب الأولى مما دفع كبار الملاك العرب في فلسطين إلى التسابق لبيع أرضهم، كل هذا جعل الفلاحين يتصدرون النهوض الثوري ومزج شعارات التحرر الوطني بشعارات الأرض.
الحركة العمالية:
سبقت الطبقة العاملة العربية في فلسطين إلى الوجود البرجوازية الوطنية، فقد تكونت الطبقة العاملة نتيجة المشاريع العمرانية الاستعمارية في البلاد (سكك، مد طرق، توسيع موانئ ..الخ).
ومع تزايد انتزاع الأراضي من الفلاحين، تدفقوا إلى المدن استجابة لاحتياجات الصناعة الناشئة، وتحول آلاف البدو إلى عمال أيضاً، هرباً من فقرهم المدقع، كما انضمت إليهم فئة واسعة من أفراد الطبقات المتوسطة الذين قذف بهم النشاط الرأسمالي إلى صفوف الأحرار.
بلغ عدد العمال العرب عام 1925 خمسة آلاف عامل، ارتفع إلى 11.000 عامل سنة 1929، وفي عام 1935 وصل إلى 33.000 وفي عام 1939 وبسبب ثورة 1936 انخفض عددهم إلى 3029 في حين بلغ عدد العمال اليهود آنذاك 13.939.
- أعادت الحكومة فرض الرقابة على الصحف.
- في صفد والناصرة وطولكرم حدثت صدامات دامية بين العرب والمستعمرين وفي جنين أضرمت النار في مبنى الحكومة واستولت الجماهير على أسلحة رجال الشرطة.
- نسف الثائرون في طولكرم خط السكة الحديد المار بالبلدة وقطعت خطوط التليفون والتلغراف وتوقف السفر بين المراكز الرئيسية في البلاد، وانقطع الاتصال مع مصر وسوريا.
- في 2 نوفمبر عزلت القدس عن العالم الخارجي، إلا أن اللجنة التنفيذية عقدت صفقة مع الحكومة لتهدئة الجماهير، وأفرجت الحكومة عن أبناء قادة الحركة الوطنية (من الأغنياء) في حين ظل الشيوعيون العرب والعمال رهن الاعتقال، وكان الحزب الشيوعي قد طلب في البيان الذي وزعه عشية الانتفاضة ب"إلغاء الانتداب ووعد بلفور ووقف الهجرة فوراً، ومصادرة أملاك الحكومة والملاك العرب والصهيونيين وتوزيعها على الفلاحين والبدو الفقراء، والامتناع عن دفع قائدة إيجار الأرض، مساعدة العاطلين عن العمل، الإفراج عن المسجونين السياسيين، الدفاع عن المظاهرات ضد العنف الإمبريالي" واتسع التأثير الفكري للحزب على العمال والفلاحين وإن كان هذا التأثير لم يترجم تنظيمياً بسبب الملاحقات والاعتقالات الواسعة، كذلك عجز الحزب رغم شعاراته الصحيحة عن الوصول إلى مركز قيادة الجماهير، وذلك بسبب قصوره التنظيمي، وسيادة كبار الملاك وتمكنهم من حركة الجماهير.
امتدت الانتفاضة حسب تقارير الحكومة ستة أسابيع، ورغم إغماد الانتفاضة إلا أنها(24) أظهرت البسالة الفائقة لجماهير العمال والفلاحين ومدى تضامن الشعوب العربية (الأردن وسوريا) والشرقية في مواجهة الاستعمار. لقد كان الكادحون هم جنود الانتفاضة وفي هذا كمنت أسباب قوتها، في حين تمثل ضعفها في بقاء قيادتها في أيدي كبار الملاك الذي رأوا فيها مجرد أداة ضغط على الحكومة ليشاركوا فيها، وعندما اتسعت الانتفاضة وخشي كبار الملاك على مصالحهم، عمدوا إلى إجهاضها.
حركة المناضل الشيخ عز الدين القسام:
لجأ الشيخ عز الدين، ابن جبلة والمولود سنة 1882 إلى فلسطين عام 1921، مخلفاً في سوريا ثورة منتكسة وحكماً ضده بالإعدام لاشتراكه في قيادة ثورة عشائر صهيون، المعروفة بثورة الشيخ صالح العلي، وقد اختار القسام ورفيقاه الشيخان محمد الحنفي وعلي الحاج عبيد من حيفا مقاماً لهم.
استوعب القسام خبرات ودروس ثورة عشائر صهيون التي بينت له - كما يقول المؤرخ عبد القادر ياسين -أنه لا يمكن إحراز النصر بدون:-
وحدة أداة الثورة – إقامة تنظيم ثوري محكم – تعبئة وتنظيم الجماهير – التخطيط العلمي في العمل الثوري، سياسياً وعسكرياً – الوضوح الفكري من خلال خط سياسي يحدد العدو والحليف وطبيعة المعركة وأهدافها – نضوج الظروف والعمل على تهيئتها لتفجير الثورة.
وقد بدأ القسام بالحلقة الرئيسية: التنظيم، فشرع في بناء الخلايا السرية، بعد ثلاث سنوات قضاها في المسح والتقدير، وجعل من شمال فلسطين مسرحاً لنشاطه السياسي والتنظيمي، وهي المنطقة التي كانت تموج بالسخط والنقمة حيث طردت سلطات الاحتلال 3000 أسرة هم سكان 22 قرية في مرج بن عامر، و15 ألف آخرين من أراضي وادي الحوارث ومثلهم في أراضي الحولة مما ألهب الروح الثورية لدى فلاحي تلك المنطقة.
بالإضافة للفلاحين اعتمد القسام على العمال الذين يقيمون في أطراف حيفا داخل أكواخ من الصفيح الصدئ يعانون من التخلف والبطالة وانخفاض الأجور، والحرمان من التنظيم النقابي وغياب التأمينات.
وكانت المجالات الجماهيرية التي أفاد منها وتحرك من خلالها وينتقي منها العناصر الصالحة لتجنيدها في تنظيمه السري هي كما يضيف عبد القادر ياسين : المدرسة الإسلامية بحيفا حيث عمل مدرساً فيها، جمعية الشبان المسلمين بحيفا التي انضم إليها عام 1926، وانتخب رئيساً لفرعها في حيفا، مسجد الاستقلال في حيفا حيث أفاد من وجوده فيه كإمام وخطيب، قرى شمال فلسطين وكان تعيينه مأذوناً لها فرصة طالماً وظفها القسام لصالح نشاطه السياسي، التجمعات العمالية في الشمال.
ومع ارتفاع معدلات الهجرة اليهودية إلى فلسطين، حيث أصبح اليهود حتى عام 1935 يشكلون 30% من السكان إذ بلغ عددهم 443.000 نسمة، كذلك ازداد ابتلاع الصهيونيين للأراضي وبلغ ما ابتاعه اليهود عام 1935 وحده أكثر من 70 ألف دونم.
واتسع تنظيم القسام مع تزايد السخط الشعبي وانبثقت عن قيادة التنظيم خمس لجان قيادية: الأولى للدعاية والتعبئة، والثانية: للتدريب العسكري – الثالثة: لتأمين الأسلحة وتخزينها – الرابعة: للمخابرات. – الخامسة: للاتصالات الخارجية.
أما تجنيد الأعضاء فكان يتم عن طريق وضع المرشح فترة من الزمن تحت المراقبة والتدريب، وقد نجح التنظيم في تجنيد معظم أولئك الذين كانوا يقومون بأعمال ثورية أثناء المظاهرات والإضرابات والهبات الثورية، أي أن التنظيم كان يضم إلى صفوفه العناصر الطليعية من الشعب، مما طبعه بالحديدية وحافظ على سريته فترة ليست بالقصيرة.
وقد قسم التنظيم إلى خلايا سرية، ضمت كل منها خمسة أعضاء(25) كحد أعلى، يقود كل خلية نقيب، ويدفع الأعضاء اشتراكهم المالي واعتمد القاسم خطاً تنظيمياً، قوامه "التنظيم السري الطليعي" وبناء الكوادر السياسية والعسكرية، وخطاً سياسياً يضع الاستعمار البريطاني باعتباره العدو الرئيسي، ويعامل الصهيونية كعميلة وتابعة لهذا الاستعمار، أما أسلوب النضال، فكان الكفاح المسلح وكان الأعضاء يحصلون مهارات سياسية وعسكرية تتمثل في ثقافة سياسية ودينية وتدريب عسكري.
وباستقراء أسماء أعضاء تنظيم القسام يتبين لنا - كما يستطرد عبد القادر ياسين - أن معظمهم كانوا رجال دين قرويين، وهذا يؤكد أن الدين كان ضمير حركة القسام وأنها كانت حركة فلاحية في جوهرها، وقد عبرت الحركة القسامية عن امتزاج الدين بالوطنية، والتحام المثقف بالشعب، وهما سمتان سادتا في المستعمرات، وبشكل خاص تلك التي كانت علاقات الإنتاج فيها لم تصل بعد إلى المرحلة الرأسمالية، وفي مثل هذه الحالة يلعب الدين دوراً تقدمياً.
وفي أثناء هبة البراق شهر اغسطس 1929، طلب بعض أعضاء التنظيم إعلان الثورة المسلحة، إلا أن القسام رفض لأن الأزمة الثورية لم تكن قد نضجت بعد، كما لم يكن التنظيم قد حقق توسعاً كافياً.
وعاد نفس الأعضاء واقترحوا التوسع في جمع المال من الشعب بشتى الوسائل، إلا أن القسام حذرهم من استعمال العنف ووضح لهم أن الشعب "سيدفع تبرعات كافية للثورة، بعد إعلانها مباشرة، وبعد أن يعرف أهدافها ويشاهد الانتصارات" وأكد هذان الموقفان مدى عمق القسام وتمتعه بالأناة والصبر الثوريين.
وبحلول عام 1935 شعر القسام بحسه الثوري - كما يؤكد عبد القادر ياسين -أن الظروف قد نضجت بما يتيح له خوض غمار الكفاح المسلح ضد الانتداب والصهيونية خصوصاً بعد أن اتسع تنظيمه (200عضو) وبعد أن حصل على السلاح اللازم لحركته (حوالي ألف قطعة قام بتخزينها في قريته "حبله").
وأراد القسام أن يختبر مدى صلابة تنظيمه وقوته، فعمد إلى الزج ببعض الخلايا في معارك محدودة، ومنذ أوائل 1935 شهد المثلث العربي (جنين، نابلس، طولكرم) سيلاً من الاغتيالات للضباط الانجليز والمشتبه في تعاونهم مع الاحتلال أو الصهاينة.
وسارع القسام إلى الحاج أمين طالباً منه تعيينه واعظاً عاماً متنقلاً لتيسير وستر تنقلاته للحض على الثورة في أرجاء فلسطين، غير أن المفتي اعتذر بدعوى أن يعمل لحل القضية سياسياً.
بعد عودته إلى حيفا أرسل أحد أعوانه إلى المفتي يعلمه بعزمه على تفجير الثورة المسلحة، ويطلب إلى المفتي الاشتراك في الثورة، إلا أنه لم يستجب لنداء القسام متعللاً "بأن الوقت لم يحن بعد".
وعودة القسام هنا إلى المفتي أتت لوعيه بأن المفتي كان لم يزل رأس الحركة الوطنية وقد ميزت هاتان الواقعتان بين القسام والمفتي، فالأول برز كرجل دين ثوري، في حين تكشف الثاني عن رجل دين وطني محافظ معاد للاستعمار والصهيونية ولكنه ضد الثورة لما تحمله من احتمالات التغيير الاجتماعي.
يقول المؤرخ ياسين : لقد آثر القسام - بعد فشله في اجتذاب المفتي – أن يفجر الثورة المسلحة بدونه، وخرج مع 24من رفاقه في النصف الأول من نوفمبر 1935 إلى قضاء جينين للحض على الثورة وتدريب الفلاحين وتشكيل ما يعرف اليوم "بالبؤرة الثورية" وهي الصيغة العسكرية التي اعتمدها جيفارا في بوليفيا، وقد اختار القسام قضاء جينين لوقوعه في جبال الجليل الوعرة ذات المواصلات الصعبة.
وهكذا لجأ القسام إلى المدينة، ليقيم فيها تنظيمه حيث السكان الأكثر تعليماً والأشد كثافة واستعداداً للتنظيم منهم في الريف، وحيث القبلية والطائفية والإقليمية شبه محطمة، وحيث الصراع السياسي أكثر وضوحاً واجتذاباً.
ثم انتقل إلى الريف، بمجرد عزمه على إشعال فتيل الثورة ودل موقفه هذا على مدى حكمته وبعد نظره، فالريف هو المكان الذي تضعف فيه قبضة السلطة الاستعمارية، ويتوفر الأمان في بطون الجبال وأعماق الغابات للطلائع والعصابات المسلحة.
وانتشرت دوريات القسام في قضاء جينين، وحدث أن قتل أحد القساميين شرطياً صهيونياً، مما أدى إلى كشف مواقع الثوار وفقد معه القسام عنصر المباغتة، وفي صباح اليوم التالي (15-11-1935) وقع اشتباك قرب قرية البارد سقط فيه الشيخ محمد حلحولي شهيد كما قتل اثنان من رجال الشرطة، وعندها سارع المندوب السامي إلى الاجتماع بكبار العسكريين لمواجهة الموقف، وفي مساء 18نوفمبر1935 تحركت حملة مسلحة تقدر بحوالي 500 جندي بريطاني وطوقت المنطقة التي وقع فيها الاشتباك، وأخذت الحملة تضيق الخناق على القسام ورفاقه القابعين في حرش يعبد، وقد نجحت الحملة في استدراجهم إلى قعر أحد الوديان ودار بين الطرفين اشتباك غير متكافئ قرب قرية الشيخ زيد، واستمرت المعركة من الفجر حتى التاسعة من صباح 19/11/1935 وأسفرت عن استشهاد القسام واثنين من رفاقه هما الشيخ يوسف الزيناوي والشيخ محمد حنفي أحمد (مصري) وجرح كل من الشيخ نمر السعدي والشيخ سعد المفلح والشيخ حسن الباير، وتمكن الأول من الإفلات في حين أسر زميلاه مع من بقي حياً من رفاقهم وهم الشيخ أحمد عبد الرحمن جابر، والشيخ محمد يوسف، وعربي البدوي.
وبذا قضى على حركة القسام وهي لم تزل بعد في دور المحاولة، ومن حيفا نقل جثمان القسام إلى قرية الباجوز في جنازة مهيبة.
أما قادة الحركة الوطنية - كما يقول المؤرخ عبد القادر ياسين -فقد أرسلوا برقيات تقليدية تنعي الشهيد وقاطعوا الجنازة، ثم هرعوا إلى المندوب السامي البريطاني واكهوب "لإقناعه" بوقف الهجرة وبيع الأراضي ومنح فلسطين حكماً ديمقراطياً وعبروا عن خوفهم من فقدان نفوذهم على الجماهير "وعندئذ تسود الآراء المتطرفة ،أما الجناح المتقدم من الحركة الوطنية فقد احتفى بالقسام، وأقام في القدس مؤتمراً شعبياً في 9/12/1935 –مناسبة احتلال البريطانيين للقدس- ندد بقيادات الحركة الوطنية وطرقها الفاشلة للعمل الوطني، وكان من بين الخطباء، حمدي الحسيني، ومحمد نمر عودة الشيوعي الفلسطيني البارز."
دروس الحركة:لقد تركت حركة القسام كثيراً من العبر الكفاحية يوردها المؤرخ عبد القادر ياسين كما يلي :
1- كانت المبادرة الأولى في ظل الانتداب لخوض الكفاح المسلح بمعزل عن القيادة الرجعية، وقد حفزت الجماهير وأبانت له الطريق.
2- كشفت حوار الحركة الوطنية شبه الإقطاعية.
3- فتحت الحركة أمام الجماهير الباب لانتزاع المبادرة من القادة التقليديين، فنشبت ثورة 1936 بمبادرة شعبية خالصة وبمعزل عن القيادة التقليدية، وإن كانت تلك القيادة قد نجحت في تطويق واحتواء الثورة في وقت لاحق.
4- أشعل القسام حركته في الوقت الذي كانت فيه الجماهير لا تزال ملتفة حول المفتي والقيادات الإقطاعية، ولم تأخذ الحركة فرصتها، زمنياً، لتجميع الجماهير ولفها حولها، فكان أن أصابت ضربة الاستعمار قلب التنظيم القسامي.
5- فرضت اعتبارات الأمن على القسام، وقف تنظيمه على النخبة، مما أدى إلى ضيق حجم التنظيم.
6- أما الخطأ العسكري الرئيسي الذي وقع فيه القسام، فكان حصره نشاطه السياسي والتنظيمي في منطقة واحدة هي شمال فلسطين، وفي بدئه الانتفاضة المسلحة في قضاء جينين، مما سهل على الاستعمار الإجهاز عليه ومنعه وصول شرارتها إلى بقية المناطق ولكن إلى حين.
7- ومهما يكن من أمر، فإن انتفاضة القسام كانت المقدمة، بل والبداية الحقيقية لثورة 1936، ولم تكن الأشهر الخمسة التي فصلت بينهما إلا الفرصة التي تمكن فيها رفاق القسام من التقاط أنفاسهم ولم شملهم، ونجح تنظيم القسام هذه المرة في تفجير الثورة التي امتدت أكثر من ثلاث سنوات سطر فيها شعبنا من الفلاحين والعمال أروع آيات التضحية والبطولة والفداء في تاريخ العرب الوطني.......
المراجـع :
1. تاريخ كفاح الشعب الفلسطيني – عبد القادر ياسين .
2. بيان عجاج نويهض – مؤسسات وشخصيات فلسطينية .
3. عبد الوهاب الكيالي – تاريخ فلسطين .
4. حوار مع د.عصام سيسالم حول تاريخ فلسطين القديم – حاوره غازي الصوراني .
5. د.جمال حمدان – اليهود انثربولوجيا .
يتبع الى الحلقة الثانية : ثورة 1936 وما تلاها وصولا الى اعلان الكيان الصهيوني.



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخلاق بين الديمقراطية والاستبداد:
- تقديم وتلخيص كتاب - نقد العقل الجدلي- تأليف المفكر الماركسي ...
- خواطر فلسفية حول هيجل وماركس والاغتراب في النظام الرأسمالي
- المسألة التنظيمية مسألة أساسية من مسائل النضال السياسي الديم ...
- كتاب : العولمة وآثارها على الوضع الدولي والعربي
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ...
- سبل تعاطي وتفاعل قوى اليسار في الوطن العربي مع الدين الإسلام ...
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية
- سؤال الماركسيـة والدور النضالي التقدمي الديمقراطي المستقبلي ...
- ملاحظات عامة في التاريخ الثقافي الاسلامي والاسلام السياسي
- وجهة نظر حول التثقيف الذاتي والمسلكية الأخلاقية في أحزاب وفص ...
- مفهومي المواطنة والديمقراطية في المجتمع الفلسطيني
- بصراحة ، كلمات عن العلمانية والديمقراطية والاشتراكية
- اين تكمن الطريق الى مستقبل عربي تقدمي وديمقراطي افضل؟
- الحزب الماركسي والنضال التحرري والديمقراطي الطبقي واهمية عنص ...
- للتاريخ ... شروط قبول هيئة الأمم المتحدة بعضوية دولة -إسرائي ...
- خاطرة عن الوالد الصديق والرفيق القائد المؤسس الحكيم جورج حبش
- رؤية راهنة ومستقبلية حول الماركسية كمنهج حي وليست عقيدة جامد ...
- يهودية الدولة ومستقبل الصراع العربي الصهيوني
- البعد القومي للصراع العربي الصهيوني


المزيد.....




- إيداع الصحافي الجزائري سعد بوعقبة الحبس الإحتياطي بعد شكوى م ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيين اثنين بعد استسلامهما وفق م ...
- -سيناريوهات- يستعرض جهود واشنطن لإحلال السلام بين موسكو وكيي ...
- مصر: توقيع مشروع تجاري فندقي في القاهرة الجديدة.. وخبراء يعل ...
- إحباط بين جماهير ليفربول بعد سلسلة هزائم، وتساؤلات حول مستقب ...
- فيديو يظهر مقتل فلسطينيين في وضعية الاستسلام على ما يبدو وال ...
- غزة مباشر.. غارات في القطاع وإعدامات بالضفة
- شاهد.. جيش الاحتلال يعدم شابين من جنين بعد استسلامهما
- إدارة ترامب تعلن إعادة النظر في بطاقات -غرين كارد- الممنوحة ...
- دول أوروبية تدين تصاعد عنف المستوطنين ضدّ الفلسطينيين في الض ...


المزيد.....

- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - غازي الصوراني - مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني