مصطفى حسين السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 8571 - 2025 / 12 / 29 - 16:17
المحور:
الادب والفن
مَن لم يجدْ في قلوب الناسِ أسودَها
يومًا، لمَا ازدانَ في عينيه أبيضُها
كم ساقَ في مدحِه الأقوالَ واحدُهم
لكنْ لديه من الأفعالِ تُدحِضُها
سَخَتْ غيومُ الشّتا غيثاً بلا مِنَنٍ
في حين يُرعدُها صَيفٌ ويُومِضُها
فقد مُنحنا عيوناً وهي مبصرةٌ
فكيف في موطنِ الإذلالِ نُغمضُها
لا تنحَني هامَتي إلا لخالقِها
وإنْ أكنْ لكرامِ النفسِ أُخْفِضُها
أمضي على الشوكِ في عزٍّ أناشِدُه
وجَنّةُ المشتَهى في الذلّ أَرفُضُها
لمْ تَعْتدِ النفسُ مِنّي الذلَّ مُذْ بُرئتْ
لو لامَسَ الذلُّ هذي النفسَ يُمرِضُها
قل للذي احترفَ الإذلالَ عن سفهٍ
تلكَ المذلَّةُ عارٌ كيفَ تمحضُها
ودّاً وتوصلُها إيفاءَ ذي رحِمٍ
وتنتهي عن شؤونَ اللهُ يفرضُها
وكلما نبتت للعز برعمة
أتيتَ أنت بنصلِ الحقد تجهضُها
وقد يجاهرُ عبدٌ من بلاهَتهِ
بالمنكراتِ وفي الأسواقِ يعرضُها
إن الطّهارةَ في عقلٍ وفي خلُقٍ
بالانحرافِ وسوءِ الخُلْقِ ننقضُها
فلا وضوؤُك يستوفي جنابَتَها
ولا التيمّمُ بالكافور يُرحِضُها
جاؤوا على وطني بالشرّ ساستُه
قد أوسعوهُ هموماً مَنْ سينفضُها
سجّادةُ الأنبيا والأوليا وطني
من الذي ترك الفئرانَ تقرضُها
أين الأسودُ التي كانت حُماةَ حِمىً
ألا ترى ما يُعاني اليوم مربضُها..؟
#مصطفى_حسين_السنجاري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟