أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ساعة يكتمل التشكل الوطن/ الكوني العراقي/3















المزيد.....

ساعة يكتمل التشكل الوطن/ الكوني العراقي/3


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8570 - 2025 / 12 / 28 - 16:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما ان هنالك نوعان مجتمعيان متباينان، ثمة تشكليتان لكل منهما شروطة وخاصياته والظروف التي يصبح ممكنا بفعلها وضمن سيرورتها، هذا مع ان المعروف والمتداول الراسخ في الوعي العام هو النوع الكيانوي الجغرافي الارضوي، المرتهن لنمطية انتاجية لازمه هي اليدوية وشروطها الاجتماعية الجسدوية الحاجاتيه، معها تصبح المجتمعات ضمن مسارها محددة ضمن مجال جغرافي لغوي وتاريخي مشترك، مع صيغ من الدول تتباين جزئيا بحسب الاشتراطات البيئية والبنيويه، بالمقابل تكون هنالك حالة من اللاتبلور التاريخي تظهر تحديدا في ارض سومر جنوب ارض مابين النهرين، تظل بلا تشكل نهائي، بحكم كونها البديل والمنقلب المضمر للكينونه المجتمعية، مخالف للجغرافي المحدود بحدود بذاتها، طابعه الجوهر كوني متعد للمكان، هو بالاحرى بديل المجتمعية البشرية الحالية، موجود لكي يتحقق كهدف وطور اخر غير ذلك الذي يسود وتتوفر له الاسباب كي يغلب ابتداء وعلى مدى استمرار النمطية الانتاجية اليدوية.
وبكلمه فان ظاهرة المجتمعية ليست واحده ابدية، بل هي حالة تتابع نوعي، وبداية ومنتهى، ارضوية اولا ذاهبة الى اللاارضوية المتعدية للكيانيه المحليه، والشامله للمعمورة، حين تصبح المجتمعية واحدة، وطنها الكرة الارضية بعمومها، مثلما تبقى الارضوية المحلوية الجغرافية "الوطنية/ القومية" غالبة على مدى قرون مديده. وليست التتابعية المنوه عنها عارضة بل هي اصل في الكينونه والترقي المجتمعي البشري، مابين طور مجتمعي ابتدائي اول، ومجتمعية لاحقة اخرى، عقلية فوق جسدية، خاضعه لقانون الوجود والصيرورة المجتمعية الانتقالية بين الحيوانيه والانسانيه العقلية.
والارضوية لاترى الا الوحدة المجتمعية الواحده، غرضيتها الفاصله "بناء الحضارة"، فتعجز لقصوريتها العقلية عن ان تتعرف على الازدواج المجتمعي، ومن ثم على الديناميات الفعليه التي تنطوي عليها المجتمعية وهي سائره باتجاهها، وهنا يسقط من اي احتساب احتمال لابل حقيقة ان المجتمعية تبدأ لاارضوية، اساسها نوعيا الاصطراع مع البيئة المجافية الطارده التتي تتشكل في غمرة الاصطراع معها نوعا، قبل الاصطراع الثاني مع المجتمعية الارضية النازله من اعلى من الجهات الثلاث الشرقية والغربية والشمالية، من الصحارى والجبال الجرداء، باتجاه ارض الخصب، ساعية لاخضاعها بالقوة كما المعتاد،الامر المستحيل بحكم النوع المجتمعي المتشكل قبلا، وترابط الحرية النوعيه في هذا الموضع مع الوجود، الامر الذي لن يلبث ان يضطر الارضوية الى الانكفاء خارج المجال اللاارضوي، وعلى حوافه العليا متخذة من "المدينه / الامبراطورية" موضعا لها معزولا، ومحصنا اعلى تصحين، تمارس حلب الريع الزراعي بالغزو الداخلي المكلف للغاية، بينما تظل في حال عزلة وراء اسوار مدينتها التي لن تلبث ان تنكفي الى الاعلى، بحثا عن تعويض عن الريع غير القابل للحلب بسهوله، وقد اكتسبت اعلى الخبرات القتالية، واستفادت في صيغتها الاولى ابتداء من الاكدية الى البابلية من بكورتها المجتمعية، وتاخر تبلور ماعداها من مواضع قريبه شرقا كما حدث مع سرجون الاكدي باحتلال عيلام قبل ساحل الشام والاناضول، واستغلال العباسيين في الدورة الثانيه لعملية الفتح الجزيري الذاهب الى الهند والصين.
ويؤجج الاصطراع الازدواجي شديد الاحتدام في الاسفل حيث اللاارضوية وكينونتها، النزوع الى التحقق من طرف هو الاعرق وجودا زمنيا ومكانيا كجزء من عملية الدفاع عن الذات، ولتكريس النوع، الامر الذي يصطدم بنقصين اساسيين، لايمكن من دونهما العبور الى التحقق، اولهما الادراكيه العقلية غير المتوفرة ساعتها، وثانيهما الاهم والاكثر خطورة عمليه، توفر وسيلة الانتاج المادية المطابقة للنوع التحولي المجتمعي، بنوعه الذاهب الى مافوق ارضوية جسدية كينونة، ضمن ظروف واشتراطات الغلبه الانتاجوية اليدوية الجسدية الحاجاتيه، وماتنتجه من قصور في الادراكية العقلية المحدودة ضمن نطاقها الاقرب للحيواني، مالايترك للاارضوية من مجال غير التعبيرية ماقبل التحققية، مجسدة في النبوية الحدسية بارفع واكمل اشكالها، الابراهيمه.
ومن تلك اللحظة تبدا مسيرة التشكل الكبرى، اولى وثانيه محبطتان لنقص الاسباب الضرورية والمادية منها بالذات، الاولى تواكب الدورة الاولى السومرية البابلية الابراهيمه، والثانيه ماتنتهي اليه حصيلة الدورة الثانيه العباسية القرمطية الانتظارية، بتمخض الاولى عن الاختراقية اللاارضوية الابراهيمه لعموم المجتمعات الارضوية شرقا وغربا الاماندر، ومع الثانيه وما توفره من اسباب الانقلاب الالي بصيغته الاولى التجارية اوربيا، مع تزعم العاصمه الامبراطورية بغداد للنظام العالمي التجاري الريعي في حينه، هذا بينما المفهوم واجمالي التصورات والمفاهيم السائدة تظل ارضوية طارده للتعبيرية المجتمعية اللاارضوية، تكرس المفهوم الارضي عن الكيانيه واشكال الحكم، غير قادرة على التعرف على ظاهرة الكيانيه اللامحلية اللاوطنيه، الكونية بنية وتحققا للمجتمعيتين المصطرعتين في هذا الموضع من المعمورة، والمحكوم اتفاقا مع بنيته لقانون الدورات والانقطاعات التي تصل حد الغياب كما حدث بعد انهيار بابل، وفي الدورة الثانيه مع سقوط عاصمة الامبراطورية بغداد عام 1258، فالارضوية هنا مكتوب لها ان تتحقق امبراطوريا حكما ابتداء من سرجون الاكدي، والى العباسيين، واللاارضوية تتحقق تعبيرا كونيا متحررا من الجغرافيا والامه، ابراهيما في الطور الاول، وجمله من التعبيرات في الثانيه قرمطية في مقدمها مع الخوارجية والاسماعيليه والحلاجية والشيعية وصولا الى الختام المهدوي الانتظاري، الذي يحيل الى الدورة الراهنه الثالثة، عدا عن اخوان الصفا والمعتزله، حيث تقوم الكيانيه غير الكيانيه والتي تظل ككينونه مخالفة للنزوع الكيانوي المحلي، فما كان لارض السواد ان تذهب لاقامة مايعرف بالدولة المحلية او الكيانيه الجنوبيه برغم مايبدو من توفر اسبابها والدوافع، ولا هي مالت اليوم مع الدورة الراهنه للتشكل الكياني برغم توفر مقوماته، فكانت هي التي تطرد الصفويين الايرانيين من البصرة وتحررها منهن، لا ان تتحالف معهم كي تعزز كيانيتها بوجه العثمانيين او تلعب على الصراع القائم بين الاثنين،وحين تنطلق الثورة الثلاثية عام 1787 وتحرر ارض السواد من بغداد الى الفاو، وتظهر بعض الميول السلطوية وان تكن العراقية بالمعنى المتعارف عليه ارضيا، بالمطالبه بولاية "ثويني العبدالله" قائد الثورة وشيخ مشايخ المنتفك، بولاية بغداد باعتباره "الاسد الذي يحميها من العجم ويؤمن الطرق"(3) كما جاء في المضبطه التي وجهت من قبل الثوار واهالي البصرة، من البصرة، تبدا عملية انفكاك العشائر المشاعية عن القيادة القبلية، بالميل الى القيادة اللاارضوية الانتظارية النجفية الناشئة، ووقتها تبدا المرحله الثانيه الانتظارية لتحل مكان الاولى القبلية من التشكل الحديث، مع ظهوردولة اللادولة معدومة السلاح والقائمه على تحريم قيام الدولة والحاكم بظل غياب المهدي.
ـ يتبع ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ اخطانا في الاشاره في في الهامش في المقال السابق عن "افلاس المنظورات......" الى الجزء المؤجل من المقال الحالي " ساعة يكتمل التشكل الوطن كوني العراقي" فذكرنا بان المؤجل هو الجزء الرابع بدل الحالي الثالث ما قد اقتضى التنويه.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افلاس مفاهيم الحداثة الايديلوجية في العراق
- ساعة يكتمل التشكل الوطن/ كوني العراقي/2
- ساعة يكتمل التشكل الوطن/ كوني العراقي/1
- الرؤية الثانيه الغاية للوجود والعالم/2
- الرؤية الثانيه الغاية للوجود والعالم/1
- العراق الذي -يولد- لانه لن يولد/4
- العراق الذي -يولد- لانه لن يولد/3
- العراق الذي -يولد- لانه لن يولد؟/2
- العراق الذي-يولد- لانه لن يولد؟/1
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولاافق/4
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولاافق/3
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/2
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/1
- القرون السبعه من غياب العراق/2
- القرون السبعه من غياب العراق/1
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/5
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/ 4
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/ 3
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/2
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى؟/1


المزيد.....




- أخفوا الزبائن بغرف القياس.. إليك ما حدث بمركز تسوق بعد تحول ...
- فتى بعمر 16 عامًا ينقذ والده بعد انهياره وفقدان الوعي فجأة ع ...
- مصر تنهي 2025 بأوسع دورة تيسير نقدي بعد خفض الفائدة 7.25%
- كأس الأمم الأفريقية: الجزائر تضمن التأهل إلى ثمن النهائي إثر ...
- الجزيرة تكشف عن تحالف إسرائيلي إثيوبي للسيطرة على البحر الأح ...
- -من يفتقد الشرعية لا يملك حق منحها-.. نشطاء ينتقدون اعتراف إ ...
- معاريف: الاعتراف بأرض الصومال يعزز قدرات إسرائيل على مواجهة ...
- إيران 2025: ضربة أميركية تدمر المنشآت النووية وأزمات داخلية ...
- تسلسل زمني لأهم أحداث الساحل السوري في 2025
- تايم: تراجع حاد في شعبية ترامب وهذه هي الأسباب


المزيد.....

- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ساعة يكتمل التشكل الوطن/ الكوني العراقي/3