أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الرؤية الثانيه الغاية للوجود والعالم/2















المزيد.....

الرؤية الثانيه الغاية للوجود والعالم/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينظر متفلسفو الغرب وتابعيهم النقليين الى البدئية العظمى الافتتاحية باستصغار مستهينين بقيمه ومستوى الاختراقية الكونية المتصله باللحظة الابتداء من علاقة العقل بحالته القصورية الابتدائية للكون وظواهره والوجود ومقتضياتيه، ومن هذا المنطلق يمكن ان تلحظ ظاهرة الميل الى تقديس المنجز المتاخر والحداثي في هذا المجال على حساب ماقبله وماكان لحظة الافتتاح في كشف العقل بصيغته المتوفره عن العلاقة بالوجود وهي المهمه الاعظم مقارنة بكل ماقد بني عليها واستند لها.
وهكذا وضع تسلسل الوعي ضمن متواليه: الاسطورة، الدين، الفلسفه، كما فعل هيغل على سبيل المثال، وكان الفلسفة هي القمه الاعقالية البشرية، مع ان مثل هذه المعادلة تبدو بوضوح مختلة فالدين ليس بالمرحله التي يمكن نسبتها للماضي المنقضي، وهو موجود في الحياة وفي الكينونه البشرية بقوة تفوق بما لايقاس موقع الفلسفة النخبوي المحدود، بحيث يحتل المنظور الماورائي موقع العنصر الوجودي المجتمعي خارج السياقات الجغرافية والكيانيه على مدى يشمل المعمورة بمعظمها بصفته لازمة وجود، بما يمكن، لابل يجب ان يجعل من محاولة وضع مثل التدرجات المذكورة اعلاه في خانة التوهمية غير المدقق فيها، والمرتكزه لاعتبارات السطحية الموكوله الى العجب المتاخر بالذات بناء على مفعول عنصر حضر من خارج العملية المجتمعية بصيغتها الاولى اليدوية، من دون اي قدرة على الارتقاء لمستوى وحقيقة الفعالية العقلية البدئية الوجودية كما عاشتها المجتمعات الاولى ابان تبلورها الافتتاح.
وتستوجب هذه الظاهرة اعادة قراءة للسردية العقلية الادراكية البشرية، بين منجز الافتتاح البدئي وذلك اللاحق، وبالاخص منه الذي رافق ونجم عن الانقلاب الالي بصيغته الاولى المصنعية الاوربية وتوهماتها، الامر الذي يمكن ان ياخذنا الى القول بان المنطلق الرؤيوي الاول المجتمعي بصيغه الاسطورية السماوية بازاء الوجود والكون المبهم، هو الصيغة العليا من الرؤية العقلية البشرية المؤجله، والتي لم تكن قادرة على التحقق في حينها، لاسباب تتعلق بنوع وسيلة الانتاج المتاحة والممكنه من جهة، وحكم القصورية الاعقالية الابتدائية، ولزوم تجاوزها الى النطقية التحولية الباقية خافيه، تتعدى القدرات المتاحة من الادراكية العقلية حتى اللحظة الراهنه.
وهنا تقع القصورية الكبرى في النظر الى الحقيقة الوجودية والمسار البشري المقرر والمصمم بنية وكينونه، مع العجز عن التعرف على الحقيقة المجتمعية الاساس اللاارضوية الدالة على خضوع الوجود لقوة التحولية العظمى الى العقلية بدل الجسدية، فالمجتمعات تبداكمنطلق بالتبلور في ارض سومر، لاارضوية ذاهبة الى مابعد ارضوية جسدية وهذا هو جوهر الوجود البشري ومنتهاه، مقابل ذلك الذي يرى المجتمعية جسدية ابدية ونهائية، فيعمد الى تكريس هذا النوع من النظر على انه الواقع، الى ان ذهب ليدعمه لاحقا بما يعتبره "منظور العلم" والعقلانيه، مقابل الماورائية والميتافيزيق، هابطا بالمروية المجتمعية التحولية الى الدرك الارضوي المغلق، بما في ذلك منتهياته المفترضة "الاشتراكية" وعموم صيغ اليوتوبيا الارضوية، التي تقف بالكينونه البشرية عند حدود ونطاق الجسدية الحاجاتية التي هي بالاحرى محطة لازمة مؤقتة وعابره، مفروضة لاجل توفير اسباب الانتقاله العظمى التحولية مابعد الجسدية.
الابراهيمه العراقية السومرية هي التعبيرية الاولى اللاارضوية اي التعبيرية التحولية الاولى ضمن اشتراطات استحالة التحقق، وتحت وطاة اشتراطات اليدوية وغلبة الارضوية وطفولة العقل، تتكامل برغم مجافاة الواقع نبويا حدسيا بما يوافق اشتراطات الازدواج البشري المجتمعي التفاعلي الانتقالي الطويل، الذاهب الى نهاية الطور اليدوي الانتاجي، حين تبدا بالتبلور ساعتها ومن هنا فصاعدا اسباب التعبيرية الثانيه اللاارضوية، "العليّة / السببية" ويصير الانتقال من الجسدية واقعا معاشا، مع توفر اسبابه على صعيد وسيلة الانتاج العقلية/ التكنولوجية العليا، والرؤية المنتظرة، تلك البدئية الثانيه، الغاية والغرض الاعلى.
والتعبيرية اللاارضوية التي هي اول رؤية ابتدائية للكون والوجود هي المنظور "العلمي" الاول للكون والوجود قبل اوانه، يقر اولا بوجود قوة عليا خارجة عن الارادة البشرية هي المتحكمه بمسارات الوجود، وهي حين تتم صياغتها في حينه، فانها تاتي ملزمه بالخضوع لما متاح لها من ممنكات التعبير اللاارضوي. وهنا نجد التوافق الضروري بين اشتراطات الوجود البشري الاولى ومستوى الادراكية وبين اجمال البنية الربانيه من دون تجاهل عبقرية الصياغة ضمن المتاح آنيا مقابل المنظور الفرعوني التالهي الارضوي الجسدوي، المادي الارضوي الموكول للحاجة، لنصبح امام رؤية تسحب السلطة من الارض لتودعها في السماء، متعدية الملوك والفراعنه وكل صنوف الحكام، فاذا ادمج حكم الغائية الكونيه العليا ب "الله" فان اللحظة وشروطها وسبل وممكنات التعبير عنها ضمانا لفعلها، تكون مرهونه بممكنات الرؤية الاولى للوجود والعالم والكون، بالاخص ضمن اشتراطات اليدوية، الى ان تنتهي مفاعيلها وتحل ساعة الانتقال الالي التكنولوجي العقلي، ووقتها تحل ساعة العلية السببية اللاارضوية التي يسمونها ارضويا " العلمية" و"العقلانيه" الارضوية، وقد آن اليوم اوان انحسار فعلها المؤقت التوهمي، مع بدء تبلور الاسباب الضرورية للتحوليه العظمى ماديا " تكنولوجيا".
لم يصل الكائن البشري مستوى يؤهله للتعرف على قوانين تطوره ومسارات وجوده وغاياته، فهو مايزال مجرد موضوع، ثمه قوة عليا هي المتحكمه به وبكل مايخص ترقية ووجهته، فاذا حدث وانبثقت الرؤية الثانيه للوجود من هنا فصاعدا، وغدا الكائن البشري قادرا على التعرف على اليات وجوده ومساراته، فان مفهوم " الله"، اي الغائية الكونيه العليا الناظمه للكون والياته، لابد سيصبح اكثر ملموسية، وياخذ بالتشكل بما يوافق صيغة التحول العظمى البشرية الى "الانسان/ العقل"، على انقاض "الانسايوان" الحالي المنتهية صلاحيته، بما هو محطة انتقالية اخيرة بين "الحيوان" و"الانسان"، ووقتها حين يكون العقل المتحرر بذاته من وطاة الجسدية،هو الحاضر الفعال، فان كل مايخص النظر للذاتيه والكينونه والوجود يصير في عالم اخر مختلف نوعا، لسنا بعد قادرين على وصفه، مع ان العمل على استجلائه صار هو المهمة الاعظم على مستوى التاريخ البشري الممتد عودة الى عصور الحيوانية، ذهابا الى الخليه الاولى.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرؤية الثانيه الغاية للوجود والعالم/1
- العراق الذي -يولد- لانه لن يولد/4
- العراق الذي -يولد- لانه لن يولد/3
- العراق الذي -يولد- لانه لن يولد؟/2
- العراق الذي-يولد- لانه لن يولد؟/1
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولاافق/4
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولاافق/3
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/2
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/1
- القرون السبعه من غياب العراق/2
- القرون السبعه من غياب العراق/1
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/5
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/ 4
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/ 3
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/2
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى؟/1
- قصورية وبدائية -علم الاجتماع- الغربي(2/2)
- قصوروبدائية-علم الاجتماع- الغربي(1/2)
- سفه المفهوم -القومي-العربي
- حرب الانهار والابار والابراهيميه الثانيه/5 ملحق


المزيد.....




- أول تعليق من داعش على هجوم سيدني: -مصدر فخر-
- قيود بلاستيكية على يد دمية -الطفل يسوع- في مشهد الميلاد تثير ...
- انفعال مسن مصري على سيدة في مترو القاهرة بسبب طريقة جلوسها ي ...
- الثلوج تغطي مرتفعات تبوك وحائل في السعودية
- كيف حوّل مراهق أمريكي تصميم حامل عبوات إلى ربح بـ300 ألف دول ...
- نتنياهو يصدق على أكبر اتفاق تجاري بين مصر وإسرائيل، ما القصة ...
- تجدد أزمة تجنيد الحريديم: صدامات في القدس وإصابات في صفوف ال ...
- فيديو - رغم وقف إطلاق النار.. تزايد حالات تشوه الأجنة والموا ...
- نشر صواريخ -أوريشنيك- الفرط صوتية في بيلاروس.. ماذا نعرف عن ...
- أكثر من 420 مليون يتكلمون العربية… لكن هل يستطيعون قول كل شي ...


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الرؤية الثانيه الغاية للوجود والعالم/2