عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 16:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس المطلوب مع الانقلابيه المجتمعية الاليه مامن شان الارضوية ضمن اشتراطات التحولية الانقلابيه ان تفصح عنه، ومع ان الافصاحية المشار اليها يمكن ان تحتل موقعا استثنائيا، وتتمتع بالغلبه الكوكيبيه الكاسحه نموذجا وتفكرا، الا انها بالاحرى لن تتجاوز نطاق الارضوية التي نحن اليوم بصدد انتهائها مع انتهاء اليدوية الانتاجية حاضنتها ومولدتها، في حين يظل المطلوب المفترض والمقارب للحظة التاريخيه غرضا، غير متحقق، ومن دون ان يقارب ادراكيا، دلاله على عدم اكتمال اسباب واشتراطات الانقلابيه الالية اللاارضوية قطعا، ماخوذة تحت وطاة موجبات الانقلابيه التحولية العظمى، مابعد النبوية الحدسية، تلك التي كانت متطابقة مع اشتراطات الحضور والفعالية اللاارضوية، ابان طور غلبة الارضوية اليدوية.
ويمكننا اليوم ان نتخيل عظم وفداحة الاشتراطات الحالة على اللاارضوية مع تراكم الاسباب المهوله المانعه للعقل من ان يضطلع بالمهمه الانقلابيه التحولية الاعظم على مستوى التاريخ، هذا علما بان منطقة اللاارضوية وقتها مغمورة، لابل مسحوقه عقليا تحت وطاة الانحطاطية الانقطاعية التي عمت المنطقة بعد انتهاء الدورة الثانيه العباسية القرمطية الانتظارية مع القرن الثالث عشر، ماقد وضعها تحت طائلة ماقد سلف بلا ايه دالات من اي نوع على نيه اختراق فردي او غيره للحال العقلي السكوني الاجتراري، الذي انتهى اخيرا بالانقلاب الالي على الطرف الاخر الانصبابي التقليدي الاوربي، وما رافق الحدث الحاصل هناك من انقلابيه في الممكنات، والتوهمية التفكرية الكاسحه، لتصبح المنطقة تحت طائلة الانحطاطية والموات العقلي، مضافا لها غلبة النموذجية المتالقه، ماكان من شانه وضع هذا الجزء من العالم امام انحطاطية مضاعفه، بلغت عتبه الخروج على الذات، لابل غيابها الكلي، باسم توهمات مستعارة لم تكن تتردد في اعتبار ماهي تحت وطاتها "نهضة"، هي بلا شك نوع من الزيف الاعلى ترديا وانحطاطا بالقياس للتوهمية الغربية المقابلة بما لايقاس.
وفي موضع هو المعني المباشر بالحدث التاريخي النوعي الحاصل، ظلت الشروط اليدوية الانهيارية الانقطاعية هي السائده حتى في الحالة الانبعاثية، وفي ارض سومر التاريخيه حين انبثقت اولى الدالات على الانبعاثية الثالثة، مع القرن السادس عشر، اتخذت ابتداء صيغة قبلية من "اتحاد قبائل المنتفك"، لتنتقل بعدها مع القرن الثامن عشر بعد الثورة الثلاثية عام 1787 الى حقبة لاارضوية يدوية من متبقيات الحدسيه النبوية بصيغة "الانتظارية" النجفية التي استمرت الى بدايه القرن العشرين، ونزول الحمله البريطانيه جنوبا في الفاو وصعودها المتعثر الى بغداد عاصمة الدورة الثانيه المنهاره، مع فداحة المرور في ارض السواد، موضع اللاارضوية، وما قداثاره من الشعور غير المسبوق بالخطر الوجودي في منطقة لم تعرف مطلقا وعلى مر تاريخها، غزوا من الجنوب الذي هو "منطقة الامان المجتمعي التاريخي"، بالاضافة الى النوع العسكري المحتل غير المعروف من قبل بصيغته الاليه الراهنه، مما استدعى تفجر الثورة اللاارضوية الحديثة الاولى غير الناطقة في حزيران عام 1920 تحت شعار"هوسة" الطوب احسن لومكواري"(3)، تعبيرا عن الفارق بين المدفع الحديث مقابل الفاله والمكوار اللذان حققا الانتصار الوشيك(4) لولا التحايل المفهومي النموذجي الذي لجأ اليه الانكليز بديلا للانسحاب الذي هيئت كل اسبابه عسكريا.
ومن هنا ندخل تاريخا غير مؤرخ ولا وجود له، يحتكم تعسفا لمنظور بعينه براني، ومنطق ووسائل تفسير ونظر احاديه الطرف، الاخر فيها، او جهه الاصطراع الاخرى غائب تعبيرا وحضورا، فمن يرسم سردية تشكل العراق الحديث هو فليب ويرلند الضابط الانكليزي الملحق بالحملة البريطانيه، مقررا وجود عراق حديث يبدا تشكلا من 1831 تاريخ الاحتلال التركي الثالث، من الولايات التركية، بغداد والموصل والبصره، ارتهانا للتطور الراسمالي العالمي وهي فرضية قسرية اعتباطية لاوجود لها في التاريخ اطلاقا، فالعراق ككيان لم يوجد يوما، وهو كيانيه كونية تعبيرا وواقعا، ازدواجي مجتمعيا، من حيزين لاارضوي / ارضوي يتشكل امبراطوريا ضمن ديناميات دوراته الصعودية/ الانحدارية، حين يختفي منهارا ساعة تبلغ الاصطراعية الازدواجيه مداها على طريق التحقق اللاارضوي، منتظما كينونة تحت طائلة قانون هو "الدورات والانقطاعات" تتابعت في انهيارات العواصم الامبراطورية الكبرى بابل وبغداد، من ضمن مسار تاريخي ذاهب الى اللاارضوية كونيا، وعلى مستوى الظاهرة المجتمعية ككل، علما بان الموضع مدار البحث هو موقع البدئية المجتمعية، وهو الاعلى ديناميات على مستوى المعمورة، ياتي بعده وادنى منه على هذا الصعيد، مجال الازدواج الارضوي الطبقي الاوربي.
وهنا واليوم تتشكل عناصر اصطراعيه مختلفة، هي في الجوهر من طبيعة الانقلاب الحاصل آليا ومجتمعيا حيث يقع الموضع المطلق عليه اسم العراق تحت طائلة اشتراطات خاصة، لاعلاقه لها بالحيثيات الاممية المولدة لمفوم "التحرر الكياني"، فالعراق بالذات يحكمه منذ وصول الحملة البريطانيه قانون "محو الذاتيه التاريخيه" وهو جانب اساس في تامين الحد الادنى من اسباب استمرا ر النفوذ في هذا الموضع، يضطلع بناء عليه، وبفعل ضرورته، المحتل بوضع سردية كيانيه للموضع الجاري وضعه تحت سطوه الاحتلال، مستندا لاشتراطات ذاتيه مؤاتيه، والى مرتكز حاضر، فلا الموصل (الامبراطورية الاشورية لها دينامياتها الخاصة المختلفة خارج الكينونه الازدواجية اللاارضوية/ الارضوية العراقية، وهي كيانيه ارضوية صرفه لها اشتراطاتها الفرعية الخاصة)ولا بغداد( بغداد هي نتيجة ومنجز آليات الدورة الثانيه، وجدت نتيجه الاصطراع من الكوفة وهرب بني العباس منها ومن انتفاضاتها) (5) كانا في يوم من الايام عناصر لها وجود، او فعالية تذكر في التاريخ العراقي الازدواجي السومري البابلي الابراهيمي الاول، او العباسي القرمطي الانتظاري الثاني، وماقد ارتكز اليه المحتل باعتبار العراق هو الموصل وبغداد والبصرة، كان استغلالا لاشتراطات الانهيارية التاريخيه، ولظهور المدى البراني انطلاقا من العاصمة الامبراطورية المنهارة بغداد التي صارت موضعا لتعاقب الدول واشباه الامبراطوريات، ابتداء من 1258 يوم دخول هولاكو الى بغداد الى حين وصول الانكليز اليها عام 1917، وهو مجال سيطرة براني لاعلاقة له بالكينونه العراقية، الماخوذه من حينه باليات الانقطاع الانحطاطي، وبديناميات الانهيار والفوضى بداية، ثم العودو للتشكل ابتداء من القرن السادس عشر في ارض سومر التاريخيه، بظهور "اتحاد قبائل المنتفك" في ارض ذي قار.
وترتكز سياسة ومنهجية "محو الذاتيه التاريخيه"، عدا عن الارث البراني الانحطاطي القابل للاستعمال برانيا، الى مايتميز به الحضور الغربي مع طبعته او صيغته الانصبابة الراهنه المقترنه بالانقلابيه الاليه نموذجا وتفكرا، مع غلبتها الكاسحة على مستوى المعمورة، فصارت البرانيه وقتها وبناء عليه، صيغة اخرى مختلفة " حديثة" نموذجا ورؤية، لتبتدع من حينه كيانيه متلائمه مع المبدأ المعمم على هذا الصعيد كوكبيا، ولتجعل في الوقت نفسه من الرد على هذا الحضور الافنائي، مسارا اصطراعيا مصيريا، هو المنطوي على اكبر المجابهات اللاارضوية في التاريخ البشري، يوم يبدا الوعي اللاارضوي لارض مابين النهرين ينتقل من صيغة التفكير داخل الصندوق الغربي الغازي، الى الذاتيه الممحوة والمؤجله، ووقتها يعرف الموضع المعروف بالعراق مايماثل الظاهرة المعروفه والمسماة ب "الوطنيه"، او بالاحرى " الوطن كونيه" التي تبدا علائمها تلوح في الافق ومن هنا يبدأ مسار الثورة اللاارضوية العظمى.
ـ يتبع ـ
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟