أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/2















المزيد.....

كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس الانقلاب "الالي" عملية مادية حصرا، بل انقلابيه عقلية، لااكتمال للتحولية الحاصلة مابعد اليدوية من دونها، او مع استمرار ماكان يرافق وتولد عن التفاعلية اليدوية واشتراطاتها المغايرة كليا لماهو حاصل اليوم. وليس هذا الجانب من الانتقالية الانقلابيه الراهنه غائب كليا ابان الفترة الاولى من التحول الالي، وثمه من المؤشرات على هذا الصعيد ما لايمكن التغاضي عنه، وبالذات من بينها مايعود الى ضرورة الخروج من القصورية العقلية،لمقاربة الحقيقة المجتمعية، وخضوع المجتمعات والوجود البشري لقوانين مضمرة في التفاعلية ومنها الطبقات واصطراعها، وما اعتبر تفريقا بين العقلاني و"العلمي" بمقابل الميتافيزيقي، وغير ذلك من مظاهر التحفيزيه الاحتداميه التي سببتها الالة، وممكناتها ضمن اشتراطات الارضوية واحاديتها، قبل ان يصبح المطلوب على هذا الصعيد حاضرا كشرط لاكتمال الانقلاب الراهن، مع بدء انبثاق المنظور والرؤية "اللاارضوية" التي تظل ابتداء مطوية ومسقطه من الحسبان، بالاخص ابان فترة التحور الالي من المصنعي الى التكنولوجي الانتاجي المتجه من هنا فصاعدا الى التكنولوجي الاعلى.
هذا يعني ان الانتقال الالي هو تحول من المجتمعية اليدوية الارضوية الجسدية، الى المجتمعية مافوق الارضية، وان الطور الاول من عملية الانتقال المشار لها هو طور اولي انتقالي ارضوي محكوم بالاشتراطات اليدوية، وقوة حضورها التاريخي التي تظل مستمرة بالذات وعلى وجه الخصوص بسبب القصورية العقلية التاريخيه، ممثلة في العجز عن ادراك الحقيقة المجتمعية الازدواجية الكبرى الفصل، بانتظاربدء تحقق هذا الاختراق ومغادرة القصورية العقلية وحدودها الادراكية، الامر المرهون بالتفاعلات الاصطراعية الناشئة بحكم ابتداء دخول الاله بصيغها الاولى المصنعية والتكنولوجية الابتدائية الانتاجية، وفعل التوهمية المرافقة لها، وتداعياتها الذاهبة الى انغلاق الافق التصوري، وتعاظم التفارق بين مستوى الوعي والادراك الحاصل، ومقتضيات التفاعلية الواقعية المجتمعية غير المنظورة، وهو ماصار غالبا على اجمالي الحياة، يسير بخطى متسارعه نحو الانغلاق الكلي، المشحون باسباب الانهيار الشامل.
اعتمدت التوهمية الارضوية سردية بداهية تعاقبيه للانقلاب التحولي الالي/ التكنولوجي، تتركز على الاله ونوعها الاني، بغض النظر عن تحوليتها المستقبلية، ومحطات تغير فعلها غير المتاح تبينها باية حال في حينه، ولا على المفترض من انقلابيه "مجتمعية" من اليدوية الارضوية الجسدية، الى طور نوعي من المفترض ان تتحول وتتغير المجتمعات وفقا لمفعوله بعدما صرنا ضمن تفاعلية ( البيئة/ الكائن البشري/ الاله) بعد ان كانت المجتمعات نوع اخرنتاج تفاعلية ( البيئة / الكائن بشري)، ماكان من اللازم توجيه النظر اليه كمستجد انقلابي مجتمعي بنيويا، مع مايتطلبه من السعي لتحري ومتابعه منطوياته، على اعتباره مجال" العلم"، بدل البداهة التبسيطية اليدوية القائله بالانتقال بين وسيلتي انتاج، بلا مترتبات مجتمعية بديهية، عجز العقل القاصر في حينه عن مقاربتها، ماخوذا بما قد تهيأ له وتحقق على مستوى الافضلية السيادية، وعموم الدونية الارضوية مجسدة بحمى الهيمنه الكوكبيه، المشفوعة بادعاء التميزوالمركزية.
واذا اعتمد بالحكم على الظاهرة الغربية وتداعياتها الضخمه، لابل الجبارة، الجانب القيمي فان مايفترض توصيفها واطلاق الصفة المناسبة عليها هو "التخلف الرهيب"، بدالة الجشع الاستغلالي والتسلطي على الاخرين، ومستوى العنف الرهيب المعمم على العالم، وابتداء على الغرب ذاته وحروبة المليونية الضحايا ووسائل التدمير التي ابتدعها وصولا الى الدمار الشامل، و"علوم الذرة " التي يفخر بها الغرب، فضلا عن القائمىة التي لانهاية لها من وسائل القتل الجماعي، ووسائل الاستهانه غير المتصورة للوجود البشري، الممارس باسم " التقدم" ومدفعية السلعه، ومالايوصف من اشكال القسوة والجريمه التي لم تعرفها البشرية ايام "تخلفها" ليس فقط لنقص في الوسائل المتاحه، في حين كان الامر يتطلب في حينه "تحريم السلاح" و"جريمة الحروب"، واي شكل من اشكال الهيمنه على الشعوب والامم الاخرى كتصرف بديهي ملزم، وكشرط لاقرار كون العالم قد قفز بالفعل "حضاريا"، لاان يتحول الى جمع من المجرمين، جيوشهم الى اليوم بالملايين، ووسائل القتل والابادة التي يملكونها، قابله لان تغير الحياة البشرية اذا اسقط الاصرار الجنون الاحترابي على انه مظهر تقدم يستوجب اهدار الترليونات على التسلح، هذا غير ارتهان "التقدم العلمي" الى ابعد حد بالسلاح وحمى تطويره لاجل "الحضارة"، لابل وتتحول الجريمه ضد البشرية الى تيارات حاكمه، صنعتها الجريمه والابادة، مثلما الحال مع ظاهرة المعروف ب "الفاشية" التي يطلقون عليها ايغالا في الجريمه " الورم السرطاني للراسمالية" وليس الراسمالية بذاتها، وكل هذا يعني فعليا جريمه اخرى تخص علاقة العقل بذاته ووجوده، فلا يجري التساؤل: ترى هل كان الغرب قفزة على صعيد قيم الوجود، او مايطلقون علية "قيم الحضارة الانسانيه" الزائفه الانسايوانيه.
من المعيب، ومن مظاهر النكوص القصوري النظر للظاهرة الغربية من زاوية " التقدم" في الوسائل الناجمه عن انبجاس الاله من دون قياس مستويات "التقدم" على صعيد القيم المجتمعية البشرية، بغض النظر عن اللغو الانشائي الفارغ، والدال على القصور باجلى اشكاله اذا ماقيس بحجم الجريمه المستمرة الدائرة من حينه الى اليوم، مع تفاقمهما المطرد بحيث تحولت الى ممارسه حياتيه كوكبيه، بلا اي داله او اشارة الى حدوث اي تغير على هذا الصعيد، ففي القرن الواحد والعشرين من السهل ان تحدث عمليات ابادة للبشر امام سمع وبصر العالم، دون يؤدي ذلك الى اي اهتزاز فعلي في الموقف، او في مايمكن ان يعرف بالوجدان، مايدل على سير الجانب القيمي من الظاهرة الغربية الى التردي المستمر، لدرجة تصير الجريمه الجماعية والحرب القذرة اليوم، اعتى واكثر دونية من تلك التي كانت عرفت في القرن الماضي، وكل هذا تحت يافطة "الوطنيات"، و"الكيانات " ،و"الامم" القوميات، شكل التجمعات البيئية الارضوية التاريخيه وقد تحولت مع القوة الاليه الى جريمه مخالفة بحد ذاتها للكينونه البشرية المجتمعية، الفظيع انها مدعمه ومسندة بالايديلوجيا الكسيحه وبالتردي الانحطاطي العقلي البشري.
لم يكن للغرب الا ان يضع الاله من الناحية القيميه تحت طائلة الماضي ومفاهيمه، بما انه ماكان منتظرا ان يقفز وقتها عقليا نحو مقتضيات الانقلابيه التحولية، ماقد ابقى الكائن البشري يدويا على مستوى العقل، رغم انه قد دخل واقعيا بداية الزمن الالي المتناقض مفهوميا ومقتضيات حياة ووجود مع ماسبقه، بما في ذلك وفي مقدمته، تشكلات راسخه من نوع الكيانيه الوطنيه، والامه، والقومية، اشكال التنظيم البيئي الارضوي الاول، التي ماعادت متناسبه مع الطور الوليد اليوم، ومع مقتضيات الانقلابيه مابعد الارضوية، وفي مشهد كهذا كان منطقيا، لابل عاشت البشرية فعليا مرحلة من التناقض والتضارب الاقصى، الانتقالي نحو المرحلة المجتمعية مابعد اليدوية، الالية التمهيدية المصنعية ابتداءولزوما، الى ان تتهيأ بعد لأي الاسباب الانتقالقة الفعلية التكنولوجية/ العقلية المقصد.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/1
- القرون السبعه من غياب العراق/2
- القرون السبعه من غياب العراق/1
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/5
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/ 4
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/ 3
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/2
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى؟/1
- قصورية وبدائية -علم الاجتماع- الغربي(2/2)
- قصوروبدائية-علم الاجتماع- الغربي(1/2)
- سفه المفهوم -القومي-العربي
- حرب الانهار والابار والابراهيميه الثانيه/5 ملحق
- حرب الانهار والاباروالابراهيمه الثانيه/ 4
- العراق يملك مياها جوفيه تعادل جريان دجلة والفرات لمدة تزيد ع ...
- حرب الابار والانهار والابراهيمه الثانيه/3
- حرب الابار والانهار والابراهيمه الثانيه/2
- حرب الآباروالأنهاروالابراهيمه الثانيه/1
- -الصراع الطبقي- وقصورية نظرية ماركس؟!!
- مايعرف ب- اليسار- بين الانقراض والتحول/ 5
- مايعرف ب- اليسار- بين الانقراض والتحول/4


المزيد.....




- أول تعليق من سلاح الجو الهندي على تحطّم إحدى مقاتلاته خلال م ...
- في ذكرى استقلال لبنان..حزب الله يدعو للتأكيد على ‏حقه في -ال ...
- تحطّم مقاتلة هندية في معرض دبي للطيران ومصرع الطيار
- مقتل 5 على الأقل في غارة روسية بقنبلة انزلاقية في جنوب أوكرا ...
- هايلبرون لؤلؤة -وادي السيليكون- الألماني
- أنور إبراهيم يطلق من أديس أبابا شراكة ماليزية أفريقية
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم إبلاغه بخطة ترامب للسلام في أوكران ...
- شاهد.. أمطار غزيرة تتسبب بفيضانات مميتة في فيتنام
- ترامب واتهام الديمقراطيين بـ-الخيانة-.. كيف وصلت الأمور إلى ...
- قتلى وجرحى في زلزال بقوة 5.7 ضرب بنغلادش وامتدت ارتداداته إل ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/2