أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ساعة يكتمل التشكل الوطن/ كوني العراقي/2















المزيد.....

ساعة يكتمل التشكل الوطن/ كوني العراقي/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من اخطر ماقد كرسه الغرب من التبسيطات التوهمية، تاكيده البداهي على التشكلية العليا المواكبه للانتقال الالي بصيغتها الاوربية، حين اكتملت "الامم" وتشكلت في "دول" وكأن هذا هو المآل المنتظر للمجتمعية في اعلى اشكال وممكنات تحققها، وهو ماقد كان من البديهي اسقاطه باعتباره الحقيقة العظمى على موضع مثل العراق، كما غيره من مواضع عديده لم تعرف بعد الانقلاب الالي/ البرجوازي، مادامت القصورية العقلية سارية، والمجتمعية النموذجية هي تلك التي انبجست فيها الاله، وحدث ماقد حدث من انقلاب اصاب بنيتها والاليات المتصله بوجودها وسيرورتها.
وحتى حينه لابل والى اليوم، لم تكن الرؤية المطابقة لاشتراطات التحول مابعد اليدوي قد وجدت، على العكس من ذلك فان الرؤية والسردية التاريخيه الارضوية اليدوية تبلغ اعلى ومنتهى غلبتها واحاديتها التاريخيه الساحقة، على حساب الازدواج واللاارضوية المغيبه المقصية من النظر ومجمل رؤية الكائن البشري لوجوده وذاته، ماقد حول النموذجية الكيانيه الجغرافيه اليدوية الى مطلق، وتلك لحظة تقع ضمن اليات الانتقال الكبير والواقعي، من اليدوية الجسدية الى العقلية، مع الافتراض البديهي والطبيعي، بان تحولا اعظم كالذي ذكرناه بمنطوياته، ليس متوقعا له ان يتبع المسار التخطيطي المبسط الارضوي الاوربي المرافق والناتج عن الانقلاب الالي.
ونقف هنا امام منظورين، احدهما يعتبر الانقلاب الجاري مجرد انتقال من اليدوية الى الاليه من دون التعرض للنوعية المجتمعية المفترض تلازمها مع وسيلة الانتاج، والاخر مغيب هو بالاحرى احد اهم المنجزات المتوقع حصولها بناء على الانقلاب الراهن، باعتباره هو الغرضية والمقصود المستهدف من العملة الانتقالية التحولية الحاصله، وهكذا نصبح في الواقع في غمرة حال من الانقلابيه الشامله النوعية بين طورين وزمنين مجتمعيين، مع كل مايمكن توقعه من عملية احتدام مصدره استمرار حضور القصور العقلي والنوعي المجتمعي، واستمرار غلبته، ومايترتب على ذلك من توهمية عائدة الى حضور الزائل والذي اصبح من قبيل الماضي المجتمعي في قلب الحاضر الذي لم تبلور كاملا بعد، واهم مايكون في اسباب تكريس متبقيات التوهميه، الفصل القاطع بين وسيلة الانتاج والنوع المجتمعي، فالغرب نظر الى الانقلاب الالي على انه عملية داخل "المجتمعية" بصيغتها المطلقة، وليس على اعتبارها "مجتمعية يدوية" اي بفصل وسيلة الانتاج عن الكينونه المجتمعية، الامر الذي سيغيب اهم مافي عملية التحول الالي من متغير فاصل، هو الاساس، بما يجعل من الانقلاب الالي انقلابا مجتمعيا وليس في وسيله الانتاج فحسب.
فما هي المجتمعية اليدوية ومامواصفاتها، هذاالسؤال لم ولن يطرح لانه خارج الادراكية المتاحه، ومعه التساؤل بما خص المجتمعية وانواعها، الامر الذي يقع البحث فيه خارج نطاق الفعالية العقلية المتوفرة، ماسيلقي على العقل اليوم وساعة ابتداء الانتقالة الالية، عبئا استثنائيا مرتهنا لحالة من الضرورة الانيه، لم تكن قائمه من قبل ابان الطور اليدوي، حين كانت اليدوية تكرس بداهة النوع المجتمعي الارضوي الجسدي الحاجاتي كاحادية مطلقة، كان متوقعا لمتبقيات فعلها ان تستمر مع بدء عملية الانتقال الالي، بالاخص عند انطلاقتها في الموضع الذي انبجست فية.
واخطر ماتقدم عليه المجتمعية الارضوية الاوربيه ـ الاكثر دينامية ضمن صنفها لازدواجها الطبقي ـ اعتماد مبدا ومفهوم اللحظة والحاصل الاني على انه منتهى وكمال، بينما نكون في غمرة عملية تحولية كبرى، الانبجاس الالي مفتتحها وبدايتها، معه تتغير الاليات المجتمعية ونوع التفاعليه المجتمعية ووجهتها، وماينتج عنها من تحورات مصدرها نوع التفاعل الحاصل بفعل الاله كما تظهر بصيغتها المصنعية الاولى، وفي الكينونه المجتمعية، في الوقت الذي تكون فيه عناصر التفاعلية قد انتقلت من (الكائن البشري / البيئة/ الانتاجية اليدوية) الى ( الكائن البشري / متبقيات فعل البيئة/ الالة كعنصر من خارج المجتمعية القائمه مغايرلها نوعا ) بما ينقلنا من نوع مجتمعية ظل غالبا وسائدا على مدى القرون، منذ تبلورت المجتمعات وبدئها الرافديني مابين النهريني.
والغلبه المشار لها احادية ليست وحيده، فالمجتمعية تنشأ بالاصل لاارضوية البيئة فيها مجافية وطارده للفعل البشري، كل شروط الحياة والانتاج تضع الكائن البشري على حافة الفناء، وتحول عملية الانتاج الى حرب مستدامه تمنع التوافقية الارضوية البشريه، وتذهب بها للبحث عن مسرب مقابل، يتجلى سماويا، ويتحقق بصورة الكمال الممكن ضمن الشروط الارضوية وغلبتها اليدوية نبويا حدسيا ابراهيما، تعبيرية كونيه متخترقه للمجتمعات الاحادية الارضوية على مستوى مستوى المعمورة بغالبيتها، مما يكرس الازدواج المجتمعي غير المكشوف عنه النقاب، ولا المعترف به، والمطرود الى عالم اللامجتمعية الماورائية.
واخطر ما تعاني من مغبته البشرية اليوم مع انبجاس الاله والقصور العقلي التاريخي، وتدني قدرة العقل بحسب ماهو عليه على الادراك حتى حينه، على مقاربة الحقيقة المجتمعية الجوهر، وبالذات منها وفي مقدمها، الازدواج ( اللاارضوي / الارضوي) والذي يظل ساريا اليوم، ومع ان المجتمعات الاوربيه الحديثة كما تعرف، قد لامست مسالة الاجتماع البشري واعلنب صراحه ان العقل ظل عاجزا عن مقاربة الظاهرة المجتمعية، ومنها الطبقية الاوربية حتى القرن التاسع عشر، الا ان محاولات الكشف عن المجتمعية ظلت اوليه، ومادون المطلوب الاهم والاكثر حسما، فلم تظهر اية دالات على مقاربة الحقيقة الازدواجية المجتمعية، مع ان الازدواج الطبقي الخاصية الاوربية قد جرى اليوم التعرف عليها، لتبقى الازدواجية الاهم الاصل والحاكم لاجمالي الديناميات والقانون المجتمعي التاريخي، خارج البحث، ما قد عزز فكرة الانيه الاليه، وحرف منطوياتها والمتوقع منها، لصالح مفاهيم وتصورات الاحادية اليدوية الارضوية الجسدية، وهو المظهر الاكثر خطورة في اجمالي الاحتدامية التحولية المرافقه لعملية الانتقال التحولي الالي اللاارضوي.
اذن وبناء عليه سنكون مجبرين على ان نعايش سردية يدوية احادية ارضوية للانقلاب التحولي مابعد اليدوي، تاخذ بفعل تعالي الديناميات المجتمعية الناجمه عن فعل الاله، ونوع الاصطراعية التي تولدها، موضعا غالبا ومتسيدا على مستوى المعمورة، نموذجا ورؤية يساهم في ذلك الاسبقية التي تحظى بها الارضوية الطبقية الاوربية باعتبارها الموضع الذي فيه انبثق عالم الالة، بانتظار السردية الاعم الاخرى التي تظل مطوية لحين وصول الالصطراعية الحالية الاليه واشتراطاتها، الى النضج، بعدما تتآكل الارضوية، وتنتهي صلاحيتها تحت وطاة الفعالية المستجدة المفضية للمجتمعية الجديدة المنتظره.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعة يكتمل التشكل الوطن/ كوني العراقي/1
- الرؤية الثانيه الغاية للوجود والعالم/2
- الرؤية الثانيه الغاية للوجود والعالم/1
- العراق الذي -يولد- لانه لن يولد/4
- العراق الذي -يولد- لانه لن يولد/3
- العراق الذي -يولد- لانه لن يولد؟/2
- العراق الذي-يولد- لانه لن يولد؟/1
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولاافق/4
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولاافق/3
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/2
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/1
- القرون السبعه من غياب العراق/2
- القرون السبعه من غياب العراق/1
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/5
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/ 4
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/ 3
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/2
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى؟/1
- قصورية وبدائية -علم الاجتماع- الغربي(2/2)
- قصوروبدائية-علم الاجتماع- الغربي(1/2)


المزيد.....




- حادث غريب.. حفرة ضخمة تبتلع زورقين قرب قناة مائية في بريطاني ...
- الإفراج عن 30 ألف وثيقة جديدة من ملفات إبستين.. هذا ما توصلن ...
- الرويشد ويسرا والفخراني وماريا كاري.. تكريمات مؤثرة لمبدعين ...
- وزارة العدل الأمريكية تنشر آلاف الوثائق المرتبطة بقضية جيفري ...
- من -فور سيزنز- في موسكو إلى يخوت دبي.. كيف يعيش آل الأسد في ...
- السودان في كأس إفريقيا.. هوية وروح واحدة في زمن الانقسام
- إطلاق الناشطة تونبرغ في لندن بعد توقيفها في مظاهرة مؤيدة للف ...
- تواجه حكما بالإعدام... 400 شخصية نسائية عالمية تطالب طهران ب ...
- فرنسا : الجمعية الوطنية تصادق على -قانون خاص- يتيح مواصلة تم ...
- زيلينسكي يكشف عن مسودة جديدة للتسوية وروسيا تتقدم شرق أوكران ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ساعة يكتمل التشكل الوطن/ كوني العراقي/2