أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ساعة يكتمل التشكل الوطن/ كوني العراقي/1















المزيد.....

ساعة يكتمل التشكل الوطن/ كوني العراقي/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرض الاحتلال البريطاني على العراق فكرة ومخطط التشكل الوطني الاعتباطي الاكراهي من خارج الحقيقة التاريخيه المجتمعية، وبما يوجب نقض الموقف والتصرف المذكور باعتباره تجاوزا على مامعتبر من قبيل الحقائق المعتمدة في الغرب نفسه لهذه الجهة، فما اعتمد حينه وقرره الضابط الانكليزي الملحق بالحملة العسكرية البريطانيه على العراق جاء تجاوزا على مسالتين اساسيتين هما: واقع التشكلية العراقية الحديثة ان وجدت، وهو مااغفله لابل انكره تماما ويرلند واضع الشردية "الوطنيه العراقية الحديثة"، والحقيقة البنيوية الكيانيه الجاري التعامل معها، وطبيعتها كما هي قائمه، وكما وجدت على مر التاريخ المجتمعي في موضع هو الاطول تاريخا بين امم وشعوب المعمورة.
وعليه فلقد اقيم وقتها كسردية وواقع، عراق مضاد وتاف للعراق وكينونته، اعتبر بالقوة البرانيه هو العراق " الحديث"، مقابل العراق الذي تعود بدايات عملية تشكله الحديث الى القرن الخامس عشر، وبالتحديد السادس عشر، مع قيام "اتحاد قبائل المنتفك" عام 1530 في ارض سومر التاريخيه، ومر بطورين، او قبلي ذروته الثورة الثلاثية التي قامت عام 1787 وحررت العراق الاسفل من بغداد الى الفاو، وطور ثان بدا من القرن الثامن عشر تمثل في الانتظارية النجفية، ونظام الاجتهاد والتقليد صيغة دولة اللادولة المعتادة في ارض اللاارضوية التاريخيه المتعدية للكيانيه الجغرافية، وصولا الى الثورة اللاارضوية الاولى غير الناطقة التي استقبلت قوات الاحتلال الصاعدة من الفاو نحو عاصمه الدورة التاريخيه العراقية الثانيه المنهارة، عام 1920.
لم يكن حضور الغرب المباشر وقتها الى ارض مابين النهرين حدثا عاديا، او يشبه ماعداه من حالات استعمار شائعه على مستوى المعمورة، فحصيله ونتائج الانقلاب الالي اوربيا قد دخلت من الفاو لتؤجج حال اصطام تاريخي مع اصل المجتمعية والبدئية الاولى، وموضع الغائية المجتمعية المضمرة غير المكشوف عنها، والتي يتعدى نوعها القدرة المتاحة للعقل على الاحاطة مجتمعيا، ماكان من شانه، وظل يخرج خاصيات المكان من الاعتبار لصالح الغالب السائد من منظورات بداهية متسيدة، مجتمعية ارضوية هي النتاج الطبيعي لمجتمعية الانتاجية اليدوية، ومنها الاوربيه الحالية برغم الادعاء الغالب عن الانتقال الى الاله قبل اوانه، حين كان مايزال في خطواته الاولى قبل التحقق الفعلي، وبالتحديد وبالاخص على مستوى الرؤية والمقصود.
وليس ماقد عمد الانكليز الى تكريسه واقعا ورؤية باقامه نوع "دوله" من خارج النصاب المجتمعي والتشكلية الذاتيه، الهدف منها تامين الحد الادني المتاح من المصالح البريطالنيه في بلاد كانوا على وشك الانسحاب منها (1) لولا فكرة "دولة من اهل البلاد" تكون واجهه لوجودهم، بما يحيل الى التطور اللاحق في اشكال الاستعمارمع الستينات، حين صار مفهوم وممارسة "الاستعمار الجديد" هو الغالب، وليس هذا مجرد حالة خاصة على صعيد ممارسة الهيمنه كما يمكن لمنظورات الارضوية الغالبه ان توحي في الحد الاقصى، مع الاستبعاد الكلي المعتاد للاحتمالية الفعليه المتعلقة بعملية الانتقال، من طور الانتاجية اليدوية الى ماعرف ب "الاليه"، وبالذات الطور الانتقالي الافتتاحي الاوربي منها.
ومع ان فكرة تحقق الانتقال الالي مع ظهور الالة في اوربا هو امر مفصول فيه، ومفروغ منه كحقيقة نهائية، الاان ذلك في الحقيقة وبحسب المنظور اللاارضوي للعملية التحولية المجتمعية، لم يكن سوى افتتاح وبداية انتقالية تظل خاضعة لاشتراطات وموضوعات اليدوية على مدى يقارب الثلاثة قرون من التاريخ، يعرف غلبة غربيه كاسحة من حقبتين، اولى او ربيه، وثانيه هي الحالية الامريكيه التي تتزعم فيها المجتمعية المفقسة خارج الرحم التاريخي، العملية التحولية مابعد اليدوية، بعد ان انتهى دور الغرب الاوربي كقيادة فعالة، وقد تجاوزته مقتضيات ومفاعيل اللحظة التي كان هو ساحة افتاحها، مع ان الولايات المتحدة لم تقبل هي الاخرى ان لاتمارس سياسة السحق والافناء النمطي الكيانوي، والازالة بالقوة ضد العراق، بعكس الوجهه الاوربيه الاولى، التي كانت معنيه باقامة واختلاق الامم، لامحوها.
وفي الحالتين والمرحلتين وفي نهايتهما تصبح اقرب للادراك مسالة الانتقال من الطور اليدوي المطلوب، وتحديدا الغاية التي تنطوي عليها، فالانتقال من اليدويه مهمة مابين نهرينيه عراقية، لن يتمكن الغرب لاالاوربي ولا وريثة الذي من غير نوعه كينونة، الاضطلاع بها، لانه ادنى من ذلك بنيه وكينونه، وهنا سيكون علينا مجبرين ان نتوقف كي نعلن الانقلاب العقلي الاكبر المغيب، والخارج الى اليوم عما متوفر للعقل بصيغته الابتدائية من قدرات على الاحاطة، وفي مقدمها وفي الاساس، قضية المجتمع الذي لم تبدا علاما ت تلمسحقيقته، الامع القرن التاسع عشر في اوربا، من دون فلاح ولاقدرة فعليه على ازالة القصورية العقلية ازاء الظاهرة المجتمعية وجوهرها، الازدواج " اللاارضوي/ الارضوي"، فضلا عن الذهاب الملزم الى كشف النقاب عن موضع اللاارضوية الاصل والمبتدا، ومترتباتها على مستوى التحولية البشرية المجتمعية، لا فقط كما هو شائع ومقر اصلا عن كونه اصل الحضاره البشرية وبدايتها(2).
فالعراق وارض سومر هي قبلا موضع اللاارضوية، و بؤرة التحولية المجتمعية من اليدوية الى الانتاجيه مافوق الجسدية، والعملية التي تبدا في اوربا مع القرن السابع عشر، هي اصلا نتاج التحفيز الاقتصادي التجاري الريعي العراقي للمنطقة الازدواجية "الطبقية" الاوربيه ابان الدورة الرافدينيه الثانيه، العباسية القرمطية الانتظارية، بعد الاولى السومرية البابلية الابراهيمه، التي كانت عجزت ابتداء عن الانتقال بذاتها الى التحقق اللاارضوي، بانتظار الوسيلة المادية الضرورية، والنطقية المؤجله.
وحين تبقى القصورية غالبة متحكمه، والالة بصيغتها الاولى المصنعية حاضرة بكل ماتولده من ثورة في الديناميات المسرعة للاليات المجتمعية، لايكون مستبعدا الانغماس في التوهميه الانتقالية الابتدائية، وهو ماقد حصل وقتها والى الساعه، فاذا توجه الغرب ممثلا ببريطانيا الامبراطورية التي لاتغيب عن ممالكها الشمس"آليا"، الى اصل الامبراطور يه وممثلها سرجون الاكدي "حاكم زوايا الدنيا الاربع"، او هارون الرشيد الذي يخاطب الغيوم قائلا " امطري حيثما تشائين فانت في ارضي"، ابان الزمن اليدوي ومستوى دينامياته، فانه لن يتوقف لقصوريته وجهالته، امام الاحتمالية الاعظم التي لااستقامه للكينونه المجتمعية البشرية تاريخيا وبالاخص راهنا ومستقبلا من دونها.
الانقلاب الالي عراقي لاارضوي، لن يكتمل ويصل مبتغاه، والحقيقة التي ينطوي عليها على مستوى المعمورة والكينونه المجتمعية البشرية، الا مع حضوره المؤجل الاعظم، ووقتها ينتهي الزمن الارضوي العارض الموقت نفسه، وتبدا مسيرة اللاارضوية العقلية غرض وحقيقة وجوه الانقلابيه مابعد اليدوية، والوجود المجتمعي الاصل.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرؤية الثانيه الغاية للوجود والعالم/2
- الرؤية الثانيه الغاية للوجود والعالم/1
- العراق الذي -يولد- لانه لن يولد/4
- العراق الذي -يولد- لانه لن يولد/3
- العراق الذي -يولد- لانه لن يولد؟/2
- العراق الذي-يولد- لانه لن يولد؟/1
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولاافق/4
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولاافق/3
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/2
- كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/1
- القرون السبعه من غياب العراق/2
- القرون السبعه من غياب العراق/1
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/5
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/ 4
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/ 3
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/2
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى؟/1
- قصورية وبدائية -علم الاجتماع- الغربي(2/2)
- قصوروبدائية-علم الاجتماع- الغربي(1/2)
- سفه المفهوم -القومي-العربي


المزيد.....




- كاميرا ترصد مشهدًا مرعبًا.. سفينة أشباح في مياه ولاية واشنطن ...
- العثور على 43 طفلاً مفقودًا خلال عملية مداهمة.. وهذا ما يواج ...
- -استعرض قدرات تركيا والهدف منها-.. أردوغان يعلن بدء بناء حام ...
- فيديو منسوب لـ-قصف جوي على موقع حوثي في مكيراس- باليمن.. هذه ...
- سيناريو الهجوم الروسي: أين ستقع الضربة الأولى في أوروبا؟
- المجلس الأمني الإسرائيلي يصادق على إقامة 19 مستوطنة جديدة با ...
- فيديو جديد عن -مجمع الإمام علي- يزعم كشف قاعدة إيرانية -سرّي ...
- أمريكا تستولي على ناقلة نفط ثانية في الكاريبي.. وفنزويلا تصف ...
- ?دراسة: أعراض للاكتئاب ترفع خطر الإصابة بالخرف
- غانا تطالب أميركا بتسليمها وزيرا سابقا متهما بالفساد


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ساعة يكتمل التشكل الوطن/ كوني العراقي/1