أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود دائل - المدينة المحذوفه














المزيد.....

المدينة المحذوفه


داود دائل

الحوار المتمدن-العدد: 1840 - 2007 / 2 / 28 - 11:56
المحور: الادب والفن
    


هذا الرجل بخفةِ القدم يسيرُ على عجلِ استجلب بين دهشة التعجب و الإغراء سما الذي تركه على خده ، وما الذي جعل تلك الدوائر الحلزونية تتراقص في عينيه ، وأي عالم بالرسومات السريالية رسم هذه الأشكال التركيبية على صورته ، بين غفلة سلطه التفكير بينما راحت عينه تبحثان عن الشمس خلف أسوار السحب المختلفة الألوان ، حينها ينصدم صدره على صياح أبواق السماء واتجاه الجبال مجلجلة بإعدام ممارسة البيع على الأرصفة - ما أن تراءت السماء على سواد يخفي ملامح الوجود عن تفاصيل الإقدام .. تهبُ النساء بإقفال نوافذ المنازل ... حتى تخلت المدينة عن كل شيء - تلاشى ضجيج الزحام .. وخرجت الأمهات يبحثن عن أطفالهن – خطأ يخرج مغايراً عن موضوع النص معكراً صفوت النوافذ - نوع من ألغرابه تحمل انحرافات البشر الذي جعلتها تذكرهم الدعاء ورفع الكفوف نحو السماء على صمتاً مطبق يذكرهم طيش أفسقهن الذي لم تكمل عمرها ساعة واحدة .. ثم تهب ألسنتيهم بالدعاء وذكر الصلوات نحو السماء دون توقف .
لهثت على مداً من الريح الذي يرميني بالأحجار ومختلف الأشباح البلاستيكية الأليفة المقعرة على الطريق العام .. على مداد أضاع الطرق عنوه .. استخفيت ما تنحته الأطراف مكابرة جارية .. حدائق تعلن الصراخ قد تبدلت الورود بعلب ألشاهي وولت بالفرار عارية وهي تختلط بين مد وجزر .. وحدها المدينة تلف العلل تبحث عن سبل لنجاه، من بين نظرات انحرافيه تراودني بين إجهاد الخوف دهشة حامل أنفاسا متكررة تفرز غرابة تفاوض عهداً منبعثاً عن تعليق قاطع من حكم الأجداد..
أحرص على ملاكمة الريح بكل ما يحمل من بشراء .. حين أجد أنه ليس في الطريق متسع في الوصول إلى مكان آمن قبل أن تهطل السماء .. رحت عن عمر شديد التحفر أبحث عن الحياة بكل ما يمكن ....
تكرر المشاهد التهمت الإسفلت على أطلال توضع من أجل إنشاء شارع جديد للمستقبل المقبل .. أفتح صفحات جديدة أقرأ الكتاب المقدس أدعو الله مهلهلاً باضطرابات متجانسة ما بين خوفي من غضب السماء.. وحرصا علي الحياة .
انحرفت والجاً الحارة ينفخ البواب بين عيني التراب وبين أناملي فوضاه من الركلات .. يقطع عني صوت التهليل حين انسدمت بصوت يلتهم كبد الإحساس من كبد السماء والسحب ترسل صفير إنذار على وشك أن تغضب ..
عجوز مسنة تتوسد عكاز قديم فكانت تقول ( أتوسل لكي أيتها السماء أن تحفظي ابني في رحمتك ) رفعت عيني مبصراً والعجوز تلتهم التراب.. تريق الكبرياء بالبكاء ما أن احترفت على الأطلال وصلت أمامها لتبارني باللعب متعلقة على كتفي ثم راحت تعلمني دراما خاصة ورقية عالية من القراءة القرآنية معللة بعد ذلك بالبكاء والحب بينما كنت صامت متجمدا على أصابعي السفلية كالصنم .
انهمرت منصتاً على وهامتي تحضن بوابة المتدين .. كتبت بأصابع السبابة بين نبيذ الغبار المتطاير من صدرها "ابني خرج ولم يعد" – ثم زادت بعد صمتا قصي أخذه البكاء "هل وجدته". أحسست شعوراً دون إدراك .. تركت ضفائرها تصرخ على الرصيف هبت تبين زينتها وصوتاً يضاجع الصقيع تركت العكاز على حزن يرتمي وجه الطريق حتى لمحت أرنبا جبلي أو ربما أفرغت بعمرها إلى عمر خمسة عشر سنة تحت عنوان الرحمة الذي تبحثها لولدها المفقود .. تبتهل تنادي أيها السماء قرة عيني لم يعد.. " اللهم احفظه في رحمتك " ما أن توقف عن كاهل حركتها الانصدام بالجدران تغيب في رحم الأفق تعد ومجموعه من الأمهات توأدين بروفة لسباق المورثون الدولي والقطرات تزدحم رويداً.. رويداً على جسيمات الريح المحل بالأتربة .
استدرت على الإيقاع المتصاعد بانسدال تأهب الجدران على اصطحاب برودة عالية وانخفاض درجة الحرارة .. أزحت عن عيني سلالات تبسط عن مقومات عباءته ومعكرات مزمنة –أبحث عن أمل يجيز لي البحث عن الطريق اقرب للخروج من المدينة - دارت عيني اتجاهات مختلفة متسمعاً أنات الجدران الذي تخاصم الكثير من التشققات الأليفة وتكالب العديد من أكياس القمامة الذي تركها السكان مخاصمة لجمال المدينة غير مبالاة بقانون الجمال و ممارسة العشوائية .
في لحظة ما أعلنه السماء حدة التجمع على تفاوض البشر لإبقاء المدينة على الأرض.. لكن السماء رفضت متحدية الجميع وأضافت بغضب شديد لست بحاجة إلى أي مفاوضة حيث أعلنت غضبي على من يخفون الحقيقة ويوسخ الأمل ويحرقون الجمال بإطراف أجسادهم ومن بين فكهم المختلف ليتركون القاذورات على الطريق..
حين كنت قد تسوره الأبواب أتحاشى قطرات المطر على مدٍ بعيدٍ من المدينة أفقت على جبل .. أدور رأسي نحو ألمدينه على مطر شديد وإعصار يفج الأشجار حين لا أجد سوى بحيرة ماء دون مدينة






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل البحث عن عراق جديد... وأنهى الديمقراطية المزيفة
- الخروج عن المآلوف باقنعة الجنون المبدع _ وقفه مع بعض الاعمال ...
- بداية العناق
- ليل من الغناء والجنون والإبداع
- عربدة في الظلام, ولهم نكه خاصة في التمرد , والجنون
- من مذكرات زمن المجانين العظمى ..
- دروس في كل معاقل لإبداع , والأدب تجاوزت عتبة الجنون
- المثقفون المبدعون في معتقل ثقافة التمرد والجنون
- أغاني لأوراق الكروم
- استوحت للعشاق
- فتاة النهر
- النظرة الحقيقية في الابداع من جانب علم النفس .. والفهوم الحق ...
- نزوات الكتابة في معتقل ثقافات التمرد والجنون


المزيد.....




- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...
- ندوة في اصيلة تسائل علاقة الفن المعاصر بالمؤسسة الفنية
- كلاكيت: معنى أن يوثق المخرج سيرته الذاتية
- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...
- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...
- لماذا قد لا تشاهدون نسخة حية من فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود دائل - المدينة المحذوفه