أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود دائل - أغاني لأوراق الكروم














المزيد.....

أغاني لأوراق الكروم


داود دائل

الحوار المتمدن-العدد: 1823 - 2007 / 2 / 11 - 11:31
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة

أسمار ترتفع من نوافذ فتوحه ترحب بقدوم حبيب من سفر طويل , وأخرا مغلقة تستأنس الفراش بردة ويخاط بعقرب الوحدة ... أنيناً يصل حتى حاجب السماء المكدس ...تمر على شيء له ريحه من زغب الورود الذي قصي عليه الزمن داخل علبة زجاجية شاحبة الماء منعدِمة من المتاع اللذيذ .. على قربا من النهر أطفال تلعبُ , وتمرح بكل خفه مع الريح .. همهمات رجل عائداً من المغيب أوصلت لهم الذكريات المقبلة , وتعتليهم قصة القبلة الوالي لرحيل مكتوب على رف النافذة .
الأولاد تتعلم كل شي من العصافير .. يرتفع أصواتِهم مشابه العصافير وبضربات الريح تترنم على هجاء يقدم مائدة سحريه الإحساس جميل يحملوها إلى حيث الزنزانة التي تحاصر الأب ..المفقود في غيبة سوف تحمله عند قدومه ربما كومه من قش ..
تطابق الأشجار معلنتاً الحرية وزفاف أحد أهالي الحي على معشوقته (زينبه) التي كانت تجلس معه على أطراف هذا النهر .. بدئت تفكر لو غاب عنها بعد فتره من هذا الزفاف كيف سوف يكون شعورها بالوحدة .. تفتكر قانون يحرم السفر على الرجال وعدم ترك الحريم دون رجالهُم.. قبل أن تدخل منزله تقبل يده أمام الزافين .. تستحلفه على أن لا يتركها لحضه واحده في الحياة .. وأثنت على أن يكون هذا الشرط يمكنها من الدخول إلي داره وإذا لم يوفق سوف تعود إلى بيت أبيها ...
والأنثى التي ما زلت علي النهر مغرقتا على دوائر متكالبة .. كانت الحباراء في عشها تتلوا آيات الكرسي على شجرات الكروم .. النهر الذي لا يحزن أبدا حزن اليوم بشده لان البنت زينبه زفت إلى عريسِ وتركت النهر دون أن يكمل رواية عن الحب على ضفاف النهر .. لذلك النهر استمر يعزف عزفا غربي قيل انه للفنان (شوبان ) ثم يقلب حبات التفاح مهديا أيها أصحاب الوادي الأخضر .. يتركها في كف أنثي أخرا تجلس القرفصاء .. سرعان ما توزعهم على أطفالها ... حين كان تنزلها من الجبل .. تجلسُ الأم الرقيقه على حجر و وترمي بيدها على حجر أخر..ترسم شكلاً انسيابياً مقعراً تغمر رجليها بين النهر تدعُ للريح حرية الدخل بحركتيها حين كان يلجُ جميع أطرافها المنفتحة .. سرقاً شعره الذهبي للأفق...تحجبً بيدها الأخرى صدرها العاري كلما مر بجانبها رجل .... تفكر بأفكار مسائية محبذة .. الوقوف الذي يعالج ولود دوائر على جسدٍ متموج بين ضفائر تخلطها بتخوم .. ينحصر الوقوف يلعن فكرة السفر إلى البلاد البعيدة ويدع حب الحبائب وحيداً ...
رائحة تبتر المكان .بينما كان الوقوف يسخسخ لذكرى خيال مشوش .. على عجل ينسرق شعاع القمر.. يتسلط لون أحمر على الشكل الذي تصنعه الأنثى بين ثياب رقيقة وضيقة الملمس المبلل بزخات الماء الذي يلقيه رغم أنفه .. تحاصر جسدها بين لولباً ضيق يبين كل تفاصيلها الأنوثة ...
بينما كان أطفالها تلعب بجانبيها على هدوا تتحاشى دون أن تزعج مشاعرها الذي تحلم على أغدقا مهلهلة .. يترامون بكره "ربليه " متحاشين سقوطها بين النهر .. بين الحين والأخر ترفع عينها تزيح جزءا من شعرها الذهبي تشاهد أطفالها حين تجدهم لم يذهبون اللعب بعيداً عن أطراف النهر كي تعود إلى التفكير ثانيه .... ترسل لوحه من الحب والابتسامة الذي تجعلهم يتسابقون لتقبيلها دفعه واحدة ثم يعودن أدراجهم ...
تعود , وعينيها يعلوها البسمة نحو النهر تدور طربا .. ثم يعود الأطفال إلى اللعب تزاحم قلبها الذي يعانقه الريح والحياة متعلمة الحنان من طر واحد .. تشكل بيداً متجمعة هالة لا معه في أفق قريب..
أشكال تتساقط من أوراق شجرية فتغرق بين أطرافها قبل أن تلمس النهر ... تخرجُ من بين صدرها رسله تذكرها برجل طال غيابه مدة قاسية ولم تُسر بتقبيله .. ثم تقسم كعكة الحب فتهديها طيور تسبح في النهر ...تبكي يسد النهر مبهراً دون طرب موسيقي تتحاشى أن لا تسمع أولادها كي لا تذكرهم به.. أو تكسر عنهم لذت اللعب .. تحاول فتح فمها بالكاد تصيح بِوسوسة صغيره مُريحة ... ثم تشرب شيء من الهواء وتقعر ..حين كانت أوراق الكروم تتساقط بين ألما وتحت رجليها ... حوالي حسدها تشكل إكليلاً ملون بألوان الطيف.. يدها ترتفع لتمس الوريقات .. تسابق النهر حتى تقبل الورقة الصغيرة على صوتا يشج السماء " من اجل عين حبيبي .. أهدي هذه القبلة له في المدينة " ثم ترمي بها نحو النهر ... و سبابتها تشيرُ إلى الأفق على وجه المدين الغربية ...
ثم تهز جسدها وهي تقول "وورقة قلي لحبي يعووووود .... وورقه قولي لحبيبي يعووووود........."
سمع تغُثها أطفالها فهبت تتسابق تلقط أوراق الكرم تقبل الورقة مبتسمة .. ترميها إلى النهر .. وهي تقول على عرضً كبير من طلبات يصدع أولها حب قدومه ..
تردد بصوت واحد ..:وورق قولي لأبي يروح... وورق قولي لأبي يروح ...
ثم تفكر باللعب وهي تقول لعين الورق
وورقه قولي لأبي يشتري لي عروسه .
و وورقه قولي لأبي يشتري لي طياره .
وورقه قولي لأبي يشتري لي سيارة .
وورقه قولي لأبي يشتري لي كره .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استوحت للعشاق
- فتاة النهر
- النظرة الحقيقية في الابداع من جانب علم النفس .. والفهوم الحق ...
- نزوات الكتابة في معتقل ثقافات التمرد والجنون


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود دائل - أغاني لأوراق الكروم