محمود سعيد كعوش
الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 20:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في تطور لافت يعكس حجم المأزق القانوني والسياسي الذي يطارد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، لم تعد تحركاته الخارجية شأناً دبلوماسياً عادياً، بل باتت عملية معقدة تُدار بعقلية “تفادي الخطر”.
أحدث هذه التطورات كشف طلب كيان العدو تعهدات خطية صريحة من دول لعبور طائرة نتنياهو، في مشهد غير مسبوق لرئيس حكومة لا يزال في منصبه.
بحسب تقارير إعلامية صهيونية، طلبت تل أبيب موافقة خطية من فرنسا للسماح لطائرة نتنياهو، المعروفة باسم “جناح صهيون”، بالتحليق فوق أراضيها في طريقها إلى واشنطن، رغم أن باريس كانت قد أعلنت مسبقاً السماح بالعبور.
الطلب الصهيوني الإضافي جاء على خلفية تدهور العلاقات بين الجانبين، ومخاوف مرتبطة بمذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحق نتنياهو، ما دفع تل أبيب إلى السعي لضمانات مكتوبة تحصّن الرحلة من أي مفاجآت قانونية.
ووفق المصادر ذاتها، فإن هذه ليست حالة معزولة، بل جزء من سياسة جديدة يعتمدها مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية، تقوم على فحص الوضع القانوني لكل دولة على مسار الرحلة، وطلب تعهدات بعدم تنفيذ أي إجراء اعتقال، حتى في حال حدوث هبوط اضطراري بسبب عطل فني أو طارئ صحي.
هذا الواقع فرض تغييراً في مسارات الطيران، وإطالة زمن الرحلات، وحصر الوجهات بدول توصف صهيونياً بأنها “آمنة”، مع ما يرافق ذلك من أعباء أمنية وتكاليف إضافية.
أن تطلب دولة “ضمانة بعدم الاعتقال” لرئيس حكومتها قبل السماح لطائرته بالتحليق، فهذه ليست مسألة تقنية ولا سوء تفاهم دبلوماسي، بل إشارة واضحة إلى تحوّل نتنياهو من زعيم يتحرك بحرية إلى مسؤول محاصر قانونياً.
القضية لم تعد مرتبطة بفرنسا أو غيرها، بل بصورة دولية تتآكل تدريجياً، حيث باتت مذكرة التوقيف عاملاً حاكماً في رسم خطوط الطيران وحدود السياسة. باختصار: نتنياهو ما زال في الحكم، لكن حركته… على نظام “القيود المشددة”.
#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟