أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فاتح حامد - المسيحيون: أجمل وأرقى خلق الله على الأرض!














المزيد.....

المسيحيون: أجمل وأرقى خلق الله على الأرض!


محمد فاتح حامد

الحوار المتمدن-العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 13:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مازالت لوحة السيدة مريم ونبينا عيسى باهرة في قلبي و روحي كما عاهدتها، عندما كنت طفلاً من أهالي كركوك، وكانت أكثر اللوحات جمالاً تلك التي كانت معلقة في أحدى غرفنا، لوحة السيدة مريم العذراء وهي تحتضن نبينا عيسى!
عندما التحقت بالمدرسة وبدأت العب في الزقاق، تبين لي أن أكثرهم لطفاً وهدوءاً هم المسيحيون، ولا أبالغ إن قلت: كنت الكوردي الوحيد في مرحلة طفولتي ومراهقتي من حيث كثرة اصدقائي المسيحيين واكتساب ثقتهم...
عندما كنا نوّد انا وشقيقي هيرش أن نقضي أحلى الأوقات، لانذهب إلى الأماكن العامة والسياحية، بل نتجوّل في نزهة مبهرة في حي المسيحيين(عرفة)، ومازال حي عرفة نسبة الى المسيحيين من أجمل الأحياء في ذهني!
عندما كنا نتجوّل في عرفة ونتمشى في أروقتها، أو في أغلب الأحيان كنا نلعب لعبة الشطرنج في ساحتها العامة، من أعماقي قلبي كنت أشعر بالسكينة والطمأنينة والسعادة والجمال والهدوء، أناس زاهرون، ملبسهم جميل، تملئهم البشاشة، الرقي والثقافة والجمال والنظافة من صفاتهم، حتى منازلهم كانت بلا جدار، وعوضاً عنها كانت الأشجار الطبيعة تطوّق منازلهم!
وإن عدتُ الاَن مجدداً إلى زمن مراهقتي وأحيا نبينا عيسى شقيقي هيرش ورفع رأسه من مرقده وعاد إلى الحياة، سأطلب منه أن نقوم بنزهة في عرفة!
عندما كان شقيقي هيرش يأخذني معه إلى الحفلات والمهرجانات، أحّب أصدقائه لي حيث كنت أشعر دائماً عند رؤيته بالسكينة والطمأنينة والسعادة، كان شمعون متي المسيحي عازف الغيتار!
أصبحت لاعب لعبة الشطرنج ومدربي كان مسيحياً وأسمه البيرت، قضينا سنيناً عديدة معاً، دون أن أرى منه قط غير المحبة والأخلاص والأخلاق الحميدة، وعندما ذهبت معه بالقطار إلى بغداد لبطولة الشباب للشطرنج، كان أبي واثقاً من البيرت تماماً وسلّمني له مطمئناً وجاء معي لغاية محطة القطار ومن ثم عاد و أودعني مع البيرت، وأنا ومعلمي البيرت ذهبنا بالقطار نحو بغداد وبقينا معاً في بغداد لنحو أسبوع، وكان من أجمل أسابيع عمري!
والاَن أيضاً، في حين أن أغلب المسلمين من الشيعة والسنة والكورد، يظلمونني ويقفون ضدي، المسيحيات والمسيحين سطّروا أروع ملاحم العدالة والرحمة معي وينصفونني!
المسيحون في أغلب الأحيان هم رمز للجمال والسكينة والطمأنينة والهدوء والمحبة والسلام والتعايش!
أنا من مواليد 1976، ولم أسمع طوال حياتي ولمرة واحدة فقط في اقليم كردستان والعراق، أن يكفّر مسيحياً واحداً الاَخرين، أو يخلق الفوضى، أو يقوم بالاعمال التخريبية أو الانتحارية، أو يؤذي أحد ما!
في السابق كانت الحبشة هي التي أحتوت المسلمين وشعروا بالأمن والأمان فيها، تحت سلطة حاكم مسيحي عادل، وكذلك في زمننا هذا أيضاً، البلد الذي أحتوى المهاجرون المسلمون وشعروا بالأمن والأمان فيه هو ألمانيا، تحت سلطة أمرأة مسيحية (أنجيلا ميركل)!
ومن أكثر المظاهر تأثيراً التي لاتغيب عن ذاكرة الأنسان والأنسانية: عند انتشار مرض كورونا وبسبب كثرة المصلين كانت مساجد ألمانيا لاتكفيهم، وأقدمت أحدى كنائس برلين بفتح أبوابها بوجه المسلمين والمصلين، وتوجه المسلمون اليها وأدوا صلواتهم فيها مطمئنين واَمنين في تلك الكنيسة المسيحية!
تلك التي ذكرتها لم تكن مجرد كلمات، وليست للسياسة والمصالح دخل فيها، انها مجموعة من الحقائق والدروس، ومن الأجدر بالأنسان أن يتعظ منها ولا يقتدي بخطاب الكراهية والحقد والضغينة ورفض الاَخرين!
الاَن علمت لماذا في منزل أبي، كانوا يكنون هذا الكم من الحب والأحترام الى نبينا عيسى والسيدة مريم العذراء ويعظمونهما، وعلّقوا لوحة لهما في منزلنا!



#محمد_فاتح_حامد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنزع .. يا من أذلّك الله
- سلطات السليمانية تستهدف الصحفيين وتبكي عليهم!
- قناة بافل طالباني في السليمانية تستهدفني وتنتهك حقوقي!
- سلطات اقليم كردستان تحتل اراضي الصحفيين!
- لماذا سلطات اقليم كردستان تحاربني؟!
- الفرق بين السلطة والعصابة
- انا ملك لنفسي
- المحكمة الاتحادية العليا انصفت موظفي الاقليم وانقذتهم
- لن انساك ابدا يابغداد
- انا كردستان العراق
- ظهور داعش في كردستان العراق امام انظار سلطاتها
- لايوجد داعم حقيقي للمرأة في كردستان العراق
- لقد صدقت الصباح وسلطات كردستان اخفقت وكلمة الشعب هي الاعلى
- الهجرة من الوطن ... ام انفصال الاجزاء عن بعضها!
- بصرتكم بصرتنا وكوردستان ديرتكم
- عودة الى الدكتاتورية
- ايها الرئيس لاتعوضنا بل امنحنا حقوقنا
- الدين الاصطناعي للاسلاميين في كوردستان اصبح تهديدا على الحري ...
- كوردستان العراق تعود الى البربرية... المئات من الشباب يعتدون ...
- يبدو ان اقليم كوردستان اصبح بيئة خصبة لانتاج داعش


المزيد.....




- اكتشاف أثري في شمال العراق يكشف تعايشاً سلمياً بين المسيحيين ...
- فيديو - رغم مآسي الحرب.. مسيحيو غزة يحاولون إحياء روح عيد ال ...
- بابا الفاتيكان يدعو لوقف إطلاق نار لمدة 24 ساعة في العالم بم ...
- شخصيات يهودية ترد: مكافحة معاداة السامية لا تقتضي تبني الصهي ...
- المسيحية الصهيونية: تشويه للإيمان وتوظيف سياسي للاحتلال
- عشرات المغتصبين الصهاينة يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية ...
- مسيحيو غزة محرومون من الاحتفال بأعياد الميلاد للعام الثالث
- -اعتنقا آراء داعش-.. إدانة رجلين بالتخطيط لقتل مئات اليهود ف ...
- إدانة متهمين بالتخطيط لهجوم يستهدف مئات اليهود في بريطانيا
- إدانة ثنائي بايعا داعش بتخطيط -أعنف هجوم- ضد يهود مانشستر


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فاتح حامد - المسيحيون: أجمل وأرقى خلق الله على الأرض!