حيدر علي
الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 03:49
المحور:
الادب والفن
شعر : حيدر علي الفتلاوي
ما لي أرى القمر ؟
محدودب الظهر كسيراً جال في الفضاء ،
يود لو يطارد الأهواء ،
وينسف الأسماء والأشياء .. والسماء ،
تلك التي تفيض من زرقته الباهتة ،
أظنُّه حزينا ، يضجُّ بالحنين ،
إذ سمع النايَ الذي ينوحُ من بعيد ،
من بعيد ،
طافَ إلى جوارِهِ حرفٌ من الألواح
يحكي لساناً سومرياً خافت النشيد
للقمر الوحيد
كأنَّه والنايَ يتلوان للقمر ،
تهويدةً بطعم لوعة الأم التي يعصرُها المساء ،
والحرفُ والقمر
كانا حزينين ويبكيان ،
رأيتُ دمعتيهما مثل شهابين يجولان ويرقصان
قد ذابتا في الهور عند أور
فهاجت المياه في الأهوار ، تجيَّشَ البرديُ والقصب ،
فانخلقت من طينه أميرةَ الضياءِ والظلامِ والحروفِ
" أنخيدوانا "
حارست الليل التي تُجمّعُ الأسرارَ
تمسكُ قنديلاً من الضياء ، في يدها المترفة البيضاء
تضوّء القلوبَ لا المكان ،
تشيؤ القصائدُ الأولى لدى الإنسان
جاء من الأهوار
فحينما تظهر تلك الغرّة الحسناء ،
عاريةٌ ، شاهقةٌ ، تسيرُ جنبَ الماء ،
ينفرُ منها في الرياحِ عبقُ الأثداء ،
كانت تبثُ في الخطى حروفَ شعرٍ سومريٍ تخطفُ الألباب ،
تضيءُ كلَّ شيء ،
مُشِعَّةً تسيرُ في الأرجاء ، كالدماء في العروق ،
ليست لها أصداء ،
كأنَّها شرائع تمطرها السماء
" أنخيدوانا " ابنة العشرين
ترعى هوى الشعر الذي يسرح في السهول ،
تحيطه ، تحفظه ، تلبسه التمائم ،
وتنذر الأضاحي ،
من ذلك الدمُ الذي يُخلقُ منه الشعرُ في العراق ،
فبعد أن تسفكه سيخلد العناق
ديانة تستنُها أفئدةُ العشّاق
تعود للهور ليبقى صوتها يظهر في الحفيف والصدى ..
هي الحفيف والصدى ..
وأحرف الشعر التي تجول في الدهور ..
#حيدر_علي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟