أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر علي - الحدث والتحليل ج1















المزيد.....

الحدث والتحليل ج1


حيدر علي

الحوار المتمدن-العدد: 874 - 2004 / 6 / 24 - 06:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتسارع الإحداث وتأتي بإيقاعات مختلفة .. في بعض الأحيان يقع الحدث وقوع الصاعقة فيسبق التحليل بل يكاد التحليل آن يكون عاجز عن مجارات الحدث ,, فالحدث يظهر كأنه حالة ميتافيزيقية تتحرك وفق أرادة غير مرئية أو قوى تحرك الأشخاص من وراء دهاليز معتمة وخلف ستائر داكنة معتمة بالسواد . حتى إذا انقضى الحدث يتحول بعد دهور إلى نوع من الأساطير ويجعل بعض الباحثين يتساءلون افعلا وقعت الحادثة الفلانية، وفعلا جرت الواقعة العلانية ويبداء التحليل السير نحو مجاهيل الوقائع ، فتتحول الحادثة المركزية إلى هامش، وتتحول الجزئيات المرتبطة بالحادث إلى مراكز بحثية ، فعندها تتشظى الحادثة وتصبح عبارة عن شبح حادث وقع في زمن ما وتتوالد نتائجه اتجاهات تؤثر في حركة المجتمع . هذا إذا كانت حادثة واحدة أما إذا كانت إحداث فإنها ستكون بالتأكيد ذات أبعاد اكبر وتراكم نتائجها ابعد وقع وأكثر تأثير، حيث تتوالد النتائج وتنجب أحداث أخر قد تكون لها تأثيرات حاسمة في اتجاهات المجتمع.
فما من حادثة في المجتمع إلا ولها امتدادات وان اختفت اليوم فأنها عاجلا أو آجلا تظهر من جديد، وبعضها يظهر بصورة أو أخرى في سير تطور المجتمع يؤطر هذا التطور ويكسبه بعد اقرب ما يكون إلى الجمود منه إلى الحركة مما يجعل البعض يتساءل هل حدث تطور؟؟ أم هل حدثت إضافة!!! ؟؟,, فالمجتمع يظهر بأشكال تختلف عن حقيقة جوهره وقد لا تعبر عنه بأي حال من الأحوال أو تكون نشاز عن مضمونه الحقيقي .
فرواسب ما سبق وعوالقه تحرف مسار التطور بمقدار أو بآخر، وتشوه خط تطور المجتمع نفسه وان كان تطوره لا يتحدد بالرواسب بالضرورة، فتطور المجتمع يكنس في طريقه هذه الرواسب لكن تأثيرها يبقى إلى زمن قد يطول وفق لعوامل أخر ، فالمجتمع ليس بمنعزل عن بقية المجتمعات الأخرى ونعني هنا العامل الخارجي الذي يؤثر بدوره على الحركة وهو عامل مهم أيضا، فالغزو والاحتلال والمصالح كلها تؤثر بحركة المجتمع سواء صعودا أم هبوط ..تقدم اوتخلف وان كان على الأغلب له تأثير سلبي أكثر منه ايجابي .. فالغزو يؤدي في اغلب الأحيان إلى التمسك بقيم وثقافة المجتمع المهزوم أكثر مما يؤدي إلى تحطيمها خصوصا إذا رافق الغزو تهديد لقيم المجتمع المهزوم فرد الفعل سيكون التمسك بها أكثر وإبرازها بل والتعنصر لها، من هنا فان الغزو يترافق بتصعيد الطابع العنصري لدى الطرفين الغازي والمغزو ويظهر الصراع بينهما كأنه صراع ثقافي أي إن طابع الغزو وأسبابه الحقيقية تبداء بالتواري خلف القيم الثقافية التي يحملها الغازي وصراعها مع القيم الثقافية التي يتبناها المغزو وتتوارى الأسباب الاقتصادية والسياسية خلفها ،، ...فإظهار الصراع وكأنه صراع ثقافي أي بين ثقافتين متنافستين أكثر منه صراع مصالح بين قوتين اقتصاديتين سياسيتين يراد به ذر الرماد في العيون وحرف النظر عن أسس الصراع الحقيقية وأسباب الغزو من ناحية وإيجاد نتائج يتم من خلالها حرف حركة المجتمع عن اتجاهها وإكساب الحركة طابع غير طابعها الحقيقي الذي على أساسه قام الصراع بين القوتين من جهة وإكساب الغازي تبرير أخلاقي لفعل الغزو يستطيع من خلاله أقناع المغزو بضرورة الغزو أو الاحتلال من جهة أخرى،،،
فعملية الغزو وما يرافقها من تهديد ثقافي ليست ظاهرة جديدة بل هي قديمة بقدم المجتمع الإنساني نفسه،، ففي الماضي كان الصراع والغزو بين البشر هو انعكاس للصراع بين الآلهة، ونستطيع أن نجد ذلك في القصيدة السومرية مرثية إلى نفر حيث يلوم الشاعر إلهه انليل كونه خضع للغزاة وانهزم أمامهم لذا إن تدمير نفر هو نتيجة لذلك ,
ونستطع آن نراه في عملية السبي البابلي لليهود وكيف تم اخذ تابوت العهد إلى بابل كناية عن خضوع اليهود إلى البابليين وكيف يلوم اليهود إلههم لخضوعه إلى آلهة وثنية،، وأصنام البابليين ولولا ذلك لم يهزموا...
ومعلوم أن الدين يمثل ثقافة تلك المجتمعات ورموزها الدينية هي رموز ثقافية وكأن الغزو البابلي أو خراب نفر كان نتيجة لصراع ثقافي وليس نتيجة لصراع اقتصادي
والشيء عينه نراه اليوم ،،،،،
فالغزو الأمريكي للعراق ولأفغانستان يراد منه الظهور بمظهر ثقافي كونهم أي الأمريكان يريدون نشر الديمقراطية في العراق،، وكذلك إيجاد مشروع الشرق الأوسط الكبير،،، وليس حقيقة أهدافهم بالسيطرة على العالم سياسيا واقتصاديا ،،وفرض الأمر الواقع الذي يتمثل بكونهم القوى العظمى الوحيدة في العالم، و إخفاء حقيقة اقتصادهم الذي يعاني من أزمات متلاحقة لا يخرج منها إلا بسياسة تعتمد على زيادة الإنفاق العسكرية وتأجيج الصراعات والحروب ..فمنذ عام تسعين والى الآن لم يمر عام دون حروب وكوارث وأعمال ابادة جماعية تمارسها أمريكا أو إسرائيل وبقية القوى العظمى على حساب شعوب العالم المبتلات أصلا بنظم ديكتاتورية هشة أقامتها نفس هذه القوى ،،فالتبرير بإقامة نظم ديمقراطية منفتحة هو في حقيقة الأمر تبرير أخلاقي لسياسة الحرب والإرهاب التي تنتهجها هذه القوى ..
فأمريكا تمر الآن بذروة امتدادها العسكري والاستعماري في العالم وهي قوة في طور السيادة أكثر منها في طور الأفول ولا يعني هذا أبدية أمريكا .. فأمريكا في طريقها إلى الزوال ولو بعد حين قد يطول أو يقصر،،، فسياسة الإنفاق العسكرية وعسكرة العالم ونشر الجيوش والحروب سترتد على أمريكا نفسها في نهاية المطاف .وتنهك الاقتصاد الأمريكي أكثر وأكثر وانكشاف زيف الادعاء بالديمقراطية وحقوق الإنسان وفشلها بتسويق مشروعها كل ذلك سينعكس بالسلب على قدرة أمريكا على شن حروب أخر في العالم ..وفي هذه النقطة بالذات تبرز حاجة أمريكا إلى الإرهاب المضاد إي الذي يمارسه التيار الإسلامي المتطرف .. فوجوده ضرورة ملحة لاستمرارية السياسة الأمريكية نحو العالم فأحداث مثل قتل بيرج وقتل المترجم الكوري في العراق لها طعم الشهد في فم القائمين على السياسة الأمريكية كونها تدعم التبرير الأمريكي لشن الحروب .
وانأ لا أقول أن من يقومون بها عملاء لأمريكا لأني لا امتلك الأدلة ولكني أتسائل عن سر القدرة الهائلة التي يمتلكها شخص مثل أبو مصعب ألزرقاوي الذي يظهر كأنه إخطبوط يمد يديه في كل إرجاء العالم فيفجر في أسبانيا والعراق ويرسل متفجرات إلى الأردن عبر حدود ثلاث دول في الوقت الذي تطارده فيه كل أجهزة المخابرات التي تتواجد على ارض العراق فكيف نستطيع تفسير هذه الظاهرة !!!!؟وكيف نستطيع أن نفسر وجود هذه الشبكة الر هيبة من الإرهابيين الذين يجيدون قتل الإنسان؟؟؟؟؟ ولا شيء سواه في الوقت الذي استطاعة فيه أمريكا أن تزيل نظام صدام وطالبان وشاوشيسكو مع كل ما امتلكوه من قدرة؟؟؟؟؟
وللحيث بقية ....



#حيدر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار ومخاطر المرحلة
- ارهابي يراس حكومة
- ديمقراطية أمريكا ،،،، رومانسية الأحزاب
- أمريكا والغوص في الرمال العراقية المتحركة
- الديكتاتورية ،،، الجذور ،، الاستمرار
- إفلاس فكري ،،،إفلاس موضوعي
- المعارضة العراقية ،،،،، السير إلى المجهول
- الجلوس على الخازوق الأمريكي ،،،،،، ديمقراطية الخوزقة للمعارض ...
- الوعي ،،،الديكتاتورية ،، الفاعلية
- العشائرية والنهاية المحتومة
- اليسار العراقي والموقف المطلوب ،،،،،،،، في الرد على كامل الس ...
- رامسفيلد بالأمس زادة اليوم
- ثقافة التغييب


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر علي - الحدث والتحليل ج1