أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حيدر علي - النشوء















المزيد.....

النشوء


حيدر علي

الحوار المتمدن-العدد: 950 - 2004 / 9 / 8 - 10:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سأحاول الإجابة على أسئلة كنت طرحتُها في مقالة سابقة ..حيث قلت لما لا تجد أمريكا عدد من الأتباع بقدر ما يجد مقتدى ,,ولماذا تركض الناس خلف السيستاني، ومقتدى ولا تركض خلف أمريكا ... وأمريكا هي من حررت العراقيين وخلصتهم من صدام كما يدعي البعض ....قبل أن ندخل في متاهات الإجابة لنعُد صياغة العبارة بشكل آخر أو لنعيدها بطريقة تقرب الصورة إلى الذهن أكثر ...كان صدام حسين من أكثر الحكام دموية في تاريخ العراق .,,,,فخلال فترة حكمه قضى على أعداد هائلة من العراقيين وتصل الأرقام إلى حد الخيال، فمن قائل أن الرقم الحقيقي لعدد ضحاياه يصل إلى ثلاث ملايين والبعض يقربه إلى مليون ونصف المليون عدى عن ضحايا الحروب التي ميزت فترة حكمه ...فهو خاض ثلاث حروب مدمرة وامتدت لفترات طويلة ....لا نجانب الصح أن قلنا إن فترة حكمه عبارة عن حروب متصلة ...أكلت من العراقيين ما أكلت ليس هذا بل تبعها حصار لم يشهد التاريخ الحديث له مثيل شمل كل نواحي الحياة في العراق وأعاد اقتصاد العراق إلى ما قبل الصناعة ..حيث انخفض دخل الفرد فيه إلى ما دون خط الفقر ،وأصبح العراقي فيه لا يجد قوت يومه، وترافق هذا مع بروز طبقة بيروقراطية نخرت الدولة ونشرت الفساد حيث تردت الخدمات الاجتماعية والصحية ،وانتشرت المتجارة بالإنسان بشكل أو آخر، فأصبح لكل شيء ثمن ترافق ذلك مع زيادة تعفن الطبقة الحاكمة، وانعزالها عن معاناة الشعب، فكانت تبذخ في مظاهر الترف من احتفالات بميلاد صدام وأبناءه وبناء القصور، ونشر صوره والإسراف بهذا الاتجاه في الوقت الذي كان الإنسان في العراق لا يتمتع بالطاقة الكهربائية كانت صورة واحدة من صوره ينيرها من الطاقة ما يكفي عدة منازل ...في الوقت الذي لا يجد الإنسان ماء نظيف للشرب كان صدام يستحم بحليب النوق ,,كي يحافظ على بشرته ويعيش بأجواء ملوك إلف ليلة وليلة ...كل هذا لا يعبر عن حقيقة الترف الذي كان صدام والبؤس الذي كانه أبناء الشعب ..وبعد كل هذا تأتي أمريكا ...تأتي في لحظة بلغ نظام صدام من الضعف مداه ...ومن الطغيان والقتل غايته ...تأتي أمريكا وتمد يدها ...تضحي بجنودها وأموالها كي تنقذ شعب العراق ...أو ما تبقى من شعب العراق ...ما تبقى ممن يحمل ذاكرة معينة عن شعب كان في فترة ما من أكثر شعوب المنطقة مدنية ...تحضر ,,ثقافة ,,,أبداع ...تمد يديها أمريكا وتنتشل البقية الباقية البقية التي قد تتمكن من إنقاذ مستقبل الشعب العراقي ,,,وتعيد الحياة إلى تلك البقعة ...تعيد بناء الإنسان وصيانة إنسانيته وتبعثه من جديد وفق رؤية جديدة ...سواء في طريقة الحكم أو طريقة التعامل ...تبنيه كي يكون منارة من منارات الإشعاع الديمقراطي في المنطقة ...من علامات التقدم الاجتماعي والاقتصادي .... علم للديمقراطية والحضارة ,,,لكن ما وجدت أمريكا ...أو كيف كوفئت أمريكا على صنيعها غير نكران الجميل ,,,وغير عض اليد التي مدتها ...فمن أرادت إنقاذهم يبرهنون كل يوم أنهم أوفياء لقاتليهم ...بل يستميتون من اجل أن تعاد لهم الديكتاتورية في النهاية ,,,الديكتاتورية التي يبدوا أن ليلها لن يبارح حياة العراقيين وألوانها تطغى على محياهم ترسمهم، وتوسمهم برسمها ووسمها ,,,شعب عاق قليل الوفاء
صورة تتجدد ,,,يتكرر الماضي بشكل أو بآخر في حياة تلك البقعة ...فإذًا أمريكا هي المنقذ والتساؤل لماذا لا يتبع الكثيرين هذا المنقذ بنواياه الطيبة ؟؟؟؟؟؟؟
شهد العراق منذ نهاية العهد الملكي ونشوء الجمهورية صراع اجتماعي بشكل اختلف فيه عما قبلها أي قبل الملكية ,,,فسقوط الملكية كان إيذان بسقوط الإقطاعية بالعراق بكل إشكالها ومظاهرها سواء القانونية أم الاجتماعية ،حيث شهد العراق بروز قوى المدنية فيه بشكل قوي لفتة الأنظار أليه سواء من الشرق أو الغرب ...فقيام الجمهورية كان إشارة كافية لدول الرأسمال العالمية كبريطانيا وأمريكا حينها على قيام نظام موالي بشكل أو بأ خر لقطب التناقض العالمي الآخر أي الاتحاد السوفيتي ,,,خصوصا أن قيام الجمهورية في العراق تم بعد انتهاء خطر مصدق حينها في إيران، وما كانت تعنيه حركة مصدق على أوضاع المنطقة لكن الاختلاف في الأمر أن العراق عبر الإقطاعية إلى مرحلة جديدة في تاريخه لكن إيران فشلت في ذلك ...كان قيام الجمهورية من جملة معانيه إفساح الساحة للمد السوفيتي في المنطقة، أو إعطاء السوفييت موطئ قدم على ضفاف الخليج بعد أن كان العراق ساحة مغلقة لبريطانيا العظمى ساحة جسدت لبريطانيا، والقوى الرأسمالية في العالم حقيقة غروب شمس بريطانيا، واستفزت في نفس الوقت القوة العظمى الناشئة على أنقاض أوربا وهي أمريكا ...حيث أصبح العراق بالنتيجة ساحة من ساحات الحرب التي اصطلح عليها باردة لكنها في حقيقة الأمر أبشع من أي حرب حقيقية لما أحدثته من هزات ومن ابادات جماعية وتصفيات في مختلف مناطق العالم وانقلابات متناوبة فيما اصطلح عليه العالم النامي، أو الثالث والذي كان العراق جزء منه ...جزء يلخص تاريخ الانقلابات ويظهر حقائق الصراع الذي جرى أو كان يجري بين قطبي العالم ,,,جزء نموذجي لما شهدته هذه الدول من صرا عات اجتماعية وتحولات وتقلبات ,,فما من حركة ظهرت تلك الفترة إلا واستمدت الدعم من أحدى القوتين في العالم،،، فديمومة أي حركة داخلية كانت مرتهنة بمقدار ما تلقيه من قبول من أحدى القوتين، ودعم سواء إعلامي أم سياسي ..أو حتى معنوي وهو مشروط بالخضوع لهذه القوى ...فعلى سبيل المثال الدعم الذي يقدمه السوفيت إلى الحزب الشيوعي كان مرهون بخضوعه لسياسة الاتحاد السوفيتي الخارجية،، وهو ما أدى لاحقا إلى تعرض الحزب الشيوعي إلى الكثير من الضربات، والهزات، وتم التغطية عليها بسبب ضرورات الصراع بين القوتين العظميين . ونستطيع أن نلاحظ نفس الشيء تقريبا في محاضر لقاءات حمادي كيسنجر في بداية السبعينات التي تم فيها تحديد الخطوط الحمراء بالنسبة لما تريده أمريكا من نظام البعث،، وما تمنحه مقابل،، ومدى سما حيتها له باتخاذ القرارات فاتخاذ القرار مرهون بالنهاية بارادت أحدى القوتين، وليس باستقلالية الدول،، أو الحركات،، ولا يستثنى من هذا الحركات الدينية ..خصوصا وان الحركات الدينية وجدت نفسها وجها لوجه في العراق مع المد اليساري الآخذ بالاتساع في نهاية الخمسينات،،، وبداية الستينات فحقيقة ارتباط محسن الحكيم بالإنكليز ليست خافية وأشار إليها هادي العلوي في كتابه الدين والتراث,,. وهي علاقة تمتد إلى بداية دخولهم إلى العراق في بدايات القرن المنصرم وكذلك ارتباط الكثير من مراجع الحوزة ,, وهناك الفتوة الشهيرة التي حرم فيها مصادرة أراض الإقطاعيين وتوزيعها على الفلاحين مما يعكس مدى هذا الارتباط وكانت هناك فتاوى أخر تحرم الشيوعية،، أو الانضمام إلى الأحزاب الشيوعية ..وكان يقابلها محاولات من الشيوعيين العراقيين بإضفاء صيغة أسلامية على الشيوعية من خلال مقولات شيوعية الإسلام أو شيوعية الصحابة ..بل بعضهم اعتبر الأمام علي أساس الفكر الاشتراكي،، وبعضهم اعتبر ماركس امتداد لعلي ابن أبي طالب كونهما يتساوقا في اعتبار الفقر أساس بؤس الإنسان،، لكن شتان بين مادية ماركس ومثالية علي فالمسالة محسومة أساسا بينهما،، أي ليس هناك من تساوق بين الاثنين لكن ضرورات دغدغة عواطف بسطاء الناس تلقي بظلالها على الصراع،، والتسابق بالحظوة لدى الجماهير يدفع نحو تلويث الوعي وتسمية الأشياء بغير مسمياتها ...وقلب الحقائق فاستوى حينها حتى لدى الحكام في العراق الشيعي والشيوعي واستوى اليسار مع التشيع ,,فأصبح الاثنان وجهان لعملة واحدة ...وجهان متراكبان على الرغم مما بينهما من تناقض،، وتباعد لكنهما أصبحا يقتسمان نفس السمات ويعكسان نفس المشاعر لدى الحاكم ...لكن لدى الإنسان البسيط كان الفرز يأخذ شكلا آخر،، فرغم تعاطفه مع الشيوعيين فانه كان يعلم مقدار التباعد بين التشيع ،،وبين الشيوعية وهو ما أدركه رجال الدين،، فكانت حركتهم وهجمتهم المضادة تستغل ما يغرسه اليسار ،وقوى التمدن في الأرض، وتحوله إلى مصلحتها مع كل فشل أو ضربة يتلقاها اليسار، ومع كل إحباط كان رجال الدين يمتدون أكثر،، ويكثفون نشاطهم أكثر إلى إن حانت اللحظة التي تلقى بها اليسار الضربة القاصمة التي مهد هو بنفسه لها ..ومهد الأرضية لها بالتشارك مع سنده الاتحاد السوفيتي واعني بها دخوله الجبهة ..حيث كانت حلمه القديم الذي نظر لها ورقص وغنى وكتب الشعر ...اليوتوبيا التي بنى عليها وجوده ....غايته في الحياة وسر الوجود ...بقدر ماكان يعتبرها مكسبا كانت نقطة تحول حقيقية وتنازل عن الصدارة إلى رجال الدين،،، وبالأخص مراجع الشيعة الذين يعرفون كيف تتحول الأمور فهم ليسوا بغافلين عن مسار تطور الأحداث وما يعنيه الاشتراك بالحكم في نظر بسطاء الناس ...لذا بقدر نايهم بأنفسهم عن الاشتراك وابتعادهم عن مؤسسة الحكم بقدر ما كانوا يعززون استقلاليتهم،، ووجودهم بين الشعب بقدر ما كنوا يستقلون اقتصاديا عن الحكومة بقدر ما كانوا يفرضون أنفسهم معارضين،، حتى وان لم يتحركوا فكان دخول اليسار إلى الجبهة هو تسليم الساحة إلى رجال الدين،، وتسليم الأعناق إلى البعث أو صدام ...فعملية تصفية اليسار في سبعينيات القرن المنصرم تلخص لنا عملية استيطان اليمين ،،وسيطرة رجال الدين وهي سيطرة كانت قلقة حتى ذلك الوقت لولا حدثين مهمين ..اولهما الثورة الإيرانية،، وسيطرة الخميني وثانيهم الحرب على إيران ...فسيطرة الخميني أعطت زخما ،،ودفعة قوية للحركات الدينية أن تبرز ،،لذا ليس من المستغرب أن يبرز حزب الدعوة في بداية ثمانينات القرن الماضي وان تبرز شخصية محمد باقر الصدر كمنظر في مواجهة النظام ألبعثي الذي أضفى مسحة أسطورية عليه بعملية إعدامه الذي تزامن مع الحرب على إيران,, وهي حرب كانت جدا ضرورية لنظام صدام كي يفرغ احتقان الوضع نتيجة ضربة اليسار وان يعلن نفسه شرطي للخليج بسقوط الشاه لكنه في نفس الوقت كان يعزز من حضوة الاتجاه الديني المتطرف خصوصا بعد عمليات القمع التي بداء القيام بها ضد أعدائه،،، وبعد أن تلقى هذا الاتجاه الدعم الذي يتوخاه من الخميني ...الذي لم يدخر وسعا في دعم هذا الاتجاه ليس في العراق بل تجاوزه إلى مناطق آخر وبأشكال آخر ..كانت سنوات الصراع خلال الحرب سنوات احتضار،، وتآكل لكل التراث اليساري في العراق فلم يبق من اليسار سوى ذكريات رومانسية يتذكرها بعض الأعضاء في حانة ما ،،وكانت في نفس الوقت مرحلة نمو واكتساب شرعية وامتداد للتيارات الدينية بالجنوب فبقدر انعزال اليسار في الجبال،، وبقدر تخلي السوفييت عن دعمهم له بقدر ما كانت التيارات الدينية تزدهر وتتكاثر في الجنوب ... وتتحين الفرصة كي تظهر نفسها كقوة قادرة على مواجهة الديكتاتورية،،، وكلما تزداد الديكتاتورية بطشا كلما تزدهر هذه التيارات،، وهي تضع نصب عينيها معاداة أمريكا التي لم تكن غائبة كليا،، أو مغيبة عن الصراع داخل العراق فأمريكا بدعمها لصدام كانت في الحقيقة تعمل على دعم التيارات،، وتغذيتها بشكل غير مباشرو تدعم وجودها لا أكثر ،،، على الساحة حتى كانت حرب الكويت الفرصة الحقيقية التي طالما انتظرتها هذه التيارات كي تبرز رأسها ...كانت حرب الكويت ،،،والهزيمة العسكرية لصدام فيها بارقة أمل بالقضاء عليه فكانت عفوية الأحداث،،، وعفوية التفاعل مع الهزيمة بما اصطلح عليه انتفاضة هذه العفوية التي حاولت فيها القوى الدينية أن تبرز نفسها فيها ..لكن الفشل والتآمر الأمريكي المفضوح مع صدام،،، والمجازر التي ارتكبها كل ذلك ألقى بظلاله على تلك الإحداث التي انتهت بمأساة مروعة حيث تشرد مئات الآلاف وقتل مثلهم واختفى أضعافهم في غياهب سجونه ,,,ضربة قاصمة للظهر لكنها ليست نهاية كل شيء فالحرب اتبعها إحداث واتبعها تشريد وقتل لكن هناك شيء أخر اتبعها وهو الحصار ,,,,الحصار هذا الوحش الهلامي أو المرض المروع الذي يفتك بالملايين ,,,هذا التنين الذي خلقته أمريكا وزودته با سلحة مجلس الأمن ,,نافخ اللهب ..طاعون القرن العشرين ...سلاح الابادة الشرعية ...آلة الدمار الشامل الاممي ...الحصار وما يعنيه من معاني ...الحصار وتحويل العراق إلى سجن والعراقيين إلى سجناء الحصار،،، وإطلاق آلة القتل في بغداد تحصد رؤوس الجياع وتتفنن في تعذيبهم بكل ساديتها ,,,الحصار الذي أكل أجسادهم واوهن عظامهم حتى ما عاد إنسان يمشي دون أي اختلال ,,آلاف الأطفال يموتوا سنويا ..ومثلهم من الشيوخ والنساء والعالم يتفرج بل بعضهم كان يطالب بتشديده في العراق كان الناس يسقطون جوعا،، ويقتلهم البرد عريا،، وكان البعض يطالب بالمزيد ...لم يشهد تاريخ البشرية سادية كونية كالتي شهدها في مسالة الحصار ..كانت السادية تمارسها دول كأمريكا،، وبريطانيا،، وغيرها من أعضاء مجلس الأمن وكان الضحايا يتساقطون يوميا،، فمن لم تسحقه الحروب،، والسجون وأدوات القتل البعثية كان يلتهمه الحصار ..في غمرة هذا المعترك يبرز التيار الصدري كونه التيار الوحيد المسموح له بالظهور على الساحة ...ويبرز محمد صادق الصدر يعيد نفس الكلمات التي يقولها الخميني ويردد الشعارات لكنه في نفس الوقت يردد علنا انتقاده للديكتاتورية ويحرض ضدها ..هنا وقع المحضور،، فلأول مرة تبرز قوة نفسها بشكل علني وتبارز صدام عبر المنابر وهو ما اكسبه شعبية قل مثيلها شعبية يوفر لها اليأس أرضية خصبة كي تنموا،، ويوفر لها عدائها لأمريكا والديكتاتورية تعبير ايديولجي تستطيع أن تسرح ،،،وتمرح فيه دون حدود مع تنامي الحقد الذي تكنه الصدور على أمريكا وصدام في آن واحد نتيجة الحصار،،، وهو ما استدعى تصفيته وقتله بالطريقة المعروفة لكن القتل لم ينهي التيار بقدر ما أرسى دعائمه فبقدر قساوة الواقع الاجتماعي وبقدر يأسه يكون التمسك،،، ففي لجة البحور من يغرق يتمسك بجثة،،، وهو ما فعله بسطاء الناس ..أو عوامهم ففي علمهم أو وعيهم الباطن أن الأمور تحتاج إلى قيادة،،، والصدر يعلن نفسه قائد حتى وان قتل فانه قائد يطرح شيء مختلف عن الديكتاتورية ،،،، شيء لسنا في صدد محاكمته الآن بقدر تاشيره ,,,وهو ما اتاح لهم أول مرة أن يتوحدوا ،،،وان يُنظموا أنفسهم فالصدر السجين السابق لدى صدام ,,,الإنسان الحدي في تعامله،، وهو ما عرف عنه يطرح مفهوم جديد ينزل إلى البسطاء،،، ويقربهم يبتعد عن النخبة التي كان يتعامل من خلالها مراجع الشيعة الذين قبله ,الشخص الذي حاول صدام من خلاله السيطرة على المؤسسة الدينية والذي لعب بذكاء لعبته استطاع بهذه الميزات أن يفرض نفسه على الساحة،،، وان يبرز كقوة لها حسابها بعيدا عن التنظيرات والارتباطات ,,بمباشرة بسيطة يقول هذا هو عدوكم ...الديكتاتورية ...وأمريكا،،، وهو ما عجز عن قوله الكثير من التيارات العلمانية التي تدخل في متاهات التنظير. في الوقت الذي يحتاج فيه الإنسان إلى كلمات قليلة،،، وليس إلى تنظير لا براز العدو من الصديق... فكان أن انتشر تياره لدى الفئات المسحوقة من أبناء بغداد أو مدينة الثورة،، وأبناء الجنوب الذين سحقتهم الحروب،، والديكتاتوريات وأفقرتهم وجهلتّهم بالحياة فما عادوا يعرفون عنها سوى الصدر وسوى الجوع ...ما عادوا يعون طريقة أخرى غير هذه الطريقة التي يتحدث بها،، ويسير بها فاتبعته سواء عن علم،،،أو من غيره كونها لا تملك سوى خيارين الأول هو الجوع والديكتاتورية والثاني هو الجوع، والوعد، فكان أن اتبعوا الوعد بتحقيق الخلاص الوعد بتحقيق الحلم البسيط ،،وهو الخلاص وممن من أمريكا،، وصدام في نفس الوقت ..هكذا مرت نهايات القرن المنصرم بين شد ،،وجذب على الساحة قوة تنمو يغذيها سوء الأوضاع وقوى تنعزل بين الجبال وتصطف مع أمريكا،، وتطالب بتشديد الحصار وقوى تراهن على أمريكا بالخلاص حتى حانت اللحظة ...لحظة المواجهة والحرب ......



#حيدر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ..تحية الى السقوط
- هل فشل مشروع امريكا في العراق ؟؟؟؟؟
- مسرحية جديدة
- الحدث والتحليل ج2
- الحدث والتحليل ج1
- اليسار ومخاطر المرحلة
- ارهابي يراس حكومة
- ديمقراطية أمريكا ،،،، رومانسية الأحزاب
- أمريكا والغوص في الرمال العراقية المتحركة
- الديكتاتورية ،،، الجذور ،، الاستمرار
- إفلاس فكري ،،،إفلاس موضوعي
- المعارضة العراقية ،،،،، السير إلى المجهول
- الجلوس على الخازوق الأمريكي ،،،،،، ديمقراطية الخوزقة للمعارض ...
- الوعي ،،،الديكتاتورية ،، الفاعلية
- العشائرية والنهاية المحتومة
- اليسار العراقي والموقف المطلوب ،،،،،،،، في الرد على كامل الس ...
- رامسفيلد بالأمس زادة اليوم
- ثقافة التغييب


المزيد.....




- صورة -إزازة بيرة- وتعليق -إساءة للصحابة وتشكيك بالسنة النبوي ...
- مسؤول: أمريكا أوقفت شحنة قنابل إلى إسرائيل وسط مخاوف من استخ ...
- الشرطة الهولندية تعتقل عشرات الطلاب الداعمين لفلسطين أثناء م ...
- الجيش الأمريكي: الحوثيون أطلقوا 3 مسيرات وصاروخا باليستيا با ...
- روت تفاصيل مثيرة.. ستورمي دانييلز تدلي بشهادتها في محاكمة تر ...
- أبرز مواصفات الهاتف المنافس الجديد من Motorola
- شي جين بينغ يبحث عن فهم أوروبي
- الشرطة الفرنسية تقمع اعتصاما داعما لغزة في جامعة السوربون في ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /08.05.2024/ ...
- رويترز عن مسؤول أمريكي: واشنطن علقت إرسال شحنة قنابل لإسرائي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حيدر علي - النشوء