أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي قاسم الكعبي - سلاح الفصائل يضع على الرفوف..














المزيد.....

سلاح الفصائل يضع على الرفوف..


علي قاسم الكعبي
كاتب وصحفي

(Ali Qassem Alkapi)


الحوار المتمدن-العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانصياع لرأي واشنطن وتجاهل رأي المرجعية السلاح يضع على الرفوف....

تُعد معضلة "السلاح المنفلت" واحدة من أكبر التحديات البنيوية التي واحهتها حكومات ما بعد عام 2003 في العراق؛ فهذا السلاح بات يُشكل خطراً وجودياً يقوض هيبة الدولة ويجعل يد القانون مغلولة عن فرض النظام. لقد تسرب السلاح إلى أيدي "جماعات ومنظمات" وظفته كقوة موازية تعلو فوق سلطة الدولة، حتى جاء المنعطف الأكبر مع دخول تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث تحول السلاح إلى فصائل منظمة عسكرياً تتحرك وفق أيديولوجيا عقائدية متجذرة.
"مرحلة التحول"
ومع إعلان النصر المؤزر على "داعش" عام 2018—وهو نصرٌ تاريخي شارك فيه عموم الشعب، ولا ننكر أن الفصائل كان لها دور في كتابته لقد برزت حقيقة مريرة على السطح: السلاح لم يعد إلى مخازن الدولة. بل على العكس، تحول إلى أداة ضغط فاعلة في المسارات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مزاحماً الدولة في أدق تفاصيلها. ورغم تواتر المطالبات الوطنية، لاسيما من "التيار الصدري"، والتي عضدتها المرجعية الدينية العليا بدعواتها المتكررة لحصر السلاح بيد الدولة، ورفضها استقبال الكتل السياسية التي لم تستجب لهذا المطلب، إلا أن تلك الدعوات لم تجد آذاناً صاغية لدى مراكز القوى المسلحة.
" القبول بالواقع"
لقد افتقرت الحكومات المتعاقبة للشجاعة السياسية اللازمة لاتخاذ قرارات حاسمة، وظلت مواقفها تتسم بالخجل والتردد، مما رسخ واقع الحال. وما زاد المشهد تعقيداً هو تغلغل تلك الفصائل في جسد الدولة عبر أجنحة سياسية ممثلة في البرلمان، لتمارس العمل السياسي مستندةً إلى سطوة السلاح لتعزيز مكاسبها.
" حان وقت الجد "
لكن، يبدو أن هذا الوضع لم يعد مقبولاً لدى الولايات المتحدة التي صمتت طويلاً؛ فقد حان "وقت الجد" في الرؤية الأمريكية. إذ أعلنت واشنطن بصريح العبارة عن ضرورة إنهاء ملف الفصائل المسلحة، وفرض واقع جديد يقضي بمنع النشاط المسلح لمن يمتلك قدماً في السلطة وأخرى على الزناد.

"الضرورات الجيوسياسية"
والمفارقة الكبرى التي تستدعي التأمل، هي أن رسائل واشنطن هذه المرة وجدت آذاناً صاغية تماماً؛ حيث انصاعت معظم الفصائل للضغوط، وبدأنا نرى تحولاً في الخطاب، كما جاء في دعوات حيدر الغراوي (أمين عام فصيل أنصار الله الأوفياء)، وقبله شبل الزيدي وعمار الحكيم، بضرورة حصر السلاح بيد الدولة. هذا التحول الدراماتيكي يثبت أن الضغط الخارجي حقق ما لم تحققه الفتاوى والمناشدات الوطنية؛ إذ يبدو أن هذه القوى ترى في الاندماج السياسي وحصر السلاح نافذة تفاهم—ولو غير مباشرة—مع واشنطن لضمان بقائها.
وفي هذا السياق، تشير مصادر مطلعة إلى وجود قنوات تواصل، أو محاولات تفاهم عبر وسطاء محليين أو إقليميين، تركز على "شكل المشاركة وضمانات ضبط السلاح". يأتي هذا في وقت تعيش فيه قوى "الإطار التنسيقي" ذروة انتعاشها السياسي بعد الفوز بالانتخابات المحلية، واعتبار نفسها الكتلة الأكبر التي تضمن رئاسة الوزراء باريحية.

لكن الرؤية الأمريكية الجديدة أفسدت نشوة هذا النصر؛ ليتنفس رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الصعداء بعد أن لاح له "الضوء الأخضر" لإمكانية الحصول على ولاية ثانية. وهنا يبرز السؤال الجوهري: هل ستقتنع واشنطن بدعوات الفصائل لحل نفسها وحصر سلاحها؟ وهل سيضحي الإطار ببعض مكاسبه لمنع السوداني من التفرّد بالولاية الثانية، أم أننا أمام سيناريو جديد لم تتضح معالمه بعد؟



#علي_قاسم_الكعبي (هاشتاغ)       Ali_Qassem_Alkapi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطلقوا سراح بيض المائدة
- شرقية ام غربية لماذا لاتكون عراقية
- السوداني يقترب من الولاية الثانية بفعل خارجي
- ما يهم ترامب النفط ام النظام السياسي
- من يتحمل مسؤولية حرمان الطلبة من الكتاب الجديد
- السوداني يدفع كرة النار عن بلادة قانون الحشد انموذجا
- في ذكرى 8/8من انتصر على من!؟
- من حماية الأسرة اطفاء النت بعد12مساء
- بصيرة-الحر-وبصر-عمربن سعد- من تغلب على من!علي قاسم الكعبي
- هل تعرف اول فدائي من جنوب العراق
- عندما تخالف الطبيعة وتربي الأسود
- النزاعات العشائرية وتأثيرها السلبي على البلاد والعباد
- تهجير غزة واقع لامحال والعيون نحو سينا
- واقع لامحال تهجير غزة
- هل ستصبح اليمن غزة جديدة..؟
- الاعلام العربي ونفاقه مجزرة العلويين انمؤذجا
- بشير ام نذير الكاظمي في بغداد
- الانتحار طواعيا لاكرهاً..
- هل يتجه العراق نحو الافلاس ..!؟
- عندما يسوء حظك لتكون مرشدا للصف الأول


المزيد.....




- شاب يجر السلطات إلى مطاردة امتدت عبر عدة بلدات.. فتنتهي باصط ...
- برلين تتحرك بحزم .. لا تسامح مع الفوضى في احتفالات رأس السنة ...
- هل تكرس الهدنة الإنسانية المحتملة واقعا جديدا في السودان؟
- كيف تؤثر الجسيمات البلاستيكية النانوية على صحة الجهاز الهضمي ...
- مصابون في الضفة والقدس و917 مستوطنا يقتحمون الأقصى
- مفاوضات ميامي بشأن أوكرانيا تواجه عقبة دونباس وزاباروجيا
- إسرائيل تعد ملفا استخباراتيا لإقناع ترامب بشن هجوم جديد على ...
- مصر: مستعدون لتعديل اتفاق مياه النيل ونرفض المساس بأمننا الم ...
- وزير خارجية إسرائيل يربط إعادة إعمار غزة بتخلي حماس عن سلاحه ...
- سجن للأسرى الفلسطينيين محاط بالتماسيح.. ما القصة؟


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي قاسم الكعبي - سلاح الفصائل يضع على الرفوف..