أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صخي العتابي - نص مسرحي للأطفال (عشبة الشفاء الذهبية) تأليف:محمد صخي العتابي















المزيد.....


نص مسرحي للأطفال (عشبة الشفاء الذهبية) تأليف:محمد صخي العتابي


محمد صخي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 09:30
المحور: الادب والفن
    


المنظر:
(المسرح مظلم، ثم تشرق أضواء خافتة على كوخ صغير من الحجر والخشب. صوت رياح خفيف. داخل الكوخ، أم مريضة مستلقية على سرير من القش، وياسين البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً يجلس بجانبها.. وجهه يعكس التعب والحزن، لكن عينيه تحملان إصراراً)
الشخصيات:
ياسين:شاب في الثامنة عشرة من عمره، ينتمي إلى بيئة فقيرة.
الأم:في العقد الخامس من العمر، أنهكها المرض والفقر.
(الساحرة):فقدت والدتها في طفولتها.
شيخ القرية:شخصية تمثل السلطة الاجتماعية.
رجال ونساء القرية:شخصيات جماعية تجسد المجتمع في حالاته المختلفة.
الأرنب ذو العينين الذهبيتين:شاهد على لعنات الغابة.
السناجب والطيور:شخصيات جماعية، تؤدي دور الكورس.
شجرة الحكمة:ذاكرة الغابة وصوت التاريخ.
الطفل:رمز البراءة والاستمرارية.
((المشهد الأول: كوخ على حافة القرية))
الأم:(تتنهد بصعوبة، صوتها ضعيف كهمسة) ياسين... يا نور عيني... أسمعك تئن ليلاً من الإرهاق.. توقف عن هذا يا بني.
ياسين: (يبتسم، يمسح جبهتها بقطعة قماش مبللة) لا تتعبي نفسك بالكلام يا أمي.. الدواء سريع المفعول.
(تسعل سعالاً خفيفاً، ثم يتحول فجأة إلى نوبة سعال قوية تهز جسدها النحيل)
ياسين:(مذعوراً) أمي (يمسك بيدها) انتظري، سأحضر الماء.
الأم: (تتمسك بيده بقوة مفاجئة) لا تذهب... اجلس معي... ربما تكون هذه اللحظات الأخيرة.
ياسين: (بصوت متألم) لا تقولي هذا.. لا يمكن أن تكوني آخر أماني في هذه الحياة.
(ينظر ياسين إلى رف خشبي فوق المدفأة، حيث توجد قارورة دواء شبه فارغة. يقترب منها، يهزها، لا توجد إلا بضع قطرات)
ياسين: (في نفسه) انتهى الدواء... والطبيب قال إنه لا يوجد علاج إلا...
(تظهر على وجهه لحظة تردد، ثم يقترب من سرير أمه بخطوات حازمة)
ياسين: سأذهب إلى الغابة يا أمي.. سأحضر عشبة الشفاء الذهبية.
الأم: (عيناها تتسعان رعباً) لا.. لا تفكر حتى.. لقد فقدت أباك في تلك الغابة... وكل من يدخلها لا يعود.
ياسين:(يجثو على ركبتيه بجانب السرير) أتذكر أبي جيداً.. ذهب ليجلب لنا الطعام في شتاء قاس... ولم يعد.. لكنه علمني شيئاً قبل أن يغيب.
الأم: (تحدق فيه) ماذا علمك؟
ياسين: علمني أن الخوف لا يمنع الموت(يصمت) بل يمنع الحياة..هكذا كان أبي يقول… وأنا أصدقه، لأني لا أملك غير ذلك.
الأم: (تدمع عيناها) لكن الساحرة... الجميع يتحدث عن ساحرة قلب الغابة.. تحول البشر إلى تماثيل حجرية... إلى أشجار... إلى ظلال.
ياسين: (يقف) سأواجهها. سأفاوضها. سأعطيها أي شيء تريده.
الأم:(بصوت يرتجف) وماذا يملك فقير مثلك؟
ياسين: (يلمس قلبه) أملك قلبي. أملك روحي إذا لزم الأمر.
(يمسك بحقيبة صغيرة، يضع فيها قطعة خبز يابسة وزجاجة ماء.. يرتدي معطفاً بالياً)
الأم: ياسين... انتظر حتى الصباح على الأقل.
ياسين: (يقبل جبينها) كل دقيقة تأخير قد تكون قاتلة.. سأعود قبل غروب الشمس الغد.. أعدك.
(يخرج ياسين من الكوخ. الأم تحاول النهوض لكنها تسقط على السرير.. الضوء يخفت على الكوخ، ويسطع على ياسين وهو يبدأ رحلته)
((المشهد الثاني: حدود الغابة المخيفة))
(الضوء يتغير ليصبح ضوء نهار رمادي. المنظر يتحول إلى حافة غابة كثيفة. أشجار عالية شاحبة، ضباب منخفض. أصوات غريبة تسمع من مسافة)
ياسين: (يتوقف، يتنفس بعمق) يا إلهي... إنها كما وصفوها تماماً. كأنها تتنفس.
(يخطو خطوته الأولى داخل الغابة. فجأة، ينكسر غصن تحت قدمه بصوت عال كالرعد)
صوت من الأشجار: (همهمة عميقة) من... هذا؟
ياسين: (يقفز للخلف) من هناك؟
الأرنب: (يظهر فجأة من بين الشجيرات، لكنه ليس أرنباً عادياً .. عيناه تلمعان بلون ذهبي غريب) إنسان؟ هنا؟ بعد كل هذه السنوات؟
ياسين: (مندهشاً) أرنب... يتكلم؟
الأرنب: (يتحرك بحذر) بل أرنب نجا من لعنة هذه الغابة(يتردد)هكذا أُقنع نفسي كل يوم.. وأنت؟ لماذا جئت إلى مكان الموت؟
ياسين: أمي مريضة. أحتاج عشبة الشفاء الذهبية.
(يصمت.. ثم تبدأ ضحكات مكتومة تنتشر من كل اتجاه)
السناجب:(تظهر على الأغصان، عيونها حمراء) عشبة الشفاء.. يظن أن الساحرة ستسمح له بلمس كنزها.
الطيور: (تطير في دوائر فوق رأسه) غبي.. غبي كل من طلبها أصبح حجراً.
ياسين: (يصرخ) لا بد أن أحاول.. لا يمكنني العودة خالي اليدين.
الأرنب: (يقترب منه) اسمعني يا شاب. أنا ذو العينين الذهبيتين.. رأيت عشرات مثلك يدخلون بعضهم كانوا فرساناً بسيوف لامعة وآخرون كانوا حكماء بكتب سحرية.. جميعهم تحولوا إلى جزء من هذا المشهد.
(يشير الأرنب إلى صخرة قريبة تبدو بشكل غريب كوجه إنسان متجمد في صرخة)
الأرنب: هذا كان صياداً... قبل خمس سنوات.
ياسين: (يرتجف لكنه يهز رأسه) شكراً لتحذيرك... لكن رحلتي يجب أن تستمر.
السناجب: (تصرخ) انظروا.. ظلها يقترب.
(تهرب جميع الحيوانات فجأة. ياسين يلتفت حوله، لكنه لا يرى شيئاً. ثم يسمع صوت خطوات خفيفة... ثقيلة... خفيفة... ثقيلة. كأن شيئاً يسحب ساقاً)
صوت أنثوي عميق: (يتردد صداه) أتيت... أخيراً.
ياسين: (يخرج سكيناً صغيراً من حزامه) من أنت؟ أظهر نفسك.
(الضباب يتكثف، ثم يتشكل بشكل إنسان. تظهر ساحرة طولها ضعف طول ياسين.. ترتدي ثياباً سوداء ممزقة، وشعرها أشعث أبيض طويل يخفي معظم وجهها. لكن ما يظهر منه مجعد ومليء بالندوب. تمشي بعرج واضح، وتستند على عصا منحوتة من عظم كبير)
الساحرة: (تضحك ضحكة جافة) دائماً نفس السؤال..من أنتِ؟ وكأن الهوية مهمة عندما تكون على حافة الموت.
ياسين:(بصوت مرتجف لكنه صلب) أنا ياسين. جئت لطلب عشبة الشفاء من أجل أمي.
الساحرة: (تتوقف فجأة) أمك... (صوتها يتغير قليلاً) أمك مريضة؟
ياسين: (متفاجئاً من رد الفعل) نعم... منذ أشهر. والأطباء عاجزون.
الساحرة:(تتمتم) الأمهات... دائماً الأمهات... (ثم تعود لصوتها المخيف) وماذا تعطيني مقابل هذه العشبة؟ إنها أثمن ما في مملكتي.
ياسين: أستطيع أن أعطيك...
الساحرة: (تقاطع) لا.. لا تخبرني.. دعني أخمن (تتحرك حوله في دوائر) تريد أن تعطيني ذهباً؟ لكنك فقير. تريد أن تعطيني سنوات من عمرك؟ لكنك شاب ولا تعرف قيمة العمر. تريد أن تعطيني... حبك؟
ياسين: (متحيراً) حبي؟
الساحرة: (تضرب الأرض بعصاها) كل البشر يأتون وهم يملكون الحب.. كعملة رخيصة يحبون، يعدون، ثم ينسون (ترفع عصاها) لا... سأخذ شيئاً مختلفاً.
ياسين: ماذا؟
الساحرة: (بتلذذ) سأخذ صوتك.. صوتك الحنون الذي ستتذكر أمك نبرته على فراش الموت.. ستأخذ العشبة.. ولكن عندما تعود، لن تستطيع أن تقول لها أحبك.. لن تستطيع أن تغني لها، أو تحكي لها قصصاً.. ستكون أخرس لبقية حياتك.
ياسين: (شاحباً) صوتي... لكن...
الساحرة: (تزحف نحوه) نعم.. بهذه الطريقة، حتى إذا شفيت، سيكون هناك ألم جديد.. ألم الصمت.. ألم المشاعر المحبوسة.
ياسين: (يرتجف بكامل جسده، ثم يهوي على ركبتيه) لا أستطيع... صوتي هو كل ما أملكته أمي من أبي بعد موته... هو الصلة الوحيدة...
الساحرة: (تصرخ) إذاً اذهب.. اخرج من غابتي.. ولا تعد أبداً.
(تضرب الأرض بعصاها، وتنفتح الأرض تحت قدمي ياسين. يسقط في نفق مظلم)
((المشهد الثالث: العالم السفلي للغابة))
(يسقط ياسين في بركة ماء ضحلة. ينهض مبللاً، يلتفت حوله. إنه في كهف ضخم، تنيرها فطريات متوهجة. الجدران مغطاة بنقوش قديمة)
ياسين: (يحاول الكلام) أين أنا... (يفاجأ بأن صوته عاد) صوتي... ما زال معي؟
صوت هادر:(يخرج من عمق الكهف) لأنه لم يأخذه بعد.
(تتمايل الفطريات، ويكشف الضوء الخافت عن شجرة عملاقة في وسط الكهف. لكنها ليست شجرة عادية.. لها عيون على جذعها، وأغصانها تتحرك كأذرع)
شجرة الحكمة:(بعينيها الذهويتين الكبيرتين) مرحباً، يا من تجرأ على مواجهة سيدة الغابة.
ياسين: (مذهولاً) أنت... شجرة... تتكلم؟
شجرة الحكمة:(تضحك ضحكة تشبه حفيف الأوراق) أنا أكثر من شجرة. أنا ذاكرة هذه الغابة. أنا من رأى ميلاد الساحرة... ورأى تحولها.
ياسين: ما الذي حدث لها؟ لماذا هي بهذه القسوة؟
شجرة الحكمة: (تتنهد) كانت طفلة... طفلة جميلة اسمها..ليانا كانت تعيش مع أمها هنا في كوخ حيث يقف كوخك الآن.
ياسين: ماذا؟
شجرة الحكمة:نعم. كانت أمها عشابة، تعرف أسرار النباتات. علمت ليانا كل شيء.. لكن ثمة رجال من القرية... خافوا من معرفتهما.. أحرقوا الكوخ... بينما كانت ليانا في الغابة.
ياسين: (بصوت خافت) وأمها؟
شجرة الحكمة: (صوتها يصبح حزيناً) ماتت في الحريق. وعندما عادت ليانا.. وجدت رماداً فقط.. حمقى القرية قالوا إنها ساحرة مثل أمها... فقررت(صمت) أن تصبح ساحرة بالفعل.
ياسين: لكن هذا كان منذ سنوات طويلة... كيف ما زالت حية؟
شجرة الحكمة: العشبة الذهبية... ليست للشفاء فقط. تعطي حياة طويلة جداً.. لكنها تدفع ثمناً... كل من يأكلها يفقد شيئاً ثميناً. ليانا فقدت قدرتها على الحب.
ياسين: (يجلس على حجر، مذهولاً) كل هذا الألم... بسبب خوف الناس وجهلهم.
شجرة الحكمة: والآن... ماذا ستفعل؟ هل ستكمل رحلتك؟
ياسين: (ينظر إلى يديه) نعم. لكن ليس لأخذ العشبة بالقوة... بل لأعرض عليها صفقة مختلفة.
شجرة الحكمة: (تغمز عينها) صفقة؟ وما هي؟
ياسين: إذا فقدت قدرتها على الحب... ربما أستطيع أن أعطيها بعضاً من حبي.
شجرة الحكمة: (تصرخ) لا.. هذا خطير! حبك هو ما يبقى لأمك.
ياسين:(يقف) لكن أمي علمتني أن الحب ليس كعكة تنقص إذا قسمتها... بل كنهر يزيد إذا شاركته.
(فجأة، تهتز الأرض. صوت الساحرة يتردد في الكهف)
صوت الساحرة: شجرة الحكمة العجوز.. تعلمين أن الكهف محرم عليك.
شجرة الحكمة: (تندفع بأغصانها لتدفع ياسين) اهرب.. من ذلك الممر سيقودك إلى قلب الغابة حيث تنبت العشبة.
ياسين: لكن...
شجرة الحكمة: اذهب وتذكر... أحياناً الشفاء لا يحتاج عشبة سحرية... بل يحتاج قلباً شجاعاً.
(تدفعه الشجرة إلى ممر ضيق. يسمع صوت الساحرة يقترب... ثم يهرب)
((المشهد الرابع: قلب الغابة المخفي))
(يمشي ياسين في ممر متعرج، يضيء بنور أخضر غامض. يصل إلى مكان مفتوح فيه بحيرة صغيرة مياهها ذهبية اللون. في وسط البحيرة، على جزيرة صغيرة، تنبت زهرة واحدة متوهجة بلون ذهبي حقيقي)
ياسين: (مبهوراً) العشبة الذهبية... إنها أجمل مما تخيلت.
صوت الساحرة من خلفه: وستكون آخر شيء تراه في حياتك.
(تظهر الساحرة فجأة، لكن مظهرها مختلف. شعرها منسدل، ووجهها مكشوف أكثر. الندوب عميقة، لكن يمكن رؤية أنها كانت جميلة يوماً ما)
ياسين: (يدور ليواجهها) ليانا.
(ترتجف الساحرة كما لو أن ياسين ضربها)
الساحرة: (بصوت متألم) من... من قال لك هذا الاسم؟
ياسين: شجرة الحكمة. أخبرتني قصتك.
الساحرة:(تصرخ) لا حق لها.. لا حق لأحد أن يتحدث عن ذلك.
ياسين: (يتقدم خطوة) أنا آسف لما حدث لك. لكن غضبك من الماضي يقتل مستقبلك.
الساحرة: (تضحك باكتئاب) أي مستقبل؟ أنا محاصرة هنا.. كل من يراني يخاف كل من يسمع عني يهرب.. حتى الحيوانات تخشى الاقتراب.
ياسين: (يهز رأسه) لأنك تخيفهم بالقوة. لأنك حولت الخوف الذي شعرت به إلى سلاح.
الساحرة: وما البديل؟ أن أكون ضعيفة؟ أن أسمح للناس بأن يؤذوني مرة أخرى؟
ياسين: (يبتسم حزيناً) أبي قال لي يوماً: القوة الحقيقية ليست في عدم الشعور بالخوف، بل في أن تشعر به وأن تبقى.. رغم ذلك.
(تصمت الساحرة. تنظر إليه طويلاً.. ثم تنظر إلى العشبة الذهبية)
الساحرة: أمك... ماذا تقول عنك؟
ياسين: (متفاجئاً من السؤال) تقول... أني أشبه أبي كثيراً. في عناده... وفي قلبه الكبير.
الساحرة:(تحدق في البحيرة) أمي... كانت تقول أني عنيدة أيضاً. وأن عنادي سيكون مصدر قوتي أو هلاكي.
ياسين: ربما كانت على حق.
(تقترب الساحرة من حافة البحيرة.. تنظر إلى انعكاس وجهها في المياه الذهبية)
الساحرة: منذ سنوات... حاولت أن أقتلع العشبة لنفسي. لكن كلما حاولت... رأيت وجه أمي في الماء.. تذكرت كيف كانت تحذرني من الطمع.
ياسين: (يتقدم بحذر) ربما... يمكننا أن نقتلعها معاً؟ لأمي؟
(تنظر إليه. عيناها تلمعان بالدموع لأول مرة منذ عقود)
الساحرة: لماذا؟ لماذا تخاطر بحياتك من أجل أم مريضة عجوز؟ ستتركك يوماً... كل الأمهات يتركن أولادهن.
ياسين: (بدموع في عينيه) لأنها أمي. لأنها بقيت تسهر ليالٍ كاملة عندما كنت مريضاً. لأنها باعت شعرهـا الطويل الجميل لشراء دواء لي. لأنها... هي كل ما لدي.
(تسقط دمعة من عيني الساحرة على الأرض. وحيثما سقطت، نبتت زهرة صغيرة زرقاء)
الساحرة: (بصوت حزين جداً) أمي... باعت عقداً ثميناً ورثته عن جدتها... لشراء كتاب أحلم به قالت: المعرفة أغلى من الذهب.
(تلتفت لياسين) أتعرف ماذا كان عنوان الكتاب؟
ياسين: ماذا؟
الساحرة: فن الشفاء بالأعشاب والنباتات.. الكتاب الذي علمتني منه أسرار الغابة... قبل أن يحرقه الجهلاء.
(تخرج من ثيابها كتاباً محروقاً جزئياً، تمسكه بحنان)
الساحرة: أنقذت هذا من الحريق. كل معرفتي... من هذا.
ياسين: (يتقدم أكثر) إذا كنت تعرفين كل هذا... ربما تعرفين علاجاً لأمي غير العشبة الذهبية؟
(تنظر الساحرة إليه.. ثم إلى الكتاب.. ثم إلى العشبة.. يتغير تعبير وجهها)
الساحرة: هناك... مزيج. مزيج من أعشاب مختلفة يمكن أن يشفي أمك لكن...
ياسين: لكن ماذا؟
الساحرة: لكنه يحتوي على مكون واحد... لا ينبت إلا في مكان واحد.
ياسين: أين؟
الساحرة: (تلمس قلبها) هنا.. قطرة من دم شخص طيب خاطر من أجل المريض.
ياسين: (يفهم) خذيه..أثر) أنت مستعد لهذا؟
ياسين: من أجل أمي... أي شيء.
(تحرك الساحرة يدها، ويظهر كأس صغير من خشب.. تقدمه لياسين)
الساحرة: ثلاث قطرات فقط. من إصبعك.
(يأخذ ياسين سكينه، يقطع إصبعه الصغير. يقطر الدم في الكأس. ثم تقوم الساحرة بحركات سريعة، تجمع أعشاباً من حول البحيرة، تسحقها، تخلطها مع الدم. النتيجة مسحوق أزرق فاتح)
الساحرة: هذا... سيشفي أمك. خلال ثلاثة أيام.
ياسين: (يأخذ المسحوق بحذر) وشكراً... شكراً جزيلاً.
الساحرة: (تتطلع إليه) لا تشكرني بعد. لأنك الآن... يجب أن تدفع الثمن.
ياسين:(متفاجئاً) لكنك قلت...
الساحرة: قلت أني سأعطيك العشبة بثمن.. وهذا المسحوق... يحتاج ثمنه أيضاً.
ياسين: (بثبات) ما هو الثمن؟
الساحرة: (تتنهد) يجب أن تبقى هنا... معي. لمدة سنة كاملة.
ياسين: (مصدوماً) سنة.. لكن أمي...
الساحرة: ستشفى خلال ثلاثة أيام. وستعرف أنك ستعود. لكني... أنا بحاجة إلى مساعد.. إلى من يتعلم أسرار الغابة.. إلى من... يمكن أن يكون صديقاً.
(تظهر على وجهها تعبير من القلق، كما لو أنها تخشى رفضه)
ياسين: (يفكر لحظة طويلة) وإذا وافقت... ماذا سيحدث بعد السنة؟
الساحرة: (تتلعثم) ستكون... حراً.. وستحصل على هدية. معرفة يمكن أن تجعلك أعظم عشاب في المنطقة.
ياسين: (ينظر إلى المسحوق في يده، ثم إلى الساحرة) هناك شرط واحد.
الساحرة: (بحذر) ما هو؟
ياسين: أن تسمحي لي برؤية أمي قبل أن تبدأ السنة. لأتأكد من شفائها.
(تتردد الساحرة، ثم ترمي بعصاها بعيداً.. تضع يدها على صدرها)
الساحرة: أقسم على ذكرى أمي... أني سأسمح لك بذلك.. وسأحملك على ظهر ريح سريعة إلى كوخك.
ياسين: (يبتسم) إذاً... صفقة.
(يمد يده. تنظر الساحرة إلى يده، ثم تمد يدها بتردد. تلمس يده.. يدها باردة لكن ناعمة)
((المشهد الخامس: العودة والمغادرة))
(المسرح ينقسم إلى نصفين. على اليمين، يظهر الكوخ حيث الأم نائمة.. على اليسار.. تقف الساحرة وياسين عند حافة الغابة)
الساحرة:(تلوح بيدها) الريح.. احملي هذا الشجاع إلى من يحب.
(تهب ريح قوية، تحمل ياسين بلطف.. يطير فوق المسرح، يهبط بلطف عند باب الكوخ)
ياسين: (يدخل الكوخ بهدوء) أمي...
(الأم نائمة.. يحضر الماء، يخلط المسحوق الأزرق، يسقيها إياه ببطء.. تبتلعه وهي نائمة)
ياسين:(يجلس بجانبها، يمسك بيدها) سأكون بعيداً سنة... لكني سأعود.. أعدك.
(تقبل جبينها، ثم يخرج. يعود إلى الساحرة عند حافة الغابة)
ياسين: رأيتها... الآن مستعد.
الساحرة: (تنظر إليه بفضول) لماذا لم تنتظر حتى تستيقظ؟ حتى ترى شفاءها؟
ياسين: لأني إذا رأيتها تشفى... قد لا أستطيع المغادرة.. وكان وعدي لكِ.
(تنظر الساحرة إليه بإعجاب.. ثم تلتفت إلى الغابة)
الساحرة: تعال. سأريك عالمك الجديد... لمدة عام.
(يمشيان معاً داخل الغابة.. الضوء يخفت على الخارج.. ويسطع على داخلها)
(يظهر مشهد سريع: أيام تمر.. ياسين يتعلم من الساحرة .. اسماء الأعشاب، أسرارها، كيف يجمعها باحترام. في أحد الأيام، وهو يجمع أوراقاً، يسمع صوت بكاء)
ياسين: (يتبع الصوت) ليانا؟
(يجدها جالسة تحت شجرة الحكمة، تبكي بصمت)
ياسين: ماذا حدث؟
الساحرة - ليانا: (تلمس وجهها) النظر في ماء البحيرة... ورؤية أمي... ورؤية كم أصبحت قبيحة.
ياسين:(يجلس بجانبها) أنتِ لستِ قبيحة.
ليانا: (تضحك) انظر إلي.. ندوب، شعر أبيض، عينان حمراوان...
ياسين:(يقاطعها بلطف) الندوب ليست على وجهك فقط... بل في قلبك أيضاً. والشعر الأبيض... دليل على حكمة عاشتها.. والعينان الحمراوان... لأنك بكيت كثيراً.
(تصمت ليانا. ثم تسأل بصوت خافت)
ليانا: ياسين... هل تعتقد أن أمي... ستسامحني؟
ياسين: (متفاجئاً) عن ماذا؟
ليانا: عن أني أصبحت هذا الشيء المخيف. عن أني أخذت أرواحاً، حولت أناساً إلى حجر...
ياسين: كل الأمهات... يجدن طريقة للمسامحة. لكن المهم... هل تسامحين نفسك؟
(تبكي ليانا بحرقة. ياسين يجلس بصمت بجانبها.. شجرة الحكمة تمد أغصانها لتظللهما)
(تظهر مشاهد أخرى: ياسين يعلم ليانا الضحك مرة أخرى.. يروي لها قصصاً عن القرية.. هي تعلمه أغاني قديمة كانت أمها تغنيها.. تدريجياً، تبدأ ليانا بالتغير.. ندوب وجهها تخف قليلاً.. عيناها تفقدان بعض الاحمرار.. حتى مشيتها تصبح أقل عرجاً)
(وفي يوم من الأيام، يقترب نهاية العام...)
((المشهد السادس: نهاية العام وبداية جديدة))
(ياسين وليانا جالسان عند البحيرة الذهبية.. العشبة لا تزال تتوهج)
ليانا: (تنظر إلى السماء) غداً... تنتهي السنة.
ياسين: (ينظر إليها) نعم.
ليانا: ستكون حراً.. وستحصل على هديتي... كل كتب أمي التي أنقذتها.. وكل معرفتي.
ياسين: (يهز رأسه) لا أريد الكتب.
ليانا:(تلتفت له) ماذا؟ لماذا؟
ياسين: لأن المعرفة الحقيقية... لا تكون في الكتب. بل في القلب. وقد علمتني الكثير بالفعل.
ليانا: (بصوت خافت) إذاً... ماذا تريد؟
ياسين: (يبتسم) أريد أن تذهبي معي.
ليانا: (ترتجف) ماذا؟
ياسين: إلى القرية. لأقدمك لأمي.. لأري الناس أنك لستِ وحشاً... بل إنسانة عانت كثيراً.
ليانا: (تقف مرعوبة) لا.. سيرمونني بالحجارة.. سيخافون مني.
ياسين:(يقف بجانبها) ليس إذا كنتِ بجانبي. ليس إذا رأوكِ كما أراكِ أنا.
ليانا: وكيف تراني أنت؟
ياسين: أرى فتاة فقدت أمها... فحولت ألمها إلى قوة.. أرى امرأة عاقلة تعرف أسرار الطبيعة.. أرى... صديقة.
(تبكي ليانا. ثم تمد يدها، تلمس العشبة الذهبية)
ليانا: هذه العشبة... لم أقتلعها أبداً لأني كنت خائفة.. خائفة أن أفقد آخر ما يربطني بأمي.
ياسين: (يفهم) لأن أمك زرعتها؟
ليانا: (تومئ) نعم.. قبل أن تموت قالت: ستشفى الكثير من الأمراض بهذه.. ولكن كن حذرة، فكل علاج يأتي بثمن.
ياسين: والثمن... كان فقدان القدرة على الحب؟
ليانا: (تنظر إليه) بالنسبة لي... نعم. لكن... شيء بدأ يعود إلي.. خلال هذه السنة.
ياسين: (يبتسم) ربما لأن الحب... مثل العشبة.. يحتاج إلى من يرعاه.. إلى من يسقيه.. إلى صديق.
(تخلع ليانا قنعاً من شعرها. كان جزءاً من الشعر أشعثاً مزيفاً.. تحته شعر أشقر فاتح.. بضع خصلات بيضاء فقط.. وجهها أقل ندوباً مما ظن ياسين)
ياسين: (مندهشاً) لكن...
ليانا: (تخجل) جزء من تخويف الناس... كان تمثيلاً. الندوب حقيقية... لكن المظهر المخيف... مبالغ فيه.
ياسين: (يضحك) أنت... ممثلة رائعة.
ليانا: (تضحك معه) وكان عليّ أن أكون.. في عالم يخاف من المختلف.
(يتوقف الضحك. ينظران إلى بعضهما)
ليانا: غداً... سنذهب معاً؟
ياسين: نعم. ولكن أولاً... هناك شيء يجب أن نفعله.
(يمد يده، يقتلع العشبة الذهبية بعناية فائقة.. لكن بدلاً من أن تذبل تلمع أكثر)
ياسين: لنستخدمها بشكل صحيح هذه المرة.. لنصنع منها أدوية تشفي، لا تسبب ألاماً.
ليانا: (تأخذ العشبة) أمي... ستكون فخورة.
((المشهد السابع: العودة إلى القرية))
(المسرح يظهر القرية.. الناس يجتمعون، يتحدثون. ثم يظهر ياسين وليانا.. الناس يصرخون، يهربون)
رجل: الساحرة.. أحضر الساحرة.
امرأة: لقد سحر ياسين.. انظروا.. أصبح تحت سيطرتها.
ياسين: (يصيح) انتظروا.. اسمعونا.
(تظهر الأم من الكوخ. تبدو شابة بصحة جيدة.. تتقدم بثبات)
الأم: ياسين (تحضنه) لقد عدت.
ياسين: أمي.. أنتِ... جميلة.
الأم: (تنظر إلى ليانا) وهذه هي...
ياسين: هذه ليانا.. التي أنقذتك.. والتي علمتني كل ما أعرف.
(يصمت الناس. يتقدم شيخ القرية)
الشيخ: نحن نعرف قصة ليانا.. قصتها... حزينة.. لكنها أخذت الكثير منا.. حولت أبناءنا إلى حجر.
ليانا: (تنحني) وأنا... أندم على ذلك.. وسأحاول إعادتهم.
الجميع: ماذا؟
ليانا: لم أمت أبداً.. حولتهم إلى حجر... لحمايتهم من أنفسهم. من جشعهم. ولكن... حان الوقت لإعادتهم.
(تذهب ليانا إلى حافة القرية، تلمس صخرة كبيرة. تتحول الصخرة إلى شاب. ثم أخرى. وأخرى. يعود عشرات الناس الذين ظنوا أنهم ماتوا)
أحد الذين عادوا: (يسقط على ركبتيه) شكراً... لقد تعلمت درساً. الطمع... يدمر.
(يصبح الجو مختلفاً. يتقدم الناس بتردد.. ثم تبدأ امرأة بتقديم زهرة لليانا.. ثم أخرى وأخرى)
الأم: (تتقدم تأخذ يد ليانا) تعالي إلى بيتنا.. بيتك الآن.
ليانا: (تبكي) لكني... لا أستحق.
الأم: (تضحك) كل من يحب ابني... ويشفيني... وتعود بالناس إلى أهاليهم... تستحق أكثر من بيت.. تستحب كل الحب.
((المشهد الثامن: كوخ العشابين))
(بعد سنة أخرى. المسرح يظهر كوخاً أكبر. لافتة مكتوب عليها العشابان: ياسين وليانا.. أناس يأتون للعلاج.. ياسين وليانا يعملان معاً.. الأم تجلس بجانب الباب تنسج)
(يأتي الطفل الصغير من القرية)
الطفل: سيدة ليانا.. أحضرت لك زهرة.
ليانا: (تأخذها بابتسامة) شكراً يا صغيري. كيف أمك؟
الطفل: أفضل.. بفضل دوائك.
(ينظر ياسين إلى ليانا وهي تتعامل مع المرضى.. يبتسم تقترب منه أمه)
الأم: أنت سعيد.
ياسين: نعم. أكثر مما تخيلت.
الأم: وهي أيضاً.. وجدت عائلة مرة أخرى.
(في نهاية اليوم، يجلس ياسين وليانا عند النافذة.. ينظران إلى الغابة في الأفق)
ليانا: أحياناً... أشتاق إلى الغابة.
ياسين: يمكننا زيارتها غداً.. وجمع أعشاب جديدة.
ليانا: (تنظر إليه) شكراً... لأنك لم تخف مني.
ياسين: شكراً... لأنك علمتني أن الخوف ليس نهاية... بل بداية لفهم.
(يأخذ يدها.. تضيء الشمس الغاربة على وجهيهما.. الأم تنظر إليهما من بعيد، تبتسم. وتنطق الكلمات الأخيرة)
الأم: (للجمهور) وأدركت(تنظر إلى ابنها، ثم إلى ليانا) أن أعظم عشبة شفاء في العالم ليست نباتًا ينبت في الأرض..
بل شيء هش،نخاف أن نفقده إن لم نحمه..أسمه الحب.
((النهـايــة))
ملاحظــة: ((لايجوز إخراج هذا النص أو الأقتباس منه أو أعداده دون موافقة المؤلف))



#محمد_صخي_العتابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مونودراما (المتهم الوحيد) تأليف: محمد صخي العتابي
- مونودراما (أعترافات رجل بلا أسم) تأليف: محمد صخي العتابي
- نص مسرحي (شرق أوسط جديد) تأليف: محمد صخي العتابي
- نص مسرحي(زهايمر السلطة) تأليف/ محمد صخي العتابي
- نص مسرحي (ليلة القبض على جيفارا) تأليف: محمد صخي العتابي
- مسرحية ( صبراً يا أطفال غزة)
- مهدي حميد حيدر أحب وطنه وأهله بصدق/ محمد صخي العتابي
- مسرحية تربوية للأطفال(محاكمة الذئب) تأليف: محمد صخي العتابي
- نص مسرحي ( رسائل من غزة ) تأليف / محمد صخي العتابي
- نص مسرحي: قبر مؤجل (مونودراما) تأليف / محمد صخي العتابي
- مسرحية( صرخة في الظلام)
- مسرحية (المخدرات طريق الهلاك) تأليف / محمد صخي العتابي
- نص مسرحي للأطفال (الحكمة والقوة) تأليف / محمد صخي العتابي
- الفن سلاح ذو حدين بناء وهدم
- لعبة الحرب/ قصة قصيرة
- (حراس الغابة نص مسرحي للأطفال)
- مسرحية (جنون) تأليف/ محمد صخي العتابي
- مسرحية المرآة ( مونودراما) تأليف/ محمد صخي العتابي
- رسالة إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم
- (تلوث بيئي نص مسرحي للأطفال) تأليف محمد صخي العتابي


المزيد.....




- المنتج السينمائي التونسي شاكر بوعجيلة: أيام قرطاج السينمائية ...
- وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي بعد صراع طويل مع السرطان
- وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي
- إقبال على تعلم العربية في إسبانيا رغم العراقيل وخطاب العنصري ...
- موضة شرقية بروح أوروبيّة معاصرة.. إطلالات نانسي عجرم في كليب ...
- في يومها العالمي: اللغة العربية بين التطوير وخطر التراجع
- -الست-.. فيلم يقترب من أم كلثوم ويتردد في فهمها
- 5-نصوص هايكو :بقلم الشاعر محمد عقدة.دمنهور.مصر.
- الشاعر تامر أنور ضيف منصة نادى ادب قصرثقافة دمنهور ومناقشة آ ...
- بعد التوبة.. حاكم ولاية تينيسي يصدر عفوًا عن نجم موسيقى الري ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صخي العتابي - نص مسرحي للأطفال (عشبة الشفاء الذهبية) تأليف:محمد صخي العتابي