مرتضى جاسم ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 21:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وفي يوم النصر العظيم على داعش الإرهابي، وبينما كنتُ جالسًا في مكان عملي، رآيت مجموعة من الشباب يحتفلون. عندها سرح خيالي إلى ما يقارب أحد عشر عاما إلى الوراء، إلى آيام الفتوى المباركة. وتذكرت ثلاثة مواقف لا آنساها رغم مرور الزمن.
الموقف الأول:
كان والدي يعمل في منظمة بدر، وقد كلف حينها بمهمة جمع المتطوعين لصفوف الحشد الشعبي لغرض تدريبهم . كنًا نرافقه بالسيارة، وكنتُ أرى الأطفال يؤدّون التحية لنا، وكبار السن يرفعون لنا العقال ، والشباب يحيّوننا بلطف، وحتى رجال المرور كانوا يوقفون السير من أجل عبورنا. كان ذلك مصدر فخر كبير لا يُنسى.
الموقف الثاني:
عندما أصر على الالتحاق، التحق أخي الأكبر كرار بصفوف الحشد الشعبي.
والموقف الذي لا يُنسى هو عندما جلست والدتي - رحمها اللّٰه - وكانت في مرحلة مرضها الذي توفيت به ، تجلس عند باب المنزل، وإلى جانبها الصوت الجنوبي الجميل جارتنا أم أحمد وهي تنعى ويبكيان كان موقفا صعبًا للغاية لا أستطيع الخوض في تفاصيله اكتر، فدموعي نخونني كلما تذكرته. وبعد تلك الأيام القاسية عاد أخي من صفوف الحشد سالما.
الموقف الثالث:
مع أحد أبطال النجباء، الشهيد عباس تركي الخويلدي. كان شابًا بطوليًا، بعمر 16 أو 17 عام .بعد أن أكمل دورته في معسكر بدر، تفاجأ بعدم السماح له بالالتحاق لأن عمره تحت السن القانوني للجهاد. وبسبب شدة حبه للجهاد، أصرّ على تزوير هويته في سوق مريدي والتحق بصفوف النجباء. وبعد مرور ثلاثة أشهر عاد شهيدًا بتسمًا، بعدما نال ما كان يتمناه في الدنيا.
رحمةُ اللّٰه على شهدائنا الأبرار، وشفاءٌ لجرحانا، والشكرُ لمرجعيتنا الرشيدة وحشدنا الباسل وقواتنا الأمنية، وللسيد القائد الإمام الخامنئي وللجارة الكريمة إيران.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟