أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرتضى جاسم ناصر - وعد اخير بين الروح والقلب














المزيد.....

وعد اخير بين الروح والقلب


مرتضى جاسم ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 09:51
المحور: الادب والفن
    


وبينما أردت النوم، سرح فكري إلى أيام الطفولة الجميلة مع صديقي المقرب علي كريم، محارب السرطان. كنا أطفالًا نلعب سوياً ، ناكل سوياً، كل شيء جميل نفعله سوياً. لم أسمح لأحد أن يعيره بمرضه أو يعيّره بأي شكل من الأشكال. كان لي أكثر من مجرد صديق، حتى زعلنا، لم يدم أكثر من أسبوع.

تذكرت يوم انتهاء علاقتي مع علي، عندما أصبح لديه صديق إلكتروني يُدعى عباس من البصرة. صار علي يتحدث معه يوميًا، وبدأ عباس يتفعل المشاكل بيني وبينه،ثم بيني وبين علي، بسبب غريزة الإنسان في حب الانفراد بكل شيء. أصررتُ على ألا أتحدث مع علي طوال عمري ، وانتهت علاقتنا لمدة 3 أو 4 سنوات.

وفي يوم من الأيام، نزلت صورتي الشخصية على فيسبوك، لأتفاجأ بتعليق صديقي علي:
"نورت ضلعي".

سمعت أن حالته تعبانة من اخيه، بركات، فسارعت بالرد عليه:
"نور وجهك حبيبي"،
فقال لي:
"شيل الحضر ناقص."

وأول رسالة أرسلها لي في الخاص لا تزال في ذاكرتي:
"والله أحبك، كل مرة أحلم بيك."

شرحت له أن سبب بعده عني كان بسبب صديقه عباس، ولفت انتباهي أن علاقته مع عباس قد انتهت. فسألته عن السبب، فأخبرني أن عباس كان يعيره بمرضه ويثير المشاكل.

سألته عن صحته وكانت جيدة وفي غضون 3 او يومين يخرج من المستشفى،
وبدأنا نتحدث معًا لمدة 3 أيام،
وفي اليوم الثالث حتى سألته عن حالته فقال لي:
"اليوم ساءت حالتي، لكنني أشعر بتحسن."

قلت له في اليوم التالي:
"اشتقت لك متى أراك؟"
كان في ذلك اليوم قرابة ل 3 سنوات لم اراه ، فأجابني:
"غدًا."

جاء الغد ولم يحضر بسبب سوء حالته، وفي ذلك الوقت كان عمري لا يسمح لي بالذهاب إليه في المستشفى. سألته مرة أخرى:
"متى أراك؟ سئمت من الاشتياق."
فقال لي:
"الأحد."

قلت له:
"أعدني."
فقال:
"أعدك."

وفي فجر الأحد، طرق الباب بقوة في الساعة الثانية فجراً. ظننت أن أخي عاد من الزيارة، وكان ذلك اليوم يصادف يوم استشهاد الإمام محمد الجواد عليه السلام. تفاجأت عندما رأيت صديقنا وجارنا مؤمل يبكي ويقول لي:
"علاوي مات."

جلست من الصدمة على عتاب المنزل،وقلت له:
"علاوي قال لي اليوم يخرج من المستشفى ، وكانت حالته جيدة، كيف مات؟"

"حتى تأكدت من وفاته، وبدأت الدموع تسقط دون وعي، وبدأت عائلتي تنهض من البكاء."

صرت أسمع صوت مرتضى حرب يقول:
"يا شمسي، غيبي هاجر حبيبي"، وبدأت أبكي بقوة.

وبعدها بدقائق جاءوا بصديقي الذي لم يخلف وعده، جاء بالنعش، وبعدها شيعناه ليرقد في مقبرة النجف الأشرف.

الرحمة والمغفرة والعتق من النار لروحك يا أخي.
أعدك بأن لا أنساك.

المحب لك،
مرتضى جاسم






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم جامعي وانكسار صامت
- حين رحلت زهرتي.. من الخيال
- عن الاشتياق


المزيد.....




- بنون النسوة.. -التبوريدة- إرث الأجداد في عهدة أحفاد المغرب
- يهدد عرش هوليود.. أول فيلم رسوم متحركة بالذكاء الاصطناعي
- تعزيز التمثيل النسائي في مجالس الإدارة الفلسطينية
- بالفيديو.. الفنان الفلسطيني أشرف الشولي يداوي القلوب بالموسي ...
- -مذكرات في فلسطين وإسرائيل-… كتاب يوثق تجربة مصرية في غزة ما ...
- مسسلسل -The Studio- الأكثر فوزًا بجوائز -إيمي- للفنون الإبدا ...
- حبّ تحت التقنين
- هذه هي الأفلام التي يفضلها بوتين؟
- فيلم -صوت هند رجب- يفوز بـ-الأسد الفضي- في مهرجان فينيسيا
- WSJ: غزة أصبحت نقطة استقطاب في عالم الموسيقى العالمي


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرتضى جاسم ناصر - وعد اخير بين الروح والقلب