أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسيم وني - الأقصى على أبواب اختبار خطير: ماذا تُخبّئ أيام “الحانوكاه” للقدس؟…بقلم د. وسيم وني














المزيد.....

الأقصى على أبواب اختبار خطير: ماذا تُخبّئ أيام “الحانوكاه” للقدس؟…بقلم د. وسيم وني


وسيم وني
كاتب

(Wassim Wanni)


الحوار المتمدن-العدد: 8555 - 2025 / 12 / 13 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم / د. وسيم وني - عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين


مع اقتراب ما يُعرف بـ“عيد الأنوار” اليهودي، يعود المسجد الأقصى المبارك إلى واجهة الاستهداف المنهجي من جديد، في مشهد يتكرّر كل عام لكنه يزداد خطورة وتصعيدًا.
فبين صمت دولي وتراخٍ عربي وإسلامي، تستعد جماعات استيطانية متطرفة لتحويل هذا العيد إلى محطة جديدة لفرض وقائع تهويدية داخل أقدس مقدسات المسلمين في فلسطين، وسط رعاية رسمية من حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة.

اقتحامات مرتقبة وتصعيد مُنظَّم
تشير المعطيات الميدانية إلى نية جماعات المستوطنين تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة، تزامنًا مع حلول “الحانوكاه”، وهو عيد يستمر ثمانية أيام، وترافقه عادة محاولات استفزازية لفرض طقوس يهودية داخل باحات المسجد.
وقد حذّرت محافظة القدس من تصعيد خطير متوقّع، معتبرة أن هذه الفترة قد تشهد ذروة الاعتداءات على الأقصى، في سياق سياسة ممنهجة تسعى لتحويله إلى ساحة طقوس توراتية بالقوة.

أسطورة دينية تُستغل لمشروع سياسي
يرتكز هذا العيد، وفق الرواية اليهودية، على قصة تاريخية تزعم انتصار الحشمونيين وإضاءة شمعدان بزيتٍ استمر ثمانية أيام، إلا أن جماعات “الهيكل” المتطرفة تتعامل مع هذه الرواية كمدخل سياسي لربط العيد بالمكان، ومحاولة تكريس مزاعم “الهيكل” على حساب الحقيقة الدينية والتاريخية للمسجد الأقصى كوقف إسلامي خالص ، وفي هذا السياق، تتكرّر سنويًا محاولات إدخال الشمعدان وإشعال الشموع داخل الحرم القدسي، إضافة إلى أداء طقوس تلمودية وارتداء رموز دينية، في استفزاز سافر لمشاعر المسلمين.

أرقام تكشف حجم التغلغل

ووفق إحصاءات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فقد سجّل العام الماضي ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المقتحمين خلال “عيد الأنوار”، حيث تجاوز العدد 2500 مستوطن، مقارنة بأعوام سابقة شهدت أرقامًا أقل، ما يعكس تصاعدًا متدرجًا في سياسة فرض الأمر الواقع ، كما بدأت سلطات الاحتلال فعليًا بتهيئة المشهد، عبر نصب شمعدان ضخم في ساحة البراق، ووضع شمعدانات أخرى قرب أبواب المسجد، لا سيما بابي المغاربة والأسباط، في رسالة واضحة عن نوايا المرحلة المقبلة.

ترسيخ التهويد… من الطقوس إلى “السيادة”
المخاوف لا تتوقف عند حدود الاقتحامات، بل تتعدّاها إلى محاولات مكشوفة لترسيخ وجود يهودي دائم داخل الأقصى، بدعم مباشر من وزراء وأعضاء كنيست ينتمون للتيار الديني القومي المتطرف.
ومن المتوقّع أن تشهد فترة العيد أداءً علنيًا لطقوس تلمودية، ورقصات استفزازية، ومحاولات لإشعال شموع “الحانوكاه” داخل الحرم، في تعبير فجّ عن اعتبار المسجد “هيكلًا يهوديًا” وليس مسجدًا إسلاميًا.

أخطر المراحل… وتفريغ المسجد من أهله
تتزامن هذه الاقتحامات مع تشديد القيود على دخول المصلّين الفلسطينيين، وإبعاد المرابطين، ومنع الوافدين من الضفة الغربية والداخل المحتل، في مسعى واضح لتفريغ المسجد من حمايته الشعبية، وتسهيل تنفيذ الطقوس دون أي احتكاك.
و تُعد هذه المرحلة من أخطر ما يمرّ به الأقصى، خاصة في ظل استغلال الاحتلال للظروف السياسية الإقليمية والدولية، وغياب أي ردع حقيقي يوقف هذا الانفلات.

سياسة “الخطوة خطوة” وصمتٌ مُكلف
تعتمد الجماعات المتطرفة سياسة التدرّج، حيث تختبر ردود الفعل بعد كل خرق جديد، من إشعال الشموع إلى إدخال الرموز والكتب الدينية، وصولًا إلى المطالبة العلنية بالتقسيم المكاني ، وقد شكّل ضعف ردود الفعل في السنوات الماضية عامل تشجيع على المضي قدمًا في هذا المشروع.
وما يزيد المشهد قتامة هو حالة “إدارة الظهر” عربيًا وإسلاميًا، ما يفتح الباب أمام مزيد من الانتهاكات، ليس فقط في “الحانوكاه”، بل في رمضان والأعياد اليهودية المقبلة.


وفي النهاية إن ما يجري في المسجد الأقصى ليس خلافًا دينيًا عابرًا، بل صراعٌ مفتوح على المكان والهوية والسيادة ، كما أن استمرار الصمت سيحوّل الانتهاكات المؤقتة إلى وقائع دائمة يصعب كسرها لاحقًا.
فالأقصى اليوم يقف على مفترق طرق خطير، وأي تأخير في تحمّل المسؤولية سيُحسب خسارة تاريخية لا تُغتفر، ليس لشعبنا الفلسطيني فقط ، بل للأمة بأسرها.



#وسيم_وني (هاشتاغ)       Wassim_Wanni#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تآكل الشرعية وتصدع القيادة: إسرائيل تدخل مرحلة الخطر الوجودي ...
- استهداف القيادة الفلسطينية: قراءة في خطورة التحريض الممنهج ض ...
- واحد وعشرون عاماً… ولا يزال أبو عمار حالة من النهوض الوطني ا ...
- أسرانا خلف جدران العزلة.. جريمة صامتة تفضح سقوط الإنسانية …ب ...
- الدبلوماسية الفلسطينية تُربك إسرائيل وتعيد تموضع القضية دولي ...
- فلسطين تُعترف بها دوليًا : نجاح سياسي وإنساني يعزز مكانة فلس ...
- حين يصبح الموت أهون من النزوح ..غزة بين الإبادة والتهجير الق ...
- الإعلام الفلسطيني في لبنان.. معركة الوعي وحماية الهوية...بقل ...
- غزة… الجوع كقنبلة صامتة في وجه الإنسانية...بقلم د. وسيم وني
- الأقصى بعد نصف قرن من إحراقه: من ألسنة اللهب إلى مخطط الإحلا ...
- في غزة المُجوَّعة.. حوامل يواجهن الموت، وأجنّة يُحاصَرون في ...
- المساعدات الإنسانية بين القانون الدولي وممارسات الاحتلال غزة ...
- في يوم الأسير الفلسطيني لابد للقيد أن ينكسر مهما طال أمد الا ...
- اسرائيل الكيان الخارج عن القانون
- إنهاء الأونروا تمهيد لتصفية القضية والعمل بصفقة القرن مع عود ...
- هل تشهد المنطقة بداية النهاية للحرب؟..
- عداد الموت والدمار في غزة لا يتوقف مع استمرار المجازر اليومي ...
- الفلسطيني يتحدى آلة الموت الإسرائيلية ويتمسك بأرضه..
- أطفال فلسطين ضحية آلة القتل الإسرائيلية ...
- مجزرة الخيام هولوكوست فلسطين.


المزيد.....




- زينة العيد في حي بنيوجيرسي.. رجال ثلج عمالقة تجمع بين البهجة ...
- الأردن.. الأميرة رجوة الحسين تحضن ولي العهد بصورة الملك والع ...
- مصر.. بيان رسمي يوضح حقائق عن تسرب الأمطار وحجز التذاكر وأسع ...
- -ثاني رضيع يتوفى في يومين-.. فلسطيني يحمل جثمان حفيده بعد في ...
- إنهاء برامج لمّ شمل العائلات لـمواطني 7 دول: أمريكا تحدد موع ...
- ويتكوف يطير نحو برلين للقاء زيلينسكي وزعماء أوروبيين
- الأطفال على رأس ضحايا الحرب في أوكرانيا
- ترامب يتوعد بالتدخل برا في فنزويلا لمكافحة عصابات المخدرات و ...
- ترامب وكلينتون يظهران في مجموعة جديدة من صور إبستين نشرها نو ...
- تجدد المواجهات الحدودية بين كبموديا وتايلاند


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسيم وني - الأقصى على أبواب اختبار خطير: ماذا تُخبّئ أيام “الحانوكاه” للقدس؟…بقلم د. وسيم وني