أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسيم وني - غزة… الجوع كقنبلة صامتة في وجه الإنسانية...بقلم د. وسيم وني














المزيد.....

غزة… الجوع كقنبلة صامتة في وجه الإنسانية...بقلم د. وسيم وني


وسيم وني
كاتب

(Wassim Wanni)


الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في غزة لم يعد الموت بحاجة إلى قنابل أو رصاص، بل يكفي أن يُغلق معبر أو تُمنع شاحنة مساعدات، حتى تتحول حياة آلاف العائلات إلى انتظار ثقيل بين الحياة والموت.
الجوع هناك ليس فكرة مجرّدة؛ إنه يمشي في الأزقة، ينام في عيون الأطفال الغائرة، ويثقل صدور الأمهات اللواتي يواجهن عجزًا لا يرحم.

أرقام صادمة تكشف المأساة
وفق تقارير الأمم المتحدة الأخيرة:
• 470 ألف إنسان في غزة على حافة المجاعة.
• 71 ألف طفل بلا غذاء كافٍ.
• 17 ألف امرأة حامل أو مرضعة مهددات بانهيار صحي.
• سوء التغذية الحاد تضاعف ليصل إلى 16.5% بين الأطفال.
• 39% من السكان يقضون أيامًا بلا طعام على الإطلاق.

"الجوع في غزة لم يعد خطرًا متوقعًا… بل واقعًا يوميًا يهدد بقاء مئات الآلاف." — تقرير الأمم المتحدة.
هذه الأرقام ليست جداول باردة، بل وجوه تنتظر رغيف خبز أو حبة دواء لا تصل.

المستشفيات بلا دواء والأطفال بلا حليب

في مستشفى ناصر بخان يونس، ينام المرضى على الأرض بلا أسرّة ولا أجهزة، فيما يواجه 75 ألف طفل دون العاشرة خطر سوء التغذية المباشر.

"127 طفلًا ماتوا جوعًا منذ يوليو… هؤلاء لم يسقطوا تحت القصف بل قضوا بصمت." — منظمة الصحة العالمية.

كما سجّلت منظمة الصحة العالمية منذ يوليو وفاة 348 شخصًا بسبب الجوع والأمراض الناتجة عنه، بينهم 127 طفلًا. هؤلاء لم يسقطوا تحت الأنقاض، بل ماتوا بصمت بعدما حُرموا من أبسط حقوق الحياة.

سياسة ممنهجة وليست كارثة طبيعية
المجاعة في غزة ليست كارثة طبيعية ولا ظرفًا عابرًا؛ إنها سياسة احتلالية ممنهجة:
• إغلاق المعابر منذ مارس 2025.
• استهداف الطوابير الإنسانية في أكثر من 58 موقعًا.
• منع دخول الغذاء والدواء بشكل متعمد.

"إغلاق المعابر وتحويل الغذاء إلى سلاح هو جريمة حرب موثقة في القانون الدولي."
بهذا يتحول الجوع إلى أداة حرب توازي القصف والتدمير، لتُعرّي القوانين الدولية وتكشف عجزها.

صمت عالمي شريك في الجريمة
رغم النداءات المتكررة من الأمم المتحدة واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، تبقى غزة محاصرة وأطفالها يموتون ببطء.
لم يعد الصمت الدولي مجرد تقاعس، بل شراكة فعلية في الجريمة، إذ يوفّر غطاءً للاحتلال لمواصلة سياساته القاتلة.

"ما يجري في غزة إبادة بطيئة تُرتكب أمام العالم بأسره، والسكوت عنها شراكة في الجريمة."



وأختم مادتي بأن ما يجري في غزة يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وفق اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 الذي يحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، كما يندرج ضمن اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948 ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وعليه، فإننا نوجّه الاتهام المباشر إلى:

• الاحتلال الإسرائيلي: المسؤول الأول عن تجويع المدنيين وتجريدهم من الحق في الحياة.

• المجتمع الدولي: بصمته المريب الذي يحوّله إلى شريك في الجريمة.

فالجريمة ثابتة، الأدلة دامغة، والضحايا يسقطون كل يوم. إنها جرائم لا تسقط بالتقادم، وسيأتي اليوم الذي يقف فيه قادة الاحتلال، ومعهم المتواطئون، في قفص العدالة كما وقف مجرمو الحروب في نورمبرغ.

غزة اليوم ليست مجرد قضية سياسية، بل صرخة إنسانية كبرى تفضح سقوط العدالة الدولية وتدين عالمًا ارتضى أن يرى الأطفال يموتون جوعًا وبطئًا… ثم يواصل صمته المخجل.



#وسيم_وني (هاشتاغ)       Wassim_Wanni#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقصى بعد نصف قرن من إحراقه: من ألسنة اللهب إلى مخطط الإحلا ...
- في غزة المُجوَّعة.. حوامل يواجهن الموت، وأجنّة يُحاصَرون في ...
- المساعدات الإنسانية بين القانون الدولي وممارسات الاحتلال غزة ...
- في يوم الأسير الفلسطيني لابد للقيد أن ينكسر مهما طال أمد الا ...
- اسرائيل الكيان الخارج عن القانون
- إنهاء الأونروا تمهيد لتصفية القضية والعمل بصفقة القرن مع عود ...
- هل تشهد المنطقة بداية النهاية للحرب؟..
- عداد الموت والدمار في غزة لا يتوقف مع استمرار المجازر اليومي ...
- الفلسطيني يتحدى آلة الموت الإسرائيلية ويتمسك بأرضه..
- أطفال فلسطين ضحية آلة القتل الإسرائيلية ...
- مجزرة الخيام هولوكوست فلسطين.
- عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة بين المساومة الإسرائيلية ...
- قرار مجلس الأمن هل سيلتزم الاحتلال بهذا القرار ويوقف الإبادة ...
- العميل الصامت... في عصر الذكاء الاصطناعي...
- تصفية -الأونروا - الشاهد على النكبة الفلسطينية والبحث عن بدا ...
- مائة يوم من المجازر الإسرائيلية ومازال نزيف الدم الفلسطيني م ...
- الإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني لن تكسر صموده
- مستشفى المعمداني في غزة عُمدت بدماء شعبنا الفلسطيني
- القدس والأقصى في دائرة الخطر
- وسائل التواصل الاجتماعي ...عندما تُستخدم في التضليل الإعلامي


المزيد.....




- شاهد لحظة غارة أمريكية قاتلة على سفينة يُزعم ارتباطها بعصابة ...
- بتحد صارخ لأمريكا.. تحليل -مشية الإوزة- بالعرض العسكري الصين ...
- حقائب النجمات في صيف 2025..عنصر أساسي لا يقل أهمية عن فساتين ...
- مع عرض الصين العسكري الضخم.. أرقام قد تصدمك عن ميزانية جيشها ...
- مساعد بوتين يرد على ترامب وادعاء -التآمر- على أمريكا بالعرض ...
- الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. خريطة توضح من يدعم ويعارض
- احتفال عيد النصر: عرض عسكري ضخم في بكين.. وترامب يتّهم شي وك ...
- القطار البطيء.. لماذا يفضّله زعيم كوريا الشمالية على الطائرا ...
- عرض عسكري ضخم في الصين بحضور روسي وكوري شمالي يشعل غضب ترامب ...
- محمود المشهداني أول رئيس للبرلمان العراقي بعد الغزو الأميركي ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسيم وني - غزة… الجوع كقنبلة صامتة في وجه الإنسانية...بقلم د. وسيم وني