أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسيم وني - وسائل التواصل الاجتماعي ...عندما تُستخدم في التضليل الإعلامي














المزيد.....

وسائل التواصل الاجتماعي ...عندما تُستخدم في التضليل الإعلامي


وسيم وني
كاتب

(Wassim Wanni)


الحوار المتمدن-العدد: 7708 - 2023 / 8 / 19 - 15:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




" في حين أن المعلومات الصحيحة هي أوكسجين عصرنا الحديث فإن المعلومات المضللة هي أول أوكسيد الكربون الذي يمكن أن يغير مفاهيمنا ويسمم عقول الأجيال “.

منذُ نشوء البشرية والإنسان بحاجة إلى التواصل مع أقرانه من بني البشر وهنا بدأت العمليات الاتصالية من الاتصال الشخصي وجهاً لوجه إلى الاتصال الجمعي والذي اعتمد على وسائل الإعلام كالصحف، الإذاعة، التلفاز، الإنترنت (وسائل التواصل الاجتماعي) فجميعنا بحاجة إلى التواصل فيما بيننا لمعرفة ما يدور حولنا من أخبار ومن هنا انتشرَ الإعلام الذي يهدف إلى نقل الأخبار من وإلى أنحاء العالم كافة عبر وسائله المختلفة.

فقد شكّلت التطورات التكنولوجية خلال السنوات الأخيرة تحديًا كبيرا لممارسة العمل السياسي والإعلامي في بيئة الإعلام الجديد، حيث تعددت وازدهرت منصات التواصل الاجتماعي (فيسبوك – توتير – انستغرام – واتساب وغيرها)، واتساع نطاق انتشارها ونمو جمهورها الذي أكسبها تأثيرًا قويًا في استقطاب المتابعين وجعلها محورًا رئيسيًا في جهود الدعاية واستقطاب الأصوات في أي صراع أو حرب في المنطقة.

وبالطبع فإن الوسائل الإعلامية منتشرة بكثرة في مجتمعنا وخاصة (مجموعات الواتساب والتليغرام الإخبارية بالذات)، فلا يكاد أي منزل يخلو من شبكة الإنترنت والهواتف الذكية ويُحاول كل فردٍ منّا متابعة الأخبار على طريقته باختياره لتوجهات أو قناعات معينة، ولكن يبقى السؤال الأهم هنا، هل هذه الوسائل الإخبارية التي نستقي منها معلوماتنا تنقل لنا المعلومات بشكل موضوعي وبكل شفافية؟ هل يتم نقلها من أرض الواقع إلينا دون المعالجة أو التضليل أو تزييف بعض الحقائق أو إخفاء بعض الأحداث؟ فلقد أصبحنا نعيش في مدرسة التضليل الاعلامي، والأهم من ذلك آلية توعية الناس والشباب خاصة من اساليب التضليل الاعلامي، وهم أكثر فئة مندمجة في ساحات الاعلام المختلفة والمتضاربة.

لذلك بات عرض جزء من الحقيقة ومحاولة ضمها بوقائع موجّهة إحدى الحيل التي يتم اللجوء إليها لتزييف الوعي والتلاعب بالعقول، أو البناء على حقائق بإعادة تكييفها بطريقة تخدم هدف المرسل وتحقق الغرض من التضليل، وفي نهاية الأمر تعددت الوسائل كثيراً والتضليل واحد.

وهنا لم تعد مهمة الصحفي الكلاسيكية هي نقل الوقائع والأخبار فقط، بل أصبحت البحث عن الحقيقة، والتأكد منها، وهي مهمة ثقيلة على كثيرين استساغوا النشر السهل والتعاطي الساذج أو الماكر مع المزيف على حساب المُثبت والحقائق، قد تنجح صناعة التضليل الإعلامي بكل سهولة في حال التراخي في مقاومتها وبث الوعي في كيفية مواجهتها في جعل المقولة التالية المضحكة حقيقية بكل أسف، فنجاح التضليل سيعني: إقناع الناس أن رجلا ًأخرس قال لرجل أطرش أن أعمى شاهد رجلاً مشلولاً يلحق برجل أعرج. وما خفي كان أعظم.
فكيف يستطيع المتابع تجنب تضليل بعض وسائل الإعلام، سواء كان هذا التضليل غشاً متعمداً أو خطأ مهنيا غير مقصود؟ هذه بعض المهارات التي تساعدك على ذلك:
• تحلَّ بالشك: والمقصود هنا أن يمحّص المرء ما يقرأ أو يسمع، ولا يعني ذلك أن يصاب بوسواس التشكيك ورهاب الافتراء، بل أن يكون كوصف المغيرة بن شعبة لعمر بن الخطاب: "له عقلٌ يمنعه أن يُخدَع".
• عليك التحقق من مصدر الخبر: لذلك، قد يحتاج القارئ أحيانا أن يراجع المصدر الأصلي للخبر.
• كن فطناُ للأجندات: كن حذرا من التوجيهات والأجندات الخفية.
• قارن الأخبار مع طرف وسيلة إعلامية أخرى: يفضل أن تتجه إلى طرف ثالث محايد، وربما رابع وخامس وسادس بحسب أهمية الموضوع ممن لا تكون أجندته الخاصة مؤثرة في الخبر الذي تبحث فيه.
• لا تغتر بالعناوين الرنانة: عندما ينقل لك العنوان تصريحاً أو يخبرك بنتيجة، فاحرص على أن تقرأ تفاصيل الخبر، وأن تتحقق من النتيجة، ولا تنخدع بأن الكتاب يُعرَف من عنوانه، فكثيرا ما يوضع العنوان ساخناً ليخفي برودة الموضوع.
• تحقق من العناصر الأساسية للخبر: لكل لون من الألوان الصحفية عناصر لازمة يمكن أن يلاحظها المتابع بشيء من التدقيق حتى لو لم يكن متخصصا؛ فالخبر مثلا يجب أن يجيب عن الأسئلة الستة المعروفة: ماذا حدث؟، وكيف؟، ومن الذي قام به؟، وأين وقع؟، ومتى؟، ولماذا؟ أو ما السياق الذي وقع فيه؟
• اعزل الأحكام والأوصاف: ومهما كان أسلوب صياغة الخبر محببا أو مزعجا، احرص على ألا تتأثر بما قد يتضمنه من مبالغات وأحكام وتعميمات ومجازفات، فغالبا تكون هذه محل شك.
• اختيار قنوات إعلامية متخصصة: قد يسهل الوصول إلى الخبر، لكن المتخصص يظل أقدر على تقييمه ومعالجته وبيان أهميته، وكذلك وسائل الإعلام المتخصصة، يُتوقّع أن تكون أكثر دقة وشمولا وأحسن طرحا وتحليلا للقضايا والموضوعات التي تتخصص فيها.
• كوّن منصة إعلامية صادقة: لذلك ينبغي أن تبني لنفسك شبكة من منصات الإعلام قد جربتها واختبرتها -لا بناء على السمعة فقط في مجالات مختلفة، تكون مورد أخبارك وإليها ترجع للتحقق مما وردك من خارجها، مراعيا ما سبق للتحقق من المهنية والموضوعية.

وأخيراً لا يُعد التضليل الإعلامي وليد القيم العليا والأخلاق النبيلة وبالطبع لن يكون وسيلة في ارتقاء البشرية وحتى تقدمها، وحتى أنه أداة مطيّعة بأيدي أصحاب الغرف السوداء وأصحاب الأهداف المشبوهة، فقد أدّى التضليل دورًا ناعمًا في تغيير المفاهيم وتزييف الحقائق وهنا علينا لتوقّف على المسؤولية المطلوبة لكل مسؤول فكلنا معنيين للبحث عن الحقيقة فعندما نصغي للحق والحقيقة ونتلمّس أبعاد الخبر، ونوقن بأنّ الذي يستهدف المجتمعات يريد لها أن تسير في ركابه لاستغلالها فقط، هنا نستطيع فقط نميّز الحقيقة من الضلال ونحافظ على مفاهيمنا وأخلاقنا وقيمتا من مخاطر الصراع الخفي في وسائل التواصل الاجتماعي ... خاصة عندما تُستخدم في التضليل الإعلامي.



#وسيم_وني (هاشتاغ)       Wassim_Wanni#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسية القتل والإجرام الإسرائيلية تثبت فشلها من جديد ..
- انتهاكات وجرائم المستوطنين لن تزيد شعبنا إلا إصراراً على الت ...
- المواقف.. تكشف خبايا المشاعر وتُسقط الأقنعة
- آلة القتل الإسرائيلية لن تحسم المعركة والصراع
- أسرانا البواسل .... سيهزمون بن غفير وزمرته في سياستهم القمعي ...
- جدتي ريحانة فلسطين ... الفصل الأجمل في حياتي
- تصاعد الجرائم الإسرائيلية إثبات على التطرف وغريزة القتل
- المس بهوية الاٌقصى ... سيشعل النار بوجه الاحتلال
- الأسير ناصر أبو حميد.... معاناة يفاقمها الاحتلال والسرطان
- النفاق الاجتماعي ...مهارة تتقنها مع الوقت والممارسة
- شيرين أبو عاقلة ... كانت معنا وستبقى معنا
- رعد حازم ..أسطورة الرعب التي لا تنكسر
- أسرانا البواسل وضرورة نصرتهم
- سامي العمور شهيد الإهمال الطبي المتعمد لكيان الاحتلال
- أداة جديدة للتنكيل بالأسرى في سجون الإحتلال
- استهداف الصحفيين حلقة جديدة في سلسلة الإعتداءات الإسرائيلية
- أسرى الحرية ... في يوم الأسير الفلسطيني
- قرار الجنائية الدولية .... وغطرسة الاحتلال
- سياسية الإهمال الطبي المتعمد أداة تعذيب ضد الأسرى الفلسطينيي ...
- جرائم الاحتلال ... لن تنال من عزيمة شعبنا الفلسطيني


المزيد.....




- أمريكا تعلن عن نشر -قدرات إضافية- في الشرق الأوسط
- الإسرائيليون يهرعون لتخزين الطعام والمؤن تحسبا لأيام صعبة بس ...
- لوس أنجلوس: تفريق الاحتجاجات ضد ترامب بقنابل الصوت والغازات ...
- قمة مجموعة ال7: كارني يحذّر من عالم منقسم وترامب يستذكر الحس ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة تبلغ حلفاءها أنها لن تنضم إلى الح ...
- هل تتجه إيران وإسرائيل لحرب طويلة الأمد؟
- شاهد.. إسرائيل تدين إغلاق جناحها في -معرض باريس الجوي- على ط ...
- أغلقت جميع مرافقها.. شركة -بازان- الإسرائيلية تعلن مقتل 3 من ...
- ترامب: على الجميع مغادرة طهران على الفور
- +++ هجمات إيران وإسرائيل.. تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر+++


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسيم وني - وسائل التواصل الاجتماعي ...عندما تُستخدم في التضليل الإعلامي