أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وسيم وني - النفاق الاجتماعي ...مهارة تتقنها مع الوقت والممارسة














المزيد.....

النفاق الاجتماعي ...مهارة تتقنها مع الوقت والممارسة


وسيم وني
كاتب

(Wassim Wanni)


الحوار المتمدن-العدد: 7323 - 2022 / 7 / 28 - 10:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بقلم د. وسيم وني / مدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث في لبنان

تتفشى العديد من الظواهر السلبية والأوبئة الاجتماعية الخطيرة في مجتمعاتنا والتي ساهمت بشكل كبير في تغيير مفاهيمنا وقيمنا، ومن أهم هذه المظاهر والأوبئة ألا وهي ظاهرة "النفاق الاجتماعي "، و يمكننا تعريف النفاق على أنه حالة من التناقض بين معتقدات المرء ومشاعره المُعلنة وما يظهره للآخرين، حيث تعتبر المصالح الشخصية هي السبب الأكثر وضوحاً للنفاق، ومن الناحية العملية يعد النفاق أيضاً من السلوكيات الطاغية داخل بيئة العمل حيث تكون الترقيات والمكافآت والحوافز على المحك، أو عندما يُفترض أن العلاقات الاجتماعية والقبول أكثر أهمية للناس من الكشف عن آرائهم.

عموماً يعتبر الرأي المسيطر والمتفق عليه عند جميع الناس هو أن النفاق هو فشل وانحلال أخلاقي، في الواقع، حيث انه بالغالب ما يُنظر إليه على أنه أحد أسوأ الإخفاقات الأخلاقية، ومع ذلك، سنصادف كل يوم ثلة من المنافقون الذين يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر، سنصادف أناساً غير صادقين وأناساً غير أمناء، لكننا بالتأكيد سنصادف أيضاً أناساً عظماء وأشخاص لا ينطقون إلا بالحق وعقولاً نزيهة وعظيمة نسعد بالحديث معها ولقائها.

ما جعلني أتطرق بقلمي لهذه الظاهرة هو السلوك العام للمجتمع فقد ساد "النفاق الاجتماعي" على حياتنا في العمل والعلاقات وحتى في بعض الصداقات، بدأنا نثق بالمظاهر ونهمل الجوهر، نحارب الصدق ونفخر بالأكاذيب، لا نصلح بين الناس، لا نقول الحق عندما يتعارض مع مصالحنا، على "مبدء الغاية تبرر الوسيلة"، وفوق كل ذلك، تخلينا عن قيمنا الإنسانية والدينية النبيلة التي ميزنا الله بها .

فجميعنا يدرك جيداً أن الكمال لله وحده ولا يوجد انسان كامل، ولن نكون كاملين أبداً، فنحن نعيش في عالم مبني على الانتقاد و يتم فيه الحكم علينا وانتقادنا بشكل دائم و باستمرار، في مكان نحاول أن نتلاءم فيه، سواء كان ذلك في العمل أو المنزل أو مع العائلة أو في أي مناسبة اجتماعية، مع ما يراه الآخرون مقبولاً وما تجده وسائل التواصل الاجتماعي عصرياً لو أنه يفتقد إلى القيم والأخلاق حتى ، فأصبح المجتمع اليوم مجالاً خصباً للنفاق الاجتماعي المتجسد بأشكال عديدة، سواء أكان ذلك من خلال المجاملات المستمرة البعيدة عن الواقع وحسب المصالح والغايات ، حيث أصبحت المجاملة عادة اجتماعية يلجأ إليها الناس في معظم علاقاتهم، خاصة في علاقات العمل ومع العائلة ومع كل من يملك القوة والتأثير والمال، فأصبحنا مجتمع تحكمه المظاهر فغدت قيمة الإنسان في هذه الأيام تُقاس بالمادة وما يملك ، سيقول البعض أن هناك أوقاتاً وظروفاً لا يكون فيها الصدق والنزاهة هو السياسة الفضلى، وهذا يؤكد أننا نعيش في مجتمع نشجع فيه على الكذب، ومع ذلك نقول أننا نقدر الصدق.

ولكن الواقع شيء آخر فما نلمسه في مجتمعنا هو أمر مؤلم ومحزن ومقلق حقاً، فأصبحنا تخدعنا المظاهر، ونتبعد عن معالي الأمور ، فبات الصدق والأمانة والقيم والأخلاق والإصلاح بين الناس وقول الحق عملة نادرة، والنفاق الآن هو العلامة الاجتماعية الأولى السائدة في علاقاتنا ، فأصبح أي شخص يحمل المبادئ الإنسانية مثل الأمانة والنزاهة والأخلاق والصدق والإصلاح بين الناس يعتبر من وجهة نظر الكثير غريباً ومتمرداً وليس مواكباً لـلعالم أو ما يسمى ( موضة النفاق الاجتماعي ) المستشرية في مجتمعنا ، فبعض الأسباب التي تدفع الناس لاستخدام النفاق كأسلوب حياة قد تكون بسبب طريقة التربية والبيئة التي كانت تشجعهم دائماً على الظهور بمظهر مثالي، كما أنه لم يتم غرس القيم الأخلاقية لديهم بقدر كافٍ في مراحل الطفولة المبكرة.

وأختتم مادتي بالتأكيد على حاجة الأفراد إلى المصداقية في التعامل وذلك بمحاربة كل أشكال النفاق الاجتماعي بجميع الوسائل المتاحة كونها ظاهرة تؤجج حدة الاحتقان السياسي على مستوى الفرد والجماعة، وبالتالي تفكك التماسك والتضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع من خلال تغليب المصلحة الذاتية على المصالح العامة ، فالأخلاق لها دور مهم في تحصين الأجيال من الانزلاق في مستنقع النفاق، والعمل على بناء حياة عصرية قائمة على الصدق والقيم الأخلاقية والانسانية، وهذا ما يشكل ضمانة لمجتمعاتنا لتطويرها والمحافظة على أبنائها مهما شهدت من تطورات أو حتى أزمات وأن لا نجعل " النفاق الاجتماعي" مهارة نتقنها مع الوقت والممارسة .



#وسيم_وني (هاشتاغ)       Wassim_Wanni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيرين أبو عاقلة ... كانت معنا وستبقى معنا
- رعد حازم ..أسطورة الرعب التي لا تنكسر
- أسرانا البواسل وضرورة نصرتهم
- سامي العمور شهيد الإهمال الطبي المتعمد لكيان الاحتلال
- أداة جديدة للتنكيل بالأسرى في سجون الإحتلال
- استهداف الصحفيين حلقة جديدة في سلسلة الإعتداءات الإسرائيلية
- أسرى الحرية ... في يوم الأسير الفلسطيني
- قرار الجنائية الدولية .... وغطرسة الاحتلال
- سياسية الإهمال الطبي المتعمد أداة تعذيب ضد الأسرى الفلسطينيي ...
- جرائم الاحتلال ... لن تنال من عزيمة شعبنا الفلسطيني
- التنمر على مُصابي فيروس كورونا جريمة إنسانية بإمتياز
- أقصانا بات في مرحلة الخطر
- قلعة شقيف قتال وصمود حتى الرمق الأخير
- الإلتزام الصحي مسؤولية إنسانية ووطنية في مواجهة -فيروس كورون ...
- أسرانا البواسل في معركة مواجهة الكرونا وكيان الاحتلال
- التطبيع قُربان مجاني لصفقة القرن
- أين المجتمع الدولي من المحرقة الصهيونية المتواصلة ضد شعبنا ا ...
- إعلامنا العربي في ظل الفورة الإعلامية
- الأسرى ومعاناتهم حكاية شعبنا وقضيتنا جميعاً
- يوم النكبة على أعتاب صفقة القرن


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وسيم وني - النفاق الاجتماعي ...مهارة تتقنها مع الوقت والممارسة