أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسيم وني - الأقصى بعد نصف قرن من إحراقه: من ألسنة اللهب إلى مخطط الإحلال الديني..بقلم د. وسيم وني














المزيد.....

الأقصى بعد نصف قرن من إحراقه: من ألسنة اللهب إلى مخطط الإحلال الديني..بقلم د. وسيم وني


وسيم وني
كاتب

(Wassim Wanni)


الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحريق الذي لم ينطفئ

في 21 آب/أغسطس 1969، التهمت النيران أروقة المسجد الأقصى، فأحرقت زخارفه النادرة ومصاحفه ونوافذه وأثاثه التاريخي ، لم يكن ذلك مجرد حادثة، بل كان بداية لمسار طويل هدفه طمس هوية المسجد وتحويله إلى ساحة صراع ديني وسياسي.

"الأقصى لم يُحرق حجراً فحسب، بل أُريد به حرق هوية أمة بأكملها."


من الترميم إلى المواجهة

على مدى عقود، واجه المسجد الأقصى سياسة إسرائيلية ممنهجة: اقتحامات يومية للمستوطنين بحماية الشرطة الإسرائيلية، رفع الأعلام الإسرائيلية في باحاته، أداء طقوس توراتية علنية، ومحاولات ذبح القرابين الحيوانية خلال الأعياد اليهودية.

لكن القدس لم تقف مكتوفة الأيدي؛ فالهبات الشعبية المتعاقبة – من هبّة باب الأسباط (2017) إلى هبّة باب الرحمة (2019) وصولاً إلى اعتكافات رمضان واقتحام 28 رمضان 2021 – أثبتت أن المقدسيين يشكلون السور الحقيقي الذي يحمي المسجد وهويته.


صمت دولي وتقصير عربي

رغم خطورة ما يجري في المسجد الأقصى، فإن الموقف الدولي لا يتجاوز بيانات التنديد، في حين تظل القرارات الأممية حبيسة الأدراج دون أي تنفيذ على الأرض ، أما الموقف العربي والإسلامي، فغالباً ما يكتفي بخطابات موسمية لا ترتقي إلى مستوى حجم الخطر المحدق بالأقصى.

هذا الصمت فتح المجال أمام الاحتلال لفرض أمر واقع جديد، مستغلاً الانقسام الفلسطيني والانشغال العربي بصراعاته الداخلية، ليحوّل الأقصى من قضية مركزية للأمة إلى ملف ثانوي يُطرح فقط عند الأزمات.

غياب الفعل العربي والإسلامي هو ما شجّع الاحتلال على المضي أبعد في مشروعه التهويدي.


المقدسيون.. خط الدفاع الأول

رغم شراسة الاحتلال، ظلّ المقدسيون على مدار العقود الماضية الدرع الحامي للمسجد الأقصى، شباب القدس ونساؤها وشيوخها شكّلوا بأجسادهم وأصواتهم سداً منيعاً أمام محاولات الاقتحام والتهويد، لتتحول الصلاة والاعتكاف والرباط إلى أدوات مقاومة شعبية يومية.

لقد أثبتت هذه الحاضنة الشعبية أن المسجد الأقصى ليس وحيداً، وأنه مهما بلغت قوة الاحتلال، فإن صمود أهلنا في القدس وإصرارهم على الدفاع عن هويته كفيل بإفشال المخططات الصهيونية.

المقدسيون هم العنوان الأول للمعركة، وحضورهم في الساحات أقوى من كل سلاح.



التقسيم والتهويد

لم يقتصر المشروع الصهيوني على التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، بل اتجه نحو إحلال ديني كامل ، الاحتلال يسعى لتحويل المسجد إلى "مقدس مشترك"، عبر ثلاث مسارات واضحة:

• التقسيم الزماني: تخصيص أوقات محددة لاقتحامات المستوطنين.

• التقسيم المكاني: محاولات السيطرة على المنطقة الشرقية وباب الرحمة.

• الطقوس التوراتية: إدخال شعائر يهودية لتكريس "هوية بديلة".

• الأقصى أصبح ميدانًا لمحاولة إعادة كتابة التاريخ بقداسة زائفة.


قوس التهويد

ما يجري في القدس يتكامل ويتماهى مع مخطط أوسع يمتد من الخليل وبيت لحم وصولاً إلى القدس، فيما يشبه "قوسًا تهويديًا" يربط بين مراكز توراتية مزعومة ، الهدف ليس فقط السيطرة الجغرافية، بل إعادة تشكيل الهوية الرمزية للأرض، وتحويلها إلى ما يسمى "جغرافيا مقدسة يهودية".

من جماعات متطرفة إلى سياسة رسمية

ما كان يُعتبر يوماً مشروعًا لجماعات استيطانية هامشية، بات اليوم سياسة رسمية للدولة العميقة في إسرائيل.

فالحكومة، الجيش، الشرطة، والمحاكم جميعهم يسيرون في اتجاه واحد: فرض الأمر الواقع في الأقصى، مستندين إلى دعم مباشر من جماعات "الهيكل" التي تمثل رأس الحربة في الاقتحامات.


وأخيراً الأقصى ليس مجرد مسجد يتعرض لانتهاك، بل هو عنوان لمعركة أكبر: معركة على الهوية والسيادة والوجود. ومنذ إحراقه قبل أكثر من نصف قرن حتى اليوم، ظلّ رمزاً للصراع ومفتاحاً للتحرر.
أي صمت أو قبول بمحاولات الاحتلال فرض سيادة على الأقصى هو خيانة لمبدأ المقاومة وتفريط بقضية الأمة.
فالأقصى ليس حجراً ولا معْلماً أثرياً، بل هو قلب فلسطين وروحها، ومنه تبدأ حكاية الصراع، وإليه تنتهي معركة الحرية.



#وسيم_وني (هاشتاغ)       Wassim_Wanni#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في غزة المُجوَّعة.. حوامل يواجهن الموت، وأجنّة يُحاصَرون في ...
- المساعدات الإنسانية بين القانون الدولي وممارسات الاحتلال غزة ...
- في يوم الأسير الفلسطيني لابد للقيد أن ينكسر مهما طال أمد الا ...
- اسرائيل الكيان الخارج عن القانون
- إنهاء الأونروا تمهيد لتصفية القضية والعمل بصفقة القرن مع عود ...
- هل تشهد المنطقة بداية النهاية للحرب؟..
- عداد الموت والدمار في غزة لا يتوقف مع استمرار المجازر اليومي ...
- الفلسطيني يتحدى آلة الموت الإسرائيلية ويتمسك بأرضه..
- أطفال فلسطين ضحية آلة القتل الإسرائيلية ...
- مجزرة الخيام هولوكوست فلسطين.
- عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة بين المساومة الإسرائيلية ...
- قرار مجلس الأمن هل سيلتزم الاحتلال بهذا القرار ويوقف الإبادة ...
- العميل الصامت... في عصر الذكاء الاصطناعي...
- تصفية -الأونروا - الشاهد على النكبة الفلسطينية والبحث عن بدا ...
- مائة يوم من المجازر الإسرائيلية ومازال نزيف الدم الفلسطيني م ...
- الإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني لن تكسر صموده
- مستشفى المعمداني في غزة عُمدت بدماء شعبنا الفلسطيني
- القدس والأقصى في دائرة الخطر
- وسائل التواصل الاجتماعي ...عندما تُستخدم في التضليل الإعلامي
- سياسية القتل والإجرام الإسرائيلية تثبت فشلها من جديد ..


المزيد.....




- هل تم ترتيب عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي؟ لافروف يوضح
- في الشرق الأوسط، هل نشهد عودة إلى الحرب الباردة؟- جولة الصحا ...
- وسط دوي صفارات الإنذار في كييف.. أمين عام الناتو يدعو لضمانا ...
- دراسة أمريكية جديدة تكشف عن مخاطر محتملة لاستخدام القنّب أثن ...
- مستقبل غامض لقصر باكينغهام بعد قرار الأمير وليام تغيير مسكنه ...
- وفاة الرضيعة غدير بريكة بسوء التغذية في غزة
- -التحقيقات الفدرالي- يدهم منزل بولتون ويؤكد -لا أحد فوق القا ...
- كيف هندست إسرائيل بعملياتها العسكرية التجويع في غزة؟
- نجل مروان البرغوثي يعلق لـCNN على فيديو والده مع بن غفير.. و ...
- روسيا تُلزم تثبيت تطبيق “ماكس” على الهواتف.. هل يسعى الكرملي ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسيم وني - الأقصى بعد نصف قرن من إحراقه: من ألسنة اللهب إلى مخطط الإحلال الديني..بقلم د. وسيم وني