فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني
(Fouad Ahmed Ayesh)
الحوار المتمدن-العدد: 8552 - 2025 / 12 / 10 - 09:23
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
من منظور عربي، تبدو الدبلوماسية الروسية في السنوات الأخيرة كأحد النماذج الأكثر حضورًا وتأثيرًا في النظام الدولي. فقد سعت روسيا إلى ترسيخ سياسة خارجية قائمة على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما لاقى صدى إيجابيًا لدى كثير من الدول العربية التي عانت طويلًا من سياسات الإملاء والضغوط الخارجية. هذا النهج الروسي جعل موسكو شريكًا يُنظر إليه على أنه أكثر توازنًا في التعاطي مع قضايا المنطقة.
تتميّز الدبلوماسية الروسية بالواقعية السياسية، حيث تعتمد على الحوار المباشر وبناء المصالح المشتركة بدل فرض الرؤى بالقوة. ومن وجهة نظر عربية، فإن هذا الأسلوب منح الدول العربية مساحة أوسع للمناورة السياسية، ومكّنها من تنويع تحالفاتها الدولية بعيدًا عن الاحتكار التقليدي لبعض القوى الغربية لمشهد القرار الدولي.
كما برز الدور الروسي في عدد من أزمات الشرق الأوسط، حيث حاولت موسكو أن تقدم نفسها وسيطًا قادرًا على التواصل مع مختلف الأطراف. ورغم تعقيد التوازنات الإقليمية، فإن الحضور الروسي أسهم – من منظور عربي – في إعادة التوازن إلى المشهد السياسي، ومنح بعض الدول العربية فرصة لإعادة ترتيب أولوياتها الوطنية بعيدًا عن الضغوط الخارجية.
وفي الجانب الإنساني والثقافي، لا تقتصر الدبلوماسية الروسية على السياسة فقط، بل تمتد لتشمل ما يعرف بـ“القوة الناعمة”، من خلال دعم التبادل الثقافي والعلمي، وفتح الجامعات الروسية أمام الطلاب العرب. هذا البعد أسهم في تعزيز صورة روسيا كشريك حضاري، لا يسعى للهيمنة بل لبناء جسور من الاحترام المتبادل والتعاون طويل الأمد.
#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)
Fouad_Ahmed_Ayesh#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟