أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار يحيى - المحكى الأسدي في التوريث / بين الابن البكر وأخيه المُهملْ















المزيد.....



المحكى الأسدي في التوريث / بين الابن البكر وأخيه المُهملْ


نصار يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 8552 - 2025 / 12 / 10 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفارس الذهبي
صعدتْ العبارة الى اللغة اليومية المحكية والمقعّرة، كي تدخل كل بيت بسراج فانوس من العتم، يخترق جدران الأحياء قبل الأموات.
من البداهة بمكان أن ارتباط الكلمتين الفارس مع الذهبي، ليس عبثاً أو محض افتراء على اللغة، إنما تعزيز للمعنى المراد:
الفارس من الفروسية ودلالاتها المسكونة بالوعي وأخيه اللاوعي الجمعي:
يغدو حال من الرمزية لمنظومة قيمية أدناها البطولة -إنما هنا تخرج من فم السلطان- التي تجتمع بها صفات النبالة، بما تدغدغ حالة الفارس بسماته الخلقية، ربما أيضًا تنحو نحو المأثور الشعبي للمخيال الجمعي، بصيغته الأسطورية كما الزير سالم (ابو زيد المهلهل)؛ الكاتب ممدوح عدوان والمخرج حاتم علي السوريان، جعلا منه "صيغة البطل البشري" المسكون بنرجسية متضخمة، مهزومة بالمعنى النفسي من الاخ الكبير كليب ..
ومايهم هنا كيف أنّ تلك "البطولة الخارقة"، عند شعورها الحقيقي بالخطر من شخص (ابن عباد) -الذي كان يهزأ به الزير- تتحول إلى شخصية تضحّي بأعز صديق، كي تنجو بنفسها.
يصبح كما "القملة المفروكة" ويقول : انا لم اقتل ولدكَ (جبير) إنما امرُؤ القيس..
يخرج مكسور الظهر، مطأطأ القدمين، وصوت مبحوح..خُصيَ "البطل الاسطوري"..

آلية الربط بين الفروسية والذهبية.
قد يقول قائل لعلاقتها بتلك الميداليات التي لن تنتهي، والتي حصل عليها البطل المغوار الفارس الباسل، في لعبته "القفز عبر حصانه"؛ لم يكن بباله ان "صديقه" وزميله في اللعبة، منذ الايام الاولى (الفارس عدنان قصار) سوف يتقدم عليه، ومن الممكن أن يحصل على اللقب، لفّقَ له تهمة ثم أرسله كطرد بريدي -"خاص ومستعجل" وممنوع اللمس والفتح والذي منه- إلى سجن صيدنايا ، وبعد وفاة باسل، يُحوّل إلى الجحيم التدمري؛ بقي هناك فقط 21 سنة.
وبطبيعة حال الذهب الخالي من الشوائب، "انقى" المعادن، وقد يخطر بالبال أنه كذهنٍ صافٍ من البشر، يهمز بالشغاف من "الندرة" أو الاصطفاء. لربما يا صاحبي القارئ علينا أن نجثو على ركبنا عند ذكره!!

نعود لموضوعنا التحضير للتوريث:
في البدء لابد من الاشارة انها سابقة خاصة بالأسد، كرئيس لنظام يفترض به انه جمهوري.
التوريث كما هو بات مألوف الكلام، يقتصر على أنظمة الحكم الوراثية العائلية، من ملكية الى قيصرية الى نظام خلافة كما حصل في التاريخ الإسلامي..
تجري العادة أن الاب يورث ابنه، وقد يضطر الى تسمية اخيه بولي العهد..
من طرائف "المحكيات العربية" أن الملك الأردني (حسين)، كان ولي عهده اخيه الحسن، لكن حينما شعر أن حياته معدودة الأيام، قام باللحظات قبل الاخيرة (شباط 1999)، بتغيير الوصية لصالح ولده عبدالله.

سبق وأشرت -في الجزء الثالث من هذه السلسلة- أن الأسد قد "استعارها" من كيم ايل سونغ الزعيم الكوري الشمالي، الذي يفترض به تحويل البلاد نحو "الاشتراكية كخطوة أولى للشيوعية، حالة من حالات المساواة المطلقة بين المقهورين"، لكن كيم ايل سونغ رأى "بمنامه -رغم نومه القليل- أنه من سلالة القادة الملوك القدامى، وعلى الرعّية أن تخاطبه بأكثر من لقب:
الرجل السماوي، الشمس المشرقة للامة، الشمس الخالدة..
الاسد السوري -صديق كيم ايل سونغ- وجدَ الفكرة أكثر من رائعة، أن يعمل على نقل الجمهورية، إلى وراثية وتحديدا ان يكون الوريث من صلبه كما النموذج الأصلي..
هذا ما حصل وبدأت حكايتنا نحن السوريين، بالتعرف على الابن الوريث باسل؛ حسب باتريك سيل (الصراع على الشرق الأوسط) كان ينفرد به يوميا دونا عن اخوته، ربما كانت بشرى باعتبارها البنت الوحيدة تشارك ببعض الأحاديث.
ستظهر ملامح التوريث من قبل الاسد للابن البكر باسل، في دورة ألعاب المتوسط التي عقدت في مدينة اللاذقية (أيلول / سبتمبر 1987).
الاب يلقي كلمة الافتتاح، الابن باسل يلقي كلمة الرياضيين باعتباره أحد أبطال الفروسية. [1]
لكن ظهوره بدأ إثر إزاحة رفعت الاسد (ربيع 1984)، يرافق أباه ، يعيّن عام 86 بصفته المسؤول الأول عن أمن القصر الرئاسي.
تسلّمَ الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية عام 89؛ بعد وفاته سيرثها الوريث الجديد بشار.
والملفت أكثر مخاطبة الأسد بأبي باسل -بعد البيعة "المطنطنة" عام 91- بدلا من أبي سليمان كما كان يُنادى به من يوم استلامه لوزارة الدفاع، وبخاصة بعد حركته الانقلابية (16 تشرين الثاني 70).
سُمح بنشر صوره الخاصة، وهو الفارس الذهبي الذي ينال البطولات مع حصانه ..
وذاتٍ قبل الصباح، يذهب الى المطار وكان هو من يقود سيارته، لكن للطبيعة قول آخر، تصف تلك اللحظات بثينة شعبان مترجمة الاسد: " فارس دمشق الذي ترجل، 21 كانون الثاني / يناير توفي باسل في حادث أليم، على طريق مطار دمشق الدولي الذي كان يلفه الضباب.." [2]
غفا الضباب على صدور السوريين، بين من يكذّبْ أو يصّدق الخبر، كان هناك بعض القلق أن يتم الانتقام من البشر، حيث الكوابيس الامنية رابضة على القلوب، والخشية ان تنتقل الى النهار الذي يشوبه بعض الصقيع..
في مثل هكذا "موت" والشخصية اسمها "الفارس الذهبي"، من الطبيعي أن يتم الهمس ببعض الشائعات، التي تمر على رقابة الهلع من الجلاد الداخلي (الأنا الأعلى) سلطة المراقبة والتجسس الداخلي. لكن تلك "الوشوشات" حوصرتْ بأرضها.
حيث تلت "جهينة الخبر اليقين":
أن الوفاة طبيعية "قضاء وقدر" إثر حادث سير..
صارَ وقتٌ لتزحفَ بعض "الهمهمات" على بطون خاوية:
من يجرؤ ويخبر "المتجّهم خلف الستارة"؟
يُسعفنا في ذلك فاروق الشرع (وزير الخارجية آنذاك):
"كان الحادث صاعقًا، ارتبكت الدولة في التعامل مع هذا النبأ، خصوصًا لدى الرئيس الذي غدا بعد عام 1983 نزّاعًا إلى الشك..لم يكن يقابل أحد من القيادة إلا نادرًا، لذا تمثلت المشكلة في من ينقل اليه الخبر.."
حتى هم "مسؤولو البلاد والعباد"، كانت تنتابهم نفس مشاعر الخوف، كما المواطن "المعتر" الذي يخشى من أن الجدران يمكنها أن تسمع بعضًا من "عبراته".
يتضح من كلام الشرع، أن الأسد بات في خلوة مع نفسه، كما أي "زعيم" بات على شفير جنون العظمة، يرتابُ حتى من ثيابه الداخلية..
ومع ذلك، للضرورة أحكام، فقرروا هؤلاء الذهاب الى القصر:
"قمتُ -الشرع- وحكمت الشهابي ومصطفى طلاس بتولي هذه المهمة..قصدنا منزله قبل التاسعة دون موعد مسبق..نقل الشهابي الواقعة: هو خسارة للوطن وليس لأهله فقط..قال: الله يعطي والله يأخذ..قرر الذهاب الى المشفى كي يراه.." [3]
مات باسل ولّي العهد، صعدّ الاخ الاصغر (بشار)، الذي كان يتوارى خلف الظلال، يأتوا به من لندن حيث دراسته هناك لاختصاص طب العيون..

تعالوا نذهب هنا إلى متخيل سردي بشحنات هذيانية:
/ الابن البكر الذي اصطفاه الأب دونا عن إخوته، باتت الابواب كلها مشرعة له، كي يرث "الوالد"
جميعهم يعرفون أن أيامه معدودة، على شفا مرضٍ مستديم، بالعامية "مسّي او مصبح"، ويغادر إلى عالم "الملكوت"، حيث يحجز لنفسه مقعدًا خاصًا، في منتصف الدائرة التي يرى ولا يُرى، أنه "الغائب" في غيبة مؤقته، يتجلى بأحد أهم أبناءه الباسل المغوار، والفارس الذي لا يشق له لا غبار ولا "عجاج" الصحراء.
تحضر التراجيديا الاغريقية، لتقول أن بعضًا من آلهة الأولمب، لاتريد لهذا الباسل أن يركب في عربة النجاة، إنما سيُترك لمصيره على أكتاف طرقات "القشق" المزروعة بمسامير من حديد. ربما سيكون بمثابة كفارة، أو أضحية عن ذنوبه وذنوب أبيه التي لا تحصى، لذلك ستخفف من استباحة "الدم" كي تحضّر للبشار بدلا عن أخيه "المضحى به"..
شعرّ "البشّار" برعشة خوف؛ في صحوة اليقظة، أتاه طيفًا، خاطبه: هناك إشارة ما، في منطقة سحيقة من مكنوناتك المكبوتة، محمولة برغبات التخلص من الأخ الأكبر، لأنه العقبة ولانه المفضل لدى أبيكَ، هل تتذكر هابيل وقابيل والغيرة بينهما، والتي أدت للقتل؟
اضطرب "البشار" بعد صحوه، نفض عن قلمه بعض الكلمات، وذهب إلى "محفل" دفن أخيه، كي يلقى بعض الحضور..ثم يقترب من الأب ويحتضنه

رحلة الدفن للباسل:
ذُرفت الدموع وانسكبت الى بردى، وصل النهر يومها للقليل من الفيضان، جريانه سيتوقفْ قبل بحيرة العتيبة حيث الملتقى الاخير..
ينقلونه الى الموطن الاصلي (القرداحة) في ريف اللاذقية، انتظرتْ تلك الحوامة الاب وهو بجانبه، تذكرَ أن يطل من الشباك، يرفع يديه للحشود التي لفها السواد..
قبل الدفن تجهزت طقوس "المأتمية"، كانت الوفود تأتي "زرافاتٍ ووحدًا"، على حفيف صوت الاوراق المتناثرة من بحر اسمه المتوسط، هناك كانت بعض الشجيرات، ترتّق ضفائرها على وعيدٍ، لطالما حاولتْ الفلات منه.
لم تعد حافلات البلاد تتسع: كبار الفقهاء والرؤساء والوزراء والأمناء العامين والضباط وصغارهم والتلاميذ والطلاب والطالبات، وسواعد العمال والفلاحين كلهم وكلهن "حُشروا وحُشرنَ"، لبّوا النداء كي يلقون تلويحة الوداع..
كاميرات "الإفصاح والإشهار" تتراءى لكل من يقف هناك..الأب القائد يجلس في المنتصف، عيناه تلتفت للمدى، لتلك الدموع التي تنهمر من "محبيه" للباسل وأبيه، والان لأخيه بشار "الأمل" أولى التسميات آنذاك.
اثناء الدفن تظهر صورة ثلاثية: الاب بالمنتصف وباسل الى يمينه وبشار الى يساره.
ثم شعار يتعمم مع تلك الصورة وينتشر: باسل المَثل وبشار الامل..
وقف محمد سعيد رمضان البوطي، بكل "جلالة فقه"، كي يتلو بعضًا ممن يقال من "محفوظات" السلف الصالح، أسوة بالصديقيين و "علماء القوم" المبشرين بظل من ظلال "سدرة المنتهى":
الكلام للبوطي: "إذن فالموت ليس عدمًا، وباسل معنا ولم يغب عنا..أقسم أنه موجود..ولكن الحياة البرزخية محجوبة عنا.."
ثم ينتقل للكلام عن صفاته الاخلاقية التي تقربه من الله: "..كان متحليًا بالأخلاق التي يحبها الله تعالى..ولا أتألّى على الله أن يصير إلى مكرمة إلهيةٍ كبرى.."[4]
يتقمص شخصية مافوق الفقيه، لجهة التعالي نحو التوحد مع المقدس، وكأنه "يعلم مافي ما بعد القبر"، هل يصدق نفسه، وهل صدّقه سيده الأعلى "الآب"، أم أن درجة النفاق وصلت الى مداها.
لا أعرف هنا مدى "الاستغفار" عند المؤمن حينما يسمع أو يرى من أحد "علامته" الكبار، وهو يهذر بتوقع لقاء ما، فيما وراء الحجاب البشري!!

انتهى اسبوع "الحزن والحداد"، انتشرت صور باسل في كل مكان من سورية، بما فيها الحارات العتيقة المهجورة، هنا بدأ الشواش على انفراد "القائد الاعلى" انه "الواحد الأحد"، أصبحنا بحالة من "الشرك"، انتُهكت سلطتة الوحدانية المطلقة للقائد الابد، بظهور هذه الصور والتماثيل، ومع انتشار صوره مع ولديه، سيعطي انطباع أن الأب، لابد له من التنازل قليلًا عن فكرة استئثاره بالكرسي، للولد الذي "يحبو".
فاروق الشرع سوف يكتب: "فصل الأسد بين مصابه وبين عمل الدولة..وقرر عدم تأجيل المشاركة في جولة المفاوضات الجديدة المقرر في 24 كانون الثاني..أخبرني في مجلس العزاء بالقرداحة ألا نعطل عمل الدولة.."[5]
لاشك أن الشرع يقصد انه اي -الاب- بعده بكامل سلطته ويسميه ب "الأب المفجوع".
لكنه كأي سطان مهووس بالسلطة، سيعتمد القول بتصرفه: اليوم حزن وحداد..غدًا للسلطة ونواهيها وأوامرها.

كيفية تأثير شخصية باسل بعد الوفاة
تروي بثينة شعبان (المترجمة)عن إحدى يوميات مجالس العزاء: "سارتْ بصمتْ أمام مسكن العائلة، مجموعة من زملاء باسل الفرسان، يمتطون جيادهم..خيول باسل كانت معهم مجللة بالسواد.."[6]
هؤلاء "الفرسان" هل كان بامكانهم المنافسة مع باسل، كما فعل عدنان القصار وراح فيها، أم أنهم من شدة الخوف والرعب، يسكنهم الذعر منه، وهو في نعشه كما كان على فرسه..
مَسيرٌ يشبه الهذيان المتخيل لكاتب مثل غابرييل ماركيز (الواقعية السحرية).
يسوقنا هذا المسيرإلى إمكانية النظر لتلك الخيول المجللة بالسواد، كما كان يخاطب فرسه عنترة العبسي في معلقته الشهيرة: "لو كان يدري ما المحاورة اشتكى..ولكان لو علم الكلام مكلمي"..
لكن شتان بين الموقفين:
عنترة كان يناجي حصانه بعد طعنه، في حين "خيول باسل" لم تكن إلا حالة ترويض من "الزملاء" كي يجعلوها "تركع"، وهم بذلك يسعون لنيل الرضا من صاحب "المُلك والزمان"، القابع في قصره، حيث يمرون من خلف تلك الشبابيك المنتهكة شموسها.

ستنشر صور باسل، واسمه ايضًا على "مفارق الطرقات" وسور الابنية العالية، ثم تظهر التماثيل التي كانت مقتصرة على الاب.
أكثرها تلك المعبرة عن تعزيز صيغة الرمز وتحويله إلى إيقونة: يتوحد "الفارس" مع حصانه، يعتمر خوذة "الفروسية"، يرنو إلى أفقٍ بعيدٍ..
يغدو الرمز كما قديس فارق الحياة، يصعدُ إلى السماء، جناحاه ترفرفان على الأرض، يحضر بمشاركة مع جسد أخاه بشار، الذي يُحضّر للتوريث.
للباحثة الامريكية ليزا وادين رأي هنا:
"يمكن لباسل أن يمجّد فقط بعد وفاته، بدأتْ صور الابن وهو باللباس العسكري..هو ويحج إلى مكة..يشارك في منافسات الفروسية..واستمرت الملصقات على أنه الشهيد والفارس الأبدي.."
وسوف تذهب بعيدًا بما معناه، ان ذاك "التشريك" لايشكل مصدر خطر للأب الواحد الأحد: "أن الابن الميت الممجد قد لا يحرك مشاعر ولاء..لكنه كأيقونة يعيد إنتاج الرجولة والصفات المادية لتقديس الاسد، دون ان ينافس سلطة أبيه السياسية الفعلية.." [7]

ختامًا لحالة الحداد العام الذي تزامن مع وفاة "الفارس الذهبي":
ينتاب المرء الوقوف بصمت، أو "حركشة" كلام، للتفكير بوضعية الجمع السوري، وكيف تحفر أدوات الولاء والطاعة عميقًا، لتؤسس حالة من العقل الجمعي المستكين، عنوانًا لجمهرة تنساق وراء "المرياع" كما أي قطيع؛ يعترض أحدهم -محقًا في ذلك- ان هناك الكثيرين ممن دفعوا من حياتهم سنوات عجاف في سجون الطاغية، لمجرد أنهم لم يتوافقوا مع هذا "النغم" المستدام من العبودية العمومية.

صعود نجم بشار "الأمل":
شرعَ هذا الاسم "الامل" بالانتشار أينما توجه السوري، فثمة "وجه بشار الأمل"؛ لاتذهب بعيدًا أيها القارئ ويخطر على بالك أغنية الأمل لأم كلثوم: "..بالامل أسهر ليالي، في الخيال وابني علالي، وأجعلكَ فيها نديمي.."
أو ربما تَتذكر تلك الكلمات التي قالها الكاتب المسرحي السوري سعد الله ونوس، في يوم المسرح العالمي (1996).
والتي نُقشت على جدران الذاكرة السورية: " إننا محكومون بالأمل، وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ.."..
لنعودَ للواقع:
انه "بشار" الذي يُهيأ لاستلام العرش بعد وفاة أبيه..
أثناء دفن باسل، كان "مرفوعًا" على الأكتاف. ألقى كلمة أمام أبيه، كاميرا التلفاز تركز على نظرات الأب وهو يراقب "نبض خطاب" أبنه، قال بينه وبين نفسه: ياحسرتي عليكَ يا باسل، بعده هذا الولد "يلثغ" بالسين ويقولها ثاء، التفتَ الى "الصحابة":
عليكم بجمع المدربين والمدربات وأصحاب الذمم، كي يعودون به إلى حرف السين..
حينها كانت نجوم الليل السوري تطفأ آخر شموعها، تختلي بنفسها، تناجي مستجيرًا لايلوح في الأفق: ربما هناك "الامل" معه كما يروجون!!.
وبدأت تحضيرات خشبة المسرح لولي العهد الجديد:
يذكر الاعلامي اللبناني سامي كليب بعض التفاصيل عن التحضير للخلافة: " منذ شباط/ فبراير عام 1994 أكد بهجت سليمان -ضابط الامن المرافق لبشار ومستشاره من اليوم الاول- على القدر الوطني لبشار..تدرب على الملف اللبناني منذ ربيع عام 95..ثم انطلق عام 99 إلى المسرح الدولي.."
وكان قد استبق ذلك - كليب- بالقول: " يروي إيلي فرزلي نائب رئيس البرلمان اللبناني، قبل وفاة الأسد (الاب) قد زاره غازي كنعان (كبير الأمنيين في لبنان آنذاك) وأن الاسد امسكه وقال له: يا غازي كونوا كلكم الى جانب بشار، أنا أمّنتُ له كل شيء لعشرين عامًا.." [8]
زغردي يا انشراح وهللي يا البشاير..هللو..هللو..هللويا ..
هناكَ واعدٌ جديدٌ يركبُ في عربةٍ تسمى "التطوير والتحديث" ولاتنسي أنها بالثاء وليست بالسين.
يومها نامتْ الأعين على أخبار، تنشرها مرافقة بشار الجدد ومستشاريه: البلد سينهض من جديد، بهمسٍ يروجونها؛ بعده الأب "الحصيف" على قيد الحياة، يمسك بكل شرايين القلب والفؤاد، من مشرقه إلى مغربه الى شماله وجنوبه..
كانوا َيركبونه السلم درجة درجة، وأحيانًا ثلاث ثلاث على درجٍ كهربائي. حتى يقف "مرفوع الكتفين"، كي تبقى الرقبة في استطالتها اللامنتهية؛ "شو زرافة يعني يا حبيبنا"..
يستطرد الباحث الامريكي ديفيد دبليو ليش، عن تلك الدرجات المتسلسلة لبشار "الأمل":
" شرعتْ سورية في تسميته الأمل، عقب وفاة باسل، ترقّى سريعًا في مناصب الجيش، عند وفاة والده صار عميد..لم يواجه بشار أي معارضة جدية في توليه للرئاسة، حيث تجمع الجنرالات حول مصطفى طلاس، لمناقشة الخلافة وكان معظمهم من العلويين.." [9].
لكن كان هناك إزاحة لبعض كبار الضباط، خاصة مثل اللواء علي حيدر، الذي عينه الأسد حينما كان وزيرًا للدفاع قائدا للوحدات الخاصة عام 68. وبقي حتى إقالته عام 94.
ومن المعروف عنه ولاؤه المطلق لحافظ الأسد، وكيف واجهت وحداته الخاصة، سرايا الدفاع تحت امرة رفعت، يوم محاولة الانقلاب على أخيه عام 84.
كل هذا لم يشفع له يوم حاول الامتعاض، من التحضير لبشار عقب وفاة باسل..
حسب مايروي المركز العربي لدراسات سورية المعاصرة: "..بعد جنازة باسل..تمت دعوة بشار الى دورة مكثفة في الشؤون العسكرية..كان بشار في التاسعة والعشرين من عمره، وعلي حيدر في الثانية والستين..تجرأ حيدر القول: اولًا كان باسل والان بشار، نحن أحق من هؤلاء الاولاد.."[10]
تم توقيفه في آب / أغسطس من عام 94، وجرى ذلك بما يشبه الدراما التلفزيونية. كُلف علي دوبا -رئيس شعبة المخابرات العسكرية وصديقه الحميم- باعتقاله بما يشبه الدعوة الى سهرة..

"العرس الجماهيري"
كان ذلك يوم اليوبيل الفضي (1995) الذكرى الخامسة والعشرين من "الحركة التصحيحية"؛ بيعة -بالدم ولاشك- ومبايعة جديدة من طراز فضي على أمل يتحول إلى ذهبي..
انتشرتْ "الخيام الشعبية"في كل حارة وزقاق من سورية. كانت المشكلة من لم يمتلك باحة كي تتسع للدبيكة والليالي الملاح.
كثيرون وكثيرات تدربن و تدربوا على الدبكة وعلى النخ أكثر، لأن الكل يراقب الكل، يتسابقون الى الصفوف الاولى، ربما ترى عين "القائد" راعي، لنيل حظوة ما، حتى لو كانت عضو من بعيد في فرقة حزبية، عارية القدمين والفم واللسان. ومنزوعة الأضلاع والسيقان..
قضتْ "الجماهير الغفيرة" أكثر من أسبوع تتبارى في تقديم الأفضل، عداك عن المناسف والثرود والثريد والمليحي، ولاتنسى البرغل بحمّص يا خوي..
انتشرتْ بقوة يومها أشرطة الفيديو ذات الطول والعرض، كانت تلك هي الشاهد الحي على مدى "حب الشعب" للقائد بحلته الجديدة المحتجبة، هو يتلذذ مساءً مع كاسة المتة، ربما زهورات؛ قيل ان المتة صارت تسبب له بعض المغص المعوي.
يضعون له شاشة كبيرة على حجم الجدار الذي يفصله عن "العامة"، يضطجع على أريكته الطولي، يقترب من الشاشة يلتصق بها، يحاول أن يدخلها، لكن رأسه يرتطم بها، تنكسر بعض حواجبها، انما لم تزل تعرض "ابتهالات" المحتشدين، ينظرون إليه بشغف، يحدوهم الأمل بمكرمة؛ باتَ من العرف السائد، إن أية مكافأة مادية أو "معنوية"، تسمى مكرمة من مكرمات وعطاءات الأب القائد: تكريس وتعميم لسلطة الطاغية، التي لا تعترف بالمحكومين، إلا بصفتهم رعايا وليسوا مواطنين لهم حقوق.

قليلًا من التنظير
عندما يصبح الجمهور "الجمع" على حافة الانهيار المصحوب بالرعب والخوف، من ان تصل أنياب السلطة إليه، يغدو حينها الحاكم في مطلق الصلاحية، خاصة بعد أن خبر هذا الجمع، هذه الانياب قبل عقدين في حماة، وبعض المدن السورية الاخرى..
يعرف هذا الجمهور ويرى العائدين من الجحيم (السجون)، الذين نجوا بصدفة من إرادة الحياة..
درج السياسيون السوريون على تسمية عقد الثمانينات والتسعينات بالتصحر السياسي، غدا المواطن يبحث عن رضا الأجهزة الأمنية ويتجنب شدة بطشها، ومن الطبيعي بهكذا حالة أن يتعمم الخلاص الفردي، وتتداعى القيم الجماعية الى الدرك الاسفل.
سوف أستعير بعض الاقتباس، للمفكر البلجيكي ماتياس د سميث، ذلك في سياق التمييز بين الدكتاتورية التقليدية، وبين التوتاليتارية (الشمولية) كون هذه الاخيرة، تحفر عميقًا نحو "النخر" الأكثر جماعيا لدى الجمهرة:
"تنبني الدكتاتورية على آلية سيكولوجية بدائية، تتمثل في تخليق مناخ من الخوف بين أفراد الشعب، مؤسس على الوحشية الكامنة للنظام الدكتاتوري.
أما التوتاليتارية فتتجَذر في العملية السيكولوجية المتمثلة في الجمهرة..الجمهرة في جوهرها نوع من التنويم الجماعي الذي يدمر الوعي الذاتي الأخلاقي عند الأفراد.."[11]
دعونا نفترض أن الوضعية السورية، هي مزيج ما بين الدكتاتورية التقليدية، والتوتاليتارية باعتبارها تأسس للجمهرة "الجمع النفسي".

سأل "مواطن درويش" هل يحضر مع أبيه، ولي العهد بشار هذه الأمسيات؟
لم يجرؤ أحدٌ في الاجابة، بما فيها البطانة المرافقة ..

/ من بعيد ومن خلف سراديب العتم
هناكَ من يهيم في الأزقة.
يتماوجُ مع صرير الأبواب المقفلة
يُهذي ..:
من أين المرور إلى جنح البيت العتيق /

وفاة "القائد الخالد"
في الساعة السادسة من مساء يوم السبت (10 حزيران/ يونيو 2000). أعلن عبد القادر قدورة (رئيس مجلس الشعب) أن "القائد" ذهب في رحلة لاعودة منها إلى السماوات العلا. سالتْ منه الدموع على قميصه الأسود الداكن، رغم أن نظارته السوداء أيضًا حجبتْ بعضها، مع ذلك تسربت و "سقسقت" أنفه وفمه..
عمّ البكاء والعويل والصراخ للاعضاء ممثلي "الشعب"، يراقبون بعضهم من سكبَ دموعًا اكثر، لاول مرة لايخشون من أن ثيابهم "المكوية" والمطرزة بخيوط عرجاء، سوف تبللها تلك المياه المالحة من العيون..
نادى المنادي (القدورة) وطلب منهم -حزين وواعي- أن يصوتوا على تعديل احدى مواد الدستور المتعلقة بعمر الرئيس المفترض - كانت أربعين- الآن بشار عمره خمسة وثلاثين.الاقتراح ينص على أن يكون سن الرئيس 34. لم يكمل الكلمات، رُفعت الايادي إلى علٍ..موافقون؛ إلا أحد الاعضاء ويمكن بعدها ذهب مع الريح.
خلتْ الشوارع من الصمت..من المارة..من السؤال: هل يموت "الخالد"؟
مستحيل إنه إلى الأبد ياجماعة. هكذا كانت الناس توشوش بين حواريها وأبوابها الحديدية العتيقة. ثم أغلقت المحلات على مصاريعها..
انتشرت الدوريات "المحبة للمواطنين" وبايديها "ورود حمراء"، كأنها في يوم الحب الرابع عشر من شباط؛ لا تصدق يا عزيزي القارئ، حملوا سياطهم المسننة من أنياب ركام الفتك والهتك ..
"حدثنا" فاروق الشرع عن تلك اللحظات قبل إعلان الوفاة "للعامة"، وكان قد اتصل به آصف شوكت (الصهر):[12]
" وصلتُ بيت الرئيس الذي خيم عليه الصمت..كان مصطفى طلاس وعلي أصلان (رئيس الأركان) يهمان بالجلوس..استقبلني (شوكت)، فهمتُ منه أن جثمان الرئيس مسجّى في الغرفة المجاورة..بعد قليل وصل عبد الحليم خدام (نائب الرئيس) بلباس الرياضة..بينما كان بشار وماهر يزرعان المكان ويتنقلان داخل البيت والقلق يعتريهما..".
يعلق (الشرع) انه لم يتساءل أحد منهم على كيفية حصول الوفاة؛ حتى هذا السؤال بعرفهم "ورثته"، يعتبر من "الشطط" أو التشكيك بأمر ما..
وسوف نقرأ عنده (الشرع) سرعة "الإنجاز"، في أخذ القرار و "الرئيس حاضر غائب" مسجىّ في الغرفة:
"طلاس كسرَ الصمت واقترح مباشرة تعديل الدستور كي يتمكن بشار من تولي الرئاسة..علي أصلان قال أن الجيش قد وضع في حالة استنفار.."
أبلغنا النبأ الشرع ثم انتقل إلى تبرير موقفه المؤيد لتولي بشار:
"من حيث المبدأ أنا لا أؤمن بالتوريث..وافقت على اقتراح طلاس لسببين:
1- ذكرى الصراع مع رفعت عام 84. لاتزال ماثلة في ذاكرتي..
2- أن بشار الذي تعرفت عليه منذ منتصف التسعينات لديه رصيد شخصي ..ورغبته المعلنة في الإصلاح والتحديث.."
على قولة المثل الشائع، على هامان يا فرعون:
من هو داخل البطانة الحاكمة عند العائلة الاسدية، عليه أن يقول فقط سمعًا وطاعةً ياسيدي. لذلك مافي داعي تعطي القارئ هذا الانطباع عن خلفية موقفك!!
بكل الاحوال لسنا بصدد موقف فاروق الشرع، وماحصل من اقتراح مصطفى طلاس ومن ثم تعديل الدستور بأقل من خمسة دقائق. كانقلاب أبيض و بسلاسة استلام السلطة.
ولم يكن القرار إلا أسديًا بامتياز، حيث يقرر "المسجّى" في عرفته المعتمة، الخالية من التبريد، مصير ولي العهد، ويعرف طلاس أكثر من غيره أن اي اعتراض سيؤدي به إلى القبر، ويدفن قبل "المسجّى" والأهم من ذلك الحفاظ على نياشينه وابديته في وزارة الدفاع..
يتبع..
_________________________________________________________________________
[1] على قارعة غوغل وليس هناك كتاب حول هذا التفصيل
[2] كتاب عشرة أعوام مع حافظ الأسد / بثينة شعبان، صفحة رقم 136-137 نسخة الكترونية
[3] كتاب الرواية المفقودة / فاروق الشرع صفحة رقم 303
[4] هذا الاقتباس لخطبة محمد سعيد رمضان البوطي، وردتْ في مقال بعنوان : البوطي ووفاة ناعسة وباسل للكاتب محمد خير
موسى. تاريخ 10 آذار 2021.
[5] مرجع سابق (الرواية المفقودة / فاروق الشرع) ص رقم 404
[6] مرجع سابق. كتاب بثينة شعبان عشرة أعوام مع حافظ الأسد..
[7]الاقتباسات من كتاب السيطرة الغامضة..في سورية المعاصرة/ ليزا وادين. صفحة رقم 145
[8] كتاب الأسد بين الرحيل والتدمير / سامي كليب صفحة رقم 29 نسخة الكترونية.
[9] كتاب سورية سقوط مملكة الاسد / ديفيد دبليو ليش (أمريكي). شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، طبعة أولى عام 2014.
صفحة رقم 14 نسخة الكترونية.
[10] مقال بعنوان موت جنرال سوري مشهور بالوحشية / الكاتب مجهول الهوية، من مجلة نيو لاينز، تم نشره وترجمته في
المركز العربي لدراسات سورية المعاصرة، بتاريخ 10 آب 2022.
[11] كتاب سيكولوجية التوتاليتارية / ماتياس د سميث . من المقدمة صفحة رقم 5 . نسخة إلكترونية
[12] مرجع سابق. كتاب الرواية المفقودة /فاروق الشرع صفحة رقم 456



#نصار_يحيى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السردية الاسدية (طقوس العبادة)
- تأسيس منظومة الأبد/ البصمة الاسدية الخاصة
- المثقف الداعية والمثقف التحريضي
- هل كان النظام الأسدي نظاماً طائفياً؟
- -الشيخ والمريد -
- المرياع
- شرقي سلمية نصب/ مجموعة قصصية/ ريان علوش
- رواية في المطار أخيراً / للكاتبة السورية لجينة نبهان
- مسرحية الاغتصاب للكاتب السوري سعد الله ونوس
- مسرحية الذباب / الندم/ جان بول سارتر
- -ماذا وراء هذه الجدران-.. قراءة في رواية راتب شعبو
- حوار منمنمات بين أطياف -شرّاقة- سعاد قطناني
- كتاب توقاً إلى الحياة/ أوراق سجين. عباس عباس
- رواية أحقاد رجل مرهوب الجانب / الكاتب منصور منصور
- انقسام الروح/ وائل السواح
- على أوتار الطوفان يعزف غسان الجباعي، أنشودة مدينة ثكلى، صدأت ...
- دردشات مع روايتين: نيغاتيف، روزا ياسين حسن/ خمس دقائق وحسب، ...
- قراءة على رواية الشرنقة/ حسيبة عبد الرحمن
- من الصعب / بدر زكريا
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ...


المزيد.....




- مريضة لوكيميا تشفى بعلاج جيني جديد: -كنت أعتقد أنني سأموت حق ...
- توتر جديد في قلب دمشق.. صواريخ مجهولة تضرب محيط مطار المزة
- اجتماع ثلاثي بين إيران والسعودية والصين: تأكيد على الالتزام ...
- المملكة المتحدة تفرض عقوبات على شركات روسية وصينية يُشتبه بت ...
- فرنسا: حلول مؤقتة للموازنة؟
- السودان:هل تغيرت المعادلة العسكرية؟
- سوريا: دورية إسرائيلية توقع ثلاثة جرحى إثر توغلها بجنوب البل ...
- 8 مصابين في اقتحامات بالضفة وهجمات للمستوطنين بالخليل ورام ا ...
- محللون: نتنياهو سيواصل التهام الضفة وواشنطن ليست جادة بشأن ا ...
- خبير عسكري: انسحاب الجيش السوداني من هجليج يعني الاستعداد له ...


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار يحيى - المحكى الأسدي في التوريث / بين الابن البكر وأخيه المُهملْ