أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار يحيى - -الشيخ والمريد -















المزيد.....

-الشيخ والمريد -


نصار يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوقفني كتاب يحمل عنوان: الشيخ والمريد. للباحث المغربي الدكتور عبدالله حمودي موضوع دراسته عن الطرق الصوفية المنتشرة بكثرة في المجتمع المغربي.
ينطلقَ من سؤال جوهري، كيف يمكننا أن نفسر: حالة أغلبية شعبية خاضعة للحرمان، تبدو راضية رغم ذلك؟
حاولَ الاجابة من خلال الاحالة الى عقلية العبيد .."عقلية الإنسان المقهور"..العبد يسعى بشكل دائم للتقرب من السلطة، ليشعرَ بالأمن والأمان، كسعي المريد نحو رضا شيخه داخل الزاوية..
وخارج سياق محتوى الكتاب المنوط بالزوايا الصوفية، وثنائية الشيخ والمريد.
لماذا تُستعصى هذه العلاقة على التمرد من قبل المريد؟
لندخل في البدء من زاوية اللاشعور الفردي -حيث الزاوية الصوفية كما تكلم عنها حمودي- هنا تأخذ العلاقة صيغة المعلم والتلميذ، أو الشيخ والمريد التي تصل الى ثنائية السيد والعبد، بعلاقتها اللاشعورية بين السادية والمازوخية.
بطبيعة الحال هذا اللاشعور الفردي، لايعيش في جزيرة نائية، كما حي بن يقظان لابن طفيل، إنما ينتمي إلى جمع، إلى عصبية ما داخل المجتمع، ثم يتربع فوق العصبيات حاكمٌ ما، استطاع في ظرف تاريخي، أن يستولي على السلطة، جاعلاً من نفسه الآمر المطلق، أو "الحاكم بأمره" مع نياشين تنهل أنه من سلالة خاصة فوق البشر.
كيف تُستبطن سلطة الزعيم المستبد، داخل اللاشعور الفردي؟
ليتحول إلى حالة جمعية تحفرُ هناك في الأعماق، يتنحى الشيخ بصيغته الفردية لجهة السلطة القائمة، تنتقل الوضعية الى بنية وجودية، يسميها عبدالله حمودي بعقلية الانسان المقهور.
بنية مسكونة بالولاء والطاعة.
تلكَ الوضعية تسللت عبر التاريخ، من لحظة ظهور الحاكم / الخليفة، الملك، الرئيس، الأمين العام، وولي الأمر، ثم حاشيته.
لطالما هذه البنية تحاكي البنية الرعوية، التي انتقلت من فكرة الأب الأول "البطريرك"، باعتبار أن افراد رعيته هم "قُصّرْ" ولن يصلوا إلى حالة النضج والمسؤولية، لذا اقتضى فرض الوصاية عليهم!!

إن استرحنا من التاريخ ومباشرة الى الحالة السورية
لننطلق من المرحلة الاستبدادية التأسيسية، استيلاء البعث على السلطة آذار 1963.
مع عدم تغافل مرحلة الوحدة المصرية، السورية والتي كانت كحجر أساس، أُجّل تدشينه بمجيء البعث.
أخذت العلاقة بين الحاكم (الحزب) والمحكوم (المجتمع السوري)، بتغييب أي نوع من العقد الاجتماعي المفترض، إنما سلطة وضعت نفسها فوق المجتمع، بشعارات عالية النبرة: وحدة، حرية، اشتراكية.
مستلهمة نموذجها - مع اختزاله سورياً- من الوضعية العامة لحالة النموذج "الاشتراكي" التوتاليتاري الجديد، حيث الادعاء للحاكمية البشرية المضطهدة، إنما ينوب عنها حزبها عبر امينها العام الدكتاتور الجديد..
شيئا فشيئا يُنادى عليه (الأمين العام) بصفته القائد الملهم، والمعصوم عن الخطأ، تحت يافطة عريضة تُكتب على جبين المحكومين، بما فيهم حاشيته و ندمائه في المأكل والمشرب.
ستشهد سوريا تلك المرحلة الانتقالية لاستقبال قائد الضرورة، مابين حكم البعث الأول في آذار 63، ومجيء "المعصوم عن الخطأ" حافظ الاسد في منتصف تشرين الثاني عام 1970.

يستريحُ (الشيخ والمريد) بمحطته هذه، عندما تتشكل الوضعية الجديدة للحفر نحو "عقلية الانسان المقهور"
تمتْ الدعوة للمفكر اللبناني مصطفى حجازي، يحملُ معه كتابه: (التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور):
بادئ ذي بدء -حجازي- علينا التذكير باستشهاد من الكتاب "يتم تحويل الإنسان المقهور إلى كائن مفرغ من الداخل، لا يعيش إلا بالتماهي مع جلاده..تتشكل حينها دينامية لاواعية ترسمُ ملامح تلك الصيغة من الرضوخ، التي تتلاقى مع الحالة السادية-المازوخية، التي تعمل على تعزيز التوازن النفسي كآلية دفاعية.."
تأخذ عند بعض الجماعات ذات الصيغة المظلومية، المناجاة للزعيم المنقذ بديلاً عن/ إمامٍ ما وقع في جبٍ عميق، ويُنتظرْ مجيئه مع صعود الفجر إلى غياهب اللطم و النقر على الخشب..

تربع الأسد الأب على كرسيه، سيطلق عليه "الأب القائد" واحيانا للمسيرة وأخرى للضرورة، وكما تعلم أن لغتنا العربية غنية جداً بمفردات التبجيل والتقديس، وكلما زاد "النغم" ازدادَ شعور الرعية بالرضا و "العرفان بالجميل".
تتجلى رمزية "أبانا" الذي تسلط على الحكم ثلاثين عاماً، بأنه "ليس كمثله شيء".
وأثناء ذهابه إلى العالم السفلي، كانت تتم مراسم تنصيب ابنه الوريث؛ جسده يغيب وروحه ترفرف، بين جوقة المصفقين (أعضاء مجلس الدبيكة). وهم يعلنون البيعة للابن، كان طيفه "يختال المكان"، يحمل لوحة صفراء كتبَ عليها: لن أغفرَ لمتردد و متلكأ..

"ذلك هو الشيء هو الكائن الذي لا اعتراف به مباحاً"..
بدأت الاشارة ترسو على شاطئ كتابه الأحدث: الإنسان المهدور / مصطفى حجازي.الصادر عام 2005
تنأى بنفسها تلك العلاقة ما بين الشيخ والمريد، ليحل محلها حالة الانتهاك الكلي، من أخذ مكان الشيخ "الرئيس الطاغية"، كان أبوه يطلب من الحاشية تصوير وتسجيل "مهرجانات البيعة الابدية"، عبر أفلام خاصة، يركن في المساء على ضوء الشموع، يضع تلك "الفيديوهات" على شاشة سينما كبيرة بعرض حائط القصر، والصوت مرتفع إلى أعلى من جبل قاسيون. يرتدي بيجامته، يطلب من العائلة الحضور معه، يبدأ العرض، صوره مرتفعة وشاهقة، تماثيله ترنو إلى "الدبيكة" وحملة الفوانيس.
تغدو المشهدية على محاذاة جسده المغطى بسياج "الياسمين"، يُهرول إلى "الكرنفال" يتوسطهم، تتراءى حنجرات "الجمع" بصوت ضجيجِ الطبلة، يحتضونه، ويحملونه على الأكتاف، بعضهم يلمسُ يداه، ثم ينزل إلى قدميه:
هنا "سموه حيث خرج من القصر" إلى ساحات "الوغى" في التصفيق والتهييج والجعير.
حملوا "الوريث" على طناجر الحي، قبل تبييضها من ركام القهر وطلب القبول بالاعتراف.

في القهر هناك اعتراف بكيان الإنسان رغم القيام بترويض إرادته وصولاً إلى إخضاعه..أي اعتراف مشروط بكيان الآخر (أعترفُ بكَ مادامتَ تخضع لمشيئتي..
أما الهدر هناك سحباً للاعتراف أصلاً بقيمة الكيان ..أو الوعي أو المكانة؛ الهدر بالأصل يتراوح بين الحالات الفظة الصارخة التي تتخذ طابع هدر الدم والتصفية..

خرج السوريين على الحاكم الوريث في آذار 2011، يطالبون باعتراف من نوع جديد، يُعيد لهم كرامتهم المفتقدة من ستة عقود، قالوا له: سنخلع تلكَ العباءة المسيجة بالحديد والنار، نحن لم نبايعكَ، إنما عبوديتنا من بايعتكَ..
يصل الصوت إلى شرفات الطريق المطل على غرفة نومه، يتعرق، يزمجر، يناجي صورة أبيه المعلقة فوق رأسه: أبتاه هل تسمع؟
يا بني اهدرْ دماؤهم، اجعل أجسادهم فريسة للوحوش..
يركضُ وزير النياشين: عليكَ بسفّاح الجماجم، سادن الجحيم، اجعله يرمي حممه الحارقة للاجساد والانهار والاشجار وحيطان البيوت.
قال لجنوده: ارفعوا شعار أنا أو يُحرق البلد.
طغى الهدر واستوطن الساحات والشوارع والسطوح..جرى الدم يسيلُ بين حفايا كروم العنب الثكلى.

وكانت المحطة الأخيرة كتاب يحمل عنوان: سيكولوجية التوتاليتارية للمؤلف البلجيكي ماتياس د سيمت، 2022..
هنا اختلجت المشاعر والأحاسيس بعنوان كتاب حنة أرندت أسس التوتاليتارية..
ما يدفع للاهتمام أكثر، هل للتوتايتارية سيكولوجية خاصة بها وكأنها كائن بشري؟
بمعنى آخر يلتقي الكاتب مع حنة أرندت حول الجمهرة (الحشد) التي هي أساس وبنيان التوليتارية (النظام الشمولي).
يستطرد باللقاء معها: الأساس المشكل للتوتاليتارية: "الاعتقاد الساذج بإمكانية إنتاج كائن شبه إنساني مثالي ومجتمع طوباوي.."
لكنه سينفرد عنها بالقول: إن تعزيز الخوف والقلق في المجتمع، ينتجُ ظاهرتين سيكلوجيتين، تتمثل في النرجسية وهوس التنظيم..
من أين يبدأ القلق والخوف الدائمين؟
سيذهب بنا كتاب سيكولوجية التوتاليتارية، الى المراحل الطفلية الأولى (6-9 أشهر). عندما يبدأ الطفل إدراك ذاته بالمرآة.
يجري مقارنة بينه وبين بعض الكائنات التي تتعرف على نفسها بالمرآة، ومنها الدلافين وبعض الاصناف المتطورة من القرود هنا يستفيد من دارون، إنما سيتحقق الاختلاف بينهما (الطفل وتلك الاخرى): أن الإدراك عند الطفل يترافق مع شيء لا يحدث للحيوانات الأخرى، يتمثل في الفرحة العامة التي يبديها.
تبدأ المسيرة المتناقضة للطفولة البشرية، بطرح سؤال: ما الذي تريده مني أمي حتى تبقى راضية عني؟
أكثر اللحظات مرارة تلك التي تنجم عن شعوره أنه يتعرض للإهمال من قبل الأم، في مرحلة عمرية ما بين الثلاث سنوات والأربع.
مايهمنا بهذه اللحظة من هذه الشذرة الاخيرة:
تجاوز حالة القلق والخوف لدى الإنسان، بمرحلة النضج، عندما يحل النظام أو القانون الاخلاقي الصارم مكان تلك الام، ولطالما لدى النظام التوليتاري يبقى الزعيم الأوحد هو المبتدى والمنتهى، في مصادر التنغيص لجموع الحشد أو الجمهرة، التي تماهت مع الزعيم وباتت تتساكن في مخيالها معه..
ثم التركيز على الخصائص السيكولوجية التي يتمتع بها الشعب التوتاليتاري:
استعداد الأفراد التضحية بمصالحهم الشخصية لصالح المجموع العام..
عقلية الوشاية الارتيابية..

كيف تتحقق الالية الدفاعية للفرد ضمن الجمع؟
عبر الانتماء والتماهي مع الحشد (الجمع/ العصبية)، ستحقق له حالة من النشوة التي تشكل الدافع الحقيقي لاعتناق السردية التي تساهم في الجمهرة. من زاوية الاعتراف به: أخاً، رفيقاً، نصيراً، وهلم جرا من "هسهسات" الجسد، حينما يعبرُ تلك الوصايا بالقبول والرضى، أو الأدق بالولاء والخنوع.

هل بالإمكان الانتقال إلى الحالة العيانية السورية..؟
تغولْ "مرحلة الاضطهاد" من المراحل الاولى لحكم البعث آذار 1963، أو قبلها بقليل سنوات الوحدة مع مصر من شباط 58 لغاية أيلول 62..
تزامنَ ذلك بتأميم الحياة العامة بشتى شظاياها لجهة الحزب الحاكم (حزب البعث)..
العمل على تأسيس وتدشين بنية ونظام جديدين من الولاء والطاعة.
انظر فقط كيف يتساوى الحاكم والمحكوم بلقاء سيادته.
يذهب إلى قبره مسجى بتصفيق الجمهور من شتى الألوان والملل والنحل، وفجأة يُنصّب "الوريث" يلثغ بالسين، لكن للدقة والأمانة التاريخية فإنه تقدم على "سماحته" بأنه لا يلدغ بحرف الراء..يحكىُ أنّ أباه قد أمرَحاشيته بعد وفاة أخيه الموعود بولاية العهد، أن يلقنوه كل صباح تلك العبارات التي يتكرر بها حرف الراء:
أمرَ أميرُ الأمراء، بحفرِ بئرٍ في الصحراء، لتشربَ منه الطيور، إلا طيراً ببغاءِ.

بعيداً عن التفاصيل السياسية -ليستْ موضوع المقال الآن- دعونا نقف عند الموقف الاضهادي بالاستعارة من الدكتور مصطفى حجازي:
يمكن تحديدها بأنها مرحلة الاسد الاب، ثم لحظة التوريث واستمرار الابن حتى حراك ثورة الكرامة في آذار 2011..
هذا الاستبطان للاضطهاد القهري جعل من المكونات السورية على خلاف عصبياتها الدينية والمذهبية والاثنية، جعل منها تستدعي "الحالة القهرية" بانها تبطن شيء وتظهر شيء "التُقية".
لايعني ذلك ان لم يكن هناك أركان وعناصر السلطة القهرية من خارج الدكتاتور.
على العكس تماما بهكذا تمسرح، يعلمنا التاريخ أن نسبة الراضخين،ومقدمي أكثر لحظات الولاء وهم ابعد عن التمرد، والاقسى في مواجهة من هو أدنى منهم، هم نسبة ليست قليلة ولا تقتصر على مكون ما ..
هنا نستفيد من القول:
كيف يتوحد المضطَهد مع المستبد او المعتدي؟
لطالما تتراءى الصورة الذهنية، عن مقومات الذات بصيغتها الراضخة.
يتفسر لدينا القول بأن : "الانسان الاضطهادي لايكتفي بادانة نفسه، بل بحاجة لادانة الاخرين.."

لننتقل إلى الإنسان المهدور
كما مر معنا أن الانسان المهدور هو أشد قساوة من حالة الانسان المقهور، هنا ليس اعتراف بانسانيتكَ، إنما انتَ مهدور دمكَ وروحكَ وكل من يمت بصلة إليكَ، بما فيها مسكنك و "محارمك"..
لذلك كان من الطبيعي في الصرخات الأولى من الاحتجاج (التظاهر): حرية..حرية..كتعبير عن الخروج من عصر الولاء والطاعة ،المتزامن لهتك الكرامة الإنسانية، واستباحة الجسد بشتى صنوف القتل تحت عناون الهدر:
الدم والعرض والمكان حيث تنتمي، وقد أخذ -في الوضعية السورية- صراع عصبيات طائفية مع الحاكم وأخرى متهمة حتى لو كانت معه (الاكثرية).
عمل "الحاكم" وحاشيته على التذكير "بالمأتمية المظلومية" حينما كان قاطنو الجبال يخشون سكان المدن.
وصلتْ الرسالة (للحاكم الطاغية الصغير)، فهبّ العرشُ هبة واحدة:
إما أنا أو الابادة لكم جميعاً بشراً وحجراً وأشجارا. عُبر عنه بصريح العبارة دون تورية: إما الأسد أو نحرق البلد"
-واقع الحال لم يهربْ كفأر، إلا بعد أن حرق البلد-
بعد الانتصار وهروب الوريث في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024
أعادتْ العصبيات المذهبية والاثنية رسم خرائطها، تحت حجج و متواليات حسابية، وكان من الطبيعي أن تشعر العصبية الاكثرية -التي فُتكَ بها أكثر من غيرها بكثير- أنها تخرج من المظلومية التاريخية، وأنها على قاب قوسين من تحقيق حلمها بالوجود، الذي غُيبَ طيلة عقود ستة. وما رافق ذلك من سلطة مستبدة، أخذتْ شكلاً أكثر توحشا ليصل إلى الإبادة بعد 2011 .

لماذا يعود المكبوت أحياناً، لمن تمرد عليه، أو كان يعتقد أنه حُوصر في مكان معتم لن يرى الضوء؟
يبدو أن الطبيعة البشرية عند اشتداد ازماتها، وتلقفها أنها مهددة كوجود، وأنه هُدر دمها وشجرها وحجارتها، كما فعل الطاغية بالمكون الاخر الاكثري، تُستحضرْ بقوة التي كانت تخبو في مكان معتم، من اللاشعور الجمعي او الفردي، خاصة في مرحلة الاسترخاء عندما يشفعُ الليل هفوات ضجيج النهار، حينها هي وهو يستظلان بتجمع عابر للعصبيات بشتى مظاهرها.
يظهر الى السطح تماهي الفرد بالجماعة، بحيث تتم الاجابة بالايجاب على القول المأثور الديني: "هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون"؟
ولا مناص من أن يحاول "المتمرد" أن يستعصي على أقرانه من "الجمهرة" بين الهنا والهناك، حتى لا يقع في مطب التأسيس، ثم رصف حجارة التوتاليتارية، بصفتها "الجمع العمومي" الذي جعل من نفسه مطيةً لهذا أو ذاك..
علينا أن ننوه -ان استطعنا سبيلا- ان الحشد (الجمهرة) لاتقتصر فقط على موالاة السلطان، قد تجد لنفسها سلطاناً آخر:
الانتماء الى عصبية ما هُزمت، تمشي مهيضة الجناح، يسكنها جرح ونزيف نرجسي، يبحثُ عن الملاذ الآمن بالحنين لذاك "الفردوس المفتقد"، هو متخيل ومعاش في آن.
إنه التيه وقد غاصَ "المنقذ" في طين المستنقعات.
يُعاود اللاشعور الجمعي "بعودٍ ما أبدي"، نحو محاكاة "مخلص" جديد، لطالما قد التقى في غياهب أحلامه المهدي المنتظر المغيب، بين ظهراني كهوفٍ غدرتْ بها المراكبُ.



#نصار_يحيى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرياع
- شرقي سلمية نصب/ مجموعة قصصية/ ريان علوش
- رواية في المطار أخيراً / للكاتبة السورية لجينة نبهان
- مسرحية الاغتصاب للكاتب السوري سعد الله ونوس
- مسرحية الذباب / الندم/ جان بول سارتر
- -ماذا وراء هذه الجدران-.. قراءة في رواية راتب شعبو
- حوار منمنمات بين أطياف -شرّاقة- سعاد قطناني
- كتاب توقاً إلى الحياة/ أوراق سجين. عباس عباس
- رواية أحقاد رجل مرهوب الجانب / الكاتب منصور منصور
- انقسام الروح/ وائل السواح
- على أوتار الطوفان يعزف غسان الجباعي، أنشودة مدينة ثكلى، صدأت ...
- دردشات مع روايتين: نيغاتيف، روزا ياسين حسن/ خمس دقائق وحسب، ...
- قراءة على رواية الشرنقة/ حسيبة عبد الرحمن
- من الصعب / بدر زكريا
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ...
- رحلة تحت ضوء الغسق إلى قصر شمعايا/ رواية علي الكردي
- رواية الحي الشرقي / منصور منصور
- حوار المساء مع رواية القوقعة/ مصطفى خليفة
- قراءة لرواية وليمة لاعشاب البحر للروائي حيدر حيدر
- هي مديح الكراهية / خالد خليفة


المزيد.....




- تجاهل التحذيرات.. إنقاذ متسلّق بريطاني من جبال الدولوميت كلّ ...
- مهددة بالزوال.. نحّاتة قطع لعبة ماهجونغ الأخيرة في هونغ كونغ ...
- رأي.. إردام أوزان يكتب: ما الأسوأ من عدم الاستقرار في سوريا؟ ...
- الداخلية السورية تعلن إحباط هجوم على كنيسة في طرطوس
- في غزة.. الطحين -ذهب أبيض- و15 كيلومترًا تحت النار من أجل رغ ...
- تقارير عن خلاف بين نتنياهو ورئيس أركان الجيش حول إحكام السيط ...
- 9 أسرار لاختيار الشوكولاتة الداكنة الصحية
- الدماغ يتسبب بمشكلة خطيرة لمرضى السكري واستهدافه قد يحلها
- بعد فضائح شهادات مزورة.. موجة استقالات تُشعل فتيل أزمة سياسي ...
- أمازون تغلق أستوديو البودكاست وتسرّح أكثر من 100 موظف


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار يحيى - -الشيخ والمريد -