|
تأسيس منظومة الأبد/ البصمة الاسدية الخاصة
نصار يحيى
الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 08:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تفاقمَ الصراع الدموي بين السلطة والإخوان المسلمين، مع خريف عام 1979، تزامنَ معه بعض الحراك الشعبي النقابي والطلابي، خاصة في مدينة حلب وبعض المدن الاخرى.. إنما دمشق لم تشهد ذاك الحراك الشعبي، لكنها فتحتْ أبوابها للنشاط النقابي، غاب لسنوات طوال ( المهندسين، الاطباء، الصيادلة) استطاعت تلك النقابات في خريف من عام 79، أن تنتخب ممثليها بهزيمة أعضاء البعث وقائمة جبهته "التقدمية". نقابة المحامين قامت أيضاً بإضراب لمدة 24 ساعة (كانون الأول / ديسمبر 79). ذلكَ الحراك المدني النقابي، توقف كلياً في 9 نيسان/ أبريل من عام 80. بمرسوم أسدي بحلّ كل النقابات المنتخبة. رافقها اعتقال بعض الاعضاء الفاعلين من نقابتي المهندسين والمحامين، مما جعل السيرة القديمة تعاودُ "الليالي الملاح": عادتْ النقابات لأعضاء البعث وحلفائه من أحزاب الجبهة التقدمية، بصيغة "فرمان من السلطان الحاكم بأمره". كُلفَ أمين نقابة المحامين فرع دمشق، المحامي الشيوعي (بكداش) نزيه الجمالي، لكنه "يادوب دفي محله"؛ بعد أقل من شهرين تمّ اغتياله على يد الطليعة المقاتلة: التنظيم المنشق عن حركة الإخوان المسلمين، عمل على تأسيسه مروان حديد -الذي تمرد عام 64- باسم الطليعة المقاتلة لجند الله. (1970). عام 1979 يقرر عبد الستار الزعيم (أمير التنظيم) تغيير الاسم إلى الطليعة المقاتلة للاخوان المسلمين [1] أُعتقل مروان حديد عام 75، توفي بعد سنة في حزيران / يونيو 76. بعد إضراب عن الطعام حتى الموت؛ إنما كتاب (على ثرى دمشق/ أيمن شربجي) فيرى أنه تم حقنه بإبرة قاتلة.
ابتدأ مسلسل الاغتيالات الفردية عام 76. كانت الشخصيات المستهدفة من منبت علوي: تمّ "الافتتاح" باغتيال محمد غرة ضابط مخابرات في حماه. توقفتْ لسنة ثم عادتْ، مع اغتيال العميد عبد الكريم رزوق، قائد سلاح الطيران عام 1977. الدكتور ابراهيم نعامة نقيب اطباء الاسنان.. وآخرين.. وستشملُ أيضاً اغتيال الدكتور الحقوقي محمد الفاضل؛ البعض اتهم رفعت الأسد باغتياله.
لم تكن تلك "الحركاتْ" إلا بروفة لتحديد ساعة الصفر، بإشراف وتنفيذ تنظيم الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين: في 16 حزيران/ يونيو من عام 79. قامَ النقيب ابراهيم يوسف -ضابط أمن مدرسة المدفعية في حلب وكان مناوباً يومها- بالتنسيق مع عدنان عقلة القيادي في تنظيم الطليعة بالتخطيط لتنفيذ العملية. أعطى إيعاز النقيب ابراهيم يوسف للطلاب بأن يجتمعوا في قاعة الطعام (الندوة)، ثم أمرَ بأن يبقى فقط طلاب الضباط العلويين، دقائق وتنطلق الكلاشنكوف، من الواقفين خلف الطاولة (ابراهيم اليوسف، عدنان عقلة، مجموعة اخرى "أسرة" من الطليعة). راح ضحية هذه المجزرة قرابة السبعين طالب ضابط؛ ليس هناك إحصائية دقيقة، ربما الرواية الادق ما بين (32 قتيلاً 54 جريحاً)..[2] بات "النفير" عاماً بين صفوف السلطة الأسدية، حزبيا وإعلاميا وعسكرياً. لأول مرة يتم التصريح بان العدو الآن هم الإخوان المسلمون؛ كانت الاتهامات عشوائية هنا وهناك، وأغلبها موجه للنظام العراقي. المراقب العام للتنظيم / عدنان سعد الدين يكتب عن تلك العملية: " كانت حادثة المدفعية عملاً كارثياً بالنسبة للإخوان المسلمين، لأنها كانت السبب في تعطيل برامج الجماعة الدعوية..كانت كوقع الفأس على الرأس..نشرت الجماعة في مجلة المجتمع الكويتية تحديها لأي جهة تثبت أن الجماعة قد مارست هذا العمل ..عدد الجريدة 3-7-1979."[3] ازدادَ التخبط عند الأسد وطاقمه الحاكم، خاصة أن المجتمع السوري -ببعض المدن مثل حلب وحماه وريف إدلب وقليلاً دمشق - شهد حراكاً لم تعتَدهْ الوضعية السورية، منذ أن حلّ البعث ضيفاً مستبداً على رقاب السوريين (آذار/ مارس 1963). سوف تصافحُ العاصمة دمشق أيضاً، لقاءًا من طراز جديد: محمود الأيوبي نائب رئيس جبهة النظام -الوطنية التقدمية- يلتقي مع الصحفيين. يتبعه لقاء آخر مع دكاترة الجامعات. اللقاء مع الصحفيين (9 تشرين الأول/ أكتوبر) شارك به العديد من الكتاب الديمقراطيين مثل ميشيل كيلو وممدوح عدوان وشوقي بغدادي وعلي الجندي، كان الصوت عالياً، لم يتوقع الأيوبي أنهم يمتلكون الجرأة ويصرخون.. (ممدوح عدوان): " أنا أشتغل في إعلام أخجل منه، لأنه يكذب بهذا المقدار..لماذا يكذب النظام؟..السلطات التي تكذب تخاف الشعب..عندي سؤال: اشرحوا لي ماهي سرايا الدفاع؟..وماهي امتيازاتها؟..لماذا يتحدث الناس عنها وشوشةً وهمساً؟.[4] ميشيل كيلو ايضا كان صوتا صارخاً: طالبَ بالحريات العامة وإلغاء أحكام الطوارئ.. "قائد المسيرة" قاعد في قصره، أمامه اجهزته الهاتفية متعددة الجنسيات: منها المحلي والعربي والدولي، وربما أيضاً مع الصاعدين إلى القمر، أو الهابطين إلى الجحيم..
مع نهاية عام 79 وبداية كانون الثاني/ يناير من عام 80. سوف يُعقد مؤتمر الحزب البعث الحاكم، حاول أن يكون الصدى "المستجيب" لما بدا وكأن سلطة الأسد، شعرتْ بالتوعك، رغم السنوات العشر الماضية التي كان متأكداً بها الأسد، إن كرسيّه ليس من النوع الهزاز، مع أنها تعرضت لبعض الوشوشات أثناء دخوله السافر في لبنان، وانحيازه لما كان يسمى اليمين المسيحي الانعزالي (حزب الكتائب / آل جميل والوطنيين الأحرار/ كميل شمعون) ضد المقاومة الفلسطينية المتحالفة مع الحركة الوطنية اللبنانية. زاد في الطين بلة ماحصل في صيف عام 76، من حصار مخيم تل الزعتر الفلسطيني، ثم اقتحامه مع مجازر راح فيها الآلاف من الضحايا الفلسطينيين واللبنانيين ممن لجأوا إلى هذا المخيم (آب / أغسطس 76). لكنه سرعان ما أعاد التوازن بينه وبين الكرسيّ؟ نمط السلطة الاسدية وما يشبهها في "الاكل والملبس"، أكثر مايشكل لها مصدر القلق والتنغيص، هو الوضع الداخلي وإحكام السيطرة عليه.. كيف تجلى ذلك القلق أثناء مؤتمر البعث القطري السابع؟ كان الهاجس الأساسي عند الأسد، أنه كيف يخاطب المجتمع السوري، من زاوية العصبيات القائمة (المكونات المذهبية)، بات الشارع يردد صمتاً وهمساً، أن هناك حالة طائفية تزداد اتساعاً باستلام المفاصل الرئيسية في البلاد (الجيش والمخابرات) وحتى بين صفوف الحزب، لذلك كان من الطبيعي تأسيس تشكيل جديد، أطلقوا عليه اسم اللجنة المركزية؛ هي لأول مرة بالعادة فقط القيادتين القطرية والقومية.. سيكون العدد 75 منهم 30 من العلويين معظمهم من الضباط [5] ربما هذا المؤشر ليس بايجابياً تجاه حالة الشعور بالزحف الطائفي..لكن في القيادة القطرية ستختلف النسب: 4 أعضاء علويين من أصل 21..سابقاً كان العدد 8.[6] لكنه -المؤتمر- قام ببعض الخطوات بدعوة عبد الرؤوف الكسم الدمشقي لرئاسة الحكومة، مع زيادة في رواتب العاملين 100%.. بالمقابل دوَّى صوت الشقيق الأصغر (رفعت الاسد) في قاعة المؤتمر معلنا "محاكاة التجربة الستالينية" في القضاء على أعداء الثورة البعثية: "الزعيم يعّين والحزب يوافق والشعب يصفّق..هكذا تعمل الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي، والذي لايصفق يذهب إلى سيبيريا.." [7] انحسر الحراك المدني والسياسي، على الرغم من ان تشكيلا جديدا أعلن عن نفسه -التجمع الوطني الديمقراطي- المؤَسس من خمسة أحزاب معارضة : الاتحاد الاشتراكي (جمال الأتاسي)، الحزب الشيوعي السوري/ المكتب السياسي (رياض الترك)، تنظيم 23 شباط لاحقا حزب البعث الديمقراطي، حزب العمال الثوري، حركة الاشتراكيين العرب (عبد الغني عياش). أصدر بيان وحيد في شهر آذار/ مارس من عام 80. طالب برفع الحصار عن المدن وسحب الجيش..إلغاء حالة الطوارئ ..إطلاق الحريات الديمقراطية و حرية تأسيس الاحزاب..إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.. كان أيضاً ضمن صفوف المعارضة الراديكالية، رابطة العمل / حزب العمل الشيوعي. الذي سيعلنُ موقفاً آخر مغاير للتجمع: يرى أن المرحلة تقتضي تبني موقف ينحاز إلى "الطبقات الشعبية"، خارج الاستقطابات بين الطرفين المتصارعين (السلطة الدكتاتورية والإخوان المسلمين).. سيرفع شعارين: دحر الدكتاتورية والظفر بالحريات السياسية. دحر الحلف الرجعي الأسود. تلك القوى ستدفع الثمن، سنوات طوال في السجون الأسدية، خاصة بعد انتصاره في حماة على الإخوان المسلمين..
"يحتضن" شهر آذار/ مارس أيضاً مع مجيء ذكرى الثامن منه (8 آذار)، طقساً فلكلوياً خطابياً يومياً للأسد، من لقاءات لاتحاد الشبيبة الى الطلبة الى العمال والفلاحين وصغار الكسبة، "خدلك نفس" مع الاتحاد النسائي ختاماً.. فحوى هذه الخطابات "الحميمية" محاولة ترسيخ الثقة بفائض قوة أعلى من الموجود، على قاعدة الخوف من تنامي خطورة الحراك المسلح للإخوان المسلمين.. في 26 حزيران / يونيو من عام 80. كان هناك حدثاً نوعياً، سيجعل الصراع بين السلطة والإخوان المسلمين، يأخذ منحىً مغايراً كليا لما قبل، كان ذلك بمحاولة اغتيال الاسد، جرى ذلك أمام توديعه لأحد الرؤساء أمام قصر الضيافة، بالقاء قنبلتين يدويتين، أحدها بعيدة عنه والاخرى بالقرب منه، استطاع الحارس الشخصي للرئيس، رمي نفسه عليها و إفشال المحاولة.. -يتساءل أحد المهتمين بالابراج والشهور لماذا يتكرر شهر حزيران، حيثُ يتقاسمه برجين هما الجوزاء والسرطان- جن جنون الاخ الاصغر (رفعت): في مساء ذلك اليوم، كلف أحد أهم ضباطه في سرايا الدفاع (صهره معين ناصيف)، بالانتقام من معتقلي الإخوان المتواجدين في سجن تدمر..قام بتشكيل عدد من "فرسانه" الأشدّاء، تم نقلهم بالحوامات العسكرية، وصلوا الى هناك قبيل الفجر الدامس، استدلوا من الشرطة العسكرية (حراس الموت) اين هي المهاجع؟ حملوا بنادقهم على أكتافهم، فتحوا الابواب باباً إثر باب؛ المعتقلين يظنون أن الفطورَ مبكرٌ اليوم على غير العادة؟! تقاليد وأعراف السجن هناك أنه حينما "يطقطق" مفتاح السجان بالباب، على رئيس المهجع أن يعطي الايعازات العسكرية "للمستيقظين": انتبهْ..استاعد..المهجع جاهز للتفتيش حضرة الرقيب..حينها يقف "المعترين" كل على عازله، وجههم للجدار، منكسي الرأس، ومغمضي الأعين؛ ليشعرَ السجان بالأمان!! على غير توقع "ياغافل الك الله" أطلقت الرصاصات "أنيابها الشرسة" على رؤوس الواقفين، صرختْ أصواتهم الله أكبر، لكن "الحصادين" كانوا على عجلةٍ من أمرهم.. البعض يقول قُتلَ كل المعتقلين، وكان عددهم قرابة الألف، والبعض يقول ثماني مائة. لن يتأخر القانون الذي حمل رقم 49 -بعد عشرة أيام من محاولة الاغتيال- القاضي بإعدام كل من ينتسب لتنظيم الاخوان المسلمين، إن كان حاملا للسلاح أو فقط منهم بعداد المنظمين، ويشمل أيضا قارئي مجلتهم التي حملت اسم النذير.. مع صيف هذا العام، سيأخذ الصراع المسلح صيغة جديدة أكثر دموية. على صعيد الخطاب الجديد القديم لتنظيم الإخوان المسلمين: تنامي الخطاب الطائفي بتوصيف السلطة بأنها تمثل الطائفة "النصيرية". وذلك بدلالاتها السلبية: تحمل حكما قيميا بصيغة "الرجم" وتصبح مستباحة، وتخرجها من كونها تنتمي لأية شرعية اسلامية. في حين لفظ علوية -رغم تكفيرها من قبل المتشددين- تظلُ بالنهاية أحد فروع "الضلالة" التي هي من سلالة علي بن ابي طالب.
ميشيل سورا سيكون له هنا وقفة خاصة، تعتمد منظومة التفكير عند ابن خلدون حول ثلاثيته: العصبية، الدعوة، المُلك. الإخوان المسلمون -سورا- اعتمدوا تلك المنهجية كمفتاح للتغيير: "تقوم مجموعة (العصبية) متكافلة بروابط الدم..في استغلال تبشير ديني أو سياسي (الدعوة)، وسيلة ومعبراً للوصول إلى الحكم (المُلك).. على صعيد السلطة الاسدية: رغم أن المؤتمر القطري السابع لحزب البعث الحاكم، حاول توزيع الحصص الطائفية من جديد، بطريقة توحي أنّ (السنّة) لهم الحصة الأكبر بين الأعضاء. لكن مع تفاقم الصراع والخوف من "كسر العظم"، جعلتْ العبارة تنسجم مع نفسها بسياق ظاهرها وباطنها، من زاوية الاعتماد على العصبية الطائفية، التي ستكون في دفاع مستميت عن السلطة، قد ينهل ذلك من القول الشكسبيري "هاملت" وبتصرف "نكون أو لا نكون": ستتصدر سرايا الدفاع "مملكة الاخ الاصغر" بصيغتها الطائفية، الواجهة في اقتحام المدن الساخنة مثل حلب وحماه، كذلك سيكون الرديف الأهم -لديه خبرة من لبنان في قتال الشوارع- الوحدات الخاصة (علي حيدر)، الفرقة الثالثة (شفيق فياض). لايعني ذلك أن المخابرات بشتى صنوفها كانت على الرصيف. أيضاً على صعيد الحزب الحاكم، شُكلَ ماعرف بالكتائب الحزبية والنقابية، كحالة رديفة لقوى العسكر، من حيث التدريب على حمل السلاح، والاستفادة منهم فيما لو باتْ الخطر محدقاً، أن يضعوهم في "الخنادق" الخلفية. لكن ما كان الأخطر ماعرف بدورة المظليين والمظلّيات ،حيث يتم الاختيار من اتحاد شبيبة الثورة -كانت الدورة الاولى في تشرين الأول / أكتوبر من عام 80- بإشراف وقيادة الاخ الاصغر عبر سراياه الدفاعية؛ سيستفيد المظلي والمظلية من حملة البكالوريا بفرعيها العلمي والادبي، بالحصول على امتيازات خاصة تجعل منهم "نخبة أميّة"، حاصلين أدنى الدرجات، لكنهم موجودون بأفضل الفروع الجامعية العلمية. سيتعرف إلى المظليين والمظلّيات، المجتمع الدمشقي مع نهاية شهر أيلول / اكتوبر من عام 81 ، عندما كلفتْ الفتيات -برفقة عساكر من سرايا الدفاع- الصعود الى الحافلات العامة، وأن يقمنَ بنزع الحجاب قسرياً عن النسوة ، كذلك في الشوارع. هذه الحركة ذات الصيغة الطائفية المتوحشة، حملتْ مضمون متعدد الرسائل: نحو الكتلة العامة الاسلامية (السنية) لمجتمع محافظ يرى في الحجاب ليس فقط طقساً اجتماعياً، إنما فرض ديني متوارث وغير قابل للنقاش. والأهم من ذلك هذه الطريقة التعسفية والهمجية، التي نشرتْ الذعر في الأحياء الدمشقية.. هنا نهضَ "المُلهم التاريخي" موبخاً أخاه الأصغر، ومقدماً خطاباً أمام الملأ، أن تلك الحماقات ليست إلا "اندفاع بعض المتحمسات لقيم الثورة" [*] من شابات وشباب بعمر المراهقة. بمعنى آخر لم يقدم أي اعتذار رسمي.. على ذكر الاعتذار؟ يتضح بالانظمة الاكثر استبداد وعنف (الشمولية) في التاريخ، أنه ليس في قاموسها المتداول شيء اسمه ثقافة الاعتذار. بطبيعة الحال، الاعتذار يعني أنك تعترف بالاخر (المحكوم) او على الاقل هو بمرتبة "مواطن" وهذا "كفر" بحد ذاته؛ الجمهور في عرفهم ليس إلا كتلة قطيعية، يطلقون عليها اسم الرعايا..
يرتقي العنف ويغدو أكثر دموية، مع مجيء الخريف من عام 81. من جهة السلطة أكثر، بعد حصول انفجارات كبيرة في دمشق، سيارات مفخخة (الازبكية. تفجير أمام مقر قيادة سلاح الجو(الآمرية)، مبنى الخبراء السوفييت).. السلطة ستعمل وفق منظومة تأسيسية من طراز مختلف بمحاولة تعميم القمع، بالتمشيط الدائم للمدن والأحياء عداك عن المجازر الانتقامية هنا وهناك، والعمل على الإرهاب المنظم. في ظل هذا التوتر يخرج الى العلن الشقيق الثالث للأسد (الوسط بين الآب / حافظ وبين رفعت) ويحمل اسم جميل. على مبدأ وله أيضا حصة من الغنيمة (السلطة)، يخرج بمنحى جديد كمحاولة "لتوحيد الطائفة العلوية وجعلها طائفة سياسية وليست دينية" (ميشيل سورا نفس المرجع). يتم التداول بمسمى جديد اسمه جمعية الإمام المرتضى، ويسمي نفسه الإمام المرتضى؛ أحد الأئمة عند الشيعة الاثنى عشرية.. بهذا المعنى "سرى" الاخ الثالث (جميل) بخطاب عمومي (المذهبية العلوية)، إلى الشيعة الخمينية بخاصة؛ بأمل أن الخميني "قدس الله سره" يعلن على الملأ مبايعته. تمددتْ الجمعية لبعض الوقت، استقطبت بعض "التائبين" من بقايا تنظيمات سياسية.. سوف ترشّح قائمة خاصة بها في انتخابات مجلس الشعب عام 81، وذلك يعني سحب البساط حتى من تحت ارجل الحزب الحاكم، واعتبرتْ هذه الخطوة ضربة للبعثيين، وحلفائهم "الجبهويين التقدميين". هذه الاندفاعة السريعة للجمعية، ستتراجع مع انتصار المليشيا العسكرية الاسدية، إثر مجازر حماة (شباط 82). وسوف يتم حلها كلياً، بعد الانتصار الثاني للأسد على أخيه (ربيع 84). خاصةً وأنّ جميل انحاز لرفعت أثناء "غيبوبة وليّ الزمان": أبعد رفعت "ومعه الغنائم" وحل سراياه، وأبقى جميل موظفاً مدنياً برتبة كبير الفاسدين وجامعي الأموال، مع التعهد منه بأن تتبخر الجمعية وإمامها.. في نهاية عام 81 استطاعتْ قيادة الإخوان بتشكيلاتها الثلاث (طليعة مقاتلة، تنظيم عام/ عدنان سعد الدين، وتنظيم الإخوان /عصام العطار)، الاتفاق لأول مرة بتشكيل مجلس عسكري، مؤلف من مجموعة ضباط على رأسهم الحموي العميد تيسير لطفي / تنظيم عام عدنان سعد الدين..الدمشقي العميد صلاح حلاوة / تنظيم العطار..ومجموعة من الضباط الطيارين.. ثم تم الاتفاق على خطة عملياتية بتحريك المدن الرئيسية خاصة حماه ودمشق، بالتزامن مع قيام بعض الضباط (سلاح الطيران) بشن هجوم على اللجنة المركزية للبعث -كان موعد الاجتماع 5 كانون الثاني 82- التي تضم كل القادة بما فيهم الاخوين حافظ ورفعت.. فشلتْ المحاولة قبل أيام قليلة من التنفيذ، تم كشفها من قبل أحد الضباط (العميد أحمد عبد النبي / فرقة ثالثة)، الذي حاول تنظيمه العميد صلاح حلاوة ..[8]. بعد شهر من الكشف استطاعت السلطة استدراج الطليعة المقاتلة إلى المعركة، وستكون الاخيرة.. يسترسل باتريك سيل في التفاصيل: " أثناء تمشيط إحدى وحدات الجيش في ليلة 2-3 شباط، وقعت في كمين، قُتلَ 20 جندي..القائد المحلي (عمر جواد) بعد حصار منزله، أعطى الأمر بالقيام بانتفاضة عامة..اشتعلت الأضواء في المساجد..انطلقت نداءات الجهاد، خرج المقاتلون (الخلايا النائمة..اقتحموا مخافر الشرطة..حاصروا بيت المحافظ (محمد حربا)..إلا انه وبعض حراسه استطاع صد الهجوم حتى مجيء القوى الامنية..اعتبروا المدينة محررة..ظلت المعارك 3 أسابيع، الأول منها كانت لجهة المقاتلين، أما الاسبوعين الاخيرين فكان الحسم من قوى النظام .." [9]. يشير باتريك سيل ان ثلث المدينة قد سويت على الارض، وعدد الضحايا عشرات الألوف..رواية النظام ثلاثة آلاف.روايته مايقارب عشرين ألف ضحية، بعض منظمات حقوق الإنسان تقول قرابة الأربعين ألف.. ميشيل سورا، يسرد صدى الصحافة الغربية على مجازر شباط / فبراير، حماه (1982): "أثناء مجازر حماه ..كانت الصحافة الغربية تقدم ما يشبه التبريرات لذلك العمل بصفته شراً لابد منه لإزاحة شبح الخمينية.." يقتبس من التايمز اللندنية عدد 15 شباط 82..: " إن فكرة ظهور خميني آخر في دمشق لكفيلة بأن يشعر العرب، كما الغرب بالقشعريرة تسري في أجسادهم". (كتاب سورية الدولة المتوحشة / ميشيل سورا ص 27). نحن السوريين آنذاك - شاهدي عيان عن قرب وعن بعد في دمشق- كان ينتابنا أيضاً الشعور بالقشعريرة، لكن ربما لم يخطر على بالنا نموذج الخميني الطاغية، بعنفه وتعميم عمامته السوداء على المجتمع الإيراني.. كنا نسمع عن الفتك هناك خاصة للمدنيين؛ للدقة بعضنا اليساري كان يخشى انتصار التيار الاسلامي المتشدد، لكن مجازر حماه حديث آخر..حيث المدينة باتت مستباحة للأكثر توحش من القطعان المنفلتة مثل سرايا الدفاع وبعض الوحدات الاخرى (اللواء 47. اللواء 23، وأيضاً الوحدات الخاصة)..
مرضْ الأسد في أواسط شهر تشرين الثاني عام 83 [**] قيلَ أن "الوعكة" جلطة قلبية، أتته في يوم يقترب -12 تشرين الثاني- من "اليوم المنشود"، يوم اعتلائه على العرش السوري (بين يومي 13-16 تشرين الثاني/ نوفمبر).. عبد الحليم خدام يقول: جاء العميد عدنان مخلوف، في أواسط تشرين الثاني/ نوفمبر، وأخبرني أن الأسد في مشفى الشامي، ويريدني أن أراه.. هذا الكلام ورد عند باتريك سيل.. أيضاً في مقال نشر 21 يناير 2024 . من مجلة المجلة، على موقع الشرق/ ابراهيم حميدي.. يفرد باتريك سيل الكثير من الصفحات (الأسد والصراع على الشرق الأوسط) حول هذا المرض وكيف شكل، وهو في غيبته "الصغرى" قبل أن تتحول إلى شبه كبرى، ربما كادتْ تؤدي به إلى جبٍ عميق، تنتظره الاجيال اللاحقة، بديلاً عن "الحافظ المنتظر".. شكّل لجنة سداسية لتسيير القضايا اليومية: عبد الحليم خدام، مصطفى طلاس، عبدالله الأحمر، حكمت الشهابي، عبد الرؤوف الكسم، محمد زهير مشارقة.. رفعت الأسد لم يكن بينهم، وأيضا ولا ضابط من الضباط "ذوي القربى" الذين رافقوه من أيام التفكير بالانقلاب على رفاقه (1968). لكنها لم تستطع القيام بمهامها؟ " إثر هذا التشكيل خشيَ القادة العسكريين ان يكون الأسد على وشك الموت..اتجهوا إلى رفعت..هم ينظرون لتلك اللجنة بأنهم ليسوا أكثر من موظفين تنفيذيين..بناء على تحريضهم قام حكمت الشهابي وعبد الحليم خدام، بزيارة رفعت ليخبروه بأن رجلاً في مثل أهميته لا يمكن إبعاده.." [10] سيدير دفة القيادة رفعت باسم القيادة القطرية للحزب؛ يمكن لأول مرة يشعر أنه الزعيم الأوحد لغياب الاخ الاكبر ولي نعمته، هل دغدغته فكرة انه يتمنى له الموت، حينها لا منافس ولا وصايا من "الآب" او الشعور بانه يخالف التعليمات.. لن أغوصَ هنا بفكرة قتل الأخ بديلا عن الأب الأوديبي، رغم وجود الكثير من المؤشرات خاصة ماحصل بتمرده، مع انه عرف انّ "الاب" عادَ من غيبته تلك. في صحوته الاولى عَلم الأسد بما جرى : " شعرَ بالسخط الشديد لسبب بسيط، لأن أي انحراف عن الطاعة الكاملة الخالية من أي تساؤل تثير شكوكه..استدعاهم ووبخهم على ما فعلوه.."[11] -باتريك سيل لا يغيب عنه بنية الدكتاتور ومايقلقه-
لابد من وقفة هنا، أمام أسماء اللجنة السداسية من الأسد: من الملفت للانتباه أن الستةَ هم من (السنّة)، كيف يحدد هذه الاسماء وهو على وشك الرحيل، إلا إذا افترضنا أنه يمتلك من "الحدْس العرفاني" بأنه سيعود سالماً معافى وراكباً على عربة تجرها تلك "الاحصنة الستة". أظن انه في قرارة نفسه يدركُ أن اللجنة السداسية، لن تشكل مصدر خطر حقيقي، بأن تنفرد بالسلطة، وهم بطبيعة الحال ليسوا على موقف واحد، خاصة وجود مصطفى طلاس وعبدالحليم خدام، صديقيه الحميمين منذ بدء الرحلة، وكانا يعرفان حجمهما الحقيقي بأنهما "سنيدة" للقائد حتى لو طال الغياب. القراءة المباشرة لهذا التعيين -اللجنة السداسية- تُظهرْ وكأنه يتخلى عن المكون الطائفي وهم أعمدة الجيش والمخابرات، معظمهم من الطائفة العلوية: علي دوبا (مخابرات عسكرية)، محمد الخولي (مخابرات جوية)، فؤاد عبسي (سني) مخابرات عامة، نائبه محمد ناصيف، علي حيدر (وحدات خاصة)، عدنان مخلوف (حرس جمهوري)، عدنان الأسد (سرايا الصراع). هناك أيضاً اربعة ضباط من الجيش النظامي: شفيق فياض وابراهيم الصافي قائدا الفرقتين الثالثة والاولى.علي صالح (آمر أطقم الصواريخ، علي أصلان (نائب رئيس الأركان. [12] من الاهمية بمكان الوقوف أمام هذه "المفاجأة" غير السارة لمجموع الضباط، هم الذين يشعرون أن البيت لهم (السلطة) وحافظ الأسد هو رب هذا البيت، وهم على يقين أنهم من " الصحابة " الاوفياء، فكيف يجعلهم على "الرف"، لذلك كان هاجسهم الحؤول دون ان ينفرد هؤلاء (السنّة) بالسلطة في حال رحلَ رب البيت. استنجدوا برفعت؛ وهم لم يكونوا يوماً على وفاق. بعد التوبيخ وعودته، يكفرون عن ذنوبهم ويعلنون الولاء والطاعة للاخ الاكبر (الأسد).. ينتشي الاسد وتعود له "العظَمة" كما كانتْ. تعاود الشخصية لحضورها الطاغي، مما سيعزز "المعصومية" لديه بأنه يمتلك السلطة والسيطرة المطلقة.. لكن رفعت لم يعلن الاستسلام: " في 30 آذار/ مارس من عام 1984، أمر رفعت سرايا بالتحرك بقوة إلى دمشق والاستيلاء على السلطة..كادت قواته أن تسيطر على دمشق..الأسد كان قد حيّر الدبلوماسيون الأجانب في بطء الرد..سيلبس لباسه العسكري الكامل ويتجه بالسيارة مع ابنه باسل فقط، بدون حرس..ذهبَ إلى موقع رفعت حيث منزل رفعت في المزة ..سأله الاسد -بحضور والدتهما كان الاسد قد احضرها الى بيت رفعت- أتريد أن تقلب النظام؟ ..ها أنا النظام..استمر الجدال لساعة..ينتصر الاخ الاكبر.. نقلَ عنه أصدقاءه فيما بعد، بأن قراره بترك القتال كان أعظم غلطة ارتكبها في حياته.." [13]
تأتي الطائرة السوفييتية (28 أيار/ مايو 84)، لنقل "البضاعة" والتي هي عبارة عن سبعين من كبار الضباط ومعهم رفعت، حيث خصصتْ له الكرسي الاولى بجانب المضيفات والمضيفين وحاملي "المكسّرات"، وبعض الكؤوس من الفودكا الروسية العتيقة.
عادوا بعد رحلة "الاستجمام" ، لكن رفعت أُرسل إلى المنفى (سويسرا ثم فرنسا).. عادوا جاثيين على صدورهم، مترابطين بأحذيتهم العتيقة، وبعض المعاطف الروسية الصنع؛ قد يخطر على بالكَ سيدي القارئ معطف غوغول / الكاتب الروسي الشهير. يدخلُ الأسد إلى قصره، ينظرُ إلى كرسيه، يخاطبه: لم تخدعني ولن تغدر بي.. من يوم تسلمي هذا العرش وأنتَ خير جليس وأعز صديق. ثم يتذكر العائدين، يهمس في صمته: هؤلاء سيبقون أذلاء، لن يصلوا الى محاذاتي. وقفَ إلى الشبابيك التي تطلُ على قاعة المؤتمر القطري الثامن، يراقبُ "الأعضاء" العاملين والمقيدين ومعاطف الضباط منكسّي الاكتاف يزحفون على بطونهم، يرى أخاه رفعت متدحرجاً على عكازيه، لم يسعفه أحد!! [14] يجتمعون ويصرخون ويهللون رافعي الأيدي والأرجل: قائدنا إلى الأبد الأمين حافظ الأسد..[15] رُفعتْ الستارة إلى أعلى قمةٍ في جبل قاسيون، كي تنحتَ تلك الكلمات من "حجرٍ وصخرٍ ورملٍ" وعلى بصمةٍ أُخذت بالدم من "الأعضاء". يتبع.. ______________________________________________________________________ الهوامش..المراجع (المصادر)
[1] من مقدمة كتاب على ثرى دمشق / أيمن شربجي / نسخة الكترونية. ص رقم 6-7 [2] اللجنة السورية لحقوق الإنسان..تضع في هامش التقرير المراجع التالية: بيان وزير الداخلية السوري عدنان دباغ..(22/ 6/ 1979) - الاحزاب والحركات الاسلامية: تحرير فيصل دراج-جمال باروت. -بيانات الإخوان المسلمين في سوريا (24 حزيران- الاول من تشرين الأول 1979. [3] كتاب الإخوان المسلمون في سورية/ مذكرات عدنان سعد الدين المجلد الرابع. نسخة إلكترونية (رقم الصفحة 76-77- 81) [4] كتاب فلاحو سورية/ حنا بطاطو ص رقم 426 [5] كتاب سورية الدولة المتوحشة / ميشيل سورا / نسخة الكترونية ص 41 [6] نفس المرجع ص 81 [7] نفس المرجع ص 80 [*] وردتْ تلك العبارة على لسان الأسد في مقال معنون حجاب السوريات ونقابهن للكاتبة السورية سمر يزبك . العربي الجديد تاريخ 27 كانون الثاني/ يناير 2025. [8] حسام جزماتي الكاتب السوري، يكتب عن هذه المحاولة باستفاضة..في مقال له نُشرَ على موقع تلفزيون سوريا، وعلى صفحته الشخصية (17/ 4/ 2023) حمل عنوان: أقل من انقلاب عسكري إسلامي في الثمانينات.
[**] يشير حنا بطاطو لحلة مرض الاسد (نسخة الكترونية)، تحت عنوان أزمة الخلافة (صراع الاخوة) وذلك في الصفحة رقم 376،..لكنني في الحقيقة اعتمدت كتاب باتريك سيل كمرجع اهم حول تسلسل الصراع بين الاخوة ثم محاولة رفعت الانقلابي.
[9] كتاب الأسد الصراع على الشرق الأوسط/ باتريك سيل ص546 نسخة الكترونية. [10] نفس المرجع ص رقم 698 يعتمد هنا باتريك سيل على مقابلة مع محمد حيدر النائب السابق لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية . 16/ 4/ 1984. [11] نفس المرجع ص رقم 699.. [12] نفس المرجع ص رقم 704 [13] نفس المرجع ص رقم 717 [14] نفس المرجع ص رقم 720: المؤتمر القطري الثامن كانون الثاني / يناير 1985.أقر المؤتمر زيادة أعضاء اللجنة المركزية إلى 90 . ُيمنح الأسد صفة بطل الساحتين الخارجية والداخلية..سيكلف من المؤتمر باختيار وتسمية أعضاء المركزية..بعد ثلاثة أسابيع (10 شباط) يُنتخب رئيس للجمهورية لفترة ثالثة (99،97 %).. في تلك الأثناء غادر رفعت إلى أوربا ثانية. [15] كتاب فلاحو سورية / حنا بطاطو نسخة الكترونية رقم الصفحة: "عام 85. بعد أقل من صراع الخلافة ..سيمضي المؤتمر الثامن القطري إلى أبعد ليرفع شعار: قائدنا إلى الأبد الأمين حافظ الأسد.".
#نصار_يحيى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المثقف الداعية والمثقف التحريضي
-
هل كان النظام الأسدي نظاماً طائفياً؟
-
-الشيخ والمريد -
-
المرياع
-
شرقي سلمية نصب/ مجموعة قصصية/ ريان علوش
-
رواية في المطار أخيراً / للكاتبة السورية لجينة نبهان
-
مسرحية الاغتصاب للكاتب السوري سعد الله ونوس
-
مسرحية الذباب / الندم/ جان بول سارتر
-
-ماذا وراء هذه الجدران-.. قراءة في رواية راتب شعبو
-
حوار منمنمات بين أطياف -شرّاقة- سعاد قطناني
-
كتاب توقاً إلى الحياة/ أوراق سجين. عباس عباس
-
رواية أحقاد رجل مرهوب الجانب / الكاتب منصور منصور
-
انقسام الروح/ وائل السواح
-
على أوتار الطوفان يعزف غسان الجباعي، أنشودة مدينة ثكلى، صدأت
...
-
دردشات مع روايتين: نيغاتيف، روزا ياسين حسن/ خمس دقائق وحسب،
...
-
قراءة على رواية الشرنقة/ حسيبة عبد الرحمن
-
من الصعب / بدر زكريا
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
-
رحلة تحت ضوء الغسق إلى قصر شمعايا/ رواية علي الكردي
-
رواية الحي الشرقي / منصور منصور
المزيد.....
-
بعد باريس..إطلالة رسمية أنيقة لميغان ماركل في نيويورك
-
جائزة نوبل للسلام تُمنح لماريا كورينا ماتشادو.. من هي؟
-
كاميرا مراقبة ترصد طفلًا يختنق أثناء قفزه على لعبة الترامبول
...
-
جينيفر لوبيز بإطلالة من إيلي صعب في نيويورك
-
عاصفة قوية ستضرب الولايات المتحدة نهاية هذا الأسبوع.. إليك م
...
-
أغرب أزياء أسبوع الموضة في باريس..فستان من 6000 فرشاة نحاسية
...
-
مذيعة CNN للكاردينال بيتزابالا: الى أين سيعود سكان غزة بعد ا
...
-
غزة.. الجيش الإسرائيلي يعلن سريان وقف إطلاق النار ويلفت لـ7
...
-
قرقاش عن وقف إطلاق النار في غزة: -آن الأوان أن تسكت المدافع-
...
-
بالصور - هكذا تفاعل سكان غزة مع بدء سريان وقف إطلاق النار
المزيد.....
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
المزيد.....
|