حين تصبح السياسة فعلَ حلم

عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 8550 - 2025 / 12 / 8 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في عالمٍ تتآكله الخيبات السياسية وتُثقل كاهله وعود السياسين المتعثرة، يأتي الفيلم الإيطالي "تحيا الحرية" للمخرج روبرتو أندو ليُعيد طرح سؤال
هل تحتاج الجماهير إلى السياسي الحزبي، المخضرم في دهاليزها، أم الى شخص بسيط يحقق أحلامهم؟

يتناول الفيلم الأزمة السياسية من منظور ساخر وذكي. تدور الأحداث حول زعيم حزب معارض يُدعى إنريكو أولتانو يختفي فجأة بسبب الضغوط السياسية وفشل حزبه في الانتخابات.
لإخفاء اختفائه عن الإعلام، يلجأ مساعده إلى حلّ غريب: إحضار شقيقه التوأم يظهر شقيقه التوأم – المختلف عنه في كل شيء عدا الشكل – ليحل محله مؤقتًا دون أن يعلم أحد بالحقيقة.

المفاجأة هي أن هذا التوأم – الذي لا علاقة له بالسياسة – وعاش على هامش الحياة، ولا يجيد فنون الخطابة أو الحسابات السياسية, يتمتع بجاذبية وشخصية ساحرة!يتحدّث كإنسان، كحالمٍ يفتح نافذة في جدار الحقيقة الضيق.
يبدأ بتحقيق شعبية كبيرة، ويعيد الأمل للناس بخطاباته العفوية والفلسفية، مما يقلب المعادلة السياسية رأسًا على عقب!

من هنا نعرف ان الزعيم الحقيقي ليس دائمًا ذلك الماهر في السياسة، بل هذا الذي يمتلك نقاء الفكرة وروح الحلم.
حيث يصبح الحلم هو المحرك للتغيير، ويُسعى لتجسيد المُثل العليا في الحكم والمجتمع، وقد يكون ذلك انعكاساً لتطلعات الشعب نحو عالم أفضل.

تحيا الحرية" ليس مجرد فيلم، بل دعوة صريحة إلى أنسنة الواقع، والبحث عن يتمتع بصراحة تعبير عفوية وانفتاح اجتماعي وحس فكاهي،

الامر الذي يقرب الناخبين منه ومن صناديق الاقتراع!.

إنه فيلمٌ يجعلنا ندرك أن السياسة قد تكون أصدق حين تتخلى عن وجهها الجاف، وترتدي قناع الحلم — لا لتخدعنا، بل لتوقظ فينا ما خفتَ من نور.

#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل