ماذا وراء انفجار شقة في حي اثيني مزدحم؟

عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 8150 - 2024 / 11 / 3 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مع اقتراب ذكرى 17 نوفمبر 1973 في اليونان (انتفاضة أثينا جامعة الفنون التطبيقية)..والتي بدأت أحداثها في 14 نوفمبر 1973، وتصاعدت إلى ثورة مفتوحة ضد المجلس العسكري الحاكم وقتها، وانتهت بإراقة الدماء في الصباح الباكر من 17 نوفمبر بعد سلسلة من الأحداث بدأت باقتحام دبابة لبوابات كلية الهندسة التطبيقية في أثينا وانتهت بالإطاحة بالنظام العسكري .

اختارت المنظمة اليسارية المتطرفة التي تم تفكيكها بعد نشاط دموي طويل اليوم الأخير من انتفاضة البوليتكنيك (17 توفمبر) اسما لها .إعتمدت هذه المنظمة الثورية العنف وتم تصنيفها على أنها منظمة إرهابية من قبل أمريكا والاتحاد الأوروبي.

تأسست المنظمة عام 1975 وتم القضاء عليها وتفكيكها في يوليو 2002 بعد القبض على معظم اعضائها.

اعترفت منظمة 17 نوفمبر الثورية بأن حملة الاعتقالات التي شنتها الشرطة اليونانية وقتها طالت أعضاء أساسيين فيها إلا أنها أكدت بأن "هناك مقاتلين جاهزين ليحلوا مكانهم"، وذلك حسب بيان نشرته صحيفة يونانية وقتها.

وقال البيان إن الحركة تعلمت من أخطائها ومن أخطاء الشرطة وإنها ستمضي قدما بيد أنها لم تعط أي إشارة عن هجمات مستقبلية محتملة. واعتبرت الشرطة اليونانية أن البيان حقيقي "لأنه أشار إلى أدلة لم تنشرها الجهات الأمنية".

موجة الاعتقالات بدأت مطلع يوليو 2002 بعد إصابة عضو في المنظمة، يدعى سافاس كسيروس، بجروح خطرة في انفجار قنبلة كان يقوم ينقلها إلى ميناء بيريه.

وشملت الاعتقالات منذ ذلك التاريخ 14 من الأعضاء الكبار في المنظمة. وكان آخر ضحية لعمليات المنظمة ضابطا بريطانيا قتل في يونيو 2000.، مما جعل بعض المحللين يشير إلى دور الأجهزة البريطانية في الكشف عن المنظمة.

منذ تأسيسها عام 1975 وحتى العام 2000، تبنت منظمة 17 نوفمبر الثورية 23 عملية اغتيال استهدفت يشكل خاص دبلوماسيين أمريكيين وأتراك وبريطانيين.

في سنة 2007 خرجت منظمة يسارية يونانية اسمها (الكفاح الثوري) اعتبرت وريثة لمنظمة 17 نوفمبر وأعلنت مسؤوليتها عن هجوم على السفارة الامريكية في اثينا. منذ ذلك الوقت، شهدت البلاد عدة عمليات ارهابية قام بها عدد من الجماعات اليسارية وواللاسلطوية التي أعلنت الحرب على كل أشكال الحكومات.

وتوالت الهجمات بالقنابل الصغيرة والحرائق المتعمدة في البلاد بين عامي 2009 و2018، واستهدفت معظمها سياسيين، وقضاة وسفارات وشركات.لكنها لم تصل لدرجة الاغتيالات.

أزاحت الشرطة اليونانية مؤخرا الستار عن حقيقة الانفجار الذي وقع داخل إحدى الشقق السكنية بالعاصمة أثينا.

وقالت الشرطة ومسؤولون يونانيون، إن الانفجار الذي وقع في شقة بأثينا، يوم الخميس 31 اكتوبر، كان نتيجة قنبلة محلية الصنع، وإن السلطات تشتبه في ضلوع جماعات محلية في الانفجار.

وأضافت في بيان أنها صادرت بندقيتين، ورصاصات، وهواتف محمولة، وأدلة رقمية من موقع الانفجار الذي أسفر عن مقتل رجل وإصابة امرأة بجروح خطيرة، ولم تحدد الشرطة بعد هوية القتيل.

حسب مراقبين فإن الأدلة الاولية قد تربط القضية بجماعات مناهضة للنظام، ويشتبه في أن الانفجار وقع أثناء تصنيع القتيل القنبلة.
فهل ستواجه اليونان الجيل الثاني من الجماعات الإرهابية اللاسلطوية ؟

#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل