فيصل علي سليمان الدابي
الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 16:37
المحور:
كتابات ساخرة
سألت الذكاء الاصطناعي بالعامية السودانية قائلاً: يا زيكو الاصطناعي ياخي هل عندك أي حل لمشكلة الرباعية وما ادراكما الرباعية؟!!
رد زيكو الاصطناعي: يا زول انتا قاصد ياتو رباعية؟!! هل تقصد الرباعية العاملة غلبة مع السودان واللا رباعية واحدة تانية؟!!
قلت لزيكو الاصطناعي: أقصد رباعية مراحل الحياة، ممثلة في الطفولة، الشباب، الكهولة والشيخوخة، ياخي مشاكل الحياة غلبتنا عديل كده!!
رد زيكو الاصطناعي شوف يا زول ساي هناك أربع معطيات يحاول كل انسان التحكم فيها بشدة لكنها تتحكم فيه بقوة، هذا الرباعي، المريح والمزعج المفرح والمبكي الجميل والقبيح والذي يعتبر حل ومشكلة في ذات الوقت لأنه يحتوي على جميع التناقضات هو السلطة، الثروة، الحب والزواج، والأبناء!! هذا الرباعي المرح والكئيب هو سبب التعقل والجنون لدى جميع البشر بلا استثناء!! لماذا لأن كل انسان دكتاتور بالغريزة وطماع بالفطرة وتدفعه الأنانية الطبيعية دفعاً لمحاولة الحصول على أكبر قدر من هذه المعطيات الأربعة!! علماً بأن البشر يحاولون تلطيف وتجميل الانانية الفجة ويسمونها المصلحة الخاصة وعلماً بأن المصالح العامة هي في حد ذاتها مجرد مجموعة كبيرة من المصالح الخاصة مجتمعة ومتراصة ومصطفة في ميدان واحد!!
استطرد زيكو الاصطناعي قائلاً: نعم كل إنسان هو دكتاتور بالفطرة ومتسلط بالغريزة ولا يُوجد استثناء، انتا ذاتك يا زول دكتاتور!! والدكتاتوريون أنواع فهناك دكتاتور كبير ودكتاتور صغير، دكتاتور مظلم ودكتاتور مستنير، ودكتاتور لا في العير ولا في النفير!! بل هناك دكتاتور ظريف ودكتاتور بايخ فقد يكون الانسان أبيخ دكتاتور دون أن يشعر بذلك وقد صدقت تلك العروس التي قالت لعريسها الذي انشغل في ليلة الدخلة بلعب الشطرنج مع نفسه: والله أنت دكتاتور بايخ لكن ما حاسي بي بياختك!! والدكتاتور أياً كان نوعه يميل إلى ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة لأنه يخلط بين رأيه الشخصي وشخصيته ويعتبر هزيمة رأيه الشخصي بمثابة هزيمة لشخصيته ولذلك يدافع عن رأيه بشراسة حتى لو كان مقتنعاً بخطئه وحتى لو كان الموضوع تافهاً ولا يستحق أي مناوشة أو مهاوشة!!
قلت لزيكو الاصطناعي: طيب ياخي لو سمحتا شوف لينا حل لمشكلة السلطة!!
رد زيكو الاصطناعي قائلاً: السلطة هي حل للكثير من المشاكل لكنها في حد ذاتها أكبر مشكلة، فهي تجلب الفلوس والشهرة ولكنها تجلب العداوات في ذات الوقت!! والسلطة لها أنواع كثيرة، الحاكم له سلطة والمحكومين لهم سلطة وكثيراً ما يثور المحكومون على الحاكم ويجبرونه على الهروب إلى خارج الدولة إذا تطرف في استخدام سلطته واعتبر أن البلاد والعباد ملكية شخصية مسجلة في اسمه وعندها لن يحميه أي تحالف بين السلطة والمال والرجال!! عامل النظافة يملك سلطة الزامك بمغادرة المقعد الذي تجلس عليه في الحديقة العامة إذا أراد أن ينظف ما حوله ويمكن أن تفرض عليك المحكمة غرامة كبيرة إذا تحديت سلطته!! وأي سلطة سواء أكانت سلطة وزير أو سلطة غفير لا تدوم أبداً فصاحب أي سلطة قوية لا بد أن تسقطه سلطة أقوى في نهاية المطاف بحكم قانون التنافس الطبيعي وقانون الاسقاط والسقوط الطبيعي!!
قلت لزيكو الاصطناعي: طيب ياخي ارجوك شوف لينا حل لمشكلة الثروة!!
اسمع هنا يا زول ساي: المال هو حل لمشاكل كثيرة لكن تختفي بداخله مشاكل لا حصر لها، الفقراء يضيعون أعمارهم في مطاردة المال ويصابون غالباً بأمراض سوء التغذية والأغنياء المالكون لأكبر قدر من المال يصابون بالتخمة وبالملل من كل شيء ويصابون غالباً بأمراض السرطان، إذا كان لديك مال وأنت تسير بأمان في شارع الله في السودان فمن الممكن أن تضربك وتخطف مالك عصابة تسعة طويلة!! وإذا لم يكن لديك أي مال وكنت مفلس فيمكنك الاحتراق في وهج الشمس والوقوف في صف التكية السودانية من أجل الحصول على حبة امباز أو شوية بليلة!! يعني يا تسعة طويلة!! يا حبة امباز أو شوية بليلة!!
قلت لزيكو الاصطناعي: طيب ياخي لو سمحتا شوف لينا حل لمشكلة الحب والزواج!!
رد زيكو الاصطناعي قائلاً: شوف هنا يا زول ساي: الحب والزواج حلان لمشاكل كثيرة وهما في ذات الوقت أكبر مشكلتين!! العزاب يشاهدون الأزواج القابعين والمقيدين داخل أقفاص الزوجية ويحسدونهم على الاستقرار العائلي والأزواج يحدقون في العزاب المتجولين خارج الأقفاص ويحسدونهم على الحرية!! وقد يكون هناك حب حقيقي بلا زواج أو زواج مصلحة بلا حب وقد يكون هناك زواج بحب لكنه يتحول إلى مجرد عُشرة الأيام بعد انتهاء الصلاحية وعلى أي حال الحب والزواج في نهاية المطاف مجرد خطة قدرية بيولوجية طبيعية تم رسمها مسبقاً وتنفيذها لاحقاً للمحافظة على النوع البشري أما الأحباب والأزواج فقد يكونوا مجرد أدوات تنفيذية!!
قلت لزيكو الاصطناعي: طيب ياخي ارجوك شوف لينا حل لمشكلة إنجاب الأبناء!!
رد زيكو الاصطناعي قائلاً: اسمع هنا يا زول ساي!! إذا أنجبت عيال صالحين واستمتعت زمناً بصحبتهم في عشك الهادئ الجميل فسوف يكبرون بسرعة دون أن تشعر بذلك ثم يرحلون بعيداً عنك في نهاية المطاف بعد زواجهم أما أنت فسوف تصاب عندها بجنون متلازمة العش الفارغ!! وإذا أنجبت عيال طالحين فقد يقتلونك بقصد جنائي هو تسريع الحصول على التركة المالية!! بعض البشر يكتفون بالحب الحر ويضربون عن الزواج ويرفضون الإنجاب خوفاً من مخاطر الزواج ومخاطر إنجاب الأبناء ويعيشون ويموتون وهم عُزاب ولكن تحويل الرباعية إلى ثلاثية عبر الهروب من الزواج وتفادي إنجاب الأبناء هو أكبر مشكلة لأنه سيعجل بسقوط الدكتاتور الأناني سواء أكان سوداني أو غير سوداني!! وهاك الدليل:
أثبتت الدراسات الميدانية أن المتزوجين يعيشون عمراً أطول من غير المتزوجين والأسباب الرباعية هي: أولاً: المتزوجون يتمتعون بصحة جسدية ونفسية وعاطفية أفضل بسبب الاستقرار العائلي مقارنةً بالعزاب، ثانياً: الزواج يوفر شبكة دعم مادي ومعنوي أقوى وهذا يعني وجود شريك الزواج الذي يهتم بشريكه عند المرض ويسانده في مواجهة مشاكل الحياة العملية وبالطبع هذا غير متوفر في حياة العزوبية، ثالثاً: يميل المتزوجون إلى تقليل السلوكيات الخطرة (كإدمان الكحول) مقارنةً بالعزاب، ورابعاً: يسعى المتزوجون إلى الاستقرار المالي عبر كسب وادخار المال أكثر من نظرائهم العزاب!!
قلت لزيكو الاصطناعي: طيب ياخي ما هي أسرع طريقة سلمية لإسقاط الدكتاتور السوداني اللي هو أنا ذاتي؟!!
رد زيكو الاصطناعي قائلاً: أسرع طريقة سلمية لإسقاط الدكتاتور السوداني، سواء كنت أنت أو غيرك، هي الا ينتظر الدكتاتور حتى يسقطه الدكتاتوريون الآخرون مجغوماً ومبلولاً عبر تفعيل الرباعية العدوانية التي مفادها: (الحل في الجغم والبل!!) وأن يقوم الدكتاتور بدلاً من ذلك بإسقاط نفسه ويريح البشرية من دكتاتوريته عبر تطبيق فلسفة حاجة نفيسة السودانية فهي أفضل وأبسط فلسفة رباعية في العالم والتي يمكن تلخصيها كالآتي: إذا غالطك أي دكتاتور في أي شيء وكان هو على خطأ واضح وفاضح، فقم بإسقاط نفسك من خشبة مسرح الدكتاتورية وقل له جملة حاجة نفيسة الرباعية السلمية الآتية: كلامك صاح، أحسن نسكت!!
ملحوظة هامة: يا قحاطة يا كيزان كتلكم الشمار جايين جارين عايزين تشوفو بهارات الرباعية وشمارات الدكتاتورية!! هاكم الخازوق ده!! نعم للسلام ولا للحرب ولا للصراع على السلطة!!
(من مذكرات زول ساي)
فيصل علي سليمان الدابي/المحامي
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟