أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - محنة أولاد نادوس!! يتفاوضون في واشنطون ويتقاتلون في الفاشر!!















المزيد.....

محنة أولاد نادوس!! يتفاوضون في واشنطون ويتقاتلون في الفاشر!!


فيصل الدابي

الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 14:22
المحور: كتابات ساخرة
    


فيصل الدابي-المحامي-الدوحة-قطر

نادوس (لمن لا يعلمون هو سودان بالمعكوس أو بالمقلوب)، بيت نادوس، هو أكبر بيوت الحي الأفريقي وأكثرها إثارة للجدل على الإطلاق بسبب الحروب العبثية التي تنشب بينهم من وقت لآخر وعلى رأسها الحرب العبثية النادوسية المشتعلة حالياً، أولاد نادوس، وهم أوشيك، ابراهيم، مجوك واسحق صاروا يشكلون ظاهرة سريالية فذة لا يفهمها عقل ولا يتصورها خيال!!
جيران النادوسيين، أحباب النادوسيين وحتى أعداء النادوسيين يقولون عنهم: (أولاد نادوس هم قوم سليمو النية بالفطرة لكنهم متمردون بالغريزة، حتى الأجنة في بطون أمهاتهم يتقلبون في ضجر ويستعجلون الخروج لكي ينضموا بأقصى سرعة إلى كرنفالات الجدل واحتفالات الاختلاف حول أي شيء وكل شيء بدون أي سبب ودون أي مبرر)!!
(الأوشيكيون، الإبراهيميون، المجوكيون والإسحاقيون قوم غريبو الأطوار فهم شجعان إلى حد التهور، كرماء إلى درجة السخف، أذكياء إلى حد العبط ومتصوفون إلى درجة الانحراف)!! و(لا أحد يستطيع أن يحب أولاد نادوس ولا أحد يستطيع أن يكرههم، إنهم متساوو الحسنات والسيئات كأنهم أهل الأعراف الذين لا عرفوا نعيم الجنة ولا ذاقوا جحيم النار)!!
قالت إحدى الجارات وهي تثرثر مع جارتها: لقد صارت الحوادث العجيبة التي تقع في بيت النادوسيين من وقتٍ لآخر مثار تندر سكان الحي ومثار تهكم جميع جيران أولاد نادوس، فحينما أدخل ثور أحد النادوسيين رأسه في جرة النادوسي الآخر، انقسم النادوسيون يميناً ويساراً وراحوا يجرجرون رأس الثور والجرة دون أن يفلحوا في إخراج الرأس العنيد من الجرة الأكثر عناداً، وحينما أعيتهم الحيلة طلبوا من أحكم الحكماء النادوسيين أن يخرج رأس الثور من الجرة بطريقة حكيمة، عندها قال لهم رأس الحكمة النادوسية: اِذبحوا الثور، فلما ذبحوه ظل الرأس متمترساً في الجرة، فقال لهم: اِكسروا الجرة، فكسروها ومن ثم خرج أولاد نادوس من مولد الحكمة النادوسية برأس ثور مذبوح وجرة مهشمة!!
جيران النادوسيين يقولون بدهشة مكونة من مائة وخمسين طابق: النادوسيون هم أكثر شعب غير متجانس في العالم، كيف يُحشر كل هؤلاء البشر في دولة واحدة، يرفرف فوقها علم واحد وتردد نشيداً وطنياً واحداً؟!! وحتى بعد أن انفصل المجوكيون واستقلوا بدولتهم ما زال بعض النادوسيين يقولون بسخرية: كل نادوسي لا يشبه الآخر، النادوسي هو نسيج وحده، انظر لأخيك ابن أمك وأبيك تجده مختلفاً عنك في كل شيء، فلماذا لا يُمنح كل نادوسي استقلاله التام؟!! لماذا لا يُقسم البيت النادوسي الكبير إلى خمسة أو عشرة بيوت مستقلة ومنفصلة عن بعضها البعض؟!! لماذا لا يتم دفن البئر الكائنة في وسط بلاد نادوس والتي لا ينبع منها شيء سوي المشاكل النادوسية المعقدة العديمة الحلول؟!!
لكن الروح النادوسية الضاربة في أعماق التاريخ النوبي البعانخي الكنداكي العظيم ترد بعنف: تباً لكم يا أولاد نادوس، يا من تفكرون في الانفصال في عصر التكتلات العائلية الكبرى!! هناك بيوت بعيدة أهلها مثل لحم الرأس لكن القاسم الإنساني المشترك وحّد بينهم فتعايشوا فيها كأحسن ما يكون!! متي تفهمون أن الهوية النادوسية لا يمكن الانسلاخ عنها واستبدالها كجلد الأفعى لأنها متأصلة في الروح النادوسية العظيمة إلى درجة أنها لا تقبل القسمة لا على نفسها ولا على غيرها!!

بعض جيران النادوسيين يتهامسون في تأفف: كلنا لدينا مشاكل لكننا نحلها بالكتمان أما أولاد نادوس فهم يعملون من الحبة قبة بل أنهم مولعون بشكل خاص باستجلاب الخبراء الأجانب من خارج البيت النادوسي وتفويضهم بإيجاد الحلول المستحيلة، وما زال كل جيران النادوسيين يتذكرون بدهشة مكونة من مائتين طابق ذلك المؤتمر العجيب الذي عقده النادوسيون في بيتهم بحضور عشرات الخبراء الأجانب واستمر عقداً من الزمان حول أيهما وُجد أولاً الدجاجة أم البيضة؟!! وهل النادوسي عربي أم أفريقي؟!! وما زال العالم كله يتفرج ويضحك على بدعة الحوار النادوسي الكبير، فها هم النادوسيون يعقدون مؤتمر حوار الطرشان ويحكّمون البهلوان ويستدعون الجيران والغرباء لحضور خزعبلاته التاريخية بينما يستغل بعض الجيران صراعات الاخوة النادوسيين الأعداء وانشغالهم الشديد بالفارغة والمقدودة فيقضمون أجزاء شاسعة من أراضي النادوسيين وهم لا يشعرون!!
ها هي روح نادوس الكبير القلقة تحوم ليل نهار فوق البيت النادوسي الكبير وتهبط أحياناً ثم تصيح بصوتها المكتوم الذي لا يسمعه أحد: أيها النادوسيين السفلة، بعضكم يقول إن هذا البيت النادوسي يحتاج إلى تحسينات كبيرة حتى يرتقي إلى مستوى الجحيم ويصبح مؤهلاً لكي يُحشر فيه كبار الأبالسة!! هل هناك جحود وطني أكثر من هذا؟!! لن تعرفوا أبداً أن بيتكم هذا هو أعظم جنة على وجه الأرض إلا حين تفقدوه ذات يوم وتصبحون لاجئين في بيوت الجيران!!
ها هي روح نادوس الكبير تشتعل غضباً وتصيح بصوتها المكتوم الذي لا يسمعه أحد: تباً لكم يا أولاد نادوس!! فحينما يصر كل فريق منكم على إحداث ثقب في الموضع الذي يخصه من القارب فإنكم تمارسون حرية الغرق النادوسي الجماعي!! افتحوا عيونكم على آخرها، عضوا على هويتكم النادوسية الواحدة بالنواجذ، لا تتقاسموا البيت النادوسي الكبير، لا تدفنوا البئر النادوسية الكائنة في الوسط، احذروا حكماءكم النادوسيين ذوي الخبرات الثيرانية، خذوا حذركم من أولئك الخبراء الأجانب الذين يدخلون بين البصلة وقشرتها، ثم لا تنسوا أبداً عبقرياتكم النادوسية البسيطة التي تمكن فقرائكم من اقتسام النبقة وتجعل سريركم الواحد يكفي مائة!!
حينما كانت روح نادوس الكبير منشغلة في صياحها وتقريعها للإخوة النادوسيين الأعداء، وقعت أحداث جسام في ذلك الوقت في بلاد نادوس وفي بلاد جيران نادوس، انشغل الجميع بالتصدي لها، توحد سائر الجيران بشكل عفوي لمواجهة تداعياتها الخطيرة لكن لم يظهر أي وجه من وجوه أولاد نادوس في تلك اللوحة الانسانية التضامنية المشرقة!! وعندما تحري الجيران عن سبب ذلك فوجئوا بانهماك أولاد نادوس في متابعة مجريات سباق الحمير وصياحهم العظيم وانشغالهم الأعظم بأيهما سيفوز الحمار الأبيض أم الحمار الأسود!!

فيصل علي الدابي-المحامي-الدوحة -قطر



#فيصل_الدابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هروب جماعي في الخرطوم ونيالا من جثة مقتول بمسيرات!!
- العجب العجاب!! شباب سودانيون يشجعون برشلونة وريال مدريد!!
- جيل زد السوداني أسقط الإنقاذ وفجر ثورات زد عالمية!!
- المعلقة السودانية وقف الحرب بقوة ترامب والرباعية!!
- شجع اللعبة الحلوة وعش سعيداً!!
- المعلقة السودانية ملكة جمال العالم سودانية!!!
- المعلقة السودانية فيتو الخارجية لمنع وقف الحرب العبثية!!!
- المعلقة السودانية كوميديا سودانية أضحكت العالم!!!
- المعلقة الفلسطينية انتفاضة الفارس المغوار!!!
- حرب غزة والفارس الأخير!!
- أغرب أعراض نظرية المؤامرة!!
- الوقواق الأمريكي والوقواق السوداني!!
- المعلقة السودانية في سودانا احتار ابليس!!
- القبض على الرجل المصري وهروب كل رجال العالم!!
- ابليس السوداني والخواجة الامريكي !!
- المعلقة السودانية كفيل مصري!! مكفول سوداني!!
- المعلقة السودانية بوسة في مونديال النسوان!!
- المعلقة السودانية موديل الهروب من البدروم!!
- المعلقة السودانية لغز الهروب من البدروم!!
- المعلقة السودانية العقل السوداني وين؟!! وين الفهمانين؟!!


المزيد.....




- شاهد.. فيلم نادر عن -أبو البرنامج الصاروخي الإيراني-
- تمثال من الخبز طوله متران.. فنان يحوّل ظاهرةً على الإنترنت إ ...
- مسك الختام.. أناقة المشاهير في حفل اختتام مهرجان الجونة السي ...
- ايران تحرز ميداليتين ذهبيتين في الفنون القتالية ببطولة آسيا ...
- فلسفة الذكاء الاصطناعي.. الوعي بين الفكرة والآلة
- أحمد مالك أول مصري يفوز بجائزة أفضل ممثل في -الجونة السينمائ ...
- حيدر التميمي عن الاستشراق والترجمة في فهم الفكر العقدي الإسل ...
- توقف عن التسويف فورا.. 12 كتابا تكشف علاقة الانضباط بالنجاح ...
- فيلم -ضع يدك على روحك وامشِ- يفوز بجائزة في ختام الدورة الـ8 ...
- هل انتهت أزمة الفيلم المصري؟ مشاركة لافتة للسينما المصرية في ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - محنة أولاد نادوس!! يتفاوضون في واشنطون ويتقاتلون في الفاشر!!