أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - تدخل دولي في السودان بموجب الفصل السابع بسبب أخطر مؤامرة!!















المزيد.....

تدخل دولي في السودان بموجب الفصل السابع بسبب أخطر مؤامرة!!


فيصل الدابي

الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 21:56
المحور: كتابات ساخرة
    


قال حاج الطاهر لحاج محجوب بامتعاض شديد: كم أصابني الصداع السياسي الشديد كلما استمعت لوسائل الاعلام السودانية الرسمية وهي تعزف باستمرار على وتر نظرية المؤامرة الخارجية!! لا أحد يستطيع أن ينكر وجود وصحة نظرية المؤامرة، فهناك مؤامرات شخصية يحيكها أفراد ضد أفراد وهناك مؤامرات دولية تدبرها دول ضد دول وهلم جرا بجميع أنواع حبال المؤامرات!! ومن المعلوم أن أجهزة الاستخبارات العسكرية والأمنية والمالية في كل بلد من بلاد العالم تنهمك في شغلها الشاغل وهو احباط مؤامرات الأعداء داخل البلاد وخارجها، وهذا شيء طبيعي فوجود المنافسة وتضارب المصالح هو الطريق المعبد الذي تجري عليه المؤامرات على قدم وساق ولا بأس من أخذ الحيطة والحذر من مخاطر المؤامرات ولا بأس من محاولة احباطها إذا لزم الأمر!!
لكن من غير الطبيعي على الإطلاق أن تصبح نظرية المؤامرة الخارجية هي السبب الوحيد لتفسير كل الكوارث والمصائب التي تحل بالأفراد والدول فهذا السلوك يدخل في خانة الهوس المرضي النفسي المزمن والارتياب الجنوني الفظيع!!
لا شيء يثير حنقي أكثر من ترديد نظرية المؤامرة بصورة ببغائية كلما انكشف المستور في بلادنا!! انظر لهذه المهزلة المستمرة منذ عشرات السنين زعماء الحكومة يغسلون دماغ الشعب عبر ترديد نظرية المؤامرة البدائية بشكل مستمر عبر مختلف الوسائل الاعلامية الحديثة!! ويجتهدون في إيهام الشعب بأن العالم الخارجي بجلالة قدره قد ترك كل أعماله الهامة وتفرغ للتآمر على بلادنا بمختلف الوسائل والسبل!!
فإذا انقطعت الكهرباء بسبب التقصير الإداري المحلي، فهذه مؤامرة خارجية تستهدف إثارة البلبلة والاضطراب في الجبهة الداخلية!!
وإذا تظاهر بعض الصبية والشباب وطالبوا ببعض الحقوق الصغيرة كالحرية والسلام والعدالة إسوةً بأقرانهم في دول العالم الأول فهذه مؤامرة دولية كبرى تستهدف ضرب الوحدة الوطنية وينبغي التصدي لها وحسمها بعنف ولذلك قامت الحكومة في يوم 29 رمضان بقتل 200 من الصبية والشباب الذين كانوا يستعدون للاحتفال بعيد الفطر المبارك أمام بوابات قوات الشعب المسلحة والتي لم تتدخل لإنقاذ أبناء شعبها!! وهذه الجريمة الدولية الشنيعة قد تكفي لوحدها لوضع البلاد تحت البند السابع وتستدعي تدخل قوات دولية لحماية المدنيين باعتبارها أخطر جريمة ضد الإنسانية وبوصفها أخطر تجليات نظرية المؤامرة!!
وإذا انهار الجنيه أمام الدولار الأمريكي بسبب فساد الحكومة المكشوف وبسبب سياساتها الاقتصادية الفاشلة فهذه مؤامرة من العالم الخارجي لتركيع الحكومة بسبب رفعها لشعارات دينية!!
استطرد حاج الطاهر قائلاً: هذه الفرضية الوهمية الباطلة تدحضها ملاحظتان صغيرتان، الأولى هي أن التآمر الاستخباراتي الخارجي يستهدف بالدرجة الأولى البلاد القوية، أما إذا كان البلد ضعيفاً على جميع المستويات ويخلو من المخترعين والمكتشفين ولا يمتلك أي أسرار صناعية أو عسكرية تستحق الكشف حيث يستورد كل شيء من الخارج ابتداءً من الملابس الداخلية التي تستر عورات أبنائه، مروراً بالأواني التي يأكل فيها وانتهاءً بالأسلحة والذخائر التي يسلـح بها قواته المسلحة المستأسدة على شعبه رغم أن الشعب هو الذي يدفع مرتباتها من عرق جبينه!! بلد كهذا كيف يصلح أن يكون هدفاً استخباراتياً دائماً للعالم الخارجي؟!! الملاحظة الثانية إذا كان العالم الخارجي المتآمِر ينجح دائماً في ضرب الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية لمثل هذا البلد فهذا إقرار مستمر بضعف مستوطن يتنافى مع القوة التي يُفترض وجودها في هذا البلد المتآمَر عليه العظيم الشأن الذي توهم ذات يوم أنه أصبح قوة عظمى ورفع شعار هزيمة أمريكا وروسيا معاً وصاح صبيانه في الشوارع: أمريكا وروسيا قد دنا عذابها!! على إن لاقيتها ضرابها!!
علّق حاج محجوب قائلاً: كلامك هذا يذكرني بحاج عابدين المسكون بنظرية المؤامرة، كيف ابدأ حكايته لا أعرف لكنني سأحاول سردها على النحو الآتي: بسبب مؤثرات متباينة، أصيب حاج عابدين، الذي تجاوز الثمانين من عمره وضعف ذهنه وجسمه، بمرض نظرية المؤامـرة، تفاعل مركب النقص مع جنون العظمة فانتج جينات جنونية مشاكسة جعلت الرجل يتخيل باستمرار أن كل العالم قد ترك جميع أعماله وتفرغ للتآمر ضد سيادته واستهدافه في كل الأوقات!! ولهذا فقد استعد هو للحرب بطريقته الخاصة وأخذ يعد خطوط الدفاع الخيالية ويشن الهجمات الاستباقية ضد جميع الأعداء الوهميين!!
ففي يوم السبت اتهم حاج عابدين صديقه الوحيد حاج إبراهيم الذي تجاوز السبعين من عمره بأنه أخطر زير نساء على وجه الأرض وأنه يبتلع يومياً حبة فياجرا مع سبق الاصرار والترصد ويتقرّب منه بغرض مغازلة زوجته التي تجاوزت السبعين وقطعت من زمان (عذراً لهذا التعبير السوداني السوقي الذي لا يفهمه الا السودانيون القدماء)، وتوعد بشق رأس حاج ابراهيم إذا اقترب من منزله مرة أخرى!! بهت الصديق المسكين من هول الاتهام فهو عملياً لا يستطيع أن يكون "كوب نساء" ناهيك عن أن يكون "زير نساء" حتى لو ابتلع جوالاً كاملاً من الفياجرا!!
في يوم الأحد روى أحد أقارب حاج عابدين نكتة طريفة فأنفجر جميع الحاضرين بالضحـك إلا هو فقد تجهم وأخذ يحقق مع صاحب النكتة فسأله ما هو مصدرها؟!! وما المقصود منها؟!! ولماذا انتهت بهذه الطريقة المفاجئة؟!! وخلص إلى اتهام قريبه باستهدافه شخصياً بتلك النكتة وتوعد بتلقينه درساً قاسياً لن ينسـاه أبداً!!
في يوم الاثنين أصيب حاج عابدين بنزلة برد شخّصها هو على أنها انفلونزا الطيور وأتهم أحد الجيران بأنه نقل إليه العدوى عمداً عندما عطس في وجهه في مصعد العمارة وهدد بالانتقام منه في الوقت المناسب!!
في يوم الثلاثاء اتهم حاج عابدين صاحب بقالة مجاورة لمنزله بأنه مجرم حرب يتلاعب بأرواح الأبرياء لأنه حاول أن يبيع له طماطم غير طازجة وتوعد برفع شكوى عاجلة إلى وزارة الداخلية!!
في يوم الأربعاء اتهم حاج عابدين كل سكان الحي بالتآمر ضده لأنهم حضروا عقد قران لم يدع هو إليه من قبل صاحب المناسبة وتوعد برفع دعوى إشانة سمعة ضدهم واستصدار أمر قضائي يقضي بترحيلهم من الحي عن بكرة أبيهم!!
في يوم الخميس اتهم حاج عابدين جميع أولاده وبناته بأنهم قد تحالفوا سراً مع والدتهم ضده ووصفهم بحفنة من الخونة والمارقين والقى محاضرات مطولة حول نشوز الزوجات وعقوق الأبناء ثم هدد باتخاذ كافة الإجراءات التي تمكنه من إعادة الأمور إلى نصابها بأسرع ما يمكن!!
في يوم الجمعة وجه حاج عابدين اتهاماً غريباً إلى زوجته مفاده أنها تحرض ديكها اللعين على الصياح بالقرب من رأسه كلما همّ بالنوم مع العلم أن ديك زوجته قد تقاعد ونزل المعاش الاجباري وأصبح عجوزاً وتوقف عن مطاردة الدجاج وأصبح لا عمل له سوى الصياح من وقتٍ لآخر بصوت ضعيف متقطع!! انفجر حاج عابدين في وجه زوجته صائحاً: "إما أنا في هذا البيت أو هذا الديك"، فردت عليه زوجته التي طفح بها الكيل بكلمة واحدة: "الديك"!! لقد طلق حاج عابدين زوجته بسبب ديك ثم أخذ يحكي لكل من هبّ ودبّ بأن الديك المتآمر المعارض ما أن سمع بخبر الطلاق حتى زغرد بأعلى صوته سبع مرات إحداهن من رأس القفص!! وأكد حاج عابدين وهو يتفجر من شدة الغيظ بأنه لن يغمض له جفن حتى ينتصر في أم المعارك ويتمكن من خطف ديك مطلقته اللعين، الذي يلقبه بالشيطان الأزعر، ثم يقوم بقطع رقبته بالسكين وتمزيقه إرباً إرباً وإطعام لحمه النتن للكلاب الضالة!! وما زال حاج عابدين منهمكاً حتى هذه اللحظة في وضع الخطط التكتيكية المحٌكمة لتنفيذ هذا الهدف الاستراتيجي العظيم!!


فيصل علي سليمان الدابي/المحامي



#فيصل_الدابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضياع المواطن السوداني بين عفاريت العسكر وشياطين الجانجويد!!
- محاكمة وإدانة محامي سوداني بتهمة ارتكاب جرائم حرب!!
- فريق ثورة ديسمبر يفوز على فريق بورتو كيزان وفريق ريال نيالا! ...
- أحدث قائمة للمحكمة الجنائية الدولية بأسماء السودانيين المطلو ...
- المعلقة السودانية شكراً لولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي ...
- الرباعية تقول للرئيس بل بتاع بنطلونك!! جغم بتاع فنيلتك!!
- ياخي الزول ده قايلني مدير مقابر فاروق واللا شنو؟!!
- قصف رأس المواطن السوداني بمسيرات تركية وصينية!!
- المحكمة الجنائية الدولية تبرئ أخطر لص وقاتل دولي!!
- أكبر فضيحة: عندما سألته الحسناء عنه تلعثم ثم كاد يبكي!!
- المعلقة السودانية موديل ألف مرحب بالهدنة الانسانية!!
- المعلقة السودانية موديل أنقذوا المواطن السوداني!!
- المعلقة السودانية موديل الرئيس ترامب!!
- محنة أولاد نادوس!! يتفاوضون في واشنطون ويتقاتلون في الفاشر!!
- هروب جماعي في الخرطوم ونيالا من جثة مقتول بمسيرات!!
- العجب العجاب!! شباب سودانيون يشجعون برشلونة وريال مدريد!!
- جيل زد السوداني أسقط الإنقاذ وفجر ثورات زد عالمية!!
- المعلقة السودانية وقف الحرب بقوة ترامب والرباعية!!
- شجع اللعبة الحلوة وعش سعيداً!!
- المعلقة السودانية ملكة جمال العالم سودانية!!!


المزيد.....




- الأمير مولاي رشيد: مهرجان الفيلم بمراكش منصة للحوار وإبراز ا ...
- كهوف الحرب وذاكرة الظلمات اليابانية الغارقة -تحت الأرض- في ق ...
- وفاة الممثلة الجزائرية بيونة عن 73 عاما
- إيران تحظر دخول غابات مدرجة على قائمة التراث العالمي بعد أن ...
- اكتشافات بجنوب شرق تركيا تشرح حياة البشر في العصر الحجري الح ...
- عمليات جراحية على نغمات الموسيقى: اكتشاف علمي يغير قواعد الت ...
- متاحف قطر تحصد جوائز مرموقة في النسخة الثالثة من جوائز قطر ل ...
- الألكسو تكرم ستيفاني دوجول عن ترجمة -حكاية جدار- وتختار -كتا ...
- تشييع الممثلة الراحلة -بيونة- إلى مثواها الأخير في مقبرة الع ...
- نساء غانا المنفيات إلى -مخيمات الساحرات-


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فيصل الدابي - تدخل دولي في السودان بموجب الفصل السابع بسبب أخطر مؤامرة!!