أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد فضل الله - التعلم من أوكرانيا: دروس في سلوك المقاومة















المزيد.....



التعلم من أوكرانيا: دروس في سلوك المقاومة


حامد فضل الله
كاتب

(Hamid Fadlalla)


الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التعلّم من أوكرانيا: دروس في سلوك المقاومة
Karl Schlögelكارل شلوُجل*
تقديم وترجمة حامد فضل الله - البرليني
إلى الدكتور حامد بشرى.
مدخل:
يُعدّ اتحاد بورصة الكتاب الألماني** والذي تأسس عام 1825 في مدينة لايبزيغ، ويقع مقره اليوم في مدينة فرانكفورت - أم ماين، اتحادًا اقتصاديًا وثقافيًا في آن واحد. كما ينظّم سنويًا معرض الكتاب في فرانكفورت، ويمنح عددًا من الجوائز مثل: جائزة السلام لصناعة الكتاب الألمانية، وجائزة الكتاب الألماني، وجائزة الكتاب المعرفي الألماني.
حصل كارل شلوُجل على جائزة السلام لهذا العام ( 2025)، وتم تقديم الجائزة في احتفال كبير في 19 أكتوبر 2025 في كنيسة بولس ( بولسكيرشه) في فرانكفورت - أم ماين وقدمت كلمة التكريم السيدة كاتيا بيتروفسكايا وهي كاتبة أوكرانية - ألمانية، وباحثة في الأدب.
نقدم هنا فقرة قصيرة من كلمة السيدة كاتيا بيتروفسكيا والنص الكامل لكلمة شلوُجل.
فقرة من كلمة الترحيب.
"أنني أنحدر من كييف، وقد درست في تارتو وموسكو، وهكذا نشأتُ في بلد، أو بالأحرى في عدة بلدان، كان كارل شلوُجل يبحث فيها ويكتب عنها. إن حزنه قريب جداً منّي، وكذلك شعوره بضرورة الالتزام. إن العدوان الروسي على أوكرانيا أنهى حقبةً من التقارب بين الشرق والغرب، حقبةً من المصالحة، ومن البحث الشاق عن الفهم والتفاهم. لقد مزّقت هذه الحرب الفضاء الذي أُعيد جمعه، على الأقل كما بدا لنا، على مدى عقود منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. لقد ساهم كارل شلوُجِل بكتبه في هذا التقارب أكثر من أيّ باحث آخر تقريباً. فمنذ أربعين عاماً والمؤرخ كارل شلوُجِل يسعى إلى النظر عبر حدود الدول، وتفكيك الأحكام المسبقة الراسخة، والتصدي للجهل، سواء عبر السفر أو من خلال العمل الدؤوب في الأرشيفات...
كلما طال أمد الحرب، أصبحت أكثر لا واقعية. يكافح كارل شلوُجِل للعثور على الكلمات في مواجهة الذهول وفي مواجهة البلادة التي يخلّفها طول المأساة؛ وهو يستند إلى معاناة وصلابة المجتمع الأوكراني الذي يقاتل من أجل بقائه. نحن نعيش في زمن يسوده الارتباك العام والانقسام، في زمن يتزايد فيه الميل إلى التفكير في ثنائيات متعارضة. وفي هذا الزمن أصبح كارل شلوُجل بالنسبة لي، وبالنسبة لكثيرين غيري، سنداً، وتجسيداً للثبات خارج الفخاخ الأيديولوجية. وينطبق ذلك أيضاً على آخر أعماله الكبرى: «المصفوفة الأمريكية». لم يسمح كارل شلوُجل للحرب بأن تسلبه حرية الكتابة عن الولايات المتحدة، فهو أيضاً قد قطع هذه المساحة سيراً على قدميه واكتشفها. وقد أصبح هذا الكتاب، الصادر عام 2023، مثالاً على القدرة على الصمود: فالحرب يجب ألا تحطّمنا، ويجب أن نواصل عملنا. وهذا ليس بالأمر السهل لشخصٍ تمسّه هذه المأساة في الصميم.
عزيزي كارل شلوُجل، لقد ألقيتم يومها في ميدان بيبِل كلمةً بعنوان: "من أجل حرّيتكم وحرّيتنا" لقد ساعدنا يأسكم العلني في ذلك الوقت كثيراً، وكذلك قدرتكم على النهوض والاستمرار، رغم كل شيء. كنا نعرف أننا لسنا وحدنا. شكراً لكم لأنكم ترفعون صوتكم مرة بعد مرة. إنّه لشرف عظيم لي أن أتحدث هنا اليوم. أنا مجرد صوت من بين جوقة من الناس، من هنا وهناك، لأولئك الذين تُعدّ أصواتكم، عزيزي كارل شلوُجل، ضرورية لهم. أهنئكم من كل قلبي بجائزة السلام لدار نشر الكتاب الألمانية، وأتمنى لكم قوةً كبيرة لكل ما تحبونه وكل ما يشغلكم".
إلى نص شلوُجل:
يحدث ما يفوق الوصف من الفظاعة: فها هي المدن الأوكرانية تُقصف أمام أعيننا، نهارًا بعد نهار، وليلاً بعد ليل، بصواريخ روسية، فيما تبدو أوروبا عاجزة أو غير راغبة في حمايتها. وشهدنا، مذهولين، المذبحة الدموية التي ارتكبتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ثم تحوّل غزة إلى ساحة حرب التهمت أرواح عشرات الآلاف من المدنيين. أمّا مشاهد القيامة التي يصنعها لهيب الحرب الأهلية في السودان، فالعالم يكاد لا يلتفت إليها.
لكن أين، إن لم يكن هنا في كنيسة بولس (بولسكيرشه) في فرانكفورت، يَحسُنُ الحديث عن سُبل الخروج من أتون الحروب، والإنصات بجدية إلى قول فالتر بنيامين: "مَن أراد السلام، فليتحدّث عن الحرب"، أو بصيغته الأقدم: "إن كنتَ تريد السلام، فتهيّأ للحرب".
ومع ذلك، فإن للقدر أيضًا لحظاتٍ تشبه المعجزات: معجزةُ وقفٍ لإطلاق النار حلَّ بين ليلةٍ وضحاها في غزّة؛ لحظةٌ مهيبة، مُفعمة بالخلاص، لا يرجو المرءُ إلا أن تكون قوة دفعٍ تُفضي إلى إنهاء حربٍ أخرى: حرب أوكرانيا.
من ينظر إلى حفل منح جائزة السلام – وهو ما يمكن فعله بسهولة من خلال نقرة واحدة على موقعها الإلكتروني – قد يظن للوهلة الأولى أن كل ما يمكن قوله حول موضوع الحرب والسلام قد قيل بالفعل. تبدو الخطب كأنها سجلّ لحالة الوعي في ألمانيا ما بعد الحرب: ففي البداية، في السنوات الأولى، كان كل شيء لا يزال تحت ظلّ الحرب العالمية الثانية التي انتهت لتوّها، وتحت وطأة الكارثة التي جلبتها ألمانيا إلى العالم؛ وكان مكان منح الجائزة نفسه قد نهض بالكاد من بين الأنقاض.
يتّضح، حين نعود بالبصر إلى الماضي، أن العقود التالية لم تكن بأي حال من الأحوال زمنًا وادعًا للتعايش السلمي، بل كانت زمن الحرب الباردة، زمن توازن الرعب، والاحتمال الماثل دائمًا للانزلاق إلى هاوية الفناء النووي. ومع سقوط الستار الحديدي وانقضاء الحرب الباردة، لم تعرف أوروبا نهاية التاريخ، لكنها دخلت زمنًا بدا فيه أن زوال التناقض بين النظامين جعل أسباب اندلاع صدام عسكري كبير بين القوتين العظميين أمورًا من الماضي. غير أن حروب يوغوسلافيا — التي التقطها المراقبون اليقظون منذ بداياتها — كانت تنذر بانقضاء حقبة ما بعد الحرب، تلك الحقبة التي طويت صفحاتها مع الاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم في ربيع 2014، ثم — وبشكل قاطع — مع اجتياح القوات الروسية في الرابع والعشرين من فبراير 2022، فانبثق زمن جديد يمكن وصفه بزمن ما قبل الحرب.
إن التأمل في جذور الحروب ومسالك الوصول العسيرة إلى السلام — إسكات البنادق، إيقاف سفك الدماء، تجريد المعتدي من سطوته، وربما بلوغ معاهدة سلام يعقبها صُلح ومصالحة — يقدّم لنا مادة ثرية لا تنضب لما يمكن للدبلوماسية أن تفعله وما تعجز عنه. لكنه لا يمنح وصفات جاهزة صالحة لكل زمان، لأن التاريخ، في جوهره، لا يعيد نفسه. وهكذا يكتشف المرء أنه، رغم تراكم المعارف، ورغم تجارب الأجيال التي سبقته، عليه أن يبدأ من جديد، وأن الكلمات تخونه في لحظات الحيرة العميقة وهو يحاول أن يصف ما يجري أمام أعيننا اليوم.
إنّ المصطلحات التي نحاول من خلالها فهم الأوضاع الجديدة لم تعد مناسبة لها. يعجز المرء عن إيجاد الكلمات لوصف ما يحدث. فالأمر ليس مجرد نقص في المفاهيم أو في الموهبة الكتابية، بل هو انهيار أفقٍ تجريبيّ نشأنا في داخله، حيث يبدو أنّ كل ما جمعناه خلال حياتنا موضعَ شك، وقد فقد قيمته، بل وكأنّه تحوّل إلى حطام.
لم أكن أستطيع أن أتخيّل أن روسيا قد تعود مرة أخرى إلى عصور تشبه في جوانب كثيرة ممارسات الستالينية التي كرّستُ سنوات من حياتي لدراستها؛ ولم أستطع أن أتخيل أن أمريكا التي عرفتها حين كنتُ طالبًا يمكن أن تسود فيها يومًا ما مخاوف من نظام سلطوي. وكان غريبًا عليّ أيضًا التفكير بأن شيئًا ما قد يختلّ في جمهورية ألمانيا الاتحادية.
لكن الأهم من كل ذلك: أن الحرب، التي كانت بالنسبة إليّ شيئًا لا أعرفه إلا من التلفاز أو من الأفلام الوثائقية، يمكن أن تصبح واقعًا في الجوار القريب. وهذا ما حدث فعلًا. وأشعر الآن وكأننا – إذا جاز لي استخدام صيغة الجمع – نحن، الجيل الذي اعتاد على زمن سلامٍ ظاهريّ وغُذّي بالسلام، قد أصبح دورنا أن نعيد التفكير في كل شيء من جديد، كنوع من الجرد والتقييم، وحصيلة جيل كان يتمتع بحظ لا يُصدق، ويجد الآن صعوبة غير مسبوقة في توديع ذلك الحظ والاستعداد للحرب في أوروبا وكل ما ترتبط بها.
يا له من شعورٍ مُحرِّر أن يفلت المرء من ضيق العالم الذي شطره الحروب الباردة، وأن يعبر الخطَّ الفاصل بين الشرق والغرب، أو ينفذ من تحت الستار الحديدي الذي أسدلته القوى العظمى على القارّة. أمّا أنا، الذي لم تكن تربطني بأوروبا الشرقية أواصرُ نسبٍ أو دم، وإن كان والدي قد شارك في الحرب منذ الأول من أيلول/سبتمبر 1939، معظمها على الجبهة الشرقية وفي أوكرانيا، فقد كان لي هذا الاكتشاف منذ زمنٍ باكر. تعلمتُ في وقتٍ مبكر جدًا أنّه يوجد، إلى جانب انقسام أوروبا إلى شرق وغرب، إلى اشتراكية ورأسمالية، شيءٌ آخر، شيءٌ ثالث لا يُطابق أيًّا منهما: وسط أوروبا المفقود.
هناك بدأتُ رحلة كشفٍ إلى بلادٍ لم يكن لها حظٌّ وافرٌ من اهتمام ألمانيا الغربية بعد الحرب، أو لم تُرَ غالبًا إلا من زاوية مراقبة العدو. وكما هو الحال، تلعب المصادفات الشخصية دائماً دوراً حاسماً: دروس اللغة الروسية في مدرسة داخلية بـ بفارية، ونفَس الانفراج والتعايش السلمي في ستينيات القرن الماضي؛ بدايةً مع قصيدة يفغيني يفتوشينكو «بابي يار» ورواية بوريس باسترناك «دكتور شيفاجو»، ثم، فوق كل شيء، تلك الآثار التي لا تُمحى من رحلاتي الأولى إلى براغ والاتحاد السوفييتي آنذاك.
وبفضل تلك الرحلات أدركتُ أن أوروبا الوسطى والشرقية ليستا مجرد مادةٍ للقراءة، ولا موضوعًا للتكوين الأكاديمي، بل هما فضاءٌ ينبض بالناس، بالمناظر، وبمسرح التاريخ نفسه، الذي كان عليّ أن أتعمّق فيه لاحقًا في دراساتي؛ وكل ذلك قبل وقت طويل من مقال ميلان كونديرا الشهير عام 1983 «غربٌ مُختطَف، أو مأساة أوروبا الوسطى». لقد ترك فيّ ربيع براغ، ورفقة المنشقّين والمهاجرين، وفكرةُ أن حركات المعارضة في الشرق والغرب ينبغي أن تلتقي فوق الحواجز، وربما في جسرٍ يصل المثقفين بالعمّال، أثرًا لا يزول. وهكذا كانت الخريطة الذهنية لأوروبا قد تبدّلت قبل أن يسقط ذاك الحدُّ الأعظم.
في أوساط المعارضين في بودابست ووارسو وبرلين وفي مطابخ موسكو، كان يُناقش ما سيصبّ بعد وقت قصير في الثورات التي شهدتها أوروبا الشرقية. كانت فترة مفعمة بالإثارة، زمنَ التآمر عبر الحدود، ومرحلةَ قراءات جديدة واكتشاف علاقات خلقت فضاءً ثقافياً جديداً يتجاوز ثنائية العالم المنقسم. لقد انفتح الفضاء التاريخي على تنوّع لغوي وثقافي هائل كان قد اندثر تحت وطأة الحرب، والإبادات الجماعية، والتهجير. كان المرء دائماً في حركة داخل المنطقة المميتة بين إمبراطوريتي هتلر وستالين؛ يتحرك دائماً في فضاء تجربة مزدوجة، حيث يمكن للمرء أن يتعلم أنه لا فكاك، ولا مهرب وانعدام الحماية الكلي.
ثمّ ما لبث استكشاف هذا الفضاء واستحضار تاريخه أن أعقبه تحوّلٌ عميق في الخريطة السياسية، تحوّلٌ لم يقف عند حدود آخر إمبراطورية متعددة الأمم وقد تهاوت مع انهيار الاتحاد السوفيتي. ومع ذلك ظل الطريق طويلًا نحو اكتمال استقلال أوكرانيا وحرّيتها. لقد احتاج الأمر إلى ثورة (الميدان) وإلى حرب كي تنسلخ أوكرانيا نهائيًا من هامش رؤية غربية ضيقة. لم تعد "أرضًا مجهولة"، لم تعد بقعة بيضاء في خرائط أذهاننا. عبر الشاشات، وعبر التغطيات الإخبارية، وعبر اللاجئين الذين وصلوا إلى ديارنا، حضرت أوكرانيا أمامنا: بلد واسع، مدهش، أوروبا مصغّرة، موصول بالعالم بآلاف الخيوط. كييف بألفيتها الطويلة، خاركيف، إحدى عواصم الحداثة الأوروبية، أوديسا التي يمكن من درجها العظيم المطلّ على الميناء أن تنظر إلى القرن العشرين كلّه، ولفيف/ليوبوليس/لووف/لمبيرغ — أكثر من مجرد «فيينا صغيرة»، بل منبع ثقافي لقارة بأكملها
أوكرانيا بوصفها منشورًا يتكسّر عليه ضوء التجربة الأوروبية كلّها في «قرن التطرفات»: مسرحًا للثورات، وللحرب الأهلية، وللحربين العالمـيّتين، وللـهولودومور (مجاعة كبيرة في أوكراينا، بسبب السياسات الستالينية ــ حوالي 4 ملايين ضحية ــ المراجع) والهولوكوست، وبعد عقود من الكفاح أخيرًا الاستقلال والحرية. ثم جاءت مأساة الاحتلال الروسي للقرم. قبل أكثر من عشر سنوات، عقب عودتي من خاركيف ودونيتسك وماريوبول وأوديسا، كتبتُ: "لا نعرف كيف سيُختَم الصراع على أوكرانيا؛ هل ستقدر على الصمود أمام العدوان الروسي أم ستنهار، هل سيدافع عنها الأوروبيون، الغرب، أم سيتركونها، وهل سيبقى الاتحاد الأوروبي متماسكًا أم سيتفكك؟ لكن المؤكد أن أوكرانيا لن تختفي بعد اليوم من الخريطة في أذهاننا".
لقد عقدت روسيا بوتين العزم على محو أوكرانيا الحرّة المستقلة من خريطة أوروبا. قال ذلك صراحة، ويبرهن منذئذٍ، يومًا بعد يوم، أنّ كلامه ليس لعبًا. لا كلمةٍ تعلو على صور الخراب. لا قسوةٍ لم يرتكبها جنوده. لا شيء ولا أحد لم يصبح هدفًا لطائراته المسيّرة وصواريخه: الأسواق، الأحياء السكنية، المتاحف، المستشفيات، المرافئ، محطات القطارات. مدن كانت في طريقها إلى النهوض ــ بمطارات جديدة، بطرق وفنادق ــ تُقصف لترتدّ إلى الوراء. مدن تتحول إلى ساحات يتصيّد فيها المرء البشرَ بالمسيّرات. يتبع ضربةَ الصاروخ ضربةٌ أخرى تستهدف فرق الإنقاذ. عمالقة الصناعة الاشتراكية يُسوَّون بالأرض شأنهم شأن الكنائس والأديرة والمصحات. ما كان يومًا «الرور الأوكراني» (الرور منطقة صناعية ــ المترجم)، اندثر. فإذا تعذّر غزو البلد، فلا بدّــ كما يبدوــ من تدميره، من جعله غير قابل للسكن.
" :(Urbizid)". مصطلح جديد ينتشر هذه الأيام: قتل المدن " أوربيزيد
خراب القرن الحادي والعشرين، سدود وجسور مُفجَّرة، أراضٍ مغمورة بالمياه، حقول التربة السوداء محروقة ومسمَّمة لأجيال، تطهير عرقي، خطف عشرات الآلاف من الأطفال، والمناطق المحتلة تحوّلت إلى معسكرٍ ضخم تحت إدارة أمراء حرب ومجرمين. الشرّ الذي جلبته روسيا بقيادة بوتين على أوكرانيا له أسماء كثيرة: "إمبريالية، تحريفية، عنصرية، دولة مافيا، فاشية، وعنصرية". جرائمه موثّقة بأعداد لا تحصى من الصور في الزمن الحقيقي، وسيُكشف، لا محالة، عن أسماء الجناة ــ على الجبهة، في أقبية التعذيب، في غرف الدعاية والقيادة.
من المدهش مدى طول المدة التي استغرقها الأمر لتدرك ألمانيا طبيعة ما تواجهه في روسيا بوتين. ومهما كانت العوامل المتداخلة في تلك ــ مسالك تاريخية متوارثة، تقارب ثقافية، حنين وعاطفية، مصالح اقتصادية، وربما فساد ــ فإن هذا يشكل مجالاً واسعاً للتنوير التاريخي ولمعالجة لن تُجامل أحداً.. كان هناك كثيرون ممن يتفهمون روسيا لكن قليلين ممن فهموا روسيا حقًا. لو فهموها لنبّهونا إلى ما ينتظرنا، وأدركوا أنّ الذين تفهموا روسيا وحاولوا حبس نظام بوتين فيها لم تكن سوى أمنيات طيبة وسذاجة حسن الظن، بدل مواجهة الحقيقة: أنّهم لم يكونوا في منازلة هذا النوع من الشرــ مهما يكن الاسم الذي سيُصاغ له لاحقًا. كم هو أسهل وأريح إلقاء اللوم على الناتو أو على «الغرب» برمّته. وما تزال حتى اليوم محاولات البحث عن «معنى أعمق» في سياسة بوتين لا تهدأ. يُقال: إذلال قوة عظمى سابقة، الخوف من التطويق، الحاجة إلى الأمن، السعي إلى الاعتراف.
ينسجم ذلك مع التصوّر القائل إن النقاش الحُجَاجي معه قادرٌ على تبديد سوء الفهم والتوصّل إلى تفاهمات. غير أنّ الاعتقاد بأنّ بوتين قد يَصدع للحجج أو يلتزم بقواعد الإجراءات، قد نقضه منذ اللحظة الأولى. فقد أطاح بالطاولة التي كان يفترض أن تُجرى عليها المفاوضات وفق أصولٍ متفق عليها، وجعل من خرق القواعد منهجًا ثابتًا وركيزة لسياسته، قبل أن يغدو مصطلح "التعطيل" رائجًا بسنوات.
لقد كان وما يزال سيّد "هيمنة التصعيد"، وبارعًا في رفع منسوب التوتر على نحو محسوب، بما في ذلك انتهاك المحرّم النووي على نحو مدروس. والخوف هو سلاحه الأمضى، وفي استثماره وإدارته يكمن جوهر مهارته الحقيقية. ولا يزال حتى اليوم يتوهّم أنه الحاكم الأوحد لمجريات اللعبة.
غير أنّ الأمور لا تمضي كلّها وفق ما خطّط له: فالحرب الخاطفة ضد أوكرانيا، والسيطرة على العاصمة، واستعراض النصر في خريشتشاتيك بكييف، وتطويق خاركيف… كلّها أحلام لم تتحقّق، وسارت الأحداث على غير ما أراد.
ومع أنه، رغم مئات الآلاف من القتلى والجرحى على الجبهات، لا يحقق تقدّمًا يعتدّ به، فقد صوّب عنفه نحو المدنيين العزّل. وشعاره بسيط وقاسٍ: *سنحطّمكم حيثما كنتم، ولا خيار لكم سوى الاستسلام. أما الدبلوماسية فليست لديه إلا وسيلة لشراء الوقت، وقتٌ يظن أنّه يصبّ في مصلحته. والمُنظّرون من حوله لا يجدون حرجًا في إعلان ذلك صراحة: "سنكسِر إرادتكم أيها الأوروبيون".
هل ما أقوله يُعدّ رهابًا روسياً ؟ إنّه جزء من خطاب الترهيب الذي يشيع استخدامه لاتهام كل نقدٍ لنظام بوتين بأنه تشويه لروسيا نفسها. وهذا الاتهام لا يمكن أن يطاولني أنا الذي افتتنتُ بالثقافة الروسية منذ شبابي، وكرّست حياتي لنشرها والتعريف بها. إنّه يؤلمني، بل يؤلمني جدًا، أن أرى اليوم أصدقاء وزملاء مهددين أو دُفعوا إلى المنفى.
ولا شكّ أن استغلال مكانة الثقافة الروسية يلعب دورًا كبيرًا في تحقيق الطموحات الإمبريالية لبوتين ــ "العَالم الروسي (مصطلح يُستخدم غالباً للإشارة إلى الثقافة واللغة) ـــ الذي لا تعترفRusskij Mir" بالحدود. ويندرج في خطاب ــ الترهيب والابتزاز الأخلاقي كذلك تشويه القيادة الأوكرانية بوصفها "نازية"، ووضع الألمان تحت شبهات نازية. إذ يُوصف البوندسفير (الجيش الألماني ــ المترجم) بأنها وريثة الفيرماخت (الجيش النازي ــ المترجم)، بينما يُعاد سرد الحرب الروسية ضد أوكرانيا باعتبارها استمرارًا للحرب الوطنية العظمى ضد الفاشية. وكل الجرائم التي ارتكبتها روسيا تُلقى ببساطة على عاتق الأكرانيين إلى الجثث الملقاة في شوارع بوتشا ، إلى إسقاط طائرة الركاب
MH!7
ورغم ما يبدو عليه هذا الخطاب من عبثية، فإنه ليس بلا تأثير، خصوصًا في ألمانيا التي لا تزال، لأسباب معروفة، غير واثقة بذاتها، وبالتالي معرضة للتأثر. وبالمقارنة، تبدو الدعاية السوفييتية القديمة متجاوَزة، بل شبه بريئة. فالأمر لم يعد يتعلق بالتمييز بين الأبيض والأسود، أو بين الحقيقة والكذب، بل بالسعي إلى محو أساس التمييز نفسه بين الصواب والخطأ وفق شعار: كل شيء صحيح، وكل شيء خاطئ في آن، أي تدمير قاعدة كل حكم أو تقييم.
وهي دعاية موجّهة للجمهور الداخلي، لبناء صور للعدو وتعزيز مخاوف التطويق، لكنها تستهدف أيضًا الرأي العام خارج "العالم الروسي". وليس هناك ما لا يمكن توظيفه لتقويض مصداقية وثقة المجتمعات الغربية بنفسها
ليس من الصعب اكتشاف المواضع التي تكون فيها المجتمعات المفتوحة الأكثر عُرضة للخطر والأسهل استهدافًا – وكذلك تحديد القوى التي يمكن استغلالها. حتى القدرة على ممارسة النقد الذاتي والشك في الذات، هذه أعظم منجزات المجتمعات المفتوحة، تُستغَلّ من أجل تقويض الاستقرار والثقة بالنفس. وفي المقابل تقدّم روسيا نفسها كحصنٍ لحضارة خاصة بها، متفوقة في كل جانب. يُسخَر من أوروبا والغرب، أو مما كان يُفهم بهما، باعتبارهما ضعيفين ومتدهورين، وأن وقتهما قد انقضى. وهذه النبرة ليست بلا صدى في وضع تعود فيه قراءة كتاب أوسفالـد شبنغلر "إفول الغرب" إلى الواجهة من جديد.
وبمجموع هذه العناصر كلها يتحقق أثرها. فالحرب التي أعادتها روسيا إلى أوروبا لا تُخاض بوسائل عسكرية فحسب، بل تُشن أيضاً كحرب على العقول، بالانفعالات والمخاوف والضغائن والنوستالجيا، أو عبر عرض مغرٍ للعودة إلى "الأعمال كالمعتاد". ومن الصعب التكيّف مع الوضع الجديد، ومع إعادة ترتيب القوى والتحالفات في العالم. فهذا يعني إلى حد كبير توديع عالمٍ بدأ يتفكك.
لقد تلاشت تلك اليقينيات التي طالما اعتمدنا عليها بشأن أمريكا، كما عرفناها منذ كتاب ألكسيس دو توكفيل "الديمقراطية في أمريكا" أو كما تجلت في الأدب الأمريكي العظيم؛ تلك البلاد التي احتفظتُ بها في ذاكرتي منذ زيارتي الأولى لها كأرض للحرية من الخوف وحرية التعبير. أمّا الآن، فقيل لنا إن هذه الصورة لأمريكا لم تعد صالحة.
باتت أوروبا لا تواجه ظاهرة البوتينية فحسب، بل أيضاً رئيساً أمريكياً ينسف جميع التصورات حول عمل آليات الضبط والتوازن والتحالفات بصمت، ويجبرنا على إعادة تصريف جميع الإحداثيات التي كنّا نعتبرها ثابتة. إنها أوروبا، متروكة وحدها، معتمدة على ذاتها بالكامل، في وضع مفتوح لكل الاحتمالات..
في هذا الوضع بدأتُ أعود مرة أخرى لقراءة النصوص القديمة، تلك التي حاولت فيها، ألمع العقول في ثلاثينيات القرن الماضي أن تدرك بوضوح ما كان يتخمر في وسط أوروبا. عدتُ مجددًا إلى التحليلات والكتابات التي أُنجزت في المنفى، سواء في باريس أو نيويورك أو فيفايمار على المحيط الهادئ: *دولة مزدوجة* لإرنست فرنكل، *بيهِموث* لفرانتس نيومان، *جدل التنوير* لثيودور أدورنو وماكس هوركهايمر، ولاحقًا، مع الستالينية نصب العين، *أصول وعناصر الحكم الشمولي* لحنة آرندت.
لكن، مهما كانت تلك التحليلات نافذة وبالغة الدقة، علينا الآن، في زمن التحوّل الذي نعيشه، أن ننطلق بأنفسنا لنفهم بكلماتنا الخاصة جدة وخطورة الوضع الراهن. إن استيعاب الدروس الأوكرانية مفيد لهذا الغرض، بل لا غنى عنه. فلا أحد أكثر اهتمامًا بالسلام من الأوكرانيين. فهم يعرفون أن مُعتديًا مصمّمًا على كل شيء لا يمكن إيقافه بالكلمات. إنهم واقعيون لا يسمحون لأنفسهم بالأوهام. ولأنهم لا يريدون أن يكونوا ضحايا، فإنهم يدافعون عن أنفسهم. إنهم مستعدون لكل شيء. يقاتلون من أجل أطفالهم، من أجل عائلاتهم، من أجل دولتهم، وهم مستعدون حتى للموت من أجل وطنهم.
ما هو في أماكن أخرى مجرد صور تلفزيونية، هو بالنسبة إليهم تجربة مباشرة وملموسة. فالدفاع على الجبهة ما كان ليكون شيئًا من دون جيش المتطوعين الذي يقف خلفه. لقد صمدوا أمام الشتاء، وتحدّوا لأسابيع، بل لأشهر، الإرهاب الليلي للطائرات المسيّرة والصواريخ. كانوا بالأمس ربما خبراء في تكنولوجيا المعلومات، واليوم يتحكمون بالطائرات المُسيّرة. والزيّ الاحتفالي الذي ترتديه النساء عند الذهاب إلى المسرح أو الحفل الموسيقي يُظهر ثباتًا في الموقف، ثباتًا لا يُتنازل عنه حتى في حالة الاستثناء. أما النوادي فهي الأماكن التي يستمد فيها الشباب طاقتهم لمواصلة المقاومة. إنهم أبطال في عالم أصبح ما بعد بطولي، دون أن يصنعوا من ذلك ضجة.
هم من يحافظون على عمل شبكة المواصلات، وبهذا يحافظون على تماسك وطنهم.
يشكّل عواء صفارات الإنذار ضجيجًا خلفيًا في حياتهم اليومية، وليس مجرد إنذار تجريبي. لقد تعلّموا التمييز بين وقع ضربات الطائرات المسيّرة وضربات الصواريخ الباليستية. إنهم يساعدوننا على التأقلم مع الزمن الذي يلي لحظة التحوّل التاريخي. ويعلموننا أن الدفاع عن الوطن ليس له علاقة بالنزعة العسكرية. يتم احترام الجنود، وخاصة الجنديات، لأن الجميع يعلم أنهم يؤدون واجبهم وما هم مستعدون للقيام به.
إن مواطني ومواطنات أوكرانيا يعلّموننا أن ما يحدث لا يسمى "الصراع الأوكراني"، بل هو حرب. ويساعدوننا على فهم مع من نتعامل: مع نظام يريد تدمير أوكرانيا كدولة مستقلة ويكنّ الكراهية لأوروبا. ويُظهرون لنا أن محاولة استرضاء المعتدي لا تزيده إلا جشعاً للمزيد، وأن سياسة الاسترضاء لا تؤدي إلى السلام، بل تمهّد الطريق نحو الحرب.
ولأنهم يقفون في الخطوط الأمامية، فهم يعرفون أكثر مما نعرفه نحن في الخلف، حيث ما زلنا في أمان نسبي. ولأنهم في مواجهة عدو متفوّق، فلا بد لهم من أن يكونوا أسرع وأكثر ذكاءً منه. إن الأوكرانيين، الذين يُتَّهمون عامةً بالنزعة القومية، يبرهنون لنا أن الوطنية ليست أمراً متجاوزاً حتى في القرن الحادي والعشرين.
وهم يتقدّمون علينا تقنياً في المجال العسكري، لأنهم اضطروا للقتال في وقت كان بوسعنا فيه أن نستمر في مناقشة قضايا السلام الدائم. لقد طوّروا أسلحة بأنفسهم كانت قد حُجبت عنهم تردداً أو خوفاً
أنتم المرآة التي ننظر فيها، والتي تذكرنا بما كانت تمثله أوروبا يومًا، ولماذا يستحق الأمر أن ندافع عنها. إنكم تنادوننا: لا تخافوا، ليس لأنكم بلا خوف، بل لأنكم تغلبتم على خوفكم. كتّابكم يبذلون قصارى جهدهم ليعبّروا عمّا يعجز الآخرون البعيدون عن إيجاد الكلمات له. لقد حملتم اللغة الأوكرانية إلى العالم وحققتم معجزة أدبية. شعراؤكم يتحدثون بجدية قاتلة، وقد دفع بعضهم حياته ثمنًا لذلك. رئيسكم رجل يصارح أبناء شعبه بالحقيقة، رغم علمه بمدى مرارتها
أنتم تعرفون جيدًا قواعد السلوك في المقاومة، وتعلّمون الأوروبيين ما الذي سيواجهونه إن لم يتهيؤوا
أخيرًا للحظة الحاسمة. لقد خبرتم أن القرارات في ظل التهديد تُتخذ بين ليلة وضحاها، في حين تُرحَّل في أوقات السلم إلى أجل غير مسمّى. أما الهدوء الرصين فهو ترف لا تستطيعون استعادته إلا بعد انتهاء الحرب. الصمود، والمواصلة رغم الإرهاق الذي لا يُطاق – هذه هي ثورة الكرامة الدائمة.
أنتم من ندين لهم بسلامنا، وأنتم من يدفع الثمن الذي لا يُقاس بالأرقام. أنتم وكل أصحاب النوايا الحسنة، لكم أولًا وقبل كل شيء يجب أن يُوجَّه الشكر. وإليكم أيضًا يجب أن تذهب هذه التحية من هنا – من كنيسة القديس بولس في فرانكفورت، موقع حركة الوحدة والحرية الألمانية، وأحد المراكز الساخنة لربيع الشعوب الأوروبي يومًا ما
إنها تحية موجّهة إلى المدافعين عن أوكرانيا الحرة، إلى الرجال والنساء الذين يواصلون أعمالهم رغم كل شيء، وإلى من يصطحبون أبناءهم إلى المدرسة رغم أسراب الطائرات المسيّرة، وإلى سكان كييف الذين يلجؤون إلى محطات المترو، وإلى سائقي القطارات الذين يسيرون بقطاراتهم في موعدها من إيفانو-فرانكيفسك إلى خاركيف. ويبقى لنا نحن الأوروبيين، مهما بدا ذلك غير متوقع: أن نتعلم من أوكرانيا، يعني أن نكون بلا خوف وشجعان، وربما أن نتعلم كيف ننتصر أيضاً.
أود أن أعبر عن خالص امتناني لـ اتحاد بورصة الكتاب الألماني لحقوق المؤلفين على هذا التكريم الرفيع، وعلى الكلمات المؤثرة والعميقة التي ألقتها كارين شميدت-فريدريكس. كما أود أن أتقدم بالشكر لأعضاء لجنة التحكيم، ودار النشر التي احتضنت أعمالي،" دار هانزر"، وكذلك دور النشر"بيك" "وسوهركامب". ولا يسعني إلا أن أشكر الناشرين الموقرين ميشائيل كروجر وجو ليندل، والمحرر المخلص طوبيا هيل، وكل من ساهم في تحويل نصوصي إلى كتب ووصولها إلى القراء.
لقد تأثرت بشدة بكلمة السيدة كاتيا بيتروفسكايا، فقد عبّرت بأبلغ الطرق عما كان يشغل فكري طوال حياتي، أفضل مما أستطيع أنا التعبير عنه. لها جزيل الشكر والامتنان.
ما يمنح هذه الجائزة بعدًا أعمق بالنسبة لي هو الفرصة للتحدث في هذا المكان التاريخي العميق الدلالة، وليس فقط في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جائزة السلام، بل في لحظة تتجلى فيها، بشكل مؤلم، حدود قدرتنا على الفهم والحكم أمام التحولات العميقة والفوضى الجديدة في عالمنا اليوم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مؤرّخ ألماني من مواليد 7 مارس 1948، تخصص في تاريخ أوروبا الشرقية وكاتب صحفي. أستاذ جامعي في جامعة كونستانس وجامعة فرانكفورت - اُودر سابقاً.
**(Börsenverein des Deutschen Buchhandels)












.



#حامد_فضل_الله (هاشتاغ)       Hamid_Fadlalla#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرؤية القرآنية، قراءة تحليلية نقدية
- 1Das Narrenschiff سفينة الحمقى Christoph Hein2 كريستوف هاين
- حماية المدنيين في السودان هناك بدايةً نقاط، حتى بدون وقفٍ لإ ...
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ...
- الفلسفة العربية - الإسلامية: ما بين إرث الماضي وتحديات الحاض ...
- في تذكر الدكتور عبد الرحيم بلال
- طبيب نساء سوداني برليني عند بحيرة ليتزينزي
- رحلة في ذاكرة المسرح السوداني
- الاِسلام السياسي وجدلية التأويل
- في ذكرى اللاهوتي والمفكر والمناضل الحقوقي Friedrich Schorlem ...
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
- الرحيل نحو الأبديّة في تذكّر يحيى علوان (العراق).
- عودة الروح ! مع حرب بوتين، يعيش عالم الغرب آخر نهضة أيديولوج ...
- هل الأخلاق قبل كل شيء؟ لماذا قلما تتوافق القيم والمصالح الوط ...
- أبو شوك: العطاء المستمر والصبر على الوفاء
- المرأة السودانية في برلين حاضِرة ومُكرّمة
- من بوتن إلى أردوغان كيف السبيل إلى تهدئة المراجعين عودة الجغ ...
- كولونياليّة الإسلام السياسي - مرة أخرى حول كتاب د. فتح الرحم ...
- يوتوبيا الاشتراكية: بوصلةٌ لثورةٍ مُستدامةٍ
- كولونيالية الإسلام السياسي


المزيد.....




- FBI يقبض على رجل للتحقيق بشأن زرع قنابل أنبوبية قابلة للانفج ...
- اتهامات لوزارة الخارجية البريطانية بتعديل تقرير حذّر من إباد ...
- الواقع الافتراضي يهرب بأطفال غزة بعيدا عن أهوال الحرب
- تهم بالفساد تدفع وزيرة الخارجية السابقة للاتحاد الأوروبي للا ...
- يوروفيجن 2026: دول أوروبية تعلن مقاطعة المسابقة بعد قرار عدم ...
- الشباب الأميركي لا يحب أخبار السياسة وتجذبه قضايا الترفيه
- قطر تطلق مبادرة عاجلة لدعم ضحايا الفيضانات في سريلانكا وفيتن ...
- تركيا تستدعي ممثلي روسيا وأوكرانيا بشأن استهداف سفن بالبحر ا ...
- الأمير هاري يسخر من ترامب في برنامج تلفزيوني
- بعد صدور حكم بسجنه 12 عامًا.. السلطات التونسية تعتقل المعارض ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد فضل الله - التعلم من أوكرانيا: دروس في سلوك المقاومة