أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد فضل الله - هل الأخلاق قبل كل شيء؟ لماذا قلما تتوافق القيم والمصالح الوطنية؟















المزيد.....



هل الأخلاق قبل كل شيء؟ لماذا قلما تتوافق القيم والمصالح الوطنية؟


حامد فضل الله

الحوار المتمدن-العدد: 7766 - 2023 / 10 / 16 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل الأخلاق قبل كل شيء؟
لماذا قلما تتوافق القيم والمصالح الوطنية؟
ميشائيل لودرز Michael Lüders
تقديم وعرض حامد فضل الله برلين
صدر عن دار فيلهم قولدمان الألمانية للنشر هذا العام ــ 2023 ــ كتاب بالعنوان أعلاه للكاتب والباحث الدكتور ميشائيل لودرز. والكتاب من الحجم المتوسط ويضم 254 صفحة ــ ويحتوي بجانب المقدمة والهوامش على ثمانية فصول.
تسبق المقدمة استِشهادات تُدعم آراء وتحليلات الكاتب في المتن نذكر منها:
ــ. عندما يبدأ السياسي بالتبجح بالقيم، بدلا من أن يفصح علنا عن مصالحه، يكون قد حان الوقت لمغادرة القاعة.
إيجون بار(Egon Bahr)(2015 ــ 1922) أحد قادة الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني، وأحد مهندسي ما عرف في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، بسياسة الشرق، (Ostpolitik ).
ــ كان نجاحي الخاص هو مساهمتي بإمكانية ذكر وبنفس واحد، اسم بلدنا ومفهوم السلام مرة أخرى.
فيلي براندت، 1988 ــ المستشار الألماني الأسبق
ــ تقول السياسة: كونوا أذكياءً مثل الأفاعي وأما الأخلاق فتزيد بالقول ولكن مثل الحمام مستقيماً".
الفيلسوف الألماني، إيمانويل كًنْت
يقول الكاتب في المقدمة، " الأخلاق هي سيف اللاعقلانية، التي تقسم العالم إلى خير وشر. ــ وهذا الكتاب لا يدور بشكل مباشر حول الحرب في أوكرانيا، ومع ذلك فأنها تمتد مثل وشيجة أساس عبر جميع الفصول تقريباً ــ ويرجع ذلك أساساً ، إلى تداعيات العقوبات الغربية ضد روسيا، والتي لا تلحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد في ألمانيا فحسب، بل تجلب لهذا البلد خسارة للازدهار لم تشهدها منذ عام 1949، مصحوبة بتراجع سريع للتصنيع، ويكشف علاوة على ذلك، عن الخطوط العريضة الأولى لنظام عالمي جديد ، لم تعد تتحكم به الولايات المتحدة أو الغرب بصورة عامة لوحده. فالرابح الأول لـ "زمن التحول" الذي افترضه، كجيوسياسية، المستشار الألماني شولتز بعد بدء الحرب، هي الصين.
ويواصل "لقد فُرضت العقوبات الغربية على موسكو، مباشرة بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا. فهذا من ناحية، أمر مفهوم – فأن الاخذ علما بالهجوم فقط، الذي انتهك القانون الدولي، ما كان يمكن أن يكون البديل. لكن ما الذي كانت تحاول العقوبات تحقيقه بالضبط؟ وبحسب قول وزيرة الخارجية بربوك، كان الهدف "تدمير روسيا"، كما تسعى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين "إلى هدم القاعدة الصناعية لروسيا تدريجياً"، وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن "تحطيم الاقتصاد الروسي".
كلمات عظيمة، تصل إلى ما هو أبعد من أوكرانيا، ويشعر بعواقبها منذ زمن طويل كل فرد. والأكثر وضوحاً في شكل تضخم مرتفع ومستمر، الى جانب تفشي الدين العام وهشاشة إمدادات الطاقة.
يجب على الذي يسعى إلى معاقبة روسيا بشكل دائم، أن يطرح سؤالاً بديهياً: هل يمكن أن تركع اقتصادياً أكبر دولة في العالم، وأحد أهم موردي الطاقة ؟ الجواب الموضوعي هو: لا. ليس فقط لأن الجنوب العالمي، باستثناء عدد قليل من الدول الموالية للغرب، لا يشارك في العقوبات، لهذا ليس من المستغرب أن تصيب عواقب إجراءات المقاطعة ألمانيا أكثر من أي دولة غربية أخرى، وكما يبدو، أكثر من روسيا نفسها"
ويواصل "الكل مرتبط بعضه مع بعض، وبالتالي، يمتد هذا الكتاب عبر قوس واسع جغرافيا من المانيا إلى تايوان. ويطرح أسئلة ما يتم تجاهلها غالباً: لماذا لا يشارك الجنوب العالمي في العقوبات المفروضة على روسيا؟ وما هي الاستراتيجية التي تتبعها الولايات المتحدة في أوكرانيا نحو روسيا؟ وهل سيستقر العالم في المستقبل، أم أن الصراع الرئيس التالي يلوح في الأفق بالفعل، بين واشنطن وبكين"؟
"وعطفا على كل من يكتسب انطباعاً أثناء القراءة، بأن هناك فجوة كبيرة بين التصوير السياسي ـ الإعلامي للأحداث العالمية وما يحدث بالفعل ــ وغالباً خلف الكواليس ــ فهو ليس مخطئاً".
جاءت كلمة الأخلاق في عنوان الكتاب، والأطروحة الرئيسية للكتاب هي أن الدول الغربية تستخدم الأخلاق كمبدأ للسياسة وكمبرر للقرارات السياسية، وكهدف لشيطنة العدو. ويعود بنا الكاتب في هذه النقطة إلى التاريخ، بقوله:
"كانت السياسة قبل عصر الحداثة، مرتبطة بالدين والأخلاق. ولكن مع بداية العصر الحديث، الذي أسسته الرأسمالية المبكرة، واكتشاف كولومبوس لأمريكا، حدث الفصل التدريجي للسياسة عن الأخلاق في أوروبا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر. وكان هذا بدوره شرطاً أساسياً لبناء الدولة الحديثة، التي بدأت في تحرير نفسها من الدين، ونبذت الخير والشر، ووضعت بدلاً من ذلك مصلحة الدولة فوق الفضيلة".
وباعث هذا الفكر الجديد السياسي والفيلسوف (1469-1527). Niccolò Machiavelli
ويصف ميكيافلي في كتابه الموسوم "الأمير" الصادر عام 1513 ، وهو أول عمل للفلسفة السياسية في التاريخ، القواعد الأساسية لسياسة الدولة، الخالية من الأفكار الأخلاقية والدينية. ….
ويقدم لودرز بدوره نقداً، للأخلاقيات السائدة اليوم في اتخاذ القرارات السياسية. ويشير إلى التناقضات والمخاطر التي تنطوي على ما يسمى بالسياسة الخارجية القائمة على القيم ويدعو إلى العودة إلى الواقعية السياسية والاِدراك الذاتي للمصالح الوطنية ، مضيفاً، "من وجهة نظر ميكيافلي"، فإن الرد الغربي على "الحرب العدوانية التي تقودها روسيا في أوكرانيا" لن يكون أكثر من مجرد حماقة غير مسؤولة، لأنه يلحق الضرر بأسس الدولة والمصالح العامة.
ويكتب لودرز في هذا السياق:
"نميل نحن في ألمانيا، إلى الاِنبهار ببلاغتنا الذاتية. نحن الأخيار، وننقذ العالم، وننقذ المناخ، وننقذ أوكرانيا. ونقف إلى جانب الولايات المتحدة من أجل حرية تايوان. يستطيع المرء أن يفعل كل شيء. ولكن بدأ الآن الاقتصاد في التراجع. و تسارعت وتيرة تراجع التصنيع، ولا تبدو التوقعات بالنسبة للاقتصاد الألماني في السنوات القليلة المقبلة جيدة."
ويشير الكاتب في هذا السياق إلى الأغنية، في المسرحية الشهيرة "اوبرا البنسات الثلاثة" لبرتولد برشت،
:" يأتي الطعام أولاً ثم الأخلاق". Bertolt Brecht
وعن دور الولايات المتحدة في الحرب الأوكرانية:
"تسعى الولايات المتحدة لتحقيق ثلاثة أهداف في أوكرانيا. 1 ــ إضعاف روسيا اقتصادياً وعسكرياً وجيوستراتيجياً وبشكل شامل ودائم. 2 ــ تأسيس نظام، لحاكم موثوق به في العاصمة الأوكرانية "كييف" يتبع وينفذ التصورات الأمريكية. 3 ــ ربط أوروبا ربطاً وثيقاً، اقتصادياً، من خلال إمدادات الطاقة، وعسكرياً، من خلال الناتو، لتعميق التبعية الحالية وكسب الاتحاد الأوروبي - بالأخص في الصراع المقبل مع الصين. ونشير في هذا الصدد إلى الفقرة التالية من الكتاب، المتعلقة بغزو روسيا لأوكرانيا وعن أهمية شبه جزيرة القرم لموسكو:
"من الناحية الجيوستراتيجية، فإن أوكرانيا، التي مرت عبر أراضيها قوات نابليون وقوات هتلر، ذات أهمية قصوى بسبب موقعِها الحساس. وإذا أصبحت جزءاً من حلف شمال الأطلسي، فإن الغرب سيحكم السيطرة عليها، وبهذا تقع الحدود الجنوبية الغربية لروسيا، التي يبلغ طولها حوالي 2000 كيلومتر تحت رحمة الولايات المتحدة، وعند اذن سيكون من الصعوبة على موسكو الدفاع عنها، وستتاح الفرصة للدول الغربية لاستخدام القواعد العسكرية المتقدمة لتحجيم النفوذ الروسي في منطقة البحر الأسود حتى آسيا الوسطى، لهذا تمثل الأهمية الاستراتيجية لشبه جزيرة القرم، الدافع الحقيقي لاحتلالها من قبل موسكو، والتي كانت هذه حتى عام 1954 تابعة لروسيا. ويتمركز في شبه جزيرة القرم، في Sewastopol ، أسطول البحر الأسود الروسي، على أساس اتفاق خاص أبرم مع أوكرانيا في عام 1997، والذي كان سوف ينتهى في عام 2017، ومن المؤكد تقريباً أنه ما كان سيتم تمديده من قبل أي حكومة موالية للغرب في كييف. فأن من يسيطر على شبه جزيرة القرم يسيطر على البحر الأسود ويسيطر بشكل غير مباشر على مداخل البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق البوسفور".
"إن الحرب التي تخوضها روسيا منذ فبراير/ شباط 2022 تضع سيادة أوكرانيا موضع شك. تم احتلال أو ضم الأجزاء الشرقية من البلاد، وفرار الملايين من الأوكرانيين. لقد اتحدت قطاعات كبيرة من السكان، وليس فقط في ألمانيا، في إدانتها لهذه الإمبريالية الروسية الجديدة. لقد وجد أكثر من مليون لاجئ أوكراني ملجأ في هذا البلد، والتضامن الذي أظهروه كان ولا يزال كبيراً".
"فكيف نتعامل مع هذه الاستباحة من جانب موسكو، التي تنتهك القانون الدولي؟ جاء الجواب في العواصم الغربية بأغلبية ساحقة: الانفصال الكامل عن روسيا على جميع المستويات، السياسية والاقتصادية والثقافية أيضاً.
دفعت القناعات الأخلاقية إلى جانب سياسات القوة، واشنطن وبروكسل وكذلك برلين، إلى فرض عقوبات شاملة على روسيا، كما هو مذكور سابقاً، وتزويد أوكرانيا بالمزيد والمزيد من أسلحة الدفاع لاستعادة الأراضي المحتلة أو التي تم ضمها. قد تكون هناك أسباب وجيهة لذلك، ولكن هناك فرق بين التضامن وتدمير الذات. أن العقوبات المفروضة على روسيا تهدد بدون "إنهاء الحرب"، الازدهار، ليس فقط في أوروبا. ولن يغير من ذلك إمداد الأسلحة الثقيلة، طالما أنها ليست مصحوبة بوقف إطلاق النار أو مفاوضات السلام، وأيضاً من عدم الدعوة بصوت عالٍ لتغيير النظام في موسكو".
"إن غزو أوكرانيا ليس غير واقعي ومثير للشكوك فحسب، بل إنه مثقل بالرمزية أيضاً. يسعى الخير المطلق، الذي يجسده الغرب، إلى تحرير نفسه من الشر المطلق: أولاً من روسيا، ثم من الصين".
"يسير لسوء الحظ، في معظم الحالات، تعظيم الذات الأخلاقية جنباً إلى جنب مع إنكار الواقع والنفاق، وانتقائية مفرطة للعدالة، وهذا ما تؤكده الحرب الدائرة الآن في أوكرانيا."
وهذا هو بالضبط السبب الذي يجعل تسيس الأخلاق وإضفاء الطابع الأخلاقي على السياسة موضع شك كبير".
"ومع ذلك، يجب على أي شخص يدعو إلى فرض عقوبات على روسيا أن يسأل نفسه بصدق لماذا لم يتم فرض إجراءات مقاطعة مماثلة على الولايات المتحدة. وكان من الممكن أن يكون ذلك منطقياً، على سبيل المثال في حرب فيتنام أو العراق. ولم يكن كلاهما اكثر شرعية و أقل انعدام ضمير من الوضع الحالي في أوكرانيا. وهناك بطبيعة الحال، العديد من الأسباب الوجيهة لإدانة الرئيس الروسي. ولكن لماذا تنطبق عليه معايير مختلفة عن تلك التي تنطبق على الممثلين الغربيين؟ لماذا يسعى صناع القرار في الغرب إلى توجيه الاتهام إلى فلاديمير بوتن أمام محكمة جنائية دولية، ولكن ليس جورج دبليو بوش أو توني بلير، العقلين المدبرين وراء حرب العراق، التي قامت على الأكاذيب والتلاعب"؟
جاء الفصل الأخير من الكتاب، بعنوان "الأفق: ــ اما ان تكون من انصار حلف شمال الأطلسي ، أو مؤيداً لأوروبا - دفاع من أجل المصلحة الذاتية"، ونستعرضه هنا بإسهاب:
"تمثل الحرب الإسبانية الأمريكية عام 1898 بداية صعود أمريكا كقوة عظمى. كان هدف واشنطن في الحرب هو غزو الأراضي الإسبانية الواقعة فيما وراء البحار في الفناء الخلفي للولايات المتحدة الأمريكية والوصول إلى الأسواق الآسيوية. احتل الأمريكيون خلال الحرب، كوبا وبورتوريكو وغوام والفلبين. منذ ذلك الحين، كان هناك موقفان ثابتان لسياسة الولايات المتحدة: إنها تهدف بشكل أساس إلى الهيمنة، ولا تتسامح مع تحدي سلطتها،. ومع ذلك، في ظل هذه الصورة الإمبراطورية المفرطة، التي قد تصل إلى مستوى القرصنة، لا يمكن إنشاء أي دولة على المدى البعيد،. لذلك، يتطلب الأمر صورة مقنعة نحو الخارج، وتطويب الفعل الذاتي في بيئة من القيم العليا".
"أينما يصعد منافس محتمل في قارة ما أو حتى على المستوى العالمي، فإن الولايات المتحدة تحاربه: سياسياً واقتصادياً وعسكرياَ. اليوم تحت راية الديمقراطية مقابل الاستبداد. لهذا السبب اتخذت الولايات المتحدة موقفاً ضد الإمبراطورية الألمانية خلال الحرب العالمية الأولى، وضد الرايخ الثالث أثناء الحرب العالمية الثانية، وضد الاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة. أمس كما اليوم ضد روسيا وفي المستقبل بكل قوة ضد الصين.
لم تكن المفاوضات بعد عام 1945، على قدم المساواة ولم تكن التسويات السياسية والتعايش السلمي، جزءاً من الأدوات المفضلة لدى الأمريكيين. وبدلاً من ذلك، استمرت دوامة التسلح في الدوران، ووصلت لأول مرة إلى حدودها في الثمانينيات: أثبتت الخطط العسكرية للفضاء التي وضعها رونالد ريغان ("حرب النجوم") أنها ببساطة غير ممكنة تقنياً وباهظة التكاليف.
يؤكد هذا المثال أيضاً، بأن الولايات المتحدة لا تهتم بالدفاع الوطني فحسب، بل تهتم في المقام الأول بالهيمنة العالمية - بغض النظر عن عدد الشعوب أو الدول التي تدفع ثمن ذلك. في ظل هذه الخلفية، ليس من المستغرب أن تعتبر أمريكا السياسة الألمانية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي رقصة أحلام، وقد تم وقتها بالكاد التسامح معها من قبل واشنطن".
"وحتى الاشتراكيون الديمقراطيون اليوم يفضلون التخلص من هذه السياسة ورميها في مزبلة التاريخ، التي لعب ايجون بار دوراً رئيسياً في تشكيلها - فهي لا تتوافق مع "كبريائهم بالذنب". من اللافت للنظر عندما اعتذر رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي لارس كلينجبيل في وارسو في مارس 2023 دون أي تمييز عن سياسة حزبه السابقة لأنهم أساءوا تقدير روسيا. على الرغم من أن هذه السياسة، هي التي خلقت الشرط المسبق لاعتراف ألمانيا الغربية بحدود أودر نايس مع بولندا".
ولعل رئيس الحزب لارس كلينجيل، بخبرته السياسية المحدودة، لم يقرأ ما كتب لودرز:
"وعلى الرغم من الإدانة القاسية والزيادة الكبيرة في الميزانية العسكرية، ركز التحالف الليبرالي الاجتماعي بقيادة فيلي براندت ليس فقط بشكل خاص على مواصلة، بل وتكثيف، الاتصالات مع موسكو وبرلين الشرقية على جميع المستويات. ولم يكن أي صانع قرار سياسي في بون يفكر في فرض عقوبات أو حتى الرغبة في إحداث تغيير في النظام. لقد التزم السياسيون عن وعي بالبراغماتية، معتمدين على خطوات صغيرة ومفاوضات مستمرة، على سبيل المثال لصالح التيسير الاِنساني، مثل تسهيل تبادل الزيارات بين مواطني الدولتين".
"أن الأخلاق المتزمتة، بلاء عصرنا، وإنها تحجب على ما يبدو كل وعي للتاريخ أيضاً. وسوف يتم إعادة اكتشاف نهج أيقون بار، القائم على الإحساس بالتناسب والاحترام المتبادل، على أبعد تقدير عندما تنتهي بوضوح سياسة المواجهة في طريق مسدود، أو ببساطة عندما لم يعد من الممكن تمويلها.
أدرك ايجون بار بشكل صحيح بأن على المرء إما أن يكون مع فكرة التحالف الأطلسي أو مؤيداً لأوروبا. لم يكن بار بأي حال من الأحوال معادياً لأمريكا، لكنه كان يدرك أن مصالح الولايات المتحدة لا يجب أن تكون بالضرورة هي نفس مصالح ألمانيا وأوروبا. ربما كانت زمالة السلاح خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وأوروبا الغربية في ظل الناتو وقتها، «بدون بدائل». ومع ذلك، كان لدى ايجون بار شعور أكيد بضرورة التواصل مع الاتحاد السوفياتي، والحفاظ على الاتصالات على جميع المستويات السياسية والاعتماد على البراغماتية في التعامل مع أوروبا الشرقية، بما في ذلك جمهورية ألمانيا الديمقراطية. بدون تلك السياسة، ربما ما كان يتم إعادة توحيد ألمانية ولا، على الأقل من الناحية النظرية ولا نشوء أوروبا الموحدة".
"ان سعى سياسة الشرق إلى تحقيق التسوية ووقف التصعيد، كان تصحيحاً ضرورياً في ذلك الوقت لفكرة التكتل، والتي كانت من الجانب الأمريكي والسوفيتي تُفهم غالباً كأداة عسكرية وسياسية. إن الفشل الكبير للسياسة الأوروبية والألمانية بعد عام 1990 هو عدم خلق بنية أمنية جديدة تضم روسيا وتنظم في نفس الوقت قدرتها الدفاعية - بدون هيمنة الولايات المتحدة. هذا التقصير، الذي يصل إلى حد الفشل، يرجع إلى حد كبير إلى الخضوع الألماني لأمريكا.
لقد سعت فرنسا من ناحية أخرى، منذ شارل ديغول، جاهدة من أجل الاستقلال العسكري والسياسي عن الولايات المتحدة. لكن جميع محاولات باريس لكسب ألمانيا، بعد إعادة التوحيد، لقيادة عسكرية ترادفيه داخل أوروبا، مع الأخذ في الاعتبار الدرع الفرنسي النووي ومشاريع الأسلحة المشتركة، فشلت دائماً بسبب الحكومات الفيدرالية المتعاقبة. إن وهم شراكة القيم مع الولايات المتحدة لا يزال قوياً للغاية في ألمانيا.
لكن الأمريكيين ليسوا "شركاء قيم". إنهم يسعون في المقام الأول وبلا رحمة إلى تحقيق مصالحهم الخاصة. ويتضح هذا على الأقل في "قانون خفض التضخم" ، الذي أقرته حكومة بايدن في أغسطس 2022. هذا القانون الذي يوحي بالتقدم، ويريد تعزيز حماية البيئة ومحاربة التضخم. لكنه في الواقع إعلان حرب على الاقتصادات المحلية الاوروبية. إذ أن واشنطن تغري الشركات الأوروبية بإعانات بمليارات الدولارات، إذا نقلت مواقع إنتاجها إلى الولايات المتحدة. ينجر قادة الشركات الألمانية على وجه الخصوص الى هذا الإغراء بشكل متزايد، وببساطة بسبب أسعار الطاقة المرتفعة للغاية في هذه الدولة".
"كانت حصة الاتحاد الأوروبي من الناتج المحلي الإجمالي العالمي المعدل حسب القوة الشرائية تتحرك في اتجاه واحد فقط منذ عام 1980: هبوط حاد. من 26 في المائة في ذلك الوقت إلى 14.46 في المائة في عام 2022، ولا يزال الاتجاه مستمر. من المرجح أن تصل هذه الحصة في عام 2030 الى حوالي عشرة في المائة فقط. وسوف تكون للصين والهند وحدهما حوالي نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي في غضون بضع سنوات. ومع ذلك، يبدو أنه ليس هناك فهم لما يدور حالياً. إنهم يعيشون في عالم وهمي يتسم بالتمسك بالقيم وتوريد الأسلحة إلى أوكرانيا. متى حدث في التاريخ شيئاً مشابهاً، يمكن مقارنته؟ هذه الحماسة التي تدمِر بها أوروبا وألمانيا على الخصوص نفسيهما، في خدمة الأخلاق العالية المزعومة، والتي في الحقيقة تخدم مصالح الولايات المتحدة؟ هل يمكن تفسير هذه الظاهرة من خلال وسائل التحليل السياسي فقط، أم أننا نتحرك بالفعل على مستوى سيكولوجية اللاوعي"؟
"يطالب الأمريكيون من الأوروبيين، وخاصة مننا نحن الألمان، بأمرين: أن نزيد الإنفاق على التسلح على المدى الطويل وأن نغطي جزءاً كبيراً من تكاليف الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك تكاليف إعادة الاِعمار، والإعانة الدائمة لميزانية الدولة هناك. وأن نكون على استعداد، حالة اندلاع حرب بين الولايات المتحدة والصين.
إذا تعمقنا بدقة في ذلك، فإن هناك احتمالان: فإما أن تحدث الحرب العالمية الثالثة بالفعل وسوف تدمر البشرية نفسها، أو ستصحح الولايات المتحدة مسارها. ليس لأسباب منطقية، ولكن لأنهم يدركون أنهم يبالغون في قوتهم، وأنهم لم يعودوا قادرين على دعم أجهزتهم العسكرية الضخمة
لا يزال الدولار الأمريكي هو العملة الرائدة في العالم، والأمريكيون، على عكسنا، براغماتيون بقدر ما هم مغرورون وأنانيون. إذا كان الرئيس الأمريكي القادم جمهورياِ، وربما مرة أخرى «صانع الصفقات»، فقد يتطور ترتيب الأمور بسرعة كبيرة على نطاق عالمي. وهذا لا يعني بأن العالم سيكون أفضل بعد ذلك.
ليس من المصلحة الوطنية للألمان الاستمرار في خدمة الأمريكيين بشكل خاضع. ببساطة لأنهم سوف يسقطوننا في أي وقت. ومن غير المرجح أن يتغير المسار الحالي كثيرا على الرغم من أنه يسرع في التدهور الاقتصادي".
"كونك مؤيداً لأوروبا يعني طرح أسئلة أساس أيضاَ: كيف تتعامل مع روسيا بعد هذه الحرب الرهيبة في أوكرانيا؟ كيف تتعامل مع أوكرانيا، الدولة التي يمكن أن ينتهي بها الأمر أخيراً كدولة فاشلة، مليئة بالأسلحة وأمراء الحرب؟ يعتبر إعطاء إجابات تساعد الناس وتترك دعاة الحرب في الخارج، تحدياً شاقاً. ويتطلب ذلك أن نجد طريقنا للعودة إلى ثقافة الاحترام المتبادل والتواصل الشجاع، بما يتجاوز الخير هنا والشر هناك.
كونك مؤيداً لأوروبا يعني أيضاً تأكيد المصالح الوطنية، وهي اقتصادية في المقام الأول. إن قبول التدمير الذاتي لاقتصادك عن طيب خاطر وعن علم، باسم العبارات السامية، يشهد على الغباء وعدم المسؤولية.
كونك أن تكون مؤيداً لأوروبا يعني أيضاً عدم تحمل أي أوهام. أوروبا ليست كياناً سياسياً ولن تكون أبداً، ولن يكون هناك اتحاد أوروبي واحد بالفعل. بالتوازي مع تدهورها الاقتصادي، وبالتوازي مع التوترات المتزايدة على المستوى العالمي، سيعيد الأوروبيون النظر في تنظيمهم ومدى تماسكه.
سيكون عالم المستقبل متعدد الأقطاب، حيث سيلعب الأوروبيون دوراً ثانوياً فقط. لهذا السبب وحده، فإن سياسة العقوبات، التي تحظى بتقدير كبير في بروكسل وبرلين، سترد علينا في المستقبل القريب. من المستحيل ببساطة عزل روسيا أو حتى الصين بشكل دائم - ومن أجل مكافحة تغير المناخ أيضاً، وعاجلاً وليس آجلاً، ستملي بكين شروط التجارة علينا.
إذا أردنا الحفاظ على ديمقراطيتنا، فسيتعين على المجتمع وكل فرد أن يملأها بالحياة وفقاً لإمكانياته الخاصة. بدءا من نبذ الأنباء الكذبة وتعلم المقاومة. والتي يمكن أن تتخذ أشكالاً عديدة".
"تجعل الحرب في أوكرانيا هذه الأسئلة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. إنها أحدث تتويج لعقود من صراعات القوى الإمبريالية، التي هي أيضاً حرب مستمرة ضد الطبيعة. إذا كانت الحكومات غير قادرة على منع الحرب أو إنهاؤها مبكراً من خلال اعتبارات إنسانية ومن خلال أكبر جهود الوساطة الممكنة ، فيجب على حركات المجتمع المدني ممارسة المزيد من الضغط. دعونا لا ننجر إلى حرب أكبر.! ...
لن ينجح وقف التصعيد إذا لم يكن مدعوماً من قبل وسائل الإعلام. ووضع حد للصور النمطية للعدو، والتفكير العام في ضرورات السلام المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وميثاق باريس في التسعينيات. نحن نفتقد مبادرات السلام من قبل الحكومات الأوروبية، كما هو مطلوب من القارات الأخرى.
بدلاً من ذلك، نشهد في كل مكان استعداداً كامناً أو مفتوحاً للتصعيد المدمر والمدمر للذات. سواء كان ذلك من منطق القوة المتشددة للعديد من السياسيين، أو في سعي الشركات والبنوك، التي لا تستطيع الاستغناء عن النمو وتعظيم الأرباح".
أود بعد تقديم هذه المراجعة المكثفة ــ التي لا يمكن أن تغطي جميع الفصول ــ بإبداء بعض الملاحظات:
ــ قدم الكاتب تحليلاً سياسياً شاملاً للسياسة الحالية في المانيا، ومشيراً إلى عواقب إضفاء الصبغة الأخلاقية على السياسة، وعاكساً رؤيته وقناعاته. والكتاب غني بالمعلومات ومثير للجدل في عين الوقت.
ــ أن قول الكاتب، "بأن سياسة العقوبات تجاه روسيا، والتي لا تلحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد في ألمانيا فحسب، بل تجلب لهذا البلد خسارة للازدهار لم تشهدها منذ عام 1949، مصحوبة بتراجع سريع عن التصنيع"، ليس دقيقاً تماماً، فالوضع الاقتصادي الحالي، ليس له علاقة بتراجع سريع عن التصنيع ــ وإنما أرتبط بمشاكل اقتصادية وبنوية محددة، حسب ما جاء في بعض الابحاث الاقتصادية، ويرجع أيضاً إلى انخفاض الصادرات، وخاصة إلى الصين، وكان هذا الوضع قائماً قبل بداية الحرب الأوكرانية، كما استطاعت الحكومة بعد المقاطعة تجاوز أزمة الطاقة حتي في فترة الشتاء، عن طريق الحصول على الغاز والبترول عبر مصادر متنوعة، ولكن بتكلفة عالية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وخاصة في المواد الغذائية وأصبح كثير من المواطنين أيضاً، غير قادرين على سداد فاتورة الغاز والكهرباء.
ــ ربط الكاتب بين الأخلاق والمصلحة الذاتية. هل يوجد فعلا تناقض بينهما؟ وهل لا يمكن التوفيق بين المصلحة الذاتية والقيم الأخلاقية؟ أن مد العون والتضامن الاِنساني من أجل العيش المشترك، يعزز المصلحة الذاتية.
ــ لقد تم انفصال أوكرانيا عن روسيا عام 1991 سلمياً، دون أن تنقطع العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي، وخاصة في مجال الغاز، حيث كانت تحصل عليه من روسيا بأسعار زهيدة. مما يثير السؤال، لماذا هذه الحرب المدمرة الآن؟ الاِجابة على هذا السؤال، جاء في متن الكتاب أيضاً واستعرضه هنا بإيجاز شديد مع بعض الاِضافات من جانبي:
ــ إن الدولة الأوكرانية دولة مركبة من عدد من القوميات واللغات والمذاهب الدينية، وبحسب آخر إحصاء رسمي أجري في عام 2001، تبلغ نسبة السكان من أصل أوكراني نحو 77.8 في المئة من السكان، يليهم الروس بنحو 17.3 في المئة، ثم البيلاروس بنحو 0.6 ، ثم قوميات أخرى. لقد تبنت السلطات الأوكرانية الجديدة سياسة نشر الأوكرانية في مقابل الروسية، وحدث الانقسام السياسي والديني في المجتمع بين الموالين للغرب والموالين لروسيا، بجانب صراع الطبقة السياسية من أجل السلطة وإفلاسها ودور النظام الأوليغارشي الأوكراني والروسي في أوكرانيا في إفساد الحياة السياسية عن طريق الرشوة والسيطرة على تجارة الغاز. وكذلك التدخل السافر من الاتحاد الأوروبي وأمريكا في الشؤون الداخلية، بهدف ربط أوكرانيا باتفاقيات تجارية، وأمنية من أجل تطويق ومحاصرة روسيا، وبالطبع ليس غزوها وإنما بهدف تحجيمها لتبق قوة إقليمية فقط وليس كقوة عظمى تنافس أمريكا..
ـــ يقول الكاتب في المقدمة، ــ "لا يدور هذا الكتاب بشكل مباشر حول الحرب في أوكرانيا"، ولكن يلاحظ القارئ، بأنها تسير مثل الخط الأحمر عبر جميع الفصول تقريباً. ليس هنا تناقض، ربما أراد الكاتب أن يقول، بأنه لن يتعرض للتاريخ المركب لأوكرانيا، وإلى وجذور الأزمة المتشعبة والمستمرة، والتي قادت إلى هذه الحرب المدمرة.
ــ لم يكن لودرز محايداً في تحليلاته، ولكنه ظل في عين الوقت متمسكاً بالشفافية والموضوعية.
ــ يعتبر لودرز واحد من المفكرين والكتاب القلائل الذين يقومون بدورهم التنويري، ولا يسيرون خلف الاِعلام المُضلل.
ــ يضاف إصداره الجديد، إلى كتبه الهامة الأخرى، نذكر منهم اثنين تمثيلاً: "زراعة الريح وحصاد العاصفة" ــ 2015، الذي وصَفَ وحلل فيه الآثار الكارثية للتدخلات العسكرية الغربية في الشرق الأوسط، و "الذين يحصدون العاصفة، كيف زج الغرب سوريا في أتون الفوضى ــ 2017"، يعرض فيه إلى خلفية الحرب في سوريا. وقد قمتُ بمراجعتهما من قبل.
لعلني أختتم هذه المراجعة بفقرة معبرة جاءت في مقدمة الكتاب، وأراها أفضل، لو جاءت كخاتمة له:
"إن إدراك الروابط المهيمنة ليس استنارة فحسب، بل يمكنه تحطيم اليقينيات (القناعات) أيضاً. وهذا مؤلم بلا ريب، ولكنه يساعد على رؤية العالم على حقيقته. هذا بدوره هو الشرط الأساس لتحريكه على الأقل جزئياً في اتجاه مختلف، متوجهاً نحو البشرية والطبيعة. وملتزماً بالسلام".
حاشية:
قدم "الملتقى العربي للفكر والحوار" في برلين، تحت سلسلة "كتاب الملتقى"، ندوة عن كتاب لودرز، بتاريخ 12 سبتمبر 2023، وقام الدكتور علي حسن (العراق) بتقديم ومراجعة الكتاب، عارضاً بتكثيف أهم أطروحات المؤلف.
1Michael Lüders: Moral über alles? Warum sich Werte und nationale Interessen selten vertragen, Goldmann-Verlag 2023.



#حامد_فضل_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو شوك: العطاء المستمر والصبر على الوفاء
- المرأة السودانية في برلين حاضِرة ومُكرّمة
- من بوتن إلى أردوغان كيف السبيل إلى تهدئة المراجعين عودة الجغ ...
- كولونياليّة الإسلام السياسي - مرة أخرى حول كتاب د. فتح الرحم ...
- يوتوبيا الاشتراكية: بوصلةٌ لثورةٍ مُستدامةٍ
- كولونيالية الإسلام السياسي
- زمن التحوّل العالمي في عالم متعدد الأقطاب، لا غِنى عن التعاو ...
- »الجاني الوحيد روسيا«: كيفية إخماد الحريق بالبنزين
- التقليد والتجديد في النضال من أجل المستقبل
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ...
- عبد المنعم عجب الفيا قراءة في كتاب الشعر السوداني
- العنصرية، المفهوم، التاريخ، المسار والآفق - كتاب للباحث والا ...
- حرب الحلفاء الأمريكية -العادلة!- على العراق تحتفل بعيد ميلاد ...
- مشروع النهوض الاِسلامي العربي والحداثة
- نظرة في كتابات المُريد البرليني للكاتب والشاعر السوداني أمير ...
- إسرائيل وجيرانها. الشرق الأوسط الجديد: لماذا تتضاءل القومية ...
- الشرق الأوسط الجديد: التضامن الإسرائيلي والاِماراتي ضد إيران
- معركة القرن1 واشنطن وبكين وإحياء منافسة القوى العظمى
- إعادة التفكير في عالمية حقوق الإنسان
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية


المزيد.....




- روسيا تدرج الرئيس الأوكراني في -قائمة المطلوبين-
- -واشنطن بوست- توجز دلالات رسالة روسيا لداعمي كييف بإقامة معر ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- -حتى لو أطبقت السماء على الأرض-.. قيادي حوثي يعرض استضافة صن ...
- مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على يحي ...
- مقترح لهدنة بغزة.. حماس تفاوض وإسرائيل تستعد لاجتياح رفح
- نائب أوكراني يعترف بإمكانية مطالبة كييف بإرسال قوات غربية دع ...
- -أمر سخيف-.. مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعلق على اليوم ا ...
- جمود بمفاوضات انسحاب القوات الأمريكية
- إدانات أوروبية لهجمات استهدفت سياسيين في ألمانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد فضل الله - هل الأخلاق قبل كل شيء؟ لماذا قلما تتوافق القيم والمصالح الوطنية؟