أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الجبار الحمدي - الجحش يتكلم عربي / قصة قصيرة















المزيد.....

الجحش يتكلم عربي / قصة قصيرة


عبد الجبار الحمدي

الحوار المتمدن-العدد: 8543 - 2025 / 12 / 1 - 22:53
المحور: كتابات ساخرة
    



لم يكن في يوم يتصور نفسه يجيد لغة الحوار بعد أن أعتاد أن ياخذ طرق ملتوية للهروب من مواجهة التكلم مع أي صنف من صنوف من يتناولون المفردات بلسان أعوج، صاهر الكثير من الفتية الذي ابتاعوا ألسنتهم على يد فقهاء الحوار الذين يمجدون بالسراء والضراء محاسن ومساوئ ولاة عفروا الغبار فاعمى بصيرتهم وبصرهم فصار لهم مستشارين ينوبون عنهم في الحديث، شاءت الاقدار أن يكون جحشا نافعا في حلحلة المفردات الباذنجانية والخوارزمية المتخمة بالأرقام الفسيفسائية التي تلتصق بأسقف وجدران مساجد، لا هم لها سوى التلميع والتنميق في مسح مؤخرة الحاكم أطال الله في عمره ونفق كل من لا يريده على الكرسي، تلك هي عبارة جعلها المستشار الجحش تُردد بعد كل صلاة وبعد الآذان.. لم يشهد ذلك المجتمع أو صادف جحشا مثله فلقد ساقت الأقدام حثالات الحمير قبله وبعض الجحوش الى نهاية موارد لا يحمد عقباها على يد من تفلسفوا ونالوا شرف الخدمة في لعق أست الحاكم الذي لا ينبري يصرخ أين لُعاق الحاكم؟ فما هي إلا لحظات حتى تراهم ينبرون من كل حدب وصوب بألسنة خرجت عن أفواه مضغت أنواع مستخرجات من ترهات المدخلات التي يلوكها الحاكم بلسانه قبل فمه نزولا الى معدته، ألسنة تدلت حتى صارت مستهلكة لا يمكنها لعق ما تذوقته مسبقا لسنين طوال، فأنصاعوا للزمن ومتغيراته فباتوا أصحاب دس ومكيدة، فتلك لا تحتاج إلا لأسترضاع ما يمكنهم فعله دون خجل بين أزقة مظلمة ودهليز موسومة بعبارات الدين بالندس كما هو أكل العدس لا يحزنك ولا يبغضك، فجل همك ان تصبح ضراطا من الدرجة الأولى خمولا لا يمكنك المضاجعة وتلك صفة لا تخجل منها فجميع الضراطين كانوا عتاة حتى تدلت ألسنتهم وتهور أُستهم أُسوة بالمضرطين القدماء والوافدين الجدد...
في يوم من الأيام أسودت الحالة خرج الحاكم بإعلان أن خزينة الدولة قد خلت وعلى الرعية أن تكون اليد التي تعين والعين التي تدمع على سوء أيام عجاف خالية... هذا ما أدلى به الحاكم الى المتحدث الرسمي عنه الجحش المستشار الذي وقف على أطلال ملة من الوجوه عرف أنها لا يمكنها أن تفعل شيئا غير إطلاق الريح سمع مثله من قِبَلِه قد يكون تنفيس لهم وتنفيه لكنه لا يغني ولا يسمن من جوع، إنه نفس الضراط الذي سمعه وسمع عنه من قِبَل تلكم الذين يتكلمون بالعربي، فالمجتمعات التي لا تنادي بالشعارات تبقى عرضة للإستهجان والذم والشتم، فعامة المستشارين الذين سبقوه وصفوا رواد المدينة وناسها بالتوافه والمشردين والمنافقين وأصحاب دح ومدح، بكاء ولطم، عواء شعارات اكبر من ان تجعل الذلة علة بل استذوقوها طعام لابد ان يسومهم العذاب، فالذلة لذة للذين يراؤون ويتمنعون وهم الراغبون.... ركب الجحش لسانه الذي تدرب ودربه على أيدي لا تفقه من اللغة العربية شيئا إلا أنهم أتقنوا التنقيط فأسقطوها على بعضها البعض فعاصت ولاصت وصارت خواتيم حديث بين تشريع وتفريق، بين دين وسياسة، بين عانة بعير وعانة حمير، فلك الحق بأن تعود للبداوة من أست أي حيوان شرط أن تشرب بول بعير وتجهز النار في الكير أما النافخ والمنفوخ لاهين بين آه من مستجير وضراط جحش الحاكم صاحب الكثير من العير.. فوقف بعد أن نهق قبله صاحب الخنزير صارخا تجمعوا لا أراكم الله خيرا فقد شحت الموارد من كثرة العقارب، فرغت الخزينة عن كثرة رباني السفينة، فأغرقوا ما فيها ونخروا بطنها ثم تسارعتم بالسؤال لم نخروها كما فعل موسى مع الخضر؟ رغم انه حذره بأن لا يسأله عما يراه يفعل، لكنكم لن تستطيعوا صبرا فها قد جاءتكم البلية بما جنته ألسنتكم وأفعالكم التي تفاقمت حتى سدت الأزقة والشوارع، عطلت الحال من دوام المحال، شرعت الرعاع بمسك زمام أطناب الخيم، بعد أن أزاحت أصوات بالحق علت، بعدها كُتبت عناوين أنها تريد العيش بسلام في مكان القهر فيه عنوان، النوايا الطيبة خذلان بعد ان تكالبت علينا الجيران، صرنا كالفتيل نطلق غضبنا دخان، نطيح ببعضنا البعض بركام بركان، المهم أن يكون رب نعمتنا بعيد عن حميم ويل وآن، صار المكان واللامكان في تيه الزمكان... إسمعوا وعوا فجحشنا الموقر له من الحكم والعبر في مقارعة للنوائب بالكلام، عصير علقم يُعتَصر فهلموا لا اراكم الله خيرا أبدا... لا تستغربوا حديث صاحب الخنزير!! فهو مثلي من ملة فقهت الحوار والحديث دون أن يفقه السامع لب المطلوب دون المستطلب، فمن لب لابد لبيب سماع للكثير من الحديث كونه يحب أكل الزبيب، بعد أن يفرق حروفه بعقل صفيق، نحن لسنا أصحاب قيق قيق لكنا بالتأكيد نرد على كل صفيق بتصفيق، فعامة القوم لُب قوام الحاكم جَهالة رعيته، فالبقاء من أجل الشقاء ميزة لرعية تحب أن تجلد في كل وقت كسبا لإرث لاقوه بأحداث عصية، لم يطالهم عنه سوى العويل والتنكيل لرزية... إننا يا أصحاب التنفيس ضعنا بين أهل التبت وأهل موسى وفرعون، سيقت مقدراتنا على أيدِ عبثت بخصيها حتى أخرجت أستمنائها لقطاء بمسميات أرباب جدد، خضعوا للتجميل والترشيق وعرفوا ألسنة مختلفة ففاقوا رجالات الخطابة حصافة وتياسة، عثروا على أفيون يمرغ الأنوف فيستطاب لمتذوقها أن لا يملها، تنساق وراء مروجيها كصاحب المزمار الذي يقود الجرذان حيث البحر والتي لا تنفق فيه، مكون منها شعوبا وقبائل لا تفقه من الحياة سوى قرض الحديث شعرا، فعمل صاحب الخنزير على ترسيخ فكرة التطبيع، فعالمنا الجديد سيكون بين فكي رحى الدين عبارة من سجيل، ولابد لأبرهة أشرم من ظهور غير ذلك الأعور الدجال صاحب العقال الحافي دون نعال، إننا أبناء الصحراء نعوم في رمال الربع الخراب، ذلك هو ديدنكم وديدن كل رعية تمسك بخواتيم الأيام من قرونها لتكون مُقَرّنة الأصفاد قوادين بإمتياز، كما كل العرب كعباد ينبهرون لأخبار الفضائيات والتلفاز، فيأتي ذلك المستشرق يحمل حواري إنسية تليق بأن تكون محظيات تشريكم بضاعة، بعد ان أجاد أكثر مستشاريكم لعق أست الوالي فمالوا الى لعق أعضاء أنثوية هدمت قَبلهم مدن ودول وسلاطين عربية، كون العنوان العدالة بيد العمياء صاحبة الميزان تلك التي عرضت ساقيها الأمردان فبان ما بان وكشفت لشهريار أن المحظيات عند حكام العرب على عدد شهور السنة والأيام، فكيف لكم أن لا تحيوا تلك الذكرى مهما عجفت خزينة الحاكم فما عليكم إلا بيع جلودكم وما ملكتم من أجل أن يرفل بالعيش من يمسك بالصولجان، فجميعكم عليكم أن تتبركوا بلعق خصي الحكام بعد أن وصفتم بالرعية وتلك كلمة جلية، عليكم هضمها وإن كانت عصية، فلعق الخصي أهون من قطع ذكوركم لتصبحوا ولدان دون دان... أما من سيكون مستعرب عندكم وهو من غير العرب فتلك علامات لِتُعلوَن في الأرض وهي قريبة من المجاعة والمرض بعد أن أذاقكم الله الموت الزؤام مشيا أو جلوسا أو حتى في الحمام، هيا عيثوا في الأرض فسادا إن أردتم الخلاص فلا اللات وهبل ينفعكم ولا منات أو مناص، إنكم الى الجحيم أقرب فشيطانكم يتبختر بقوله لأغوينهم أجمعين إلا عبادك المُخلَصين، ولا أجد المُخلَصين في زمن الأعور الدجال أو إبرهة الأشرم وصاحب العقال والخنزير... إني أريد لكم الخير فأبشروا به بعد أن تصل قافلة الحاكم، فما عليكم سوى الصبر.. الصبر الى حين ميسرة... ولا أظن ميسرة سيأتي بعد أن أستوطن أورشليم وصار من أتباع الثالوث فإلى الجحيم بما تؤمنون به فلقد حجبتم شمس بؤسكم وخراب حياتكم بغربال مستورد مستعرب وليس عربي، هل فقهتم ما أقول؟ فإن فعلتم فاسجدوا لمن تعبدون فله الأمر وبيده متغيرات الأمور التي لا تتغير هيا تفرقوا فما الفرقة إلا عنوانكم الجديد.

القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي



#عبد_الجبار_الحمدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزني أنا / قصة قصيرة
- أنفاس خطيئتي / قصة قصيرة
- مقالة بعنوان/ من منا بلا إرهاب
- عفوا سيدتي / قصة قصيرة
- العدالة العمياء/ قصة قصيرة
- ذاكرة رصيف / قصة قصيرة
- منصة لسان / قصة قصيرة
- الحافي / قصة قصيرة
- قصة قصيرة/ النقطة المظلمة في النفق المضيء
- المآمرة الكونية و سويوكلوجية الشخصية الرئيسة في الرواية العر ...
- أبيض و أسود / قصة قصيرة
- اهزوجة الوحدة / قصة قصيرة
- أجساد من رماد قصة قصيرة
- أطراف أذيال فستانِ/ قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان/ طائر الطرنجان
- شارع فارغة / قصة قصيرة
- دراسة نقدية لرواية العوالم السبع
- المكوك/ قصة قصيرة
- أزرار ياقة قميصي / قصة قصيرة
- محيط النار / قصة قصيرة


المزيد.....




- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...
- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الجبار الحمدي - الجحش يتكلم عربي / قصة قصيرة