أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار الحمدي - اهزوجة الوحدة / قصة قصيرة














المزيد.....

اهزوجة الوحدة / قصة قصيرة


عبد الجبار الحمدي

الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 01:24
المحور: الادب والفن
    


اهزوجة الوحدة...

عندما يأتي المساء حاملا عباءة ليله الأسود.. أجدني ألوذ في الركن البعيد خوفا أن يراني مبتسما وقد ألزم نفسه بوعد أن لا يراني كذلك فيسقيني مر الوهم المتشظي ذكريات منسية...
من شدة خوفي تهمس نفسي قائلة:
- هكذا هي الوحدة فعندما تكتب أصابع الحقيقة مر وهم ما تعيش وقتها تدرك ان الوهم الذي عشت هو الشهد المر للحقيقة الواهمة ..

- فأجيبها دون وعي، تنصحيني بالعفة و ترغب اللذات نفسكِ هلا كففت هوس وسوستك وأبعدت مرايا وجوه ماجنة تطوف الكعبة الجديدة.

- ها انت تعيد نفس حديث الدعاة الذين لا يكلون منه ولا يملون لكني اوصيك بأن تجعلني نظارتك السوداء حتى نتطارح الغرام دون أن يرانا أحد، فعتمة زجاجها كفيل بأن يكون مثل إمرأة تحمل ميزان العدالة ما رأيك؟؟؟

- ألم أقل لكِ بأنك مهووسة بحقارة الاولين الذي رافقوا شياطين الرايات الحمر، يهتفون بتقارع كؤوس وفتح بوابات لحم محرم..

- لا تقلدني وسام الحرام وكأنك ناسك متعبد فها انا لا زلت ألملم اعقاب سجائرك التي بعثرتها وأنت تمسك بخاصرة زجاجة الخمر التي أغار منها حينما تتخيلني عاهرة تتمناها، أما الكأس آه كم تمنيت أن أكون بدلا عنه كي أتخلص من مرارة فمك، صدقني فطالما سألني ظلي عن نصفِ الثاني ونصف يسألني عن بقية ظلي ونسيا الإثنان أنهما بعض من كل، هيا إمحو كل خطوطك المستقيمة، إنه زمن الخطوط المتعرجة، إعكف على ان تنسق حياتك وفق زائر الليل فهو الكفيل بك بعد ان تستقبله بإهزوجة الوحدة التي يحب... سايره في مشقة ما يريد، تسكع معه أرصفة هامشية، كن له ظلا لكن دون خيال يصوره، اركب اذيال خطايا بساط العذاب كأنك تفترش احواض مستنقع آسن... حتى يدعوك لأن تكون ممن يحلمون بالحياة على أنها سفينة انقاذ، ربانها متوفي و نفسه التي كانت ترافقه ضاربة دف مثقوب... اما ايامه فراقصات ليل همهن ان يردن حوض النسيان فيغرقن مع انفسهن في وحل الرذيلة بعنوان بنات ليل..

- يبدو انك قد استطعمت حلاوة مرارة الكلام فرحت تصيغ عبارات حلوة المذاق يستطعم من يقرأها الحلاوة منها، فيسوق نفسه الى المذبح ليصلي بخشوع ثم يدخل غرفة الاعتراف ومن مثله المحراب كل يستغفر ربه بطريقته التي وجد نفسه عليها... فحياتنا و اعمالنا هي موروث مركب يعزى الى منعطفات غابرة في حقب أباح القدر التداول بها كأنها بذور تنثر في ارض جرداء... همي يا هذا ان لا يراني زائر الليل لاني لا ارغب ان يشهد على ما آلت إليه نفسي التي عمدتها في لحظة ضعف وهي تتعبد الخالق في غير عنوان... الخوف يا هذا من تقلبات ازمان في وقت القدر له اليد الطولى في نقض العهود و نكران الاحقية فما سيأتي، سيكون اشد من زوار الليل، إن ما سيأتي تحمله غرابيب سود تُبطن غير ما تُظهر كما اعتادت الغربان غير انها ماهرة في حفر القبور اي قبور، المهم ان تعمل على قتل الحياة بمعزل عن الانسانية في وقت اطاح القدر بآلاف من القيم عربون لما هو قادم من اهازيج يتداولها من يطوف الكعبة كأهازيج الجاهلية بدف و رِق.

القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي



#عبد_الجبار_الحمدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجساد من رماد قصة قصيرة
- أطراف أذيال فستانِ/ قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان/ طائر الطرنجان
- شارع فارغة / قصة قصيرة
- دراسة نقدية لرواية العوالم السبع
- المكوك/ قصة قصيرة
- أزرار ياقة قميصي / قصة قصيرة
- محيط النار / قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان /مرايا الوهم
- الساعة الذهبية / قصة قصيرة
- رعاة البعر / قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان /صندوق حكايا
- قصة قصيرة بعنوان/ حوارات ارباب العصر
- مجسات هلامية / قصة قصيرة
- السبدة / قصة قصيرة
- دراسة نقدية ذرائعية مستقطعة
- أنامل وقحة/ قصة قصيرة
- تلك حكايتي/ قصة قصيرة
- المتسكع/ قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان لونلي بيرل ج2


المزيد.....




- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار الحمدي - اهزوجة الوحدة / قصة قصيرة