أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار الحمدي - المتسكع/ قصة قصيرة














المزيد.....

المتسكع/ قصة قصيرة


عبد الجبار الحمدي

الحوار المتمدن-العدد: 7561 - 2023 / 3 / 25 - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتسكع
تعثرت وأنا أكرع قوافي شعر ابو نؤاس، يبدو أن السكر قد نال مني، و يحي!! أهكذا كنت بمجونك عندما تستبيح بيوت الشعر فتغزوا حروفها، أظنك كنت تختلس النظر إليها اولا ومن ثم تُغير على أسرتها ليلا، تشبعها لثما و هي مسلمة أمرها طواعية إليك، تُشعرك بلذة ما تتذوقه، أجدني على غرارك اليوم اسير أبحث عن الجيوب الجانبية عَلَّ هناك من تستحق أن أخرج ثعابيني من تحت ردائي ليسبر عالم لم ادخله في حياتي، ها انا بلغت ما يقارب الأربعين ولا زلت بِكرا.... أظنني موبوء أو أن شيطان عهري قد تاب فغفر الله له، حتى أنه قد صام الدهر بعيدا عن ملذات عالم الرغبة...
بغداد يا لذة العاشقين وغربة الفقراء والمساكين، يا زهو زرياب والموصلي، يا طرب ناظم و أم كلثوم، وعبد الوهاب، يا شواطي دجلة... يا ابواب جهنم الماتعة التي تفتح فيموج على صخب باراتها الراقصات و بائعات الهوى.... انظر الى حالي يا أبا نؤاس عاشق بائس، لفظه القدرة من بطن حرمان ثم ألقى به حيث تراني، اجوب الأزقة والطرق المعبدة والغير منها، أبيع وهما لنفسي، أمنيها بأبيات شعرك الذي حفظت ولا اخفيك ليس وحدك من أحفظ شعره فهناك المتنبي الذي ما ان أسكر حتى ألبس رداء الشدة و الكِبر ثم اسمع كلماتي من به صمم... لكن يبدو ليس هناك من به صمم غير وحدتي الخرساء... لكن هناك زبانية سلطة متخفين بهيئة سكارى وما هم بسكارى، فألحق ذيل خوفي بأسناني ثم ألوذ هاربا إلى شارعك، أُُمني نفسي بمتعة مع أنثى أي أنثى فعالمي الذي يحيط بي مجرد من كل أنوثة او لمسة منها، إني محاط بخنازير سلطة، كأن لا هم لها سواي مع أني لم أقل شيء يدين أفعالها وما تقوم به من فساد او نهب أو سرقات، حتى جرائم القتل والخطف والمفخخات لم أتحدث عنها مع غيري رغم أني وغيري نراها، كنت أهرب بعيدا رغم أني شاهد عيان.... لا لست شاهد عيان أشطب هذه العبارة يا أبا نؤاس... أعلم جيدا أنك شهدت ورايت وسمعت الكثير لكنت بقيت صامتا اخرس لم تبح إلا عن مجون مخمور... أدرك انك لست المتنبي الذي راح ضحية لسانه، قُتل في صحراء بيوت خالية من الشعر... حتى نصبه أرأيته؟!! لا زال من ذاق و مؤمن في بيوت الشعر التي صاغها يتطلع الى ما يشير إليه على نهر دجلة... دجلة الخير أم البساتين... ضاع وتاه في حبك الجواهري من تعرفيه و لا تعرفيني.... ارايت؟؟ إن حب دجلة وبغداد يصنع من المتسكعين مثلي شعراء و اقسم ليس شعراء مصادفة... إني أقرض الشعر كما يقرض الفأر ما يطوله منذ ان كان درصا، يا له من تشبيه لقد صرنا نشبه انفسنا بالفئران فزمن ان تكون شبلا لذلك الاسد قد ولى... على أية حال.. ها انا استبق ظلي كي أحظى بزجاجة من مخمور قد نال منه السكر و سقط في وحل الخيال، كم أرغب أن تكون الى جانبي نديمة جميلة تنادمني ثغرها و انا أضع بأناملي النقاط التي لم توضع على حروفها الغائرة، أفترش عباءة رجل متدين، أحكي له قصة الصدق والكذب حينما ارتدى الكذب ملابس الصدق بعد ان اغراه بالسباحة معه، فأرتدى الكذب ملابسه و هرب، وحين سار الصدق بملابس الكذب بين العامة لم يصدقوه فكان كل ما يقوله كذب رغم أنه صادق... هكذا عالمنا الأبيض اسود و الاسود ابيض.... ثق بي يا أبا نؤاس إن حياتك الماجنة كانت قبلة للمتسكعين اما توبتك فكانت قبلة لرجال الدين... استحضر من ابيات الشعر التي قلت في حق نفسك
يا ربّ إن عظمتْ ذنوبي كثرةً فلقد علمتُ بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير المجرم
أدعوك ربّ كما أمرت تضرّعاً فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلةٌ إلا الرجـا وجميل عفوك.. ثم إن مسلم
أظنك تنشد التوبة؟ لقد باتت عناوين مداخل ابواب طلب غفران من كان المجون حرثه، ها انا أمامك لا أؤمن بأي شيء سوى ما بين يدي قنينة الخمر هاته التي أظنها توأم نفسي الأمارة بالسوء فلا حظ لي بغيرها... أطمع ان يجسدوا حياتي وسيرتي بِنَصب يكون قبلة للمتسكعين في عالم التسكع فيه يحتاج الى شهادات عليا، يتوشح بها من يصبو لأن يكون دكتور او ثور.... إضحك لِمَ لا تضحك؟؟؟ لا اظنك منهم فأنت فارس الخمر المعتق من تظهه يكون مثلك، انا لا اقصدك او من هم على شاكلتك... إنما عنيت عصرنا هذا او تراه صباح او مساء.... لا عليك سأكتم ضحكتي، يبدو ان مزاجك ليس كما أتوقعه منك في كل مرة سأغادرك حيث رأس المنصور.. سأضع رأسي الى رأسه سأتناطح معه بسؤاله أينا رأسه اكبر أنا أم أنت أم الحمار او الثور، فلا بد أجد عنده الإجابة لأن رأسه كبير جدا.
لاشك سيكون جوابه رأس الجسر أكبر.... الجسر الذي شهد الكثير من القتلى والموتى الشهداء وغير الشهداء دون أن يحرك ساكنا، كأننا نرث الاحداث رضاعة من صدور أمهات ثكلى فهناك على الجسر تركوا نعش من كانت الطامورة بيتا له، تركوه بعد أن نالوا منه بسم زعاف... و ها نحن نتجرع السم من متشدقي التدين والدين بعناوين إسلامية كتب عنها المتنبي وابو نؤاس وتغنت بها ولادة وغيرها الكثير... لا أعرف لم نحن المغضوب عليهم و لم نحن الضالين.... حسنا... حسنا لا تشح بوجهك عني، سأرحل يبدو أني قد إنحرفت عن مساري الطبيعي، سأحمل نفسي حيث الزقاق المظلم الذي تقبع على جانبيه المواخير والحانات... و عرابي الأجساد البشرية، لا تخشى شيئا لست منهم بل انا لي حاوية نفايات أراودها عن نفسها كل ليلة فتجعلني انام معها.. أعني بداخلها هكذا هي حياتي بين زقاق و شارع آخر وبينك وبين الرشيد دون هارون.

القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي



#عبد_الجبار_الحمدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة بعنوان لونلي بيرل ج2
- قصة قصيرة بعنوان/ بيرل الفصل الاول
- ظل العزلة/ قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان فزاعة القرن الواحد والعشرين


المزيد.....




- إسرائيل تكثف ضرباتها ضد إيران وطهران ترد بوابل صاروخي على حي ...
- الحرس الثوري يعلن تنفيذ موجة جديدة من الهجمات ضد إسرائيل أقو ...
- -واينت-: مقتل 3 إسرائيليين جراء إصابة مباشرة بصاروخ إيراني ف ...
- الجيش الإسرائيلي يمنع نشر معلومات أو لقطات للقصف الإيراني وس ...
- لقطات لحرائق ودمار واسع في تل أبيب جراء القصف الإيراني غير ا ...
- لماذا فرضت إسرائيل حصارا تاما على الضفة أثناء قصف إيران؟
- بدء هجوم صاروخي إيراني واسع على إسرائيل الآن وصفارات الإنذار ...
- لقطات فيديو لسقوط صواريخ إيرانية على مناطق متفرقة في إسرائيل ...
- يديعوت أحرنوت: هجوم إيراني جديد بالطائرات المسيرة من المناطق ...
- مباشر: موجات متتالية من القصف والصواريخ بين إسرائيل وإيران ت ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار الحمدي - المتسكع/ قصة قصيرة