أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - القاص والكاتب/ عبد الجبار الحمدي - قصة قصيرة بعنوان/ أؤثث خيالي














المزيد.....

قصة قصيرة بعنوان/ أؤثث خيالي


القاص والكاتب/ عبد الجبار الحمدي

الحوار المتمدن-العدد: 8523 - 2025 / 11 / 11 - 23:25
المحور: الادب والفن
    


بفلسفة الوجود نستشعر اللامعلوم الغيبي عندما نمسك طرف أي وهم نعيشه حتى لو كان ضبابيا... فاليم الذي نبحر فيه قد يكون مليئ بالمخاطر التي لا نحسب لها إعتبار كوننا نسير وفق قدر مناط بالقسمة و النصيب والمصير، تلك العوالم التي ما أن ندور حول فلك إحداها حتى نصاب بالغثيان و الإتيان بحلول للخلاص من سكرة الهلوسة التي تنتابنا...في تلك الحالة نلجأ لعام اللاهوت الغيبي من مقدرات الناسوت التي يتحسسها كل من سرت حمى الهوس والجنون لمناطحة القدر الذي تتجلى قوته وقدرته على ان تنصاع تلك السابقات بمعلومية المكون الأول الذي نعبد تارة ومنا من يكفر او لنقل لا يؤمن به... فعادة الإنسان التظاهر بالقدرة والقوة والغلبة و عدم الاقتناع.. فيلجأ الى الغيبيات بواسطة العرافين فيخيط فتقا لا يمكن ان يرقعة بمقدرات غير قابلة للترقيع.. فالعالم وإن تحيط به الألوان إلا أن الحقيقة المثلى تتجلى بلونيها الأسود والأبيض فلا مناص من الهروب الى جيوب ثكلى بالبؤس والجراحات فالمصير محتم و القسمة متغيرة تارة وتارة مفروضة اما النصيب فلا محالة بين يدي المخلوق إما يقنع به أو لا يقنع، وهنا يبدأ الصراع لإثبات الوجود وقد خط كل شيء في السير أن ما نعيشه ماضي في زمن و مكان اللا زمكان.
هذا ما قاله لي حين كنا في خلوة مساء وقد قطب الليل حواجبه وراحت النار التي اوقدها خيالي أن تنطفيء وتنفث دخان جذم كنا قد جمعناها... لم أعلق كثير وأنا امدد جسمي على الأرض ملتحفا جراب مثل جراب الكنغر البلاستيكي لأحميه من البرد، أما هو فد بحث عن دثار بداخلي فأطئن أن في معزل عما يخاف... كنت حينها أرقب السماء و الحشرات المضيئة تعرج الى السماء كأنها تريد إيصال رسائل مشفرة عن يومياتها.. تبسمت وانا ألتفت الى خيالي الذي رمقني وهو يوم بشفاهه عامدا على كتمها من الحديث غير أن سؤال دحرجته الى ساحة في عقلة كانت ترقب سؤال نفسي فقال لي هات ما عند هيا و لاركن الى الصمت فالمحيط الذي نحن فيه يفوق صمتك... رغم أني قد أعلم ما تريد السؤال عنه لكن.. هيا هات ما في داخل رأسك..
- وأنا اضحك قلت: أتراك عرافا أم قاريء لخواطر نفسي.. لا عليك لا اريد أن أسأل، قلت هذا و اردت أن أثير حفيظته كي يبوح بما يحسبني أن أسأله فقال: ها انت تفعلها مثل كل مرة ترمي الكرة الى ملعبي كي اسدد رمية قد أصيب أو قد أخطئ

- لا ابدا ليس هذا غرضِ إنما اردت أن استشعر لغة الجسد من خلالك فأنت وإن كنت خيال لي لكنك تعيش بداخل عقلي وجسدي، تجسد افكار عقلي الباطن أليس كذلك؟؟

- أتراني طبيب نفسي مثلا كي استمع الى ترهاتك ثم أصف لك بعضا من العلاجات النفسية كقصص محاكاة لقصص جرت في أزمان سابقة؟

- لا ليس هذا القصد يا خيالي العزيز ليس هذا الغرض أو المأرب من تركك تعيش الحالة لكني اردت أن ابصر ما يدور في خلدك قبل أن يسترسل لساني بما تجيش به النفس..

- لا اجدني يا عزيزي بعيدا عن خيالات عقل فكل مخلوق مصيره الموت ولابد أن نعيشه في كل لحظة ألف مرة وإلا هل رأيت أو سمعت أن هناك من عاش آلاف السنين غير الذي قُدِر له كالاشجار مثلا ورغم ذلك فهي تموت في أغلب الاحيان واقفة...

- أعلم جيدا ما ترمي إليه لعلي لا أخفي سرا إن قلت إننا مخطوطات كتبت جملها بصيغ الماضي لتقرأ بلغة الحاضر والمستقبل على ان لا نذهب الى ابعد مما تعنيه الكلمات فما نحن سوى شواهد أحداث و الأغلب مسببيها و مشعلي فتيلها ايضا... فالفتن والمحن وغيرها بالتأكيد مثلك يعلم جيدا أنها لولا ألسنتنا مان لها من تأريخ او حكايا..

- ها أنا تعيد الكرة في نسج خيوطك الوهمية.. او تدعي انك رميت الشباك لتمسك بالهواء، لكن ماذا أقول و الحياة لغز من يريد فك طلاسمه عليه أن يدخل متاهة الخيال ليبحث عن حقيقة ما غذا كنا نمسك بمنطاد الايام وهي تجول في بطن السماء دون وجهة معنية بالرحلة أم ترانا نبحث عن هدف نود أن نسجل هدفا في شباكه وهو خالي من حارس مرمى او شباك او هدف من الأساس...

- دعني أحيك لك بيتا من القصيد كيف يردفك بالمعنى ربما يكون فلسفيا لكنه بالتأكيد يفيك المعنى، ماهو الوقت بالنسبة لك؟ هل لمسته؟ هل جلست إليه؟ هل أنصت لك يوما؟ كما ذكرت أنك تذكر الماضي في الوقت الحاضر أليس كذلك لكنك لا تستشعر حدث و وقت الماضي بمشاعر ووقتك الذي تعيش أليس كذلك؟ كذلك المكان قرأت عنه أو سمعت عنه لكنك لم تره إنما هو إعتقاد او ربما صورة من خيال نسجت على شفاه أحدهم فرسمها لك وصدقتها أنت وأنت رحت تردد ما نقل إليك عن المكان وهكذا الايام والوقت والأزمنة تُدار تسير وفق خط الوقت بعلامات دلالة الى ما يسمى المستقبل وقبله الحاضر الذي نعيش بتلك القصص والقراءات أؤثث خيالي كمت تؤثثه أنت أو غيرك من المخلوقات حتى التي لا تمتلك عقلا لا كنها تمتلك الغريزة والذكريات التي سيقت بواسطة الوقت الذي يواكب الزمن بماضيه وحاضره و مستقبله الغير معلومان فنحن مثل شاطر ومشطور لا ثواني بين اجزاء الثانية سوى خطفة او ومضة لا فضاء يمكنه ان يجمع كل تلك إلا من خلال ما نسميه ساعة من يوم او اسبو او شهر فكل ما قلته لك يمثلك أنت.. أنت الخيال الذي لا يمكن لأي أحد أن يؤثث حيات من يقترن بك إلا من خلال ما ترسمه له في زمن اللامعيار الثابت فحين أقو الآن فتلك يا خيالي تعني لك السرمدية فلا علاقة لها بالحقيقة و الواقعية... لذا سأترك لك عقلي تؤثثه كما تشتهي علِّ أستطيع أن أركن إليك فما بقي لي من فضاءات وهم عمرية.

القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما أنصت إليه/ قصة قصيرة
- حمامتي و أصيص زهور شرفتي/ قصة قصيرة
- زمن أستعارة وجوه..


المزيد.....




- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - القاص والكاتب/ عبد الجبار الحمدي - قصة قصيرة بعنوان/ أؤثث خيالي