أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سناء عبد القادر مصطفى - قراءة في رواية جمال العتابي الموسومة: منازل العطراني















المزيد.....



قراءة في رواية جمال العتابي الموسومة: منازل العطراني


سناء عبد القادر مصطفى
(Sanaa Abdel Kader Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 8543 - 2025 / 12 / 1 - 22:14
المحور: سيرة ذاتية
    


أستهل مقالتي هذه بكلمات اهداء الدكتور جمال العتابي التي كتبها في النسخة التي أرسلها لي من العراق مع أخيه وصديقي صفاء العتابي: " عزيزي سناء، أخيرا ستدخل منازلنا لأنك واحد منا. محبتي. التوقيع جمال في 3/11/2025 ". وأود أن أضيف أن المرحوم والدي عبد القادر مصطفى الموصلي حينما عمل في الفترة الزمنية 1936-1956 في ديوان عشائر لواء المنتفك التابع الى متصرفية لواء المنتفك، كان قد زار بحكم عمله معظم هذه المناطق الواردة الذكر في رواية منازل العطراني والتقى بأهاليها وشيوخها مثل الشيخ بدرآل رميض. أتذكر ذلك من أحاديث المرحوم والدي في جلسات سمر العائلة في بيتنا في محلة السراي بمدينة الناصرية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
تعتبر رواية منازل العطراني من كتب السير الذاتية التي تستحق الوقوف عندها والكتابة عنها لأنها تعكس سيرة ذاتية لعائلة مناضلة نذرت نفسها للنضال الوطني وقدمت شهيدا منها لمستقبل العراق. ونظرا لأهمية هذه الرواية التي انعكست في عدد الأشخاص اللذين قرأوها وكتبت عنها الصحافة العراقية قام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بإعادة طباعتها مرة ثانية وهذا واضح من العبارة الموجودة على الغلاف (الطبعة الثانية). والشيء الطريف في هذه الرواية أن الكاتب لم يذكر تواريخ تسلسل الأحداث التي يمر بها بطل الرواية وعائلته وبقية شخوصها اللذين هم أقارب وأصدقاء محمد الخلف أبو خالد. القارىء اللبيب يفهم ذلك بسهولة وخصوصا اذا كان القارىء عراقياً.
أن ارتباط الانسان بالمكان مسألة تاريخية موجودة منذ قديم الزمان وما قيام الحضارات العالمية وأولها سومر التي قامت في لكش وأور و أوريدو إلا دليل تاريخي على ذلك. ولهذا نرى أن محمد الخلف سوف يلجأ الى مسقط رأسه ، منطقته القديمة للاختباء فيها، ألا وهي العطرانية التي ولد وترعرع فيها وقام بتدريس تلاميذ المدرسة الوحيدة في المنطقة.
- " أين المسار؟ بعد أن بت ليلتك في بيت أحد أصحابك المعلمين في الكوت، أصبحت طليقا الآن ، قالها محمد الخلف بحيرة وذهول، مازلت في ملابس السجن!!" (ص5). بمثل هذه الكلمات يبدأ الدكتور جمال العتابي أبو فرات روايته منازل العطراني لسجين هرب من السجن والتجأ الى بيت أحد أصدقائه القدامى الذين عمل معهم في سلك التدريس في احدى المدارس في جنوب العراق.
يفهم من التسلسل التاريخي لأحداث الرواية بأن محمد الخلف هو الشخص الرئيس ومحور الأحداث التي تدور حولها الرواية، هو معلم سابق نشط سياسيا ولديه عائلة كبيرة تتكون من زوجة (ربة بيت) وعشرة أبناء (ص17).
أرسل محمد الخلف رسالة الى أهله في بغداد بيد نوار من مكان اختبائه في العطرانية . "مضى نوار الى العاصمة مسرعا، من دون أن ينتظر أحدا يودعه من العائلة، سوى محمد الخلف يلاحقه بنظراته حتى توارى"(ص 32).
ما أن وصل نوار مرأب ساحة الأمين في مركز بغداد (وهو مرآب مشهور منذ خمسينيات القرن العشرين كونه موقفا لسيارات نقل الركاب الكبيرة بين الناصرية وبغداد) حتى صار يسأل المارة عن المظلة التي وصفها له محمد الخلف. كان محمد الخلف قد رسم له مسالك الطريق من ساحة الأمين الى الكاظمية ثم الى مدينة الحرية في الشارع المقصود، في أول مظلة وقوف لباص المصلحة في زقاق كذا المقابل لها، البيت العاشر على اليسار"(ص 36).
وبعد جهد جهيد تمكن نوار أبو عباس من العثور على بيت محمد الخلف أبو خالد الذي يتكون من ثلاثة غرف، تشغل عائلة الخلف غرفتين، أما الغرفة الثالثة فكانت مستأجرة لحسنة وزوجها السائق الكهل مزبان الذي يقضي معظم ساعات اليوم في العمل المرهق(ص37).
قام نوار بتهدئة زهرة زوجة محمد الخلف من روعها وخوفها إذ قال لها :" لا تخافي ، هو بخير! كررها لمرات، اهدئي قليلا ، على مهلك محمد طيب وموجود ، أقسم لك بالسيد أبو الماش" (ص 39).
بعد أستمع الجميع لرسالة رب الاسرة وشرح نوار كيفية هروب أبو خالد من سجن الكوت طلب شايا ًساخنا ليرتاح من عناء السفر والبحث عن بيت محمد الخلف.
شرحت زهرة أم خالد كيف استطاعت الاسرة تدبير أمورها المعيشية بعد اعتقال رب الأسرة. انقطع خالد عن الدراسة وبقي في البيت خوفاً من الاعتقال، محسنة انصرفت للخياطة ليل نهار بأجور توفر بعض احتياجات العائلة اليومية كما قام عامر منذ الصباح الباكر يبيع الصمون في الأزقة على دراجته الهوائية. أما عادل وهو الأصغر في العائلة فقام ببيع السمسمية (ص40).
بعد الحديث بإسهاب عن وضع العائلة المادي وتقليص المصروفات الشهرية والاقتصاد بنفقات المعيشة وذلك بالاكتفاء بما هو متيسر من المواد الغذائية في المنزل والتقشف في احتياجات المعيشة. قال نوار: " أختي زهرة ، رتبي حالك للسفر غدا ً أو بعد غد الى العطرانية بسرية تامة وحذر، محسنة بنت شاطرة قادرة على تدبير شؤون البيت بغيابك ، لا أريد أن اتأخر عن محمد أكثر من هذا ، صار معلوم!" (ص41).
في اليوم التالي توجهت ام خالد وخالد والبنت الرضيعة ليلى الى مرآب السيارات المتوجهة الى الجنوب (كراج النهضة) على الرغم من هطول المطر. الوضع السياسي في البلد صعب والاعدامات مستمرة و " هستيريا الحاكم العسكري لا تتوقف ، الاعدامات لا تحتاج مصادقة رئاسة الجمهورية ، نهج تعسفي شرعته وتوارثته حكومات الانقلابات ، العهد الجمهوري يدشن سجله بمجزرة ، وتتواصل تصفيات الخصوم والمعارضين ورفاق الأمس، الحناجر بحت من ترديد شعارات الثأر (ثار ... ثار.. حديد ونار) ، أساليب لم تكتف بالموت ، يتبعها سد نوافذ الحياة بالفصل أو العزل عن الوظيفة " (44). يفهم من النص بأنه وصف واقعي تاريخي لأحداث دموية مرت بالعراق في العام 1963 بعد انقلاب شباط الأسود.
في رواية منازل العطراني وصف جميل ورائع لأجواء الجنوب العراقي وخاصة المناطق المحيطة بنهر الغراف منذ بدايته بعد سدة الكوت حتى مدينة الدواية والعطرانية التي هي جوهر هذه الرواية الشيًقة. يتمتع أبو فرات بملكة أدبية على مستوى عال من الدقة حيث يوجد وصف دقيق لمناخ ومزاج سكان منطقة العطرانية التي تحتل وتشمل جزء كبير من الر واية.
كان لقاءا حميميا بين محمد الخلف وعائلته بعد فراق طويل ، انهمرت دموع زهرة زوجة محمد الخلف ، ضمها محمد الى صدرة وطبع قبلة على جبينها ومسح بأصابعه حبات دموعها وساد جو من الهدوء حين اجتمعت العائلتين (عائلة محمد الخلف وعائلة نوار) وتحسس أبو خالد نشوة اليقظة العذبة التي افتقدها منذ زمن طويل(ص46).
يعتبر راديو الترانسستور الذي حصل عليه من أحد أقاربه مصدر الوحيد والمهم الذي يعرف بواسطته أخبار العالم والعراق خاصة طالما هو حبيس الكوخ الذي يسكن فيه. فهو" ينام ما تبقى من ساعات الليل، فأخبار الراديو لا تجلب له السعادة بل تعمق كآبته "(ص87).
لم يهمل جمال العتابي أن يعكس في روايته العلاقات الإنسانية بين الزوج وزوجته في خضم ظروف الاختباء من عيون رجال ووكلاء الأمن في مكان اختبائه في العطرانية على ضفاف نهر الغراف. وهذا ما نقتبسه من الهمس الليلي في ظلام دامس بين محمد الخلف وزهرة:
" بلغ صوت تنفسها أذنه في ذلك الظلام.
- نعم زهرة..
ألقت نفسها بجانبه لتسأله:
- لم أطفأت الضوء؟
- لأفكر!
- تلقفت شفاهه بقبلة طويلة والظلام يحيط وجهها من كل جانب، وعيونه مغمضة،
ضمته بين ذراعيها واستقرت ملتصقة به، ومازالت تحيط رقبته بقبلاتها تدفن وجهها فيه، وهو يحملق في فضاء الكوخ انحسر ثوبها الى الأعلى بإغراء وقبلته بعنف، لكن محمد أزاحها برفق ونهض، مد يده ليشعل شمعة فغمر المكان ضوء خفيف شاحب، نظر من خلاله لوجهها، كانت لمحة من شجن تفيض منه، وخصلة من الشعر المجعًد تسقط على جبهتها.
- هل أزعجتك؟
- كلا!
- لكن الحزن يطفو فوق عينيك؟!
اقترب منها فضمها بحنان إلى صدره قبًل رأسها، مال زال الحزن يملأ وجهها البريء.
- تأخرت كثيرا، لأذهب الآن .
- من الأفضل أن تبقي معي هذه الليلة، أرجوك! َ
- لن يتسع فراشك لنا!

- سأمد لك بساطا آخر بجانبي.
توسًدت يده وهي تتأمل وجهه، ثم أطفأ ضوء الشمعة "(ص 87-88).
بعد اعتقال طويل لمدة سنتين تقريباً، أفرجت السلطة عن خالد في شهر تشريني بارد بعض الشىء . الحي الذي تسكن فيه اسرة محمد الخلف شبه فارغ ، يضم بيوتا أشبه بأكواخ تقع في الطرف الغربي من الحي. تعجب أخوة خالد الصغار حينما دخل البيت وهو يحمل فراشا على كتفه وصرة ثيابه تحت ابطه لأنهم نسوا شكله وتغيرت ملامح وجهه (ص95).
كان لقاءا حميميا بين الاخوة وحينها سأل خالد محسنة عن أمه، جاوبه عامر بأن أمهم تعمل في معمل النسيج وستعود بعد ساعة من الان. أوصتهم الام بأن يقفلوا الباب ولا يخرجون من البيت.
عادت الأم بعد الظهر الى البيت وبعد العناق واللقاء الذي صاحبه بكاء الام زهرة وخالد ولم تصدق الام عودة خالد إليهم سالما. قال خالد لأمه وهم حول مائدة الطعام بأنها منذ الآن غير مسموح لها بالعمل في مصنع النسيج ويكفي ما تحملت هذه الام المكافحة والصبورة على مقابلة الشدائد وتحمل العذاب(ص97).
تمكن محمد الخلف من الوصول الى بغداد بعد أن قام ابنه خالد وجابر ابن اخته بتصويره وعمل هوية مزورة بصورة الملابس القروية التي تمكن بواسطتها من عبور نقاط التفتيش المنتشرة على الطرق البرية وخصوصا بين بغداد والكوت(ص108). ويتذكر أبو خالد لحظات توديع نوار وبقية الاهل والأصدقاء اللذين قاموا بإوائه لعدة شهور في العطرانية.
" امض في طريقك امض ، ها انت في المدينة تركت وراءك الريف ، الحفرة، العطرانية، عواء الكلاب الهرمة، هاجمتك الشيخوخة مبكرا ، استوطنت الأمراض في جسدك، كان دجلة يصطخب ويفور كأنه بحر متلاطم الأمواج، عن أيما هدف تبحث الان، الغزاة دخلوا بيوتنا وأفكارنا، لقد لازمني التعب، كيف أواجه أهلي بهذه الحال؟. خفق قلبي بعنف ،ِ اجتاحتني الرهبة ثم الفرح حين توقفت السيارة ، في مدخل الزقاق، مشيناه خطوة خطوة، صار علي أن أسأل عن ً الهدوء في انتظار دخول الدار بيتنا، تراجع عني حميد متصنعا الهدوء في انتظار دخول الدار معا " (ص115).
بهذه الكلمات والجمل تبدأ مرحلة جديدة من حياة محمد الخلف في بغداد مع عائلته التي التم شملها مرة أخرى بعد مرور سنين طويلة من الفرقة والغربة في مدن العراق المختلفة والاختباء في ريف الجنوب العراقي وفي متون وعلى ضفاف نهر الغراف الخالد.
كان لقاء الأب بعائلته حميميا وبعد أن سلم على خالد وهدية وأمل وعامر وعادل، توجه الى زوجته زهرة وجرى بينهما الحديث التالي:
"هل كنت وفية على العهد يا محمد؟ كن صريحا تزاحمت الكلمات في فمه، كل كلمة تحاول أن تصرخ أعلى من الاخرى، قال لها: - وفية فقط..؟! أنت أكثر من ذلك، أشجع نساء العالم أنت صبورة ومكافحة بشكل لا مثيل له فقد أثقلتك الجراح، تعلمت على يديك الدرس دعيني أقبل جبينك، أطيل هجوعي أمام يدك بمحرابك القدسي المهيب أصليِ لك صلاة ابتهال ، ألتمس السماء أن تهبك ِ الصحة والقوة، تركتك وحدك كنت واقفة بثبات يشحب في عينيك القمر، قلت لها بحنان ممزوج بالمرارة: ليتني أرد َين لك ما في عنقي من دين لك"(ص128).
تمكن خالد من اكمال الإعدادية وبمعدل جيد يؤهله للقبول في كلية التربية وليصبح طالبا جامعيا. عمت فرحة كبيرة في بيت محمد الخلف مع زغاريد قوية ملأت البيت من أم خالد.
مرت السنين بسرعة وتغيرت الأحداث في خضم البحث عن عمل يناسب محمد الخلف، ولكن كيف وهو الملاحق أمنيا وسياسيا. عمل بضعة أيام في صبغ الدور والبيوت السكنية ولكن بعد تعرضه لحادث سير وهو يسوق دراجته الهوائية أقعدته البيت لعدة أيام. اشترى خالد له من سوق السراي ببغداد لوازم وعدة الرسم من فرشات وألوان وأوراق ليرسم كما كان سابقا أيام عمله في التدريس وحتى كان يحنط الحيوانات والفراشات وقتذاك.
قام محمد الخلف بعرض لوحاته في مركز الفنون في الكرادة لبيع الاعمال الفنية عسى ان تلقى لوحاته القبول في سوق بيع الأعمال الفنية التشكيلية (ص147) ويحصل على دخل متواضع يساهم في تغطية مصاريف الحياة اليومية للعائلة الكثيرة العدد من الأولاد والبنات.
" كان خالد يمسح العرق عن جبينه، حين دخل المنزل مسرعا وقف أمام أبيه : - منذ الصباح كنت في غاية الفرح والسعادة حين أخبرني صديقي ً سليم، أن عليك الاستعداد بعد غد للالتحاق بعملك الجديد، أمينا َ للمخزن في شركة رست عليها مقاولة بناء منشآت معمل الزجاج في الرمادي " (ص163).
" تذكر أن عليك مراجعة المركز الصحي للحصول على شهادة التطعيم ضد الكوليرا. كان البلد في حالة مواجهة مع أزمات سياسية واقتصادية، ً في ً عاليا وصحية كذلك، إذ شهدت أجهزته الصحية استنفارا التصدي لوباء الكوليرا الذي اجتاح البالد، ينصرف الناس صباح كل يوم إلى الوقوف طوابير طويلة أمام المراكز الصحية انتظارا للتطعيم، غير آبهين بالصراع على السلطة بين العسكر والمدنيين في ظل حكومة ضعيفة " (ص164).
سأل محمد الخلف ولده خالد:
" - أية وصايا لي من سليم؟
- معلومات تتعلق بمهامك في المشروع، مرتبك الشهري وأخرى عن موقع العمل القريب من ناظم الورار المتفرع من نهر الفرات، المشروع يضم عددا من المغضوب عليهم مهندسين، فنيين من المفصولين والمعتقلين سابقا من جماعتك ، مدير الشركة رجل نبيل اختار فريق العمل من صنفه لينتشلهم من البطالة، أنا متأكد أنك سترتاح معهم كما هي فسحة تنقلك الى أجواء أخرى بعيدا عن العاصمة وزحامها، وعيون الرقابة مع أن الحذر مطلوب هناك " (ص166). عقد أبو خالد علاقات صداقة جيدة مع بعض الموظفين في العمل ومنهم أبو طه العسكري المفصول من وظيفته (ص168).
كان وقع خبر استشهاد خيون أخ أبو خالد له تأثير كبير على نفسيته حتى أن أم خالد انتقدت خالد على اخبار والده بالحدث الجلل ولكن خالد قال لأمه ، أن الخبر نشر في وسائل الاعلام المختلفة في داخل العراق وخارجه كما تحركت قطعات الجيش والشرطة الى مكان الحادث.
أتذكر ذلك جيدا وكانت الأخبار تصلنا الى بغداد في ربيع العام 1967من أصدقائنا في مدينة الناصرية التي كانت طريقا لقوات الجيش القادمة من بغداد . كما نسجت الكثير من القصص عن بطولة الثوار في منطقة أهوار الغموكة في قضاء الجبايش التابع الى لواء الناصرية آنذاك. وقد أصدر المناضل عقيل حبش الذي ساهم مع الشهيد خالد أحمد زكي في التنظيم وفي المعارك كتابه الموسوم : نشيد الموت – شهادة حية من لهيب المعركة الصادر في العام 2018 من قبل دار ورًاقون في البصرة.
" أين يكمن الخطأ ؟ يجاوب طه على السؤال:- بصراحة أقول يا محمد، أن تجربتنا سلسلة من الأخطاء المترادفة، بتقديري أن الصيغة الأبلغ للسؤال هي: من المسؤول؟ كلنا يعرف أسرار نجاح المرء في قدرته على تحمل المسؤولية، من السهل تجاوزها لكن لن نستطيع أن نتفادى النتائج المترتبة على الفشل، تأكد أن الاعتراف بالخطأ سيوفر آلاف العلاجات، وقيمة المراجعة إذا ما صدرت عن ضمير صادق، انها تنصف أولا جيلا من رجال الثقافة الانسانية المنفتحة " (ص172).
بعد التخرج من الجامعة نسب خالد للعمل في الفلوجه وصديقه سليم في ديالى. ذهب خالد الى البيت ليزف لهم خبر التعيين. قال خالد لأمه:" خذيني أليك، أعطني كفيك أقبلهما. جاوبته أمه:
- الله يزيل همًك ولدي، ويفرحك دائماً " (ص183 .
" بعد ان تغير الوضع السياسي في العراق منذ شهر تموز العام 1968 أصبح بمقدور محمد الخلف إكمال معاملات العفو بعد نشر القرار في الجريدة الرسمية، ومراجعة وزارة المعارف لغرض الاسراع في عودته للوظيفة معلما في احدى المدارس "(ص187).
اقترح محمد الخلف أن ينتقلوا الى دار سكنية أوسع وأحدث ولاقت الفكرة استحسان جميع أفراد العائلة. قال لهم أرجو أن تتكفلوا مهمة البحث عن بيت يقع في منطقة جيدة، ريثما يعود من العطرانية بعد أن يحضروا مراسيم الفاتحة على روح أخيه خيون (ص188).
بعد انتظار دام بضعة أشهر " ألقى محمد الخلف نظرة سريعة على الجريدة التي نشرت قرارات أسماء العائدين إلى الوظيفة بعد إسقاط محكومياتهم، وهو يرتشف شاي الصباح، غمر الأسرة فرح رفرف فوق الوجوه، شرع الزوار يتدفقون طيلة النهارعلى البيت لتهنئة أم خالد من دون ضجيج "(ص205) .
التحق أبو خالد بعمله الجديد في احدى المدارس الابتدائية حيق يقوم بتعليم الأطفال القراءة والكتابة. وفي وقت الفراغ يذهب للتمشي في المتنزه مساءا. شعر بأنه اكتسب حياة جديدة لا مكان فيها للخوف وحتى الموت. يرفع رأسه ببطء ليرى سليم أمامه ينتظر منه السماح بالجلوس جنبه. شكره في البداية على تشغيله أيام المحنة، جابه سليم بأن الجماعة هم اللذين تفضلوا عليه بالعمل في مشروع بناء مصنع الزجاج في الرمادي. والذي قام الاتحاد السوفيتي ببنائه وتشغيله وهو أحد مشاريع الاتفاقية الاقتصادية بين العراق والاتحاد السوفيتي التي وقًعت في العام 1959. (حينما كنت طالبا في السنة الرابعة والأخيرة من قسم الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية قمنا بزيارة لهذا المصنع في ربيع العام 1972) .
عرض عليه سليم بالعودة الى الجماعة! وحدد له موعد لإعطاء رأيه بعد ثلاثة أيام. يصاب محمد الخلف بذهول كبير ولم يتمالك نفسه وتذكر أيام السجن والتعذيب. وبعد لقاءه بسليم في المقهى بعد ثلاثة أيام اعتذر عن العودة الى التنظيم لأنه في حالة صحية ونفسية لا تؤهله بالعمل مرة أخرى في العمل الحزبي. افترق الاثنين على أمل أن يستمرا في علاقة جيدة بعضهما لبعض وحيث قال محمد الخلف لسليم : أعدك أني سأكون حريصا َ جدا على صداقتي بك وفيا لها. ابتسم في وجهي، غمرني بوجوده، وربت على كتفي.. أخذت يديه بين يدي وانسحبت بهدوء وقد جلًل المكان صمت مؤثر." (ص209).
لم يوفق عادل في السفر الى خارج العراق، إذ قامت شرطة الحدود باحتجازه لمدة من الزمن ومن ثم أطلق سراحه بعد ان دار بينه وبين الضابط الحديث التالي:
"- أنت ممنوع من السفر، لست وحدك إنما كل أفراد عائلتك
- هل بإمكاني معرفة السبب ؟ -
- لا تسأل أسئلة سخيفة! تسكت وكفى!
- هل أنا معتقل؟ أرجو أن توضح لي حضرة الضابط؟ أنا لم ّ أرتكب جناية أو جنحة، هل قراءة الكتب جريمة أستحق عليها المنع من السفر ؟ -
- ستعود بأول قطار نازل إلى الموصل، عفونا عنك لأنك لا تنتمي لتنظيم معاد لـ“الثورة“! والا كان الطمر في انتظارك " (ص214).
" التحق عامر وضياء بالعمل في القسم الفني شريكان لشقيقهما خالد في الميدان نفسه، يراقب ويتابع جاحهما في المهام الموكولة لهما، إلا أن الدهشة كانت تتملكه حين يتساءل عن أسرار الابداع التي تفجرت لدى عامر على وجه الخصوص بوقت مبكر: نحن الاخوة جميعا اكتسبنا تجربة العمل خبرة وتميزا ، من دون دراسة نظرية في معهد أو كلية تؤهلنا لمنافسة ذوي الاختصاص، زملاؤنا في العمل يصفوننا أننا خريجو ( مدرسة محمد الخلف) الامر مختلف لدى عامر بيننا، يبدو أن في عروقه يسري دم ينبض بالفتوة والشباب تقوده الاحلام لعالم جديد، تستقبله الصحافة فتفتح له أفقها الفسيح، يحتضن العالم في ورق ماكيت جريدة أو مجلة "(ص216).
في احدى الامسيات وبعد أن انتهوا من العمل في جريدة الحزب انطلقا كالعادة لقضاء سهرة في احد الأماكن ، قال ضياء لعامر - ما أقدمت عليه السلطة لم يعد يحتاج إلى دليل، مهاجمة بناية الجريدة وضعت الجميع أمام خيار صعب، أما الاستسلام أو الهرب .
مرت الأيام والسنين وبعد نشبت الحرب العراقية-الإيرانية 1980-1988 التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل وسميت بالحرب العبثية من قبل الشعب العراقي، التحق عادل ولبيد بجبهات القتل بعد شمول مواليدهما بالخدمة العسكرية.
قال محمد الخلف، حربهم ليست لنا ناقة في رحاها ولا جمل، أية حرب والبلد غارق بالأسى والجنون؟ لماذا تتجه هذه البلاد نحو الكارثة؟ لماذا يعاقب أهلها بهذه الدرجة من القسوة؟ لماذا يغتني الغرباء من حروبها الخاسرة؟ كأن قدرنا أن ننشد طوال حياتنا: ”يا أهلاً بالمعارك! “ (ص221). كما كان يغني المطرب المصري المرحوم عبد الحليم حافظ.
بلغ عدد ضحايا الحرب من الجانب العراقي نصف مليون والجرحى حوالي المليون من المدنيين والعسكريين . أنا أسميتها بحرب البسوس. ( وقعت هذه الحرب بين قبليتي من قبائل العرب حيث وقعت بين قبيلة تغلب بن وائل وبعض حلفائها ضد بني شيبان من قبيلة بكر بن وائل. كما يرجع تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى امرأة كانت تدعى بالبسوس بنت منقذ التميمي حيث اشتهرت بالبؤس والشؤم، حتى صار الكل يقول شؤم البؤس),
" في إحدى الاجازات عاد عادل جريحا إصابته بليغة بسبب شظية كسرت ساعده الأيسر، إثر هروبه من الدبابة المحترقة التي يقودها هو، خلت الغرفة من الاولاد عدا أمه وأخته ليلى، استعاد محمد الخلف شيئا ً من هدوئه لسماع قصة ابنه الجريح الذي يضمر في داخله سعادة غامضة، بسبب تمتعه بإجازة طويلة من المستشفى " (ص229).
" كانت أمه قريبة منه تستمع إليه، لم تصدق عيناها أولا لكنها نهضت فجأة وعانقته بحرارة، جلست جنبه على الأرض، فجأة ّ تعكر مزاج عادل حين بدأت تتذكر ولديها: ضياء وعامر، ثم سألته :
- هل لديك أخبار من أخيك لبيد ؟ -
- نعم، لبيد أفضل مني بكثير، لا يواجه الخطر بشكل مباشر، وحدته العسكرية بعيدة عن جبهات القتال الساخنة "(230).


- هل نحتاج إلى ساعة أخرى ننتظر؟ أرجو أن تسأل هذا الكائن الجالس خلف مكتبه.
وجه محمد الخلف السؤال لابنه خالد بعد نفاد صبره في الانتظار.
- لا ضرورة للسؤال أبتي ! كان يهمس في أذنه، هذه أساليبهم الدنيئة التي اعتادوا عليها في تحطيم أعصاب مراجعيهم، سنمكث وقتا أطول، وربما يؤجلون الموعد إلى مساء الغد، علينا أن نتقبل الحال ونصبر (ص237).
هذا هو حال مراجعات دوائر الأمن والمخابرات ليس في العراق فقط وانما في معظم دول العالم وخصوصا في دول العالم الثالث ، وهو الاستهانة وعدم احترام المراجعين.
اسمع محمد: ابنك عامر واحد من مجموعة مخربة في البلاد تهدد الأمن، هو أحد عناصر التنظيم السري المتآمر على النظام، كنا لهم بالمرصاد، أحيلوا إلى محكمة ( الثورة) وقررت الحكم عليهم بالإعدام شنقا، ونفذ الحكم، مفهوم!! إياك أن تسألني متى وأين الجثة؟ المتآمرون لا قبور لهم!! راجع الدائرة بعد عدة أيام لاستلام شهادة الوفاة، أحذرك! بلا عزاء، بلا صراخ وكفى (ص238).
بعد معرفة الخبر اليقين عن مصير عامر المأساوي وكيف سيخبرون العائلة بذلك وخصوصا الام وزوحته؟؟!! جرى مداولة الأمر بين محمد الخلف وابنه خالد.
- كيف نتصرف يا ولدي؟ اسعفني حالا بجواب يهدىء من حيرتي ولوعتي.
- ندع التبليغ سرا بيننا نحن الاثنين، نحفظه في صدورنا، كي لا يتسرب إلى الأهل وزوجته ، باعتقادي أن شيوع الخبر سيخلق لنا متاعب كثيرة، هل توافقني على هذا الرأي ؟
- لا رأي عندي، ا فعل ما تراه مناسبا (239).
توجها الى بيت أسد صديق خالد وذلك لتخفيف أثر الخبر الصادم وإعادة ترتيب أفكارهم، ولكن محمد الخلف ذهب الى البيت. بادرته زوجته بالسؤال عن أخبار عامر ، جاوبها علينا الانتظار. قال لها اسمحي أن أستريح (ص240).

ؤالء الكائنات يكذبون، ال يتقنون شيئا ّ محمد الخلف يخاطب )مي( زوجة عامر التي دخلت دوامة السؤال والمراجعات : - أنا غير مقتنعة بمراجعاتكم، لدي شك بإإلجابات حول مصير ً في الوصول إلى الحقيقة، لقد زوجي ! لذا اخترت ما أراه مناسبا ّ تعبت يا عم، مرت أعوام وأعوام من دون جدوى! (ص242).
لم تقتنع مي زوجة عامر بجواب أبو زوجها وقررت مراجعة دائرة الأمن بنفسها,
تلقت مي ورقة تبليغ من مسؤول الأمن الذي قال لها بأنهم بلغوا والده بقرار الحكم والذي هو الإعدام. وتم تنفيذه. وقام بتسليمها نسخة من قرار الحكم (ص243).
هل من خبر جديد يا خالد؟ أراك تتمتم مع نفسك.
- لا جديد! إنما تنقل الاخبار أن الحكومة قررت إخلاء السجون تماما،ً والعفو عن كل المحكومين والسجناء، والمحكومين با لإعدام، والهاربين، والسجناء العرب، وإطلاق سراحهم (ص252), وأفاد مسؤولو السجون أن كل من يشملهم العفو سيغادر السجن خلال 48 ساعة .
- طيب، سأنتظر 48 ساعة !! بدءا من يوم صدور العفو. (ص252).
تركت أم خالد الباب الخارجي مفتوحا، ومنعت صلاح أن يوقف سيارته في الممر الموازي لحديقة البيت حتى يمكنها أن ترى الداخل والخارج من البيت. مضى يوم واحد وهي مثل تنتظر قدوم عامر. فكرت أن يكون عامر قد ذاكرته وأصابه النسيان. قام أبو خالد بطمأنتها
ولا يوجد داع للقلق. هرب الاب الى الصالة وهو ينتحب. كانت وصيتها أن تحتضن عامر برخامة واحدة لشاهد قبرها.
"انقضت الـ 48 ساعة، لم يأت عامر، أوصدت الباب حين أدركت ضياع الأمل، أغلقت جفونها قبل الصلاة وهي ممتلئة بالدموع، َلم يطلع عليها الفجر"* (ص253).

بغداد: منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، 2023.
الطبعة الأولى2023.
رقم الإيداع ( 1406) في دار الكتب والوثائق ببغداد لسنة 2023.
ISBN:978-9922-677-93-4



#سناء_عبد_القادر_مصطفى (هاشتاغ)       Sanaa_Abdel_Kader_Mustafa#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد الكلي النرويجي في العام 2025
- قراءة في كتاب العشاب ( حاجٌّ إلى الحُقولِ النَّائية) للدكتور ...
- تصريحات دونالد ترامب القاسية حول روسيا الاتحادية
- قراءة في المجموعتين الشعريتين للزميلة رجاء القيسي
- ديون العراق البغيضة
- المشاكل الرئيسة في تطوير الاقتصاد النرويجي؟
- تأثير الذكاء الاصطناعي على تطوّر قطاعات الاقتصاد الوطني العر ...
- فساد فلوديمير زيلينسكي
- محاولة لسبر غور بوح الغربة ورسائلها للشاعر ناظم زغير التورنج ...
- قراءة في كتاب رياض عبد الكريم الدولة الغريقة والهروب الى الأ ...
- التعرفة الجمركية الأمريكية وآثارها الاقتصادية
- رأي في بحث ستار جبار رحمن الموسوم: الاقتصاد الريعي كنموذج رأ ...
- منهجية ابراهيم كبة في التدريس والادارة والبحث العلمي
- تقاطعات الاتصال والدراسات الثقافية: القوة والهوية والتأثير ا ...
- قراءة في كتاب الخيار الآخر
- نظرة سريعة على بعض المؤشرات الاقتصادية في النرويج
- كيف يؤثر عدم المساواة الاقتصادية على التنمية الاجتماعية
- تصريحات دونالد ترامب النارية
- مشاكل جدية تواجه إدارة دونالد ترامب - مقاومة على جبهة الطاقة
- ماذا حدث في سوريا؟؟


المزيد.....




- دبلوماسية أمريكا تواجه اختبار الكرملين.. هل ستنجح في إنهاء ح ...
- ترامب يحذر إسرائيل من -عرقلة تطور سوريا- ويشيد بأحمد الشرع.. ...
- دعم أوروبي موحد لأوكرانيا قبيل زيارة مبعوث ترامب لموسكو
- -الأبد هو الآن- يحتفل بنسخته الخامسة
- البابا يصلي في لبنان من أجل السلام ويدعو قادة الطوائف إلى رف ...
- ترامب يعمّق من أزمة المصابين بالإيدز ويقذف بمصير الملايين نح ...
- القضاء الفرنسي يحكم على مغربي بالسجن ثمانية أشهر بتهمة معادا ...
- ما خلفيات ارتفاع أرباح مصنّعي السلاح في العالم وهل هو مؤشر ع ...
- ماذا نعرف عن محاكمة نتنياهو وطلب العفو من الرئيس الإسرائيلي؟ ...
- ما مدى استعداد الصحفيين الناشئين لمتطلبات المستقبل؟


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سناء عبد القادر مصطفى - قراءة في رواية جمال العتابي الموسومة: منازل العطراني