أميمة البقالي
(Oumaima Elbakkali)
الحوار المتمدن-العدد: 8540 - 2025 / 11 / 28 - 18:40
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يشهد العالم اليوم ثورة غير مسبوقة في مجال الذكاء الاصطناعي، جعلت الكثير من القطاعات تعيد التفكير في طرق العمل وأساليب الإنتاج. ففي عام 2025، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية مساعدة، بل أصبح جزءاً أساسياً من العمليات اليومية في الشركات والمؤسسات. ومع هذا التطور السريع، أصبح السؤال المطروح: هل الذكاء الاصطناعي يُمثل تهديداً حقيقياً للوظائف التقليدية، أم أنه فرصة لخلق وظائف جديدة أكثر تخصصاً؟
الواقع يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يُلغي الوظائف، بل يغيّر شكلها. فالوظائف الروتينية والمعتمدة على التكرار هي الأكثر عرضة للتغيير، بينما تزداد قيمة الوظائف القائمة على المهارات الإنسانية العميقة مثل الإبداع، وحلّ المشكلات، والتواصل، واتخاذ القرار. وقد بدأت شركات عديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين خدماتها:
ففي القطاع الصحي، تساعد أنظمة الذكاء الاصطناعي الأطباء على تشخيص الأمراض بدقة أكبر.
وفي التعليم، تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتخصيص التعلم حسب مستوى كل طالب.
وفي التجارة، تعمل الخوارزميات على تحليل سلوك المستهلك وتقديم توصيات دقيقة.
لكن التغيير الأكثر وضوحاً يحدث في سوق العمل نفسه. فهناك آلاف الوظائف الجديدة التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة مثل محلل البيانات، مطوّر الأنظمة الذكية، متخصص الأمن السيبراني، ومصمم تجارب المستخدم. هذه الوظائف لم تكن موجودة قبل سنوات قليلة، وهذا ما يجعل المستقبل مفتوحاً أمام كل من يرغب في التطور.
ورغم التحديات، يبقى الجانب الإيجابي أكبر بكثير. فالعالم اليوم يشهد دمجاً قوياً بين الإنسان والآلة، يقوم الإنسان من خلاله بإدارة التكنولوجيا وتوجيهها، بينما تتولى التقنيات الذكية المهام الثقيلة والمعقدة. وهذا يعني أن الجيل الجديد من القوى العاملة سيحتاج إلى مهارات جديدة، أهمها: التفكير النقدي، المرونة، التعلم المستمر، ومهارات التواصل.
في النهاية، الذكاء الاصطناعي ليس تهديداً بل فرصة ذهبية. فالنجاح في سوق العمل المستقبلي لن يكون للأقوى جسدياً، بل للأكثر قدرة على التكيف والتعلم وتوجيه التكنولوجيا لصالحه.
#أميمة_البقالي (هاشتاغ)
Oumaima_Elbakkali#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟