أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمّد العُرَفيّ - عزلة














المزيد.....

عزلة


محمّد العُرَفيّ

الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 21:05
المحور: الادب والفن
    


لم أَنْسَ بعد
تلك الأغنياتِ التي لا تُغنَّى
بل تنبُتُ من أفواهٍ مفتوحةٍ على الصمت
تلك القصائدِ التي تنامُ في أحشاء حجر

تلك الكلمات التي كتبتها يدٌ مقطوعةٌ على زجاجِ نافذةٍ لا تطلُّ على شيء

مقاطعُ الأفلامِ الرمادية
التي تُعرَض في رأسي كلَّ ليلةٍ
على شاشةٍ من جلدِ الجفنِ الداخلي
تُبَثُّ دون صوت
والأبطالُ فيها يموتون ثم يُعيدون موتَهم
كأنهم نسخٌ مني لا تملُّ الفناء

الصورُ القديمةُ لا تبتسم
بل تُحدِّق بي كما يُحدِّقُ الجُرحُ في مشرطٍ مهجور

الرسائلُ التاريخية
المكتوبةُ على جلدِ غزالٍ لا يؤمنُ بالكتابة
ما زالت تتنفسُ داخل درجٍ لا يُفتح
كأنها تنتظر من يقرأها بلسانه فقط

والمقولاتُ المأثورة
تمشي على عكّازٍ
تضحكُ من نفسها
وتتبولُ على الكتبِ المقدسة

وأحاديثُ المحبّين
تخرجُ من جهازِ تسجيلٍ معطّل
تدورُ وتدور
ثم تختنقُ بسلكٍ بلا مصدر

كلُّ هذا وأكثر
معلّقٌ في ذاكرتي
كأظافرَ لم تُقَصّ منذ قرون
أو كمعطفٍ في خزانةٍ
توفّي صاحبُه
لكنّه ما زالَ يتحركُ كلَّ ليلة
يلبسُ نفسه
ويخرجُ من البيتِ دون أبواب

في الصباحِ الباكر
عندما يستيقظُ أحدُ ما
من حلمِ شخصٍ آخر
سيجدُ دمي
مُوزَّعًا على الحائط
كخارطةِ هزيمةٍ شخصية

وماءَ العزلة
يتسرّبُ من الطاولة
كأنّ الخشبَ صار جسدًا يبكي

عندها
سيدركُ  أو لن يُدرك
أنني كنتُ هنا
أكتبُ أوّلَ رسائلي الأخيرة
أو أكتبُ آخرَ حروفي الأولى
لكنّه لن يهتم
إلا إن قيل له:
صاحبُها معروف
كانَ يكتبُ من داخل نفسه
كما تهمسُ الكارثةُ لظلّها
في اللحظةِ التي ينسى فيها الليلُ اسمَه.



#محمّد_العُرَفيّ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنشودة الضوء
- -أنشودة الضوء-
- إلى -آن- 🍒
- إلى من كتبت: -سيجيءُ الموتُ وستكونُ له عيناك-
- آن
- أنشودةٌ لم تُدرَك
- سَدِيمٌ وَسَنٌ
- أسنّة ثلج
- أصداء منسية


المزيد.....




- النسيان على الشاشة.. كيف صوّرت السينما مرض ألزهايمر؟
- وفاة فنان عراقي في أستراليا
- رحيل الفنانة بيونة.. الجزائر تودع -ملكة الكوميديا- عن 73 عام ...
- معجم الدوحة التاريخي.. لحظة القبض على عقل العربية
- الرئيس تبون يعزي بوفاة الفنانة الجزائرية باية بوزار المعروفة ...
- رحيل الفنانة الجزائرية باية بوزار المعروفة باسم -بيونة- عن ع ...
- وفاة أسطورة السينما الهندية.. دارمندرا
- موسيقى وشخصيات كرتونية.. محاولات لمداواة جراح أطفال السودان ...
- مسرحي تونسي: المسرح اجتماعي وتحرري ومقاوم بالضرورة
- الفنانة تيفين تتعرض لموجة كراهية وتحرش لمشاركتها في نقاش عن ...


المزيد.....

- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمّد العُرَفيّ - عزلة